موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجلس النواب: قمة البحرين "مسرحية هزلية" - صنعاء.. توجيه رئاسي عاجل للحكومة - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ رشاد أبو أصبع - الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الجمعة, 10-مارس-2023
تقرير‮- ‬جمال‮ ‬الورد -
لأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، يبقى اليمن الصامد أهله بوجه آلة العدوان الغاشم والحصار الجائر المفروض منذ ثمانية أعوام، رمزاً من رموز العزة والإباء لكل الشعوب، وعنواناً بارزناً في صفحات التاريخ حيث سجل ابناء اليمن موقفاً آخر من مواقف الشجاعة ورفض الذل والهوان‮. ‬
ولاشك أن شعوب العالم وهي تتابع مسار العدوان على اليمن تقف مذهولة امام شعبنا اليمني وصموده غير الطبيعي، ويزيد من دهشتها امران متعلقان بظروف هذا الصمود: أنه صمد امام عدوان غاشم يصنف من ضمن الحروب الطويلة الامد والابشع في التاريخ الحديث، حيث يصادف شهر مارس الحالي الذكرى الثامنة لهذا العدوان المستمر على اليمن أرضاً وإنسانا، وثانياً ان هذا الشعب الفقير بأغلبيته اذهل العالم بأن الصمود وحماية الاوطان لا تحتاج لأموال وثروات بل لإرادة وعزيمة وايمان.. فالشعب اليمني لم يصمد فحسب بل لا يزال يتصدى ويرفد جبهات الدفاع بشكل‮ ‬متواصل‮ ‬دون‮ ‬خوف‮ ‬او‮ ‬تردد‮ ‬رغم‮ ‬المجازر‮ ‬و‮"‬العقوبة‮ ‬الجماعية‮" ‬التي‮ ‬تحاول‮ ‬هز‮ ‬ثباته‮.‬
فما قام به وما زال يقوم به شعبنا اليمني ومن عاصمة الصمود والاستبسال صنعاء العروبة والتاريخ، واجبا انسانيا وقوميا وعربيا ودينيا في سبيل رفض الاستكبار والظلم، ومنع ابقاء اليمن رهينة لأطماع الاقليم والعالم، مأسور الحرية ومسلوب القرار، فكل ما قام به امام آلة الحرب‮ ‬واظهار‮ ‬ما‮ ‬يقاسيه‮ ‬من‮ ‬صعوبات‮ ‬كارثية‮ ‬لم‮ ‬تفت‮ ‬من‮ ‬عضده‮.‬
للصمود في يمن الإيمان والحكمة نكهة خاصة وطابع عميق من الاعتزاز والفخر والشموخ ،صمود أذهل العالم حينما رأوا تلاحم الشعب لليمني بأكمله رجالاً ونساءً، وصغاراً وكباراً لمواجهة تحالف قوى العدوان وقيادتهم من دول الاستكبار العالمي، أثبت فيها الإنسان اليمني أنهُ ذو‮ ‬عزيمة‮ ‬وإرادة‮ ‬قوية‮ ‬يأبى‮ ‬الخضوع‮ ‬والخنوع‮ ‬والانكسار‮ ‬رُغم‮ ‬بطش‮ ‬وطغيان‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬الغاشم‮. ‬
ثمان سنوات عِجاف مرت من عدوان همجي وحشي استهدف اليمن ومازال يسعى بمختلف الوسائل والطرق لتحقيق مآربه الخبيثة، بعد أن دمر كل مقدرات شعبنا وبنيته التحتية بدون أدنى إستثناء ، ثمان سنوات عِجاف لم تفلح فيها آلة الحرب والدمار السعودية والإماراتية وأدواتهم من في الداخل‮ ‬من‮ ‬تحقيق‮ ‬مآربهم‮ ‬وأطماعهم،‮ ‬برُغم‮ ‬الظلم‮ ‬والطغيان‮ ‬والقتل‮ ‬والتدمير،‮ ‬بل‮ ‬قابلها‮ ‬شعبنا‮ ‬ومازال‮ ‬بصمود‮ ‬أسطوري‮ ‬أذهل‮ ‬العالم‮.‬

