موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 35456 - النواب يستمع لمذكرة بخصوص قانون شركة التعدين - مجلس النواب: قمة البحرين "مسرحية هزلية" - صنعاء.. توجيه رئاسي عاجل للحكومة - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ رشاد أبو أصبع - الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الإثنين, 03-أكتوبر-2022
د‮.‬فضل‮ ‬حراب‮ ❊‬ -
ثورة 26 سبتمبر 1962م كانت تعني للشعب اليمني استمرار الحياة بالتطلع ليمن جمهوري بعيداً عن الموت بالجوع والامراض الجسدية والعقلية والثقافية التي كانت تعني أن الشعب فُرض عليه سجن كبير اسمه اليمن وان يظل يعيش في قرون ما قبل التاريخ.
باختصار‮ ‬شديد‮ ‬نسرد‮ ‬بعض‮ ‬الاحداث‮ ‬والوقائع‮ ‬من‮ ‬الذاكرة‮ ‬وبالإستعانة‮ ‬ببعض‮ ‬المعلومات‮ ‬الشحيحة‮ ‬عن‮ ‬تاريخ‮ ‬الوضع‮ ‬الصحي‮ ‬اللاإنساني‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬شعب‮ ‬اليمن‮ ‬يعيشه‮ ‬حتى‮ ‬قيام‮ ‬الثورة‮ ‬المباركة‮ ‬في‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م‮.‬
بعض الدول مثل إيطاليا والاتحاد السوفييتي والصين وفرنسا ارسلت منذ عقود طويلة فرقاً طبية لعلاج اليمنيين من كثير من الأمراض المستوطنة ومختلف انواع الاوبئة التي كانت ولاتزال تفتك بعشرات الآلاف من الأطفال والأمهات وحتى الشباب الذين يصابون بأمراض بعضها قد تم استئصالها‮ ‬في‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬العالم‮ ‬مثل‮ ‬الطفيليات‮ ‬والحميات‮ ‬والاسهالات‮ ‬والملاريا‮ ‬والبلهارسيا‮ ‬والسل‮ ‬الرئوي‮ ‬والتي‮ ‬للأسف‮ ‬كانت‮ ‬ومازالت‮ ‬تنتشر‮ ‬في‮ ‬الدول‮ ‬الأكثر‮ ‬تخلفاً‮ ‬ومنها‮ ‬اليمن‮ ‬الملكي‮ ‬والجمهوري‮ ‬للأسف‮.‬
فهل‮ ‬سيعيد‮ ‬التاريخ‮ ‬نفسه‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬السعيد؟‮!‬
للأسف لم يقم أحد بنشر كثير من التفاصيل لتلك المرحلة المهمة ليطلع عليها المهتمون بالتاريخ الصحي عامة والطبي والدوائي خاصة مع بدء الاعتماد على الادوية الجاهزة المستوردة من بعض الدول الاوروبية... للأسف وما نشر في كتب الرحالة والمستشرقين ومن انتدب لليمن من فرق‮ ‬طبية‮ ‬او‮ ‬أطباء‮ ‬ارسلوا‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬الدول‮ ‬بدعوة‮ ‬خاصة‮ ‬ولمهمة‮ ‬محددة‮ ‬لعلاج‮ ‬الاسرة‮ ‬الحاكمة‮ ‬ولفترات‮ ‬قصيرة‮..‬
وقد تمت الإشارة الوضع الصحي المخيف والقاتل واللا إنساني في بعض كتب الرحالة والفرق الطبية التي كانت في اليمن، وكان يتم نشر معلومة في جملة او سطر أو جملتين في سياق الحديث عن الرحلة او الزيارة لليمن السعيد.
أمراض الحميات والملاريا والالتهابات المختلفة واحجار الكلى والسل الرئوي والبلهارسيا وأمراض الجهاز الهضمي والديدان المعوية بمختلف أنواعها وتراكوما العيون والاسهالات التي يصاب بها الأطفال قبل الكبار كانت قاتلة في اغلب الأحيان..
