موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


تل أبيب الأكثر خطراً للعيش فيها .. طوفان الأقصى يبتلع النخبة من قادة جيش الاحتلال - الصحة تدين استهداف مستشفى في قطاع غزة - مقتل واصابة 50 صهيونياً في "تل أبيب" - بالأرقام.. حصيلة 3500 يوم من العدوان على اليمن - الصحة العالمية: الوضع في شمال غزة كارثي - صنعاء تدين العدوان الإسرائيلي على إيران - الاحتلال يعتقل طواقم مستشفى كمال عدوان - الرهوي يشيد بالدور الإنساني للصليب الأحمر - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 42924 - المؤتمر يدين الهجوم الصهيوني على الصحفيين في لبنان -
مقالات
الثلاثاء, 01-أغسطس-2023
عبدالله‮ ‬الصعفاني‬ -
الأغراب‮ ‬وليس‮ ‬الأعراب‮ ‬هم‮ ‬الذين‮ ‬قالوا‮ ‬لنا‮ ‬بلغة‮ ‬العلم‮ ‬وأرقامه‮ ‬بأن‮ ‬حركة‮ ‬القمر‮ ‬في‮ ‬مداره‮ ‬حول‮ ‬الأرض‮ ‬هي‮ ‬المحدِّد‮ ‬لبدايات‮ ‬ونهايات‮ ‬الأشهر‮ ‬الهجرية‮ ‬وفقًا‮ ‬للثوابت‮ ‬الفلكية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هم‮ ‬أيضًا‮ ‬مَن‮ ‬قالوا‮ ‬لنا‮ ‬بأن‮ ‬حركة‮ ‬الأرض‮ ‬في‮ ‬مدارها‮ ‬حول‮ ‬الشمس‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬تحدد‮ ‬بدايات‮ ‬ونهايات‮ ‬الأشهر‮ ‬الميلادية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ما فرض المعلومة السابقة هو حلول عام هجري جديد فرَض هو الآخر سؤال لماذا نفرغ كل هذا العدد من الأعياد الدينية والوطنية، والأيام العربية والعالمية من أهدافها، وما الحكمة والدروس المستفادة من كل عيد وكل ذكرى..؟
لعل‮ ‬بعضكم‮ ‬سأل‮ ‬مثل‮ ‬هذا‮ ‬السؤال‮ ‬في‮ ‬مناسبة‮ ‬أو‮ ‬أُخرى‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ومع ذلك بقِيَت الأسئلة وإجاباتها عالقة في سماء اللامبالاة، ولغو القول القامع "أبوه الفضول.." احتفِل مع الناس، فنحن في بلد تَحوَّل موقعه الجغرافي المهم إلى مجرد أرض تحاصرها مياه بحرين من الغرب والجنوب، وصحراء قاسية الموقف الأخلاقي والإنساني من الشمال، وما من‮ ‬استفادة‮ ‬من‮ ‬بحر،‮ ‬ولا‮ ‬وجود‮ ‬لِنهر‮.‬‬‬‬‬‬‬‬
وأكثر‮ ‬ما‮ ‬هو‮ ‬واضح‮ ‬وفاضح‮ ‬هو‮ ‬تواطؤ‮ ‬ساسة‮ ‬اليمن‮ ‬مع‮ ‬أعداء‮ ‬أرادوا‮ ‬تحويل‮ ‬اليمن‮ ‬إلى‮ ‬ملعب‮ ‬قابل‮ ‬للتقسيم‮ "‬على‮ ‬ما‮ ‬يشتهي‮ ‬الوزان‮"‬،‮ ‬وباتفاق‮ ‬غير‮ ‬مكتوب‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وأما‮ ‬بعد‮ ‬دعاء‮ ‬اللهم‮ ‬اجعل‮ ‬عامنا‮ ‬الهجري‮ ‬الجديد‮ ‬عامًا‮ {‬فيه‮ ‬يُغاث‮ ‬الناس‮ ‬وفيه‮ ‬يعصرون‮}‬،‮ ‬لا‮ ‬غنى‮ ‬عن‮ ‬ترشيد‮ ‬الأدعية‮ ‬القدرية‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يصاحبها‮ ‬التأمل‮ ‬في‮ ‬قوله‮ ‬تعالى‮: "‬وقل‮ ‬اعملوا‮....".‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وهنا لا غنى عن الإجابة عن استفهاميات كيف ننام، مواطنين وحكومات، على جثة قول حكيم شعبي يماني: "ما رِزق يأتي لجالس"، وأخطر ما في الحال أن الجالسين على أنفاس الأمل المحبوس هم كل مَن يحكمون، ويتسلطون على رقاب العباد، ولا يصنعون شيئًا للحاضر ولا للمستقبل، ومن يقول‮ ‬غير‮ ‬ذلك‮ ‬ليسعفنا‮ ‬ببارقة‮ ‬من‮ ‬أمل‮ ‬غير‮ ‬كذاب‮..!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وأما كيف الحال، وما هو الحل لتجاوز الأسوأ من المآل، فتعالوا يا شعب الـ30 مليون نسمة، ويا حكامهم المتنازعين شمالاً وجنوبًا، شرقًا وغربًا، إلى فضاء التأمل بعقول مفتوحة على أوكسجين مجاني وشمس ليست سوى نقطة من هبات ونعم الله.
