موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35173 - تعز: هيئة تنفذ نزولا ميدانيا للرقابة على المنشآت الصناعية - النواب يوجه الحكومة بتنفيذ حزمة جديدة من التوصيات - الطاهري رئيسا لشرطة (همترامك الامريكيه) - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35091 - 360 ألف نازح من رفح خلال أسبوع - توجيهات رئاسية بتقديم كافة التسهيلات للقطاع الخاص - مساءلة برلمانية وإجراءات قانونية ضد 4 وزراء - فريق من الصليب الأحمر الدولي يزور طاقم "جلاكسي" - أمريكا.. متظاهرون يُغلقون جسر مانهاتن للمطالبة بوقف الحرب على غزة -
مقالات
الميثاق نت -

الأحد, 31-ديسمبر-2023
‮ ‬إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬ -
يستطيع الإنسان عن طريق القراءة والبحث والدراسة ، أن يحمي قدراته العقلية من الاختراق المنهجي والتبعية الفكرية للآخرين ، وأن يدافع عن حقه في التفكير الحر والمستقل ، وأن يدافع عن حقه في اتخاذ القرار بكامل إرادته بعيداً عن الإملاءات والتدخلات الخارجية ، التي تعمل بكل قوة من أجل استغفاله والاستخفاف به واستغلاله بشكل سلبي ، ولذلك لا يستغرب أحد أن يكون أول أمر إلهي نزل على رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام ، هو الأمر بالقراءة ، قال تعالى ((اقرأ باسم ربك الذي خلق)) ، وذلك لما للقراءة من أهمية بالغة في حياة الإنسان وتفكيره وحاضره ومستقبله ، تتمثل في منح الإنسان القدرة على بناء التحصينات القوية القادرة على حماية عقله وفكره وإرادته وحريته من الاختراق والاستغلال والاستغفال والتغرير والتضليل ، لأن الإنسان إذا انهارت تحصيناته العقلية والفكرية ، أصبح عقله ساحة مفتوحة‮ ‬ومستباحة‮ ‬لآراء‮ ‬وأفكار‮ ‬غيره‮ ‬،‮ ‬وأصبح‮ ‬عبارة‮ ‬عن‮ ‬متلقي‮ ‬وتابع‮ ‬لتلك‮ ‬الافكار‮ ‬،‮ ‬بسبب‮ ‬الغفلة‮ ‬وتعطيل‮ ‬العقل‮ ‬والاكتفاء‮ ‬بتلقّي‮ ‬أفكار‮ ‬غيره‮ ..‬
لأنه كلما زادت قراءة الإنسان واطلاعه وبحثه ، كلما زادت قدرته على الفهم والاستيعاب والإدراك والتفكير ، وبالتالي لن يكون لقمةً سائغة وسهلة للاستغفال والتغرير والتضليل الفكري أو الإعلامي ، وكلما قلت قراءة الإنسان واطلاعه ، حتى ولو كان متعلماً ، كلما قلت قدرته على الفهم والإستيعاب والإدراك والتفكير ، وبالتالي سوف يكون لقمةً سائغة وسهلة للاستغفال والتضليل ، لذلك نجد أن الإنسان الجاهل الذي لا يقرأ ، هو الأكثر عُرضة للاستغلال والاستغفال في كل زمان ومكان ، والإنسان المتعلم الذي لا يقرأ ولا يطلع ولا يبحث لا يفرق وضعه كثيراً عن ذلك الجاهل ، من أجل ذلك كل من يريد أن يُحصِّن قدراته العقلية ، ويحميها من الوقوع في براثن الاستغفال والتضليل والتغرير ، عليه فقط بالإكثار من القراءة والاطلاع والبحث فكل كلمة ، وكل جملة ، وكل مقاله ، وكل كتاب ، وكل فكره يقرأها الإنسان مهما استصغر شأنها ، لابد أن تساهم بشكل أو بآخر في بناء تحصيناته العقلية ، ودفاعاته الفكرية ، لذلك يظل خير جليس في الزمان كتابُ ، وأيضاً يجب الاطلاع على كل الآراء والأفكار والدراسات والبحوث ، مهما كان يعتقد الإنسان أنه مختلفاً معها ، لأنها لا بد أن تفيده بطريقة أو بأخرى‮ ‬في‮ ‬توسيع‮ ‬مداركه‮ ‬العقلية‮ ‬،‮ ‬وتمنحه‮ ‬القدرة‮ ‬على‮ ‬التمييز‮ ‬والمقارنة‮ ‬،‮ ‬وتساعده‮ ‬في‮ ‬الاقتراب‮ ‬أكثر‮ ‬نحو‮ ‬الحقيقة‮ ..‬
لأن الذي يكتفي بالقراءة والاطلاع والبحث ، حول وجهة نظر واحدة ، يكون ضحيةً للتعصب للرأي الواحد ، والفكرة الواحدة ، بغض النظر عن صوابيتها أو انحرافها ، أو موضوعيتها ، أو مصداقيتها ، ومن المعلوم أن المتعصب هو أسهل شخص يمكن استغفاله والتضليل عليه ، لذلك أجمع الفقهاء والحكماء عبر التاريخ ، بأن المتعصب والمتشدد والمتطرف لأي فكرة أو رأي ، أو مذهب، (لا رأي له) ، لذلك نجد أن الأنطمة السياسية عبر التاريخ ، تحاول بكل الوسائل حصر عقليات الجماهير في وجهة نظر واحدة ، أو في مذهب واحد ، أو في حزب واحد ، حتى يكون من السهل عليها السيطرة على قدراتهم العقلية ، وبالتالي يكون من السهل عليها توجيههم حسب ما تقتضيه سياساتها وتوجهاتها ، وحتى الدفع بهم إلى الموت في سبيلها ، لذلك فإن القراءة والبحث والاطلاع هي السبيل الوحيد أمام كل إنسان ينشد الحرية والاستقلالية الفكرية ، ويريد أن يتحرر‮ ‬من‮ ‬أغلال‮ ‬التعصبات‮ ‬السلبية‮ ‬التي‮ ‬تقيد‮ ‬عقله‮ ‬عن‮ ‬التفكير‮ ‬والبحث‮ ‬،‮ ‬وهي‮ ‬السبيل‮ ‬أيضاً‮ ‬لكل‮ ‬من‮ ‬يرغب‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬منهج‮ ‬فكري‮ ‬وعقلي‮ ‬خاص‮ ‬به‮ ..‬
لأنه وبدون شك كلما زاد الإنسان من القراءة وتوسع أكثر في الاطلاع والبحث ، كلما زاد رصيده الفكري والمعرفي والثقافي ، وكلما زاد الرصيد الفكري والعلمي والمعرفي في العقل البشري ، كلما زادت فرص العقل من التحرر من أغلال العصبيات السلبية التي تحصره في زوايا ضيقة وتفقده القدرة على الإبداع والابتكار والمشاركة الإيجابية ، وعندما يتحرر الإنسان من أغلال العصبيات الضيقة ، يكون قد تحرر من التبعية الفكرية للآخرين ، وعندما يتحرر العقل الإنساني من التبعية الفكرية للآخرين ، يكون حينها قد امتلك القدرات العقلية الكافية ، القادرة على تحصينه وحمايته من الاستغفال والتغرير والتضليل ، لذلك لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال ، استغفال العقل الإنساني المتحرر من التعصبات السلبية ، لأنه يصبح عقلاً مفكراً . عقلاً مستقلاً . عقلاً مسئولاً . عقلاً حراً . عقلاً مبدعاً وخلاقاً ..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)