موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 35456 - النواب يستمع لمذكرة بخصوص قانون شركة التعدين - مجلس النواب: قمة البحرين "مسرحية هزلية" - صنعاء.. توجيه رئاسي عاجل للحكومة - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ رشاد أبو أصبع - الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الإثنين, 10-أكتوبر-2022
الميثاق نت: -
بمناسبة حلول الذكرى الستين على ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة التي فجرها عدد من الضباط الأحرار صبيحة ذلك اليوم الأغر، ننشر السيرة الذاتية التي أعدها المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية، لمهندس الثورة الشهيد/علي محمد عبدالمغني رحمه الله.


البركان‮ ‬السبتمبري‬
أعد الملازم علي عبدالمغني البيان الاول للثورة وأعد الأهداف والمبادىء الستة وتفجرت الثورة ليلة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م وتحرك الملازم علي عبدالمغني قبل المغرب وزميله ناجي محسن المسيلي بجانبه الى إدارة الهاتف وأعطى البطل حسين علي القواس وزملاءه كشفاً‮ ‬يحدد‮ ‬من‮ ‬يجب‮ ‬قطع‮ ‬تلفوناتهم‮ ‬وفي‮ ‬المقدمة‮ ‬تحويلة‮ ‬قصر‮ ‬البشائر‮ ‬المقر‮ ‬الرئيسي‮ ‬للإمام‮ ‬محمد‮ ‬البدر‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
عاد الملازم علي عبدالمغني الى الكلية وتحرك الساعة (الحادية عشرة والنصف) قبل منتصف الليل مع زميله الحميم الملازم محمد مطهر والملازم يحيى الفقيه والملازم محمد الثلايا ومعهم مدفعاً ميدان، اختار موقع الضرب بخزيمة وقام بقصف دار الشكر ودار البشائر وصد نيران الدفاع‮ ‬في‮ ‬البيوت‮ ‬المذكورة‮ ‬واسكت‮ ‬نيرانها‮ ‬وشكل‮ ‬مجموعات‮ ‬الاقتحام‮ ‬فتقدمت‮ ‬مجموعات‮ ‬الاقتحام‮ ‬لأداء‮ ‬مهامها‮ ‬دون‮ ‬أي‮ ‬دفاع،‭ ‬وحتى‮ ‬سال‮ ‬الدم‮ ‬من‮ ‬أذني‮ ‬علي‮ ‬عبدالمغني‮ ‬مدة‮ ‬يومين‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
في صباح يوم الخميس - اليوم الاول للثورة- تحرك في دبابة الى عرضي المدفعية وفتح الباب وأطلق سراح الملازم حمود بيدر وألقى كلمة بعرضي المدفعية قائلاً: إن الثورة ثورة شعب يساندها أبناء الشعب، في مقدمة ذلك القوات المسلحة وقوات الأمن والقوات البحرية ثم عاد الى الكلية‮ ‬الحربية‮ ‬بعد‮ ‬انتهاء‮ ‬تلك‮ ‬المهمة‮ ‬وأرسل‮ ‬الشيخ‮ ‬محمد‮ ‬عبدالواسع‮ ‬عبدالمغني‮ ‬الى‮ ‬محطة‮ ‬الإذاعة‮ ‬لإلقاء‮ ‬قصيدة‮ ‬نشوان‮ ‬الحميري‮ ‬بعد‮ ‬البيان‮ ‬الأول‮ ‬للثورة‮ ‬مباشرة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وكان الملازم علي عبدالمغني يوم الاربعاء السابق للثورة قد أخطر بعض المشائخ الاحرار وأبنائهم بالحضور ساعة الصفر (أي ليلة الثورة) وهم من المناضلين الذين لهم رصيد ثوري ويمثل كل واحد منهم رئيس خليته في ذلك التنظيم الذي أعده علي عبدالمغني من خلال لقاءاته بهم أمثال: الشيخ علي عبدالله القوسي، الشيخ محمد احمد العثري، الشيخ علي بن علي الرويشان، الشيخ عبدالولي القيري، الشيخ درهم أبو لحوم، الشيخ محمد أحمد حجازي، الشيخ محمد أبو لحوم، الشيخ عبده كامل، الشيخ عبدالله محمد القوسي، الشيخ عبدالرحمن الغشمي، الشيخ علي ناصر البخيتي،‭ ‬الشيخ‮ ‬مجاهد‮ ‬أبو‮ ‬شوارب،‭ ‬الشيخ‮ ‬فيصل‮ ‬عوفان،‭ ‬الشيخ‮ ‬ناصر‮ ‬الكميم،‭ ‬الشيخ‮ ‬صالح‮ ‬محسن‮ ‬جزيلان،‭ ‬الشيخ‮ ‬ناجي‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬الشايف،‭ ‬الشيخ‮ ‬عبدالواحد‮ ‬البكير،‭ ‬الشيخ‮ ‬أحمد‮ ‬صالح‮ ‬دويد‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
