عبدالرحمن بجاش - بعض من يديرون الآخرين يظلون يتعاملون في إطار عالم هم تخيَّلوه، واقتنعوا أن على الآخرين أن يأتوا غصباً عنهم للعيش بين جدرانه والامتثال للقواعد الحاكمة التي حوَّلها واضعها وحده إلى قانون فرض على الآخرين أن يستظلوا به رغماً عن قناعاتهم وانتماءاتهم.. يتعامل بوحي أنه كل شيء وأي شيء؛ والآخرون لا وجود لهم!!
أمثال هؤلاء لا يدرون أن العالم أصبح قرية، وأنك بلمسة سحرية تصل إلى الجانب الآخر من الكون بعد أجزاء من الثانية..
غير راضين ولا موافقين على أن العالم أصبح فضاءً فسيحاً، حتى مجرد النحنحة بواسطة التطور الذي أصاب وسائل التواصل والاتصال تصل إلى أي نقطة في الكرة الأرضية بلمح البصر..
لأنهم منغلقون، يظلون يتعاملون مع الحقائق التي حولهم بنوع من الاستعلاء، ولا يدركون أن الآلة أصبح لديها القدرة أن تَسْخَرَ منهم..
هؤلاء يتصرفون باعتبار أن الآخرين لا عقول لهم ويجب أن يكونوا كذلك.. ويهزون رؤوسهم موافقين على كل ما يقول ويكتب..
لا يدرك مكابر أن العالم تغيَّر، وأن هذا البلد لم يعد مغلقاً عليه الأبواب والنوافذ، وأن رياح التغيير تهب عليه من كل جانب..
وإذا حدث ونبَّهتَـهُ يا ويلك ويا سواد ليلك، كيف تنبّههُ وهو على كل شيء قدير !!!
وزِدْ من الشعر بيتاً.. يتعاملون مع الآخرين على أنهم قطعان من غنم، تقول لهم: أنا في حزب آخر، فئة أخرى، طائفة لها طريقتها في التعامل مع أمور الدنيا والدين، إنسان يفكر بطريقته وله فكره، فكيف تجبرني على أن أكون معك غصباً عني؟!!
الوظيفة مسألة لها بُعدها الوطني والإنساني والقانوني، فلم يوجد قانون يقول تريد أن تتوظف فكُنْ معنا!!
أنا مع الوطن، والوطن حق الناس كلهم، والوظيفة حقٌّ من حقوق المواطن..
من يديرون الناس ينتقدون النظام السابق ليل نهار بأنه كان فاسداً، ويتهمون ثورة 26 سبتمبر 1962م بأنها خرجت عن المسار، وأنهم يصححون المسار.. فهل إلغاء الآخر تصحيح للمسار، وهل تغيير المناهج بالشكل الذي تم به تصحيح للمسار الوطني؟؟.. فإذا كان المذهب الزيدي قد غَيَّبه طرف آخر، فلا ترتكبوا نفس الخطأ وتُغَيّبوا المذهب الآخر والطوائف الأخرى.. لماذا تعاقب جموع الناس؟!!، ثم إن المذهب الزيدي على العين والرأس؛ الخشية مما لا علاقة لنا به!!
لعل الجميع يتذكر قراءة كل خميس "للميثاق الوطني"، قُرِئ مراتٍ كثيرة حتى ضجر الذين كانوا يحرصون على الحضور، ولم يعاقَب من لم يكن يحضر..
ليس من صالحي أن أجبر أحدا على أن يكون معي بدعاوى مختلفة، فلن يكون معي لو قلبت الدنيا على رأسه..
العقل يريد عقل..
والجنان كما قال ذلك المجنون العاقل "يشتي عقل".. العاقل من يفهم ويتعظ..
لله الأمر من قبل ومن بعد.
|