موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35173 - تعز: هيئة تنفذ نزولا ميدانيا للرقابة على المنشآت الصناعية - النواب يوجه الحكومة بتنفيذ حزمة جديدة من التوصيات - الطاهري رئيسا لشرطة (همترامك الامريكيه) - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35091 - 360 ألف نازح من رفح خلال أسبوع - توجيهات رئاسية بتقديم كافة التسهيلات للقطاع الخاص - مساءلة برلمانية وإجراءات قانونية ضد 4 وزراء - فريق من الصليب الأحمر الدولي يزور طاقم "جلاكسي" - أمريكا.. متظاهرون يُغلقون جسر مانهاتن للمطالبة بوقف الحرب على غزة -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 29-يناير-2024
إبراهيم ناصر الجرفي -
بكل صراحة، تطول سنوات الحروب والصراعات أو تقصر، لا بد في نهاية المطاف من الجلوس على طاولة المفاوضات والحوار، فالحرب حالة شاذة واستثنائية، والسلام هو الحالة الطبيعية والدائمة، فكل الحروب في تاريخ البشرية، سواءً طال أمدها أو قصر، كان السلام في نهاية المطاف هو النتيجة الحتمية لها، وما تلك الدماء التي تُسفك، والمدن التي تدمر وتحطم، سوى قرابين لإرضاء غرور ونزوات وأطماع الحكام والملوك والسلاطين في كل زمان ومكان، لذلك حظي السلام بعناية فائقة جداً في الديانات السماوية، فكان السلام شعاراً للديانة المسيحية، وظل المسيح عليه السلام يدعو أتباعه لنشر السلام حتى مع أعدائهم، لكن للأسف الشديد، لم يتمسك الملوك والأباطرة ورجال الدين المسيحيون بذلك، حيث كانوا عبر التاريخ أكثر من غيرهم سفكاً للدماء وشناً للحروب على الأمم الأخرى، وأكثر من غيرهم في التوسع والاستعمار على حساب الآخرين، تحت تأثير الأطماع التوسعية والسلطوية، ضاربين عرض الحائط بالسلام الذي هو شعار ديانتهم السماوية ..!!

وهذا دين الإسلام العظيم اسمه مشتق من السلام، فالسلام والإسلام مشتقان من مصدر واحد (سلم)، وهذا من حيث المبدأ يدل دلالة قاطعة على مكانة وأهمية وعلاقة الإسلام بالسلام، ودليل على الارتباط الوثيق والتماهي الكبير بين السلام والإسلام، كما أن رب هذا الدين العظيم قد جعل أحد أسمائه الحسنى (السلام)، والله تعالى عندما جعل السلام أحد أسمائه الحسنى إنما هو لهدف عظيم وجليل، يتمثل في ترسيخ مفهوم وقيمة السلام في وجدان ومشاعر المسلمين، بهدف توضيح أهمية السلام في حياتهم وتعاملاتهم وأخلاقياتهم، ولم تكتفِ التشريعات الإسلامية بذلك بل جعلت من السلام التحية الرسمية لأتباع الإسلام، وهي (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، والرد (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)، وفي هذا إشارة واضحة على المكانة الكبيرة للسلام ، في المنهج الإسلامي الوسطي ، بحيث تظل كلمة السلام دارجة على لسان المسلم لترسيخها في ذاكرته ووجدانه، بهدف تحويلها من لفظ ومفهوم إلى سلوك وأخلاق ومعاملة ..

ولم تتوقف التشريعات الإسلامية عند هذا الأمر بل جعلت من السلام آخر كلمة ينطقها المسلم، وهو يؤدي أهم عبادة فيه، وهي عبادة الصلاة، حيث يقوم المسلم في نهاية الصلاة بتحريك رأسه ناحية اليمين، ويقول (السلام عليكم ورحمة الله) ، ثم يحرك رأسه ناحية اليسار ويقول (السلام عليكم ورحمة الله) وهذا مؤشر مهم جداً على المساعي الحثيثة للإسلام لترسيخ السلام في حياة المسلم ومعاملاته وتصرفاته، ولم تتوقف التشريعات الإسلامية عند هذا الحد بل جعلت من السلام واجباً دينياً، وأمرت كل مسلم بالدخول في عالم السلام في كل أحواله وظروفه.. قال تعالى : ((ادخلوا في السلم كافة))، كما أوجب الإسلام على أولياء أمور المسلمين بالجنوح للسلم في ساحات المعارك إذا جنح الطرف الآخر للسلام، وفي هذا دليل واضح وصريح بأن الإسلام ليس دين حرب، ولا مكان للحرب في تشريعاته إلا عند الضرورة القصوى، كحالة استثنائية، في حالة رد العدوان والدفاع عن النفس ..

وقد ذهبت التشريعات الإسلامية إلى أبعد من ذلك للتأكيد على أن الإسلام هو دين السلام، حيث جاء في المنهج الإسلامي العديد من التشريعات التي تَنْهَى المسلمون عن الاعتداء على الآخرين، وتسمح لهم برد العدوان فقط.. قال تعالى ((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين))، هذا التشريع الإسلامي العظيم ، هو بمثابة قاعدة عامة ورئيسية وحاكمة من قواعد الدين الإسلامي الواضحة وضوح الشمس، والتي تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن الإسلام ليس ديناً للعدوان ، ولا للإرهاب، بل ديناً للسلام.. إن ديناً عظيماً يعطي السلام كل هذه المكانة العظيمة والأهمية البالغة، لا يمكن أن يكون ديناً للقتل، ولا يمكن أن يكون ديناً للإرهاب، وإنه من الظلم والإجحاف اتهام هذا الدين بالإرهاب والتطرف، لأن ذلك يتناقض تماماً مع تشريعاته الإنسانية والحضارية التي تُمجِّد السلام، وتدعو إلى السلام، وتحث على السلام، وتوجب السلام، وتجعل من السلام إطاراً عاماً لحياة المسلم، وتجعل من الحرب الاستثناء لهذه الحياة ..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)