فأدى كل واحد ممن ذكر واجبه ساعة الصفر ليلة 26 سبتمبر عام 1962م كذلك في صباح يوم الثورة أفرج عن الرهائن في حبس القلعة من أبناء المشائخ فوصلوا الى الكلية الحربية واشترك كل واحد منهم في واجب أمثال: عبدالله بن ناجي دارس، أحمد فاضل، وازع أبو اصبع، محمد محمود أبو‮ ‬راس،‭ ‬رعد‮ ‬علي‮ ‬مهفل،‭ ‬عبدالله‮ ‬علي‮ ‬مناع،‭ ‬حسين‮ ‬أحمد‮ ‬الرصاص،‭ ‬عبدالكريم‮ ‬فيصل‮ ‬عوفان‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

علي‮ ‬عبدالمغني‮ ‬في‮ ‬معركة‮ ‬مأرب‬‬‬‬
كان لعلي عبدالمغني الدور الطليعي الأول في ايقاد شعلة الثورة ليلة 26سبتمبر عام 1962م ولما تفتحت المعارك ضد الثورة منذ الأيام الأولى من قيامها حرص الضباط على أن يبقى الملازم علي عبدالمغني في صنعاء، بجانب النقيب عبداللطيف ضيف الله، والمقدم عبدالله حسين جزيلان، للتعاون مع الزعيم عبدالله السلال المنتخب رئيساً للجمهورية باعتبار علي عبدالمغني الرجل الاول المخطط للثورة فتسابقوا الى ميادين القتال للدفاع عن الثورة بكل شجاعة واستبسال، ولكن الشهيد علي عبدالمغني لم يرض لنفسه ان يدفع بزملائه الى ميادين القتال ويجلس على كرسي‮ ‬يصدر‮ ‬إليهم‮ ‬الأوامر،‭ ‬قاتلوا‮ ‬واستميتوا‮ ‬وإنا‮ ‬ها‮ ‬هنا‮ ‬قاعدون،‭ ‬بل‮ ‬قال‮: ‬إن‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬الثورة‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ ‬من‮ ‬الخطوط‮ ‬الامامية،‭ ‬اشتعلت‮ ‬المعارك‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬والجوف‮ ‬وحريب‮ ‬وقعطبة‮ ‬ومأرب‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

ولما اشتد الحصار على مأرب نهض الشهيد علي عبدالمغني من كرسيه في مجلس قيادة الثورة ليتحرك على رأس حملة عسكرية نظامية لإنقاذ مدينة مأرب نظراً لما لها من أهمية قصوى في نظر الثورة، وذلك لأن الشريف الهبيلي يحيك مؤامرات استعمارية لاقتطاع السهول الشرقية: مأرب، الجوبة،‭ ‬حريب،‮ ‬الى‮ ‬إمارة‮ ‬بيحان‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬الحماية‮ ‬البريطانية‮ ‬لمد‮ ‬عمق‮ ‬استراتيجي‮ ‬للدفاع‮ ‬عن‮ ‬الوجود‮ ‬البريطاني‮ ‬في‮ ‬عدن‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ولا يخفى ان الهيبلي كان يغازل بعض مشائخ المنطقة من قبل الثورة بفترة، ولما قامت الثورة الخالدة كانت الحامية العسكرية قد جربت أمورها وطلبت إرسال رواتب الأفراد الشهرية وتحركت طائرة عمودية يقودها طيارون من الاتحاد السوفييتي وعليها الملازم زين الله العامري لإيصال‮ ‬رواتب‮ ‬الجنود‮ ‬المتأخرة‮ ‬واستطلاع‮ ‬الموقف‮ ‬وذلك‮ ‬في‮ ‬اليوم‮ ‬الرابع‮ ‬من‮ ‬قيام‮ ‬الثورة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وما ان هبطت الطائرة على مطار مأرب الترابي، حتى أحدق بها المرتزقة الأجانب من كل جهة بعد أن غادرها الطيارون والملازم زين الله العامري مباشرة، واستولوا عليها واحرقوها وبدأوا يهاجمون الحامية العسكرية في المدينة واستطاعوا ان يحاصروا المدينة لفرض الضغط على الحامية العسكرية للتسليم ولكن الافراد والجنود صمدوا بإمكاناتهم المحدودة واقتضت الشرعية الدفاعية عن النفس ان تنقذ مدينة مأرب، وقام الشهيد علي عبدالمغني بتجهيز الحملة العسكرية المؤلفة من: 56 فرداً من طلاب مدرسة المدفعية جناح م/ط الذين كانوا يتدربون على يد الملازم المدفعي علي عبدالمغني، 4 سرايا من الجيش الوطني، 4 عربات مصفحة 4*4، 4 سيارات نقل فرجو، مدفع ميدان عيار 76م، كما استصحب معه كل من الملازم محمد فايع، الملازم محمد عبدالخالق والملازم محمد غالب الساقي والملازم محمد حسن العمري.
