موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 35456 - النواب يستمع لمذكرة بخصوص قانون شركة التعدين - مجلس النواب: قمة البحرين "مسرحية هزلية" - صنعاء.. توجيه رئاسي عاجل للحكومة - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ رشاد أبو أصبع - الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الثلاثاء, 09-مايو-2023
استطلاع / عبدالرحمن الشيباني: -
مطلع هذا الشهر احتفل العالم بيوم العمال العالمى ،لكن بالنسبة للعامل اليمنى فهو مختلف تماماً، إذ لا يحظى بالتقدير والاهتمام أسوة بمن هم فى الدول الأخرى، التى تدرك  أهمية هذة الشريحة فى بناءالأوطان، فالعمال اليمنيون فى وضع لا يحسدو عليه ويعانون مشقة الحياة كغيرهم جراء الحرب والعدوان منذ أكثر من ثمان سنوات..

ولا تقتصر المعاناة على العمال بل امتدت لتشمل موظفى الدولة والقطاع الخاص  على حد سواء نتيحة انقطاع الرواتب وافلاس الكثير من الشركات

كما اضطرت 41٪ من هذه الشركات إلى تسريح جزء من موظفيها أو تقليص رواتبهم ، الأمر الذي أدى بهم إلى امتهان أعمال أخرى لا تتناسب مع قدراتهم ولا مكانتهم الاجتماعية، إذ لجأ بعض الأكاديميين إلى امتهان أعمال لم تكن فى حسبانهم يوماً، مثل العمل فى  الحمالة والبناء والبيع والشراء فى أشياء بسيطة والسواقة كما هو حال أحد الأكاديميين فى جامعة صنعاء الذى ينتظر خروج طلابه لنقلهم بعد أن كان مدرساً فى مدرجاتها، وإذا ما نظرنا الى عُمال المهن اليومية، فهم الأكثر تضررًا فى واقع الحال ، بسبب اعتمادهم على الأجر اليومي في تأمين الغذاء لهم ولعائلاتهم، ومع انعدام فرص العمل تضاعفت معاناتهم ، إذ يشكو عُمال المهن اليومية المختلفة في اليمن من انعدام فرص العمل، وركود غير مسبوق في قطاع الأعمال بكافة المدن اليمنية؛  في ظل تدهور الأوضاع المعيشية في بلد صُنف ضمن أسوأ الأماكن في العالم للعيش فيها بفعل استمرار الحرب منذ سنوات .

 

واقع أليم

الحديث عن عيد العمال فى ظل هذا الواقع الذي يعيشونه يبقى استعراضياً وحديثاً لا جدوى منه مع استمرار التخلى عن الاستحقاقات الواجبة تجاههم

هكذا أراد رزاز الجعدبى (34 عاما) ان يقول وبكلماته البسيطة  قبل ان يكمل حديثة  لـ»الميثاق« موضحاً أن العمل أصبح معدوما تقريبا وهناك كساد فى عملية البناء والتشييد بفعل الحرب ، وقال إنه يأتى منذ  الصباح الباكر إلى هنا ينتظر أن ياتى أحد ما للعمل وإذا جاء احدهم (يبخسنا) نتيجة إعداد العمال الذين يبحثون عن عمل ونقص الطلب عليهم  ، وعن عيد العمال المحتفى به يقول راجح سليمان  (40 عاماً) كهربائي  "إيش من عيد عمال يا أخي ونحن وعيالنا فى حالة ما يعلم بها الا الله ما قدرت اشترى قصعة حليب للبنت حقي " هكذا يجد العامل اليمني يومة مليئاً بالضجر والبؤس والشقاء، لا أحد يكترث بهم فى ظل هذا الوجع الذي يعيشونه، وتخلي الدولة عن واجباتها تجاههم حتى وان وجد عملاً لا يكاد العائد  يفي بالغرص بسبب الانقسام المالي وفارق الصرف بين المحافظات وهذا يعمق مأساة العمال أثناء تحويل أموالهم والتى يصل إلى ذويهم الا الفتات حسب ما يقول احمد علي ( 25 ) عاماً الذي يعمل في احد المتاجر بصنعاء..

 

تدهور وركود

يقول رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في اليمن مصطفى نصر  "أعمال الأجر اليومي من المهن التي تتأثر بشكل مباشر نتيجة للتطورات الاقتصادية في البلد بشكل سريع". مشيرًا إلى أنها تعتمد على مستوى دخل المواطنين وسعر صرف العملة  المحلية  والمؤشرات الاقتصادية.