ارهاصات‮ ‬سبقت‮ ‬العدوان‮ ‬
لاشك ان العدوان السعودي الامريكي على اليمن لم يكن وليد لحظته، بل سبقته مقدمات عدة، وممهدات مختلفة الذرائع وخطط ومؤامرات استغرقت اشهر طويلة قبل العدوان، ولعل أبرز تلك الارهاصات والممهدات للعدوان على بلادنا هي عندما اصبح الفار (عبد ربه منصور هادي) رئيساً لليمن لمدة عامين ورغم مرور العامين بقي في السلطة تحت مبرر الحوار وفجأة قرر أن ينهي الحوار قبل أن يتم الاتفاق على الأمور الجوهرية أهمها موضوع الأقاليم، حيث كان يصر على تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم في ظل رفض من قبل مكونات عدة لهذه الأقلمة، بالإضافة لمحاولته تمرير‮ ‬مشروع‮ ‬دستور‮ ‬جديد‮ ‬خارج‮ ‬السياق‮ ‬القانوني‮ ‬وخارج‮ ‬الجلسة‮ ‬العامة‮ ‬الختامية‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬من‮ ‬المفترض‮ ‬أن‮ ‬تعلن‮ ‬كما‮ ‬تم‮ ‬الاتفاق‮ ‬عليه‮ ‬في‮ ‬الحوار‮ ‬وتعالج‮ ‬مالم‮ ‬يتم‮ ‬التوافق‮ ‬عليه‮ . ‬
وجميعنا‮ ‬يتذكر‮ ‬شهادة‮ ‬المبعوث‮ ‬الأممي‮ ‬جمال‮ ‬بنعمر‮ ‬قال‮ ‬بأن‮ ‬اليمنيين‮ ‬باتو‮ ‬قريبين‮ ‬للحل‮ ‬لولا‮ ‬السعودية‮ ‬والحلفاء‮ ‬الذين‮ ‬أفشلوا‮ ‬اتفاق‮ ‬اليمنيين‮.‬
ومن بين اهم إرهاصات العدوان , هي الادارة الفاشلة والفاسدة التي اتبعها هادي وزمرته من جماعة الاخوان المسلمين، واولئك الناقمين والمنتقمين من الشعب، ومن سار في ركبهم من الحاقدين على الوحدة اليمنية المباركة، وبسبب تلك العينات الفاشلة والفاسدة زادت اوضاع اليمن سوءاً وتفاقمت الأوضاع الاقتصادية في عهد (عبدربه منصور هادي) وبدلاً من معالجة وطنية تخفف من وطأة الفقر، ذهب هادي وحكومته الى قرر رفع أسعار المشتقات النفطية ورفع الدعم عنها الأمر واصر على موضوع تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم ومضى في الإعتداء على الدستور من خلال التمديد لفترة رئاسته خارج قبة البرلمان المؤسسة الدستورية التي أعطته شرعية الرئاسة، وتحرك الشارع مرة أخرى لرفض موضوع تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم ومحاولته فرض دستور تمت صياغته بالخارج مفصلاً عليه..
كل ذلك لا يمكن فصله عن الدور الخبيث لدول الإقليم وعلى رأسها السعودية التي كانت تضمر الشر لليمن ولا تزال منذ تأسيسها تنفيذا لأجندات الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وتأكد ذلك في المؤتمر الصحفي في واشنطن لجون كيري وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وعادل الجبير الذي أعلنوا فيه بدء العدوان على بلادنا وتحدثوا عن أشهر من التحضير للحصول على موافقة معظم دول العالم لشن العدوان والمشاركة فيه وكان ذلك لهم في ليلة الـ 26 من مارس2015م، دون أي مسوغ قانوني أو ديني أو أخلاقي.