هذا وقد تحركت الحملة حوالي الساعة الرابعة عصر يوم 7 أكتوبر 1962م وعند وصولها مدينة جحانة حوالي الساعة السادسة مساء أمر بالتوقف وقام الشهيد علي عبدالمغني بجمع المسؤولين العسكريين والمدنيين في مدينة جحانة وتدارس معهم الموقف لفترة لا تزيد عن ساعة واحدة، ثم أمر بمواصلة السير ليلاً عبر نقيل العرقوب ومنطقة الاعروش فنقيل الوتدة، وفي حوالي الساعة العاشرة صباحاً وصلت الحملة مركز صرواح، حيث كان في استقبالها مدير الناحية القاضي حسين العرشي وقائد السرية العسكرية من الجيش الدفاعي وأفراد السرية، وجمع غفير من مشائخ وعقال وأفراد منطقة جهم، وكلهم فرحون مبتهجون بالثورة، ثم أقام المسؤولون الحكوميون والمشائخ والاعيان مأدبة غداء كبرى للملازم علي عبدالمغني والضباط والافراد وبعد تناول الغداء أمر الملازم علي عبدالمغني بترك الحملة، لكي لا يعطي العدو فرصة لتخريب الطريق ونصب الكمائن وقد‮ ‬انضم‮ ‬الى‮ ‬الحملة‮ ‬حوالي‮ ‬عشرة‮ ‬أفراد‮ ‬من‮ ‬أبناء‮ ‬صرواح‮ ‬بناء‮ ‬على‮ ‬رغبة‮ ‬الملازم‮ ‬علي‮ ‬عبدالمغني‮ ‬استشهد‮ ‬منهم‮ ‬اثنان‮ ‬في‮ ‬معركة‮ ‬باب‮ ‬الضيقة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
فكانت المعلومات التي جمعها عبدالمغني تشير الى احتمال كمين يعترض الحملة في منعطف يقع بين صرواح وباب الضيقة وعند مرور الحملة بهذا المنعطف رشقتها بعض العيارات النارية وحينها اتخذت الحملة وضع الاستعداد للقتال ووجهت بعض نيرانها على مصادر النيران المعادية، غير ان تلك النيران اختفت، فعادت الحملة الى وضعها السابق، وواصلت التقدم نحو مأرب وعند وصولها باب الضيقة حوالي الساعة الخامسة والنصف من يوم 8 أكتوبر سنة 1962م وقعت في الكمين المعد اعداداً فنياً وتكتيكياً بخبرة عسكرية فائقة حيث سقطت المصفحة الاولى في الحفرة المموهة بغصون الاشجار، ثم تلتها المصفحة الثانية، وكان الملازم علي عبدالمغني في المصفحة الثانية وهذا حسب رواية شاهد عيان وبطل من أبطال الحملة الرائد صالح الضنيني أحد الأفراد الذين كانوا يدرسون في مدرسة المدفعية جناح م/ط.

