موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35173 - تعز: هيئة تنفذ نزولا ميدانيا للرقابة على المنشآت الصناعية - النواب يوجه الحكومة بتنفيذ حزمة جديدة من التوصيات - الطاهري رئيسا لشرطة (همترامك الامريكيه) - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35091 - 360 ألف نازح من رفح خلال أسبوع - توجيهات رئاسية بتقديم كافة التسهيلات للقطاع الخاص - مساءلة برلمانية وإجراءات قانونية ضد 4 وزراء - فريق من الصليب الأحمر الدولي يزور طاقم "جلاكسي" - أمريكا.. متظاهرون يُغلقون جسر مانهاتن للمطالبة بوقف الحرب على غزة -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 17-مايو-2023
أحمد الزبيري -
شخصية الإنسان هي عبارة عن مجموعة من الخصائص والمكونات التي اكتسبها من بيئته الأسرية والمجتمعية والتي هي عبارة عن تراكم من المبادئ والقيم التي تحدد مواقف وسلوكيات الأفراد خاصةً إذا كانوا ينتمون إلى وسط اجتماعي فاعل في الأحداث التي تمر بها جماعة أو شعب، مضافاً إليها المتغيرات التي يعيشها هذا الفرد في زمانه والتي قد تكون ايجابية أو سلبية لكنها إفراز لتطور ما في زمن معين وهذا ينطبق على الشيخ أمين بن حسن بن قاسم أبوراس.
قد يقول قائل إن هذا كان ينطبق على الكثير من الناس بشكل عام وعلى العديد من المشائخ وأبنائهم والقيادات الاجتماعية القبلية، وهذا يقودنا إلى فرادة واستثنائية شخصية أمين أبوراس التاريخية من خلال معرفة أعماله وأدواره ومواقفه الوطنية والقومية والإنسانية التي تجلت في سيرته النضالية في مواجهة الظلم والطغيان الإمامي والجور وجبروت النير الاستعماري الذي كان يرزح تحته اليمن شمالاً وجنوباً.
الشيخ أمين ابوراس وُلد وعاش وترعرع في برط من مديريات محافظة الجوف وفي السياني من محافظة إب وفي مدينة تعز، وفي فترة تاريخية كانت فيها الأفكار الوطنية والقومية الثورية تموج بها الساحة اليمنية والمحيط العربي والفضاء الدولي خاصةً الدول والشعوب الرازحة تحت الاستعمار وتناضل من أجل استعادة حرية وسيادة واستقلال وطنها، وهذه الافكار كانت تمثل عدن نافذة يطل منها أبناء اليمن على متغيرات زمانهم بأشكال متفاوتة التأثير على العزلة التي فرضها الإمام على مملكته حتى يبقى الشعب في ظلام دامس لا يرى إلا الإمام، وكذلك المحميات التي أيضاً فرض عليها العزلة الاستعمار البريطاني والتي من خلال الجهل وسياسة فرّق تسد تمكن من السيطرة على المحميات في جنوب اليمن.
كل هذا لم يمنع اليمن من التأثر بالمتغيرات التي كانت تعيشها بعض البلدان العربية والإسلامية وبقية العالم الذي كان يموت بثورات وحروب وأفكار وابتكارات ما كان لنظام الإمامة أن يحجبها عن اليمن مهما سعى إلى ذلك.
وبكل تأكيد كان لهذا تأثير على شخصية الشيخ أمين أبوراس الوطنية والقومية الوحدوية وهذا واضح في إدراكه المبكر أن التغيير والتحرر من الاستعمار يحتاج إلى قوى اجتماعية سياسية حية، وتجلى ذلك في العمل من أجل تغيير الواقع عبر الخلاص من الظلم وبأشكال مختلفة، ومن خلال تلك التجارب أدرك أن الثورة لا تتحقق إلا عبر تنظيم كل القوى الفاعلة في هذا الشعب وبشكل ثوري وكان التنظيم الأول الذي تشكل من أبناء القبائل وقوى مدنية ومثقفين وسياسيين وتجار جميعهم لهم مصلحة من الثورة على الإمام والاستعمار، مشكلين بذلك ارهاصات حقيقية للثورة اليمنية »26 سبتمبر و14 أكتوب« ضد الإمامه والاستعمار، والتي هما امتداد لثورة 1948م وما سبقها ولحقها من حركات وطنية تغييرية تحررية تعمل ليس فقط من أجل هذا الشطر أو ذاك بل من أجل توحيد اليمن والانطلاق لتوحيد الأمة العربية.
وعندما قامت الثورة اليمنية 26 سبتمبر كانت أولى المهام العسكرية مواجهة القوى الملكية في المنطقة الوسطى المحاذية للشطر الجنوبي الرازح تحت الاستعمار، وهنا نتبين وعيه الوحدوي المبكر الهادف إلى قطع الطريق على أي محاولة للاستعمار البريطاني لمواجهة الثورة اليمنية 26 سبتمبر والتمهيد لقيام الثورة ضده في الجنوب اليمني المحتل، وبشخصيته القيادية الفذة نجح في تأمين هذه المناطق والانطلاق صوب منطقة حدودية أخرى مع الجارة التي لطالما جارت على الشعب اليمني منذ أن وُجدت وحتى اليوم.
مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ فقد قام النظام السعودي بتشكيل تحالف إقليمي ودولي لوأد الجمهورية التي شكلت رعباً لمملكة بني سعود وللاستعمار، ولولا النظام السعودي ما كان اتخذ مسار الاحداث في اليمن ذلك المنحى التراجيدي، وكانت المهمة الجديدة مواجهة النظام السعودي والقوى الملكية في المنطقة الحدودية لا سيما صعدة والجوف، وهناك أدوار للشيخ أمين أبوراس لا يتسع سردها هنا وتحتاج إلى أكثر من مجرد مقال يتناول بعض جوانب هذه الشخصية الوطنية المناضلة.
ومثلما رفض الظلم والطغيان والاحتلال الأجنبي قبل قيام الثورة، أيضاً وقف في وجه الظلم والطغيان بعد الثورة وكان شجاعاً في مواجهة الانحرافات والفساد والعمالة، وهو في هذا الاتجاه غنيُ عن التعريف، ويكفي الإشارة إلى مواقفه التي جسدت رسائله حول معاناة أبناء محافظتي إب وتعز للرئيس عبدالرحمن الإرياني ولحسن العمري وللملك فيصل آل سعود حول التدخل السعودي في اليمن، وكل مواقفه غايتها إحداث التغيير والتطور والتقدم الذي طالما تطلع إليه اليمنيون وضحوا من أجله.
الحديث يطول وما ذكَّرنا اليوم بالشيخ أمين ابوراس ما يعانيه اليمن وهو يتعرض لعدوان ومؤامرات ومشاريع تمزيقية ما كان لها أن تكون لولا ابتعاد أجيال الحاضر عن تاريخها الوطني والتضحيات التي قُدمت في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة.
الخطر كبير والمشاريع الصغيرة تتخلق وكل القوى اليمنية التي غلبت أنانيتها ومصالحها الفردية وذهبت بعيداً عن النضال الوطني الوحدوي الديمقراطي إن لم تستعد وعيها وتَعُدْ إلى سياق حقائق التاريخ والجغرافيا والتوجه نحو الدفاع عن سيادة اليمن ووحدته واستقلاله كما عمل أولئك الأماجد وعلى رأسهم الشيخ أمين أبوراس ، فمآ لها التلاشي والزوال.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)