أ/ نبيل محمد الحضرمي - من بيرق التأريخ والأمجاد
صفحاته انصهرت بضوء مداد
واستنهضت مجداف كل عزيمة
جبارة في وثبها المتفادي
ما أروع التأريخ يسطع صبحه
من وحي صوت الحق حين ينادي
من كان يحسب أن يوماً ينجلي
في الأفق بعد ظلامه المتمادي
ويرى الأماني في الجفون سنابل
تتلو بزوغ الفجر في الآماد
وعلى كتاب الضوء وحدة عالم
والمنتمى العربي للأجداد
يا ثورة الثورات في طوفانها
الأقصى ، بدرب الفتح والميعاد
ضربت بأعماق الوجود جذورها
كالراسيات ، وطول كل عماد
ليست كقنبلة انفجار قابل
للانشطار على فتيل رماد
أو صفقة يضفي البريق دخانها
مثل السماد على رفات حصاد
هي غاية الغايات منذ تجذرت
بهوية الإنسان في الميلاد
خفقت عليها الشهب في أعلامها
بلواء تاريخي وصك جهادي
والبحر يقرأ في السماء ظلالها
فرعاً لأصل ثابت الأوتاد
من سفح ردفان إلى نقم
إلى جيزان أو نجران في الأبعاد
من قبل أن تبدو بخارطة المدى
عددين منقسمين في تعداد
ولبئس من ساموا البلاد ودمروا
أرضي وباعوها بسوق مزاد
وتقاسموها سالباً عن موجب
كالصفر خارج قسمة الآحاد
فلسوف نستجلي الحقيقة من ضحى
الحق المقدس ، كاجتلاء الضاد
ونلملم الأشلاء في مجرى الدما
قلباً زكي الروح في الأجساد
يا أمة الوطن المقدس فجره
بشعاع مسرى القلب والأكباد
عودوا لوحدتكم وعيشوا للبِنا
في ظل أرضي ، والجميع بلادي
|