نقاط‮ ‬مضيئة‮ ‬
خلال ثمان سنوات ماضية كسر اليمنيون رهانات العدوان وواجه بكل صمود تداعيات الأزمة الصعبة التي ألحقها به العدو وببوادر أمل أسهمت في تجاوز التحديات وشكلت نقطة ضوء للمضي في إصلاح الواقع الاقتصادي الراهن الذي فرضه الحصار، بدأ أفراد المجتمع بوعي يواجهون التحديات تخطيطاً وتنفيذاً بمشاريع صغيرة تسد فجوة الانتظار وقطار الإحباط ومواجهة ما يفرضه استمرار العدوان من معاناة وصعوبات جمة بمبادرات طوعية أنموذجية ونجحت مناطق عدة بتلاحم أبنائها في تنفيذ مشاريع حيوية في شق ومسح طرقات وبناء حواجز مائية وجدران ساندة للعبور إلى مسالك خدمية لتلبية الاحتياجات في ظل صعوبات المرحلة الاستثنائية، ففي زمن العدوان واستمراره لم تعد المسؤولية المجتمعية حكراً على فرد أو جهة بعينها، وإنما باتت جزءاً لا يتجزأ من حياة اليمنيين بمختلف مكوناتهم ومشاربهم تجسيدا للحكمة اليمنية وتأكيداً لها، في تعزيز‮ ‬قيم‮ ‬العطاء‮ ‬لمبادرات‮ ‬تهدف‮ ‬إلى‮ ‬غرس‮ ‬ثقافة‮ ‬مجتمعية‮ ‬تساهم‮ ‬في‮ ‬النهوض‮ ‬وتعزز‮ ‬تمكين‮ ‬الهمم‮ ‬بنماذج‮ ‬وشواهد‮ ‬حية‮ ‬لأفراد‮ ‬المجتمع‮.‬
وبدخول العام التاسع من الصمود تمثل هذه المشاريع الذاتية مطلباً أساسياً ضمن خيارات المواجهة التي يخوضها أبناء الشعب اليمني لصد المخططات التي تتربص باليمن والمؤامرات التي تستهدف تعطيل شؤون حياة أبنائه وتدمير البنية التحتية والخدمات وتدل على الوعي المجتمعي الكبير وطبيعة هذا الشعب المبادر لفعل الخير دائماً، وتجاوزت المبادرات المجتمعية للعامين 2021 و2022م أكثر من 4000 مبادرة في مختلف المجالات في مختلف المحافظات اليمنية واقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى في مؤشر كبير على تفاعل المواطنين مع المشاريع الخدمية والاعتماد على الذات وعدم انتظار الغير وهذا الرقم قد لا يكون دقيقاً حيث أن هناك مبادرات كثيرة لم توثق ولم يصل إليها حيث أن المبادرات الذاتية للمواطنين تجاوزت 50 ٪ من إجمالي المبادرات المشتركة والمدعومة التي تم تنفيذها.
ومن المهم ان ندرك انه بعد توفيق الله والتمسك بحله المتين، ودور القوى الوطنية الصادقة والمخلصة في تعزيز الجبهة الداخلية ورفضها الانجرار خلف مهاترات السيئين، وتمسكها بالثبات والانحياز الى جانب ابناء شعبنا، فإن مظلومية أبناء الشعب اليمني من أهم عوامل الصمود الأسطوري، فمن الطبيعي جدا بعد كُلّ هذا الاعتداء لأي دولة تعرضت لهكذا عدوانٍ استوفى كُلّ الشروط التدميرية لهلاك شعبٍ بأكمله، أن تعلن هزيمتها وأن ترفعَ الرايات البيضاء لتجد نفسَها بعد ذلك تحت وطأة الاحتلال والاستعمَار، وهذا ما شهدته بلدان أخرى مَن وقعت في ظروف مماثلة لما تعرض له اليمن، بل إنها كانت تمتلكُ قواتٍ عسكرية أكبر مما يمتلكه اليمن بكثير كالعراق وليبيا، ورغم ما تعرضت له اليمن من عدوان كان بحجم حرب كونية على دولة واحدة، إلا أن الاستسلام أمر غير وارد في اليمن. وهذا ما أثبته الواقع، فلقد حوّل اليمن بكل فئاته الشعبية وَالعسكرية والسياسية وعلى مستوى القيادة بالمقام الأول مظلوميتَه إلى درب نجاة حين أدرك حقيقة القضية بكل وعي وخطر المؤامرة، فانطلق متوكلاً ًعلى الله أولاً، واثقاً به جعله اليوم بهذا الشموخ، محققاً كُلّ هذا الانتصار، وقالباً الطاولة رأساً على عقب على‮ ‬رؤوس‮ ‬كُلّ‮ ‬أولئك‮ ‬المعتدين‮ ‬بالرغم‮ ‬من‮ ‬كُلّ‮ ‬جحافلهم‮ ‬وعدتهم‮ ‬وعتادهم‮ ‬والنصر‮ ‬قادم‮ ‬لا‮ ‬محالة‮.‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)