اليمن‮ ‬الكبير‮ ‬يدعونا‮ ‬لأنْ‮ ‬نحبه‮ ‬بلغة‮ ‬الفعل‮ ‬والمعاني،‮ ‬وليس‮ ‬بتضخم‮ ‬أرشيف‮ ‬الأغاني‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إن‮ ‬أبسط‮ ‬علامة‮ ‬على‮ ‬جديتنا‮ ‬في‮ ‬تسجيل‮ ‬احتفال‮ ‬حقيقي‮ ‬بالعام‮ ‬الهجري‮ ‬الجديد‮ ‬هو‮ ‬تسجيل‮ ‬انطلاقة‮ ‬مختلفة‮ ‬وغير‮ ‬روتينية‮ ‬بائسة‮ ‬نتمثل‮ ‬فيها‮ ‬سيرة‮ ‬الرسول‮ ‬وأخلاقه‮ ‬ورأفته‮ ‬بأصحابه‮ ‬في‮ ‬سياق‮ ‬كونه‮ ‬رحمة‮ ‬للعالمين‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وفي تفاصيل هجرة رسولنا الأعظم ما يدعونا لعدم تعقيد الحياة، وعدم محاربة مظاهر السعادة البريئة، فهل لكل من يستهويه تسويد وتعقيد حياة الناس أن يستوعبوا دلالة أن أنصار رسولنا الكريم استقبلوه برائعة أنشودة ودفوف "طَلَع البدر علينا من ثنيّات الوداع.. وجب الشكر علينا‮ ‬ما‮ ‬دعا‮ ‬لله‮ ‬داع‮.. ‬أيها‮ ‬المبعوث‮ ‬فينا‮ ‬جئت‮ ‬بالأمر‮ ‬المطاع‮.. ‬جئت‮ ‬شرفت‮ ‬المدينة‮ ‬مرحبًا‮ ‬يا‮ ‬خير‮ ‬داع‮".‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هذا هو حالنا مع مناسبة واحدة، فماذا عن مناسبات وأعياد كثيرة نحتفل بها دونما وعي بأن رأس السنة الميلادية يدعونا لأنْ نجيب عن سؤال لماذا تقدموا ونحن نتراجع، ولماذا نقتل بعضنا ونتقرب إلى الله بتجويع عباده وتجفيف أرزاقهم والتضييق عليهم بمثابرة النحل وعزائم النمل‮ ‬دونما‮ ‬خوف‮ ‬من‮ ‬الله‮ ‬ولا‮ ‬حياء‮ ‬من‮ ‬خلقه‮..‬؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬
عيدا الفطر والأضحى، ومِن قبلهما شهر رمضان المبارك، جميعها مناسبات إمَّا لترويض النفوس الأمارة بالسوء على المكاره، أو اقتسام الفرحة بحيث تصل بهجة العيدين إلى فقراءٍ قَرَن الله الصلوات بمراعاتهم وإكرامهم بدون منٍّ أو أذى، وبدون إهدار كرامة أو إزهاق أرواح على‮ ‬نحو‮ ‬حادثة‮ ‬الزحام‮ ‬إياه‮.‬‬‬‬‬‬
ولا بأس هنا من المرور على عيد عمال بلا عمل ولا مرتبات، وتردٍّ مخيف في الخدمات، وعيد شجرة نسمح بقطعها بغباء دونما ضرورة، فضلاً عن مناسبات عالمية لا نهتم بجمال دلالاتها، فتمر من أمامنا مرور الفقراء على أبواب اللئام.
وأما‮ ‬لو‮ ‬تأملنا‮ ‬في‮ ‬تعاطينا‮ ‬كأفراد‮ ‬مع‮ ‬المناسبات،‮ ‬فسنجد‮ ‬أنفسنا‮ ‬أمام‮ ‬كارثة‮ ‬عدم‮ ‬الإحساس‮ ‬بأهمية‮ ‬الزمن،‮ ‬وتحوّلنا‮ ‬إلى‮ ‬مجرد‮ ‬تروس‮ ‬ومسامير‮ ‬عمياء‮ ‬صماء‮ ‬في‮ ‬ماكينات‮ ‬العبث‮ ‬المؤسسي‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
والويل‮ ‬لأمة‮ ‬تتسابق‮ ‬فيها‮ ‬الحكومات‮ ‬والكيانات‮ ‬الرسمية‮ ‬والأهلية‮ ‬على‮ ‬من‮ ‬يكون‮ ‬الأسرع‮ ‬في‮ ‬تكريس‮ ‬قيم‮ ‬الجهل‮ ‬والتخلف،‮ ‬والعبث‮ ‬بأرزاق‮ ‬الناس‮ ‬وطموحاتهم،‮ ‬وأحلامهم‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
كل‮ ‬عام‮ ‬ومناسبة‮ ‬دينية‮ ‬ووطنية‮ ‬وعالمية‮ ‬وأنتم‮ ‬بخير‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬

‮❊ ‬صحيفة‮ ‬اليمني‮ ‬الأمريكي‬‬‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
"العامة" تضع النقاط على الحروف امتداداً لموقفها الجسورة
يحيى علي نوري

صفارات الإنذار .. دويُّ لن يتوقف !!
راسل عمر

حرب الصهاينة الوحشية وخيارات أمريكا الخطرة
أحمد الزبيري

الإعلاميون ثمن الحقيقة في ميادين الموت
عبدالسلام الدباء *

القاضي العرشي.. السجل الحافل والتاريخ النظيف (1)
د. عبدالوهاب الروحاني

الرئيس يشكي.. المواطن يشكي؟!!
أحمد الشاوش

اليمن الكبير.. أوضاع يشيب لها رأس الغراب..!
عبدالله الصعفاني

البنوك وتعثُّر صرف أموال المواطنين
د. محمد علي بركات

الإنسان والجمال.. مدخل إلى دراسة جمال القرآن الكريم
أسامة الخضر

وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
بثينة شعبان

السنوار.. وعدالة القضية
عاهد الزبادي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)