أما‮ ‬الحصبة‮ ‬والتيفود‮ ‬والجذام‮ ‬والسيفلس‮ ‬البيتي‮ ‬والجنون‮ (‬انفصام‮ ‬الشخصية‮) ‬والجدري،‮ ‬وأمراض‮ ‬العمود‮ ‬الفقري‮ ‬وخاصة‮ ""‬عرق‮ ‬النسا‮"" ‬وشلل‮ ‬الاطفال‮ ‬هنا‮ ‬لن‮ ‬نتعرض‮ ‬لها‮ ‬بالتفصيل‮ ‬لغزارة‮ ‬المعلومات‮ ‬عن‮ ‬تلك‮ ‬الفترة‮.‬
تلك‮ ‬كانت‮ ‬بعض‮ ‬الامراض‮ ‬المكتشفة‮ ‬طبياً‮ ‬والمتصدرة‮ ‬للأمراض‮ ‬والأوبئة‮ ‬المنتشرة‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬الحقبة‮ ‬المظلمة‮ ‬من‮ ‬الزمن‮.‬
المستشفى الاحمدي في تعز (الجمهوري حالياً_بعد إعادة بنائه) وآخر في الحديدة وآخر في صنعاء كانت الملجأ الوحيد لمن يمرض ويحالفه الحظ بالوصول لأي من الأطباء الطليان أو الفرنسيين من اصل روسي أو أي من الفرق الروسية الزائرة لمعالجة العائلة الملكية الحاكمة وكبار القوم‮ .‬
مجموعة‮ ‬الأطباء‮ ‬الطليان‮ ‬استدعوا‮ ‬او‮ ‬اعارتهم‮ ‬إيطاليا‮ ‬لليمن‮ ‬لمعالجة‮ ‬الأمام‮ /‬أحمد‮ ‬بن‮ ‬يحيى‮ ‬بن‮ ‬محمد‮ ‬حميد‮ ‬الدين‮ ‬والاسرة‮ ‬المالكة‮.. ‬
وقد‮ ‬سمح‮ ‬الأمام‮/ ‬أحمد‮ ‬للأطباء‮ ‬الاجانب‮ ‬بمعالجة‮ ‬العامة‮ ‬سواء‮ ‬في‮ ‬المستشفيات‮ ‬الاحمدية‮ ‬أو‮ ‬القيام‮ ‬بزيارات‮ ‬منزلية‮ ‬إسعافية‮ ‬لمنازل‮ ‬كبار‮ ‬القوم‮ ‬والتجار‮ ‬ومن‮ ‬يوفق‮ ‬باستدعاء‮ ‬اي‮ ‬من‮ ‬الأطباء‮ ‬على‮ ‬حسابه‮ ‬الخاص‮.‬
‮ - ‬حسب‮ ‬بعض‮ ‬المراجع‮ ‬انه‮ ‬كان‮ ‬قد‮ ‬تم‮ ‬الاتفاق‮ ‬بين‮ ‬اليمن‮ ‬وإيطاليا‮ ‬على‮ ‬التعاون‮ ‬الصحي‮ ‬في‮ ‬1‮ ‬ديسمبر‮ ‬1926م‮.‬
‮- ‬وفي‮ ‬عام‮ ‬1927م‮ ‬تم‮ ‬إرسال‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬الشباب‮ ‬اليمني‮ ‬إلى‮ ‬إيطاليا‮ ‬ليدرسوا‮ ‬التمريض‮.‬
باختصار شديد سنقوم بسرد بعض المعلومات عن الوضع الصحي في فترة ما قبل ثورة 26 سبتمبر والتي سنحاول تغطيتها بالتفصيل قدر المستطاع قريباً، والأهم هو دور الأطباء الاجانب في علاج مرضى المستشفى الاحمدي في تعز وأيضاً دور القطاع الخاص توفير الأدوية والمستلزمات الطبية‮ ‬من‮ ‬مختلف‮ ‬دول‮ ‬العالم‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬عدن‮ ‬وجيبوتي‮.. ‬من‮ ‬الاطباء‮ ‬الطليان‮ ‬الذين‮ ‬عملوا‮ ‬في‮ ‬المستشفى‮ ‬الاحمدي‮ ‬في‮ ‬تعز‮:‬
البروفيسور‮/ ‬مانشولي‮ ‬،البروفيسور‮/ ‬مافرادوني،‮ ‬البروفيسور‮/ ‬بارانيللو‮.. ‬وتخصصهم‮ ‬في‮ ‬الباطنية‮ ‬والجراحة‮ ‬العامة‮.‬
د‮.‬فلاجني‮ ‬اختصاصي‮ ‬تخدير‮.‬
ومن‮ ‬الاطباء‮ ‬الفرنيسيين‮:‬
الدكتور‮ ‬فيانس‮ ‬طبيب‮ ‬عيون
والدكتور‮/""‬أندريه‮"" ‬الذي‮ ‬أسس‮ ‬قسماً‮ ‬خاصاً‮ ‬بمرضى‮ ‬السل‮ ‬وتم‮ ‬بناؤه‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الحكومة‮ ‬الفرنسية‮ ‬وكان‮ ‬للدكتورة‮ "‬فيلارد‮" ‬دور‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬تأثيث‮ ‬القسم‮ ‬بجهاز‮ ‬أشعة‮.‬
وجدير‮ ‬بالذكر‮ ‬ان‮ ‬الدكتور‮ "‬اندريه‮" ‬فرنسي‮ ‬من‮ ‬أصل‮ ‬روسي‮ ‬حصل‮ ‬على‮ ‬الجنسية‮ ‬الفرنسية‮ ‬بعد‮ ‬ان‮ ‬هاجر‮ ‬أثناء‮ ‬الأمبراطورية‮ ‬الروسية‮ ‬ولجأ‮ ‬إلى‮ ‬فرنسا‮ ... ‬ظل‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬حتى‮ ‬وفاته‮ ‬وقد‮ ‬حصل‮ ‬على‮ ‬الجنسية‮ ‬اليمنية‮.‬
اليمن‮ ‬قبل‮ ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م‮ ‬كانت‮ ‬تعاني‮ ‬من‮ ‬أمراض‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬العصور‮ ‬الوسطى‮ ‬كان‮ ‬سكان‮ ‬اليمن‮ ‬حوالي‮ ‬5‮ ‬ملايين‮ ‬نسمة‮ ‬حسب‮ ‬بعض‮ ‬المصادر‮ ‬الطبية‮ ‬الأجنبية‮ ‬تقريبا‮.‬
ارقام بسيطة كمؤشر نرصد بعضها هنا لمنح دراسية قدمت قبل الثورة وبعد قيامها في 1962م من قبل بعض الدول وعلى سبيل المثال في يناير 1960م توجه الى مدينة اوديسا في الاتحاد السوفييتي 15 طالباً يمنياً للدراسة في اختصاصات مرفئية.