ويضيف نصر: "في حال كان هناك تحسن في المؤشرات الاقتصادية، نجد أن هذه الأعمال ترتفع، لأن دخول الناس تتحسن، وبالتالي هي تعكس بصورة  مباشرة حالة الوضع الاقتصادي"..  ويكمل: "إن تراجع الأعمال الحرة  يعكس حجم التدهور والركود الاقتصادي الحاصل في البلاد" ومن العوامل المؤثرة  التى سببتها الحرب الظالمة هذة وفاقمت معاناة العمال طالت الشريحة الغالبة منهم  خصوصا الذين  يشتغلون في المهن الزراعية والمهن المرتبطة بها، يتم   استهداف مستمر للمزارع  وتحولها إلى مسرح للعمليات القتالية الأمر الذي  حرم المزارعين من استغلال أراضيهم أو حصد محاصيلهم الزراعية، ما دفع بهذه الشريحة إلى خانة الفقر والفاقة ، وهجرتهم إلى المدن وترك مزارعهم

كما أن زراعة الألغام الأرضية في اليمن حرم المزارعين من استصلاح مساحات زراعية شاسعة في حجة وصعدة وصنعاء والحديدة، حيث سجلت حالات انفجار ألغام أرضية بمزارعين في سهول وحقول تهامة وكذا في تعز والضالع وحجة أسفرت عن مقتل عشرات المزارعين وتضرر معداتهم الزراعية، وتعد اليمن فى  قائمة البلدان الأكثر زراعة للالغام والاشد تضرراً منها منذ الحرب العالمية الثانية بحسب الأمم المتحدة.

 

سنوات عجاف

الامانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمل اليمن كانت قد أصدرت بياناً بهذه المناسبة أكدت فيه على "أن العمال فى اليمن وبالرغم من السنوات العجاف إلا أن قضيتهم لا يمكن أن تقبل المساومة او ان يتم تجاهلها نظراً للحالة التى هم فيها.. "وأشار البيان إلى أن  "طيلة 8 سنوات من  العدوان والحصار وما لحق بمنشأة العمل من قصف ودمار ، تعمد قيادة التحالف على اليمن ومن يسير في ركبهم على المراهنة على كسر صمود العمال واذلالهم والرهان على تركيعهم وجرهم إلى الاخلال بالامن الوظيفي ، وذلك حين عمدوا الى نقل البنك المركزي واوقفوا صرف المرتبات عن شريحة الموظفين والمتقاعدين ،لقرابة مليون ومائتين الف عامل ومتقاعد واستحوذت  قيادة التحالف  على الايرادات السيادية للبلاد من نفط وغاز وعائداة المنافذ الجمركية، كون تلك الثروات والايرادات  تقع ضمن جغرافية المحافظات المحتلة.

 

تفعيل الشراكة

الاتحاد دعا ايضاً جميع الاطراف إلى عدم جعل قضية المرتبات سياسية كون ملف المرتبات والتعويضات ملفاً انسانياً بامتياز، وشدد البيان على ضرورة  ان يكون الاتحاد العام والقيادات النقابية شريكاً اساسياً في اي نقاشات بشأن ذلك ،  وجدد البيان دعوته حكومة الإنقاذ الوطنى  الى" تفعيل دور الشراكة بين الاطراف الثلاثة وفق مانصت عليه الاتفاقيات الدولية الموقعة عليها اليمن كون العمال يواجهون في العديد من مواقع العمل  تعسف وتدخلاً وتعدياً على الحقوق والحريات النقابية وقد وصل الامر ببعض من الهيئات الحكومية إلى  مصادرة العمل النقابي والقيام بدوره ومهامه ومثال على ذلك ماتقوم به هيئة تنظيم شئون النقل وفروعها في المحافظات من مخالفات وتعسفات ومصادرة متعمدة لدور النقابات في قطاع النقل والمواصلات ومنعهم من أداء مهامهم نحو جمعياتهم العمومية ورعاية مصالحهم في تنظيم الدور بإشراف الجهات ذات العلاقة ميدانياً والملتزمين في ادائهم بقانون انشاء النقابات رقم 35 لعام 2002م.

