موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


السياسي الأعلى: اليمن يتموضع بقوة في المنطقة - الاحتلال يغلق مدارس للأونروا في القدس - صنعاء تطالب بلجنة تحقيق دولية - اليمن يستهدف "رامون" و"ترومان" - 213 صحفياً استشهدوا في غزة منذ 7 أكتوبر - 57 شهيداً وجريحاً في صنعاء وعمران - ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة - صنعاء تعلن صرف نصف راتب - إعلان صرف معاشات مايو في صنعاء - صنعاء: العدوان الصهيوني لن يمر دون عقاب -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 10-مارس-2025
محمد عطبوش -
وبَّخني دكتور مغربي لأني سألته هاتفياً "انته موجود؟" فلم يحب مناداته "انته" هكذا..

كالمصريين، يرى المغاربة من عدم الاحترام توجيه الخطاب للشخص مباشرة، وإنما إلى حضرته، سيادته، ونحو ذلك من ألفاظ الالتفاف تعبيراً عن الاحترام..

من سوء حظي (أو حظ الدكتور!) أننا لا نعرف هذا الاستعمال في اليمن، وأنا شخصياً أستثقله للغاية، باستثناء أهل صنعاء، حيث يحرصون على خطاب الكبير بصيغة الجمع (تغديتو يا أباه، كيفكم يا أستاذ)..

بعدما وضَّحت سوء الفهم للسيد اللطيف، الذي ظن أنني مغربي "وهادشي فرحني بزاف حيت الدارجة ديالي غادي تتحسن"، إلا أني تساءلت عن سبب غياب هذا الاستعمال عندنا؟، هل من قلة تهذيب أم للأمر خلفية ثقافية؟

الخطاب بالجمع شائع في معظم اللغات، في الجورجية مثلاً تعلمت أقول بردزاندبيت (حضرتكم)، وفي العبرية ينادي اليهود الرب "أدوناي" بمعنى "سادتنا" جمعاً، لكن في اليمن منذ عصوره القديمة فإن المعبود لا يُشار إليه إلا مفرداً..
متى ظهر جمع الجلالة أو ما يُسمى باللاتينية pluralis majestaticus؟..
من اللافت أنه لا يظهر في نصوص اليمن إلا في نقوش الملوك الحميريين بعد اعتناق الأديان التوحيدية عام 380م.. الملك أبرهة الحبشي مثلاً قال: "لقد سطَّروا هذا النقش أنا أبرهة"، سطَّروا جمعاً متحدثاً عن نفسه، ولكن حتى مع دخول التوحيد ظل الإله يُخاطَب مفرداً كما نقش سبئي مؤرخ بعام 523م يختتم بعبارة "مرأ أت" بمعنى الربّ حقاً أنت.. (ياله من عذر مقنع أواجه به الدكتور)..

باحث ألماني (اسمه ألكسندر سيما) يفسّر ظهور جمع الجلالة في نقوش اليمن بسبب شيوع حكم المشاركة بين الملوك في القرن الرابع الميلادي، مما ساهم في ثبات صيغة الجمع التشريفية وصارت تقليداً حتى عندما عاد الحكم فردياً..

لكن لماذا ظل المعبود يُخاطَب مفرداً، في حين يحظى الملوك بكل هذا التشريف؟.. أرى السبب دينياً هنا، وهو النفور الشديد من شُبهة تعدُّد الآلهة.. ابن تيمية واجه نفس المشكلة عندما جادله المسيحيون بأن القرآن يشير إلى الله بصيغة الجمع لأن "ضمير الجمع يقع على من كان له شركاء وأمثال"، وهذا يناقض عقيدة التوحيد التي كانت هاجس الإسلام الأول، وفيما يبدو كانت كذلك هاجساً شَغَل موحّدي اليمن منذ القرن الرابع، فلم يشع جمع التشريف في عاميات اليمن إلى يومنا هذا.. من يدري..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
قرار متسرّع وغير مدروس!!
راسل عُمَر

لنرفع القُبعات للقضاء المصري
زعفران المهنا

ثرثرة وجع..
لمياء الإرياني

22 مايو يتجدد بصمود الوحدة
أ.د أحمد مطهر عقبات*

يسألونك عن المشهد ..!!!
د. عبدالوهاب الروحاني

واشنطن واليمن حرب بلا ملامح
الدكتور / علي أحمد الديلمي*

أميركا في لحظة الحقيقة.. الحاملات ليست مدناً خارقة
لقمان عبدالله

ما وراء التشدد الأمريكي في اليمن.. عن المبادرة الصينية.. فتّش
مريم السبلاني

اليمن وطننا الواحد الكبير.. ولن نرضى بتمزيقه
عبدالسلام الدباء*

العنف في المدارس وآثاره الكارثية
د. محمد علي بركات

لحظة تُترَك للصمت فقط
يحيى الحمادي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)