موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35173 - تعز: هيئة تنفذ نزولا ميدانيا للرقابة على المنشآت الصناعية - النواب يوجه الحكومة بتنفيذ حزمة جديدة من التوصيات - الطاهري رئيسا لشرطة (همترامك الامريكيه) - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35091 - 360 ألف نازح من رفح خلال أسبوع - توجيهات رئاسية بتقديم كافة التسهيلات للقطاع الخاص - مساءلة برلمانية وإجراءات قانونية ضد 4 وزراء - فريق من الصليب الأحمر الدولي يزور طاقم "جلاكسي" - أمريكا.. متظاهرون يُغلقون جسر مانهاتن للمطالبة بوقف الحرب على غزة -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 31-أكتوبر-2023
حسن‮ ‬عبدالوارث‮ ❊‬‬‬ -
برز دُهاة كثيرون بين العرب، منذ ما قبل الإسلام، ليس في الجزيرة العربية وحدها، بل في شتّى البلاد. غير أن قليلين هم الذين خلَّدتهم كتب التاريخ كمثال أنموذجي على حدَّة الذكاء، أو شدَّة الدهاء، أو التفوق في سرعة البديهة، وصواب الأحكام.
وبرغم أن أغلب مؤرّخي العرب كادوا أن يتفقوا على أنّ أدهى دُهاة العرب هم ثلاثة؛ بحسب الترتيب أو بدونه: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والحجَّاج بن يوسف، وربما زاد عليهم بعض المؤرخين اثنين آخرين هما: المُغيرة بن شُعبة، وزياد بن أبيه.. إلاَّ أن كثيرين كانوا‮ ‬يبزُّون‮ ‬هؤلاء‮ ‬في‮ ‬مراتب‮ ‬الدّهاء‮ ‬ومناقب‮ ‬العبقرية،‮ ‬والتفوق‮ ‬في‮ ‬شتى‮ ‬العلوم‮ ‬والمعارف‮ ‬وصنوف‮ ‬الإبداع،‮ ‬ولكن‮ ‬العرب‮ - ‬ومؤرخيهم‮ ‬تحديداً‮ - ‬يُبرِزون‮ ‬دُهاة‮ ‬السياسة‮ ‬والسلطة‮ ‬والحرب‮ ‬والمكيدة‮ ‬على‮ ‬غيرهم‮!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ثم برز بعد الإسلام عباقرة ودُهاة في شتّى الدروب والفنون والمجالات، ولكن الغالبية العظمى منهم كانت ممن ينتمون إلى بلاد الإسلام البعيدة، أي أنهم كانوا من غير العرب. وكان فضل هؤلاء على الإسلام وعلومه ومعارفه، وحتى حروبه وغزواته، أكثر من فضل العرب أنفسهم.
وبرغم أن العقل العربي تفوَّق عبر التاريخ على عقول كثير من الشعوب كالفرنجة والأغريق، إلاَّ أن هذا العقل ظل يشهد تقهقراً مع مرور الزمان، فيما تتقدّم عليه عقول باقي الشعوب في إنتاجها المميّز في كل علم وفن وقول وعمل وإبداع، حتى صار العرب أثراً بعد عين في كل مضمار‮.‬‬