 

المجد للعمل

وفى هذا السياق قال الكاتب الصحفى عبدالله الأحمدى إن ذكرى الأول من مايو عيد العمال العالمي يمر  على الشعب اليمني بعماله وكادحيه من الفلاحين والموظفين الذين قُطعت رواتبهم من قبل تحالف العدوان وعصابات الارتزاق،والبلد تعيش ظروفاً قاسية فرضتها دول العدوان ومرتزقتها؛ حرب وحصار يقاسيه الشعب اليمني منذ تسع سنوات عجاف انعدمت فيها سبل العيش الكريم وفرص العمل الشريف. وانتعشت تجارة الحرب والقتل والنهب والسلب مضيفاً: »ان اليمنيين تحولوا الى لاجئين في وطنهم«، واستطرد بالقول: "إن أكثر من ستة ملايين تركوا نازلهم ويعيشون في الخيام،أو تحت رحمة المؤجرين ،توقفت الأعمال،وفقد العمال أعمالهم التي كانوا يعتاشون وأسرهم منها، وارتفعت الأسعار بشكل جنوني غير مألوف، وسيطرت السوق السوداء على طول وعرض البلاد، وانتشر المضاربون والمرابون هنا وهناك؛ يتاجرون بأقوات الناس وحياتهم، وزاد جشع التجار وأصحاب المساكن،وتحولت الحياة الى جحيم في ظل حكم العصابات التي تتقاسم البلاد والموارد والثروات مع قوات الاحتلال الامريكي والبريطاني وشركائهم المتصهينين ممثلين بالسعوديين والإماراتيين..

 

عاصفة قوية

وأشار الاحمدي إلى  ان أكثر من عشرين مليون نسمة يعيشون على مساعدات المنظمات الأجنبية بعد أن  باعوا كل ما يملكون من أثاث وحُلي، ووقفوا ينتظرون ما تجود به هذه المنظمات.. "واكمل قائلاً: " يقف الكادحون اليمنيون من عمال وفلاحين وموظفين لوحدهم في وجه العاصفة القاسية التي تدمر حياتهم.

شبح الموت جوعاً يقترب من الجميع،بل إنه قد حصد الكثير من السكان المعدمين ، وفي الوقت الذي يجوع فيه معظم سكان البلاد،هناك عصابات تستلم بالدولار، حتى الأحزاب والجماعات التي كانت تتشدق بالدفاع عن العمال والفلاحين والمعدمين،وصعدت على أكتافهم، خانت العمال والفلاحين وعموم اليمنيين،بل وخانت الأمانة التي حملتها باسم العمال والكادحين اليمنيين.

 

فرص ضائعة
الخبير الاقتصادي رشيد الحداد يقول إن الفرص الضائعة التي فقدها العامل اليمني جراء الحرب خسائرها المادية والنفسية كبيرة وباهظة ، وبسبب استمرار الحرب وتراجع مستويات الدخل تضاءلت فرص الأعمال الهامشية والمؤقتة بشكل كبير..

ويكمل رشيد بالقول: "لم تكترث منظمة العمل الدولية بمعاناة العامل اليمني رغم أن اليمن عضوً في المنظمة ولم تقدم اي مساعدات للعمال اليمنيين الذين فقدوا اعمالهم بسبب العدوان باستثناء بعض المنظمات التي قدمت مشاريع لمساعدة بعض الفئات والشرائح العمالية " حتى  معظم تلك المشاريع تم الاستحواذ عليها من قبل بعض المتخمين المتواجدين في خارج اليمن، وقسموها على أسس حزبية وليس مهنية " .

حياة صعبة
يصنف علماء الاقتصاد ومنظّروه البطالة بانها"الآفة"  لأنها أم الأمراض الاقتصادية وربما الاجتماعية، فعدم وجود عمل ودخل دائم يكفي، ولو بالحد الأدنى من المعيشة ومتطلبات الأسرة، سينال من غذاء الأسرة وصحة أفرادها الجسدية والنفسية، ويؤثر على قدرة رب الأسرة على تعليم الأولاد، وتصل عقابيل البطالة إلى الجنوح نحو الجريمة والخطيئة، فكلمة " أنا جائع" ربما تدفع المعيل حتى إلى ارتكاب الجرائم، وهذا لم يعد خافياً على أحد فكثيراً ما نسمع عن حالات الانتحار والقتل والسرقة نتيجة عدم قدرة أرباب الأسر  على تلبية احتياجات اولادهم ، وهكذا وفى كل سنة يتم الاحتفال بيوم العمال العالمى تبقى المناسبة مفروغة من معانيها فى ظل التدهور المريع فى حياة هذه الطبقة المهمة التى تعتبر أحد الأسس المهمة فى بناء وتطور الأوطان وتقدمها.

 
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)