على‮ ‬يد‮ ‬الشهيد‮ ‬علي‮ ‬عبدالمغني‬‬‬‬
وفعلاً‮ ‬اشتبكت‮ ‬القوات‮ ‬مع‮ ‬أفراد‮ ‬الكمين‮ ‬واستمرت‮ ‬الاشتباكات‮ ‬لمدة‮ ‬ساعتين،‭ ‬تكبد‮ ‬العدو‮ ‬خلالها‮ ‬خسائر‮ ‬كبيرة‮ ‬في‮ ‬الأرواح‮ ‬وكان‮ ‬الشهيد‮ ‬علي‮ ‬عبدالمغني‮ ‬قد‮ ‬حاول‮ ‬ان‮ ‬يهجم‮ ‬على‮ ‬موقع‮ ‬قريب‮ ‬منه‮ ‬بالقنابل‮ ‬اليدوية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وعندما فتح باب المصفحة وقفز منها وبجانبه أحد أفراد الحملة البطل عبدالله علي صالح الاحمر ابن عم فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح تحالفت عليهما عدد من الطلقات، فاضت على إثرها روحاهما الطاهرة الى جوار ربهما شهداء.
قال الرائد صالح الضنيني بعد ان وقف إطلاق النار ظن انه لم يبق على قيد الحياة سواه لأن الليل قد اظلم فأخذ سلاحه ودرج على الطريق في اتجاه صرواح وأثناء الطريق لقي الملازم مقبل سافعة أحد بواسل الحملة وقد أعياه التعب فحاول أن يتحرك معه لكي لا يتعرض لسوء، فقال له‮ ‬دعني‮ ‬استريح‮ ‬قليلاً‮ ‬وتركه‮ ‬الضنيني‮ ‬ومضى‮ ‬لسبيله‮ ‬حتى‮ ‬وصل‮ ‬مركز‮ ‬صرواح‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وفي الصباح التقى بمن استطاعوا النجاة من الموت سواء من معركة باب الضيقة او من معركة مدينة مأرب لأن المدينة سقطت في منتصف تلك الليلة، ولكن الجو في صرواح بدأ يتكهرب وبدأت القبائل تطمع في أسلحة العسكريين ولكنهم سلموها الى مستودعات الحكومة في صرواح بإشراف العامل المدير القاضي حسين العرشي وبعد ان سلم العساكر أسلحتهم توجهوا نحو صنعاء وعند وصولهم مدينة جحانة، التقوا بالشهيد محمد محمود الزبيري يقود حملة عسكرية غالبيتها من القبائل بقيادة الشيخ ناجي علي الغادر والشيخ أحمد علي الزايدي.
فتقدم الرائد صالح الضنيني الى محمد محمود الزبيري ليطلعه على الموقف فتأثر لما حدث وخصوصاً لاستشهاد الحر البطل الملازم علي عبدالمغني وأطرق رأسه الى الارض يذرف الدموع من عينيه، ثم رفع رأسه الى السماء وقال: يا رب!
واستدعى‮ ‬المشائخ‮ ‬والأعيان‮ ‬وأعلمهم‮ ‬بالموقف‮ ‬وأخذ‮ ‬منهم‮ ‬اليمين‮ ‬المغلظة‮ ‬بالوقوف‮ ‬الى‮ ‬جانب‮ ‬الثورة‮ ‬والجمهورية‮ ‬وعدم‮ ‬الخيانة‮ ‬وأخذ‮ ‬الثأر‮ ‬لروح‮ ‬بطل‮ ‬الثورة‮ ‬ومفجرها‮ ‬الشهيد‮ ‬الملازم‮ ‬علي‮ ‬عبدالمغني‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
يقول المرحوم أحمد جابر العفيف: عرفته في بداية عام1955م وهو بالمرحلة الثانوية وكانت تربطني به وزملاؤه روابط الشعور بالمسؤولية فقد كنت يومها مسؤولاً عن التعليم بالوزارة وكنت أشعر بأن هذا الشاب ليس عادياً فهو إلى جانب امتيازه في التحصيل والخلق المتين فهو من الأبطال‮ ‬الذين‮ ‬لابد‮ ‬وان‮ ‬يغيروا‮ ‬مجرى‮ ‬الحياة‮ ‬في‮ ‬البلاد‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

مقياس‮ ‬العمر‬
وعن شخصيته الثقافية يتحدث الدكتور عبدالعزيز المقالح ليقول: من الناس من يعيش مائة عام ثم يختفي وكأنه لم يعش يوما واحداً ومنهم من يعيش عشرين عاما ثم يمضي وكأنه عاش ألف عام والحياة ليست بطولها وعرضها ولاهي بالسنوات الكثيرة، بل هي تلك اللحظات المليئة بالجليل والعظيم.. والبطل الذي أتقدم بخجل لأضع زهرة على قبره المجهول كان يقول دائماً العمر لا يقاس بالسنين وإنما بما يصنعه الإنسان في هذه السنين، ذلك هو بطل الثورة الشهيد علي عبدالمغني شاب يمني أسمر في الثانية والعشرين من عمره وقد كتب هذا الكلام وكلاما كثيراً رائعاً في مجلته الحائطية التي كان يشرف عليها عندما كان طالباً في المدرسة الثانوية وفي هذه المجلة الحائطية كان البطل الشهيد علي عبد المغني يكتب دراسات مكثفة وقصيرة عن شخصيات العظماء في التاريخ تحت عنوان"في المرآة".