ولم‮ ‬يبقَ‮ ‬للعرب‮ ‬غير‮ ‬سيوفهم‮ ‬في‮ ‬غالب‮ ‬الأحوال‮. ‬وحتى‮ ‬هذي‮ ‬راحوا‮ ‬يجيدون‮ ‬استخدامها‮ ‬في‮ ‬الاقتتال‮ ‬بينهم‮ ‬وبني‮ ‬جلدتهم،‮ ‬أما‮ ‬على‮ ‬أعدائهم‮ ‬الحقيقيين‮ ‬فقد‮ ‬غدت‮ ‬سيوفاً‮ ‬من‮ ‬خشب‮!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وتأسيساً على هكذا حال، ضعف عود العرب وتشتت شملهم، وبهتت جذوتهم، وانطفأت شعلتهم في كل مجال، حتى استقوت عليهم جميع الأمم في العلوم والفنون، مثلها في الغزوات والحروب، فإذا ببلاد العرب - جميعها تقريباً، وفي فترات متواترة - قد وقعت تحت نير الاحتلال الأجنبي القادم‮ ‬إليها‮ ‬من‮ ‬أطراف‮ ‬الشرق‮ ‬كالفرس،‮ ‬إلى‮ ‬أطراف‮ ‬الغرب‮ ‬كالروم،‮ ‬ومن‮ ‬أقاصي‮ ‬الجنوب‮ ‬كالزنج،‮ ‬إلى‮ ‬أقاصي‮ ‬الشمال‮ ‬كالفايكنج‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ومن سخريات القدر ومآسيه، في الوقت ذاته، أن البلد الوحيد الذي لا يزال حتى هذه اللحظة تحت وطأة الاحتلال الأجنبي ... عربي!، فيما تحرر كل شعب وقع يوماً تحت سنابك الغزاة، وجثم عليه المحتلون في كل فترات التاريخ، فيما لم يستطع العرب الاحتفاظ بأي بقعة أرض كانوا يقيمون‮ ‬عليها‮ ‬يوماً‮ ‬ما،‮ ‬بل‮ ‬راحت‮ ‬بلدانهم‮ ‬تتساقط‮ ‬كقطع‮ ‬الشطرنج‮ ‬أو‮ ‬الدومينو‮ ‬واحدةً‮ ‬بعد‮ ‬الأخرى‮ ‬في‮ ‬قبضات‮ ‬الشعوب‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬يوماً‮ ‬تخضع‮ ‬كلياً‮ ‬لسلطة‮ ‬العرب‮ ‬وحكمهم‮ ‬وشرعهم‮ ‬وناموسهم‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ونظرة فاحصة اليوم لأحوال العرب تفضح حقيقة واقعهم البائس، وتشير بوضوح إلى أنهم جنوا على أنفسهم بأيديهم، لا بلعنة من السماء ولا بهزَّة من الأرض، ولم تنفعهم ديانة ولا حضارة ولا ثقافة ولا ثروة ولا تاريخ ولا حتى جغرافيا، بعد أن سادت فيهم ضحالة منطقهم، وسوء تفكيرهم‮ ‬وتدبيرهم‮.‬‬‬
إن العرب هم الأُمة الوحيدة في هذا الكون الذين لازالوا يتفاخرون بما حققه أجداد أجداد أجدادهم، لا بما حققوه هم، أو حتى ما حققه آباؤهم. فإذا ما سألت عربياً: ما رصيده من منجزات العلم والتقنية والاختراع، أو حتى الأدب والفن والفلسفة، وسائر صنوف المعرفة؟ راح يستعرض‮ ‬لك‮ - ‬بحماقة‮ ‬مطلقة‮ - ‬اختراعات‮ ‬واكتشافات‮ ‬وإبداعات‮ ‬تحققت‮ ‬قبل‮ ‬مئات‮ ‬السنين،‮ ‬بل‮ ‬قبل‮ ‬ألف‮ ‬سنة‮.. ‬أما‮ ‬رصيده‮ ‬في‮ ‬القرن‮ ‬الماضي‮ - ‬أو‮ ‬الذي‮ ‬قبله‮ ‬حتى‮ - ‬فالنتيجة‮: ‬صفر‮ ‬كبير‮ ‬جداً،‮ ‬وعلى‮ ‬الشمال‮ ‬كمان‮!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لا‮ ‬أدري‮ "‬متى‮ ‬يُعلنون‮ ‬وفاة‮ ‬العرب؟‮"‬،‮ ‬كما‮ ‬تساءل‮ ‬يوماً‮ ‬نزار‮ ‬قباني‮!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
والحق،‮ ‬كل‮ ‬الحق،‮ ‬قد‮ ‬أُعلنت‮ ‬منذ‮ ‬زمن‮ ‬بعيد‮ ‬بعيد‮. ‬وهذي‮ ‬الأيام‮ ‬أُعلنت‮ ‬من‮ ‬جديد‮!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

‮* ‬موقع‮ ‬بلقيس‮ ‬‬‬‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)