ويضيف المقالح: كان الشهيد ألمع زملائه ذكاءً وعقلا وكان قادرا على تحديد مدى وعي هؤلاء الزملاء وإمكانياتهم الذاتية وكان بالرغم من تدني الوعي السياسي في صفوف الطلاب أكثر وعياً من الذين يشتغلون بالسياسة، وكان يتعمق بالدراسات الاقتصادية والاجتماعية كما كان شغوفاً‮ ‬بالأدب‮ ‬الى‮ ‬حد‮ ‬بعيد‮ ‬أما‮ ‬حبه‮ ‬لبلاده‮ ‬فكان‮ ‬بلاحدود‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

إرادة‮ ‬قوية‬
‮ ‬قال‮ ‬العميد‮ ‬المرحوم‮ ‬ناجي‮ ‬الاشول‮:‬‬‬‬‬‬‬
علي عبدالمغني ظل مرتبطاً بمدرسته وبزملائه الطلاب وكان يقيم في غرفة في المدرسة الثانوية أطلق عليها اسم الكوخ مع نخبة من زملائه كانت تعقد الندوات العملية والفكرية والسياسية يؤمها الكثير من الشباب وقد كان الطلاب يتلقون تربيتهم الوطنية من واقع الحياة التعيسة والمحاطة بكل وسائل الكبت والقهر والحرمان، إلا أن دور الشهيد علي عبدالمغني في هذا المضمار كان يبني الثقة بين الطلاب والتأليف بين قلوبهم ومشاعرهم ليحطم أشباح اليأس المستبدة بالنفوس.. لم يطمئن لمغريات المنصب الذي هيئه له وزير المعارف ربما كان يعتبره ضرباً من ضروب الشراك التي يلجأ إليها نظام الاستبداد وحين أعيد فتح الكلية الحربية بعد مجيء صفقة الأسلحة السوفيتية والتشيكية في العام 1957م تقدم للالتحاق بالكلية الحربية مجاميع من الشباب التي رغبت بالانخراط بالسلك العسكري برغم ما يعرفوه عن قسوة الحياة العسكرية وانحطاطها‮ ‬في‮ ‬ذاك‮ ‬الوقت،‮ ‬ونجح‮ ‬عدد‮ ‬محدود‮ ‬من‮ ‬الشباب‮ ‬المتقدمين‮ ‬للتجنيد‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬علي‮ ‬عبدالمغني‮ ‬واحداً‮ ‬منهم‮ ‬ليتم‮ ‬قبوله‮ ‬في‮ ‬الدفعة‮ ‬الثانية‮ ‬الذي‮ ‬كنت‮ ‬أنا‮ ‬منهم‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وكان علي عبدالمغني ذا ذكاء خارق في الكلية الحربية الى جانب همة ونشاط كبيرين، وكان يمتلك القدرة الفائقة في التأثير والإقناع فكان يعد نفسه لأمر عظيم.. وعن تأسيس تنظيم الضباط الأحرار يقول: بالنسبة للجماعة الأولى التي دعت الى تأسيس تنظيم الضباط الأحرار فلا شك أن‮ ‬الشهيد‮ ‬علي‮ ‬عبدالمغني‮ ‬هو‮ ‬أول‮ ‬من‮ ‬تبنى‮ ‬هذه‮ ‬الفكرة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)