في‮ ‬نفس‮ ‬السنة‮ ‬درس‮ ‬19‮ ‬يمنياً‮ ‬بالكلية‮ ‬التحضيرية‮ ‬في‮ ‬جامعة‮ ‬موسكو‮ ‬لتؤهلهم‮ ‬للالتحاق‮ ‬بأيٍّ‮ ‬من‮ ‬الكليات‮ ‬الطبية‮ ‬او‮ ‬التقنية‮ ‬المختلفة‮..‬
في‮ ‬أبريل‮ ‬1963‮ ‬قدم‮ ‬الاتحاد‮ ‬السوفييتي‮ ‬منحاً‮ ‬لـ81‮ ‬طالباً‮ ‬في‮ ‬دراسات‮ ‬مدنية‮ ‬مختلفة
وقدمت‮ ‬المانيا‮ ‬الاتحادية‮ ‬8‮ ‬منح‮ ‬دراسية‮ ‬لطلاب‮ ‬اليمن‮. ‬وكذلك‮ ‬إيطاليا‮ ‬قدمت‮ ‬6‮ ‬منح‮ ‬دراسية‮.. ‬ولاننسى‮ ‬ان‮ ‬مصر‮ ‬قدمت‮ ‬1000‮ ‬منحة‮ ‬دراسية‮ ‬مدنية‮ ‬وعسكرية‮ ‬في‮ ‬مختلف‮ ‬التخصصات‮.‬
تم إرسال طلاب مبتعثين إلى الجمهورية العربية المتحدة (جمهورية مصر العربية). وخلافاً للطلاب الذين ارسلوا للدراسة رسمياً من قبل المملكة المتوكلية اليمنية، كانت هناك أسر من المتيسرين اليمنيين ابتعثوا اولادهم على نفقتهم الخاصة لكثير من الدول مثل مصر والعراق وبريطانيا‮ ‬والبعض‮ ‬بدأ‮ ‬بالدراسة‮ ‬من‮ ‬الابتدائية‮ ‬والاعدادية‮ ‬في‮ ‬دول‮ ‬مثل‮ ‬مصر‮ ‬والسودان‮.‬
كانت‮ ‬هناك‮ ‬بعثات‮ ‬بأعداد‮ ‬لا‮ ‬بأس‮ ‬بها‮ ‬تكفل‮ ‬الاتحاد‮ ‬السوفييتي‮ ‬بتعليمهم‮ ‬اللغة‮ ‬الروسية‮ ‬حتى‮ ‬يعودوا‮ ‬ليكونوا‮ ‬مترجمين‮ ‬للسوفييت‮ ‬أثناء‮ ‬إنشاء‮ ‬وبعد‮ ‬التشغيل‮ ‬لميناء‮ ‬الحديدة‮.‬
ولاننسى ان القيادة المركزية السياسية السوفييتية قررواً بعد تعليم المبتعثين لدراسة اللغة الروسية وأيضاً العلوم الاساسية الاخرى وان بالامكان إضافة سنة دراسة تأهيلية أخرى تؤهل البعض ممن نجحوا في تخطي سنوات التاهيل الاساسية ليلتحقوا بكليات عليا مختلفة في مجالات‮ ‬ومنها‮ ‬الهندسة‮ ‬والنفط‮ ‬والطب‮.. ‬إلخ‮.‬
وكان قد شجع السوفييت الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين ملك المملكة المتوكلية اليمنية حينها بإرسال دفعة اخرى تتعدى الـ80 طالب للدراسة في مختلف العلوم التي كان الشعب اليمني فعلاً في أمس الحاجة لتخصصات نادرة وغير متوافرة اطلاقاً في اليمن المتوكلي.
كان‮ ‬قلب‮ ‬نظام‮ ‬الحكم‮ ‬الملكي‮ ‬واجباً‮ ‬وطنياً‮ ‬تبناه‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬الوطنيين‮ ‬مدنيين‮ ‬كانوا‮ ‬أو‮ ‬عسكريين‮ ‬وحتى‮ ‬من‮ ‬نفس‮ ‬الأسرة‮ ‬الحاكمة‮ ‬حينه‮.‬

بعد‮ ‬قيام‮ ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر
واستمر‮ ‬حال‮ ‬الاعتماد‮ ‬على‮ ‬المساعدات‮ ‬والهبات‮ ‬لسنوات‮ ‬طويلة‮ ‬بعد‮ ‬قيام‮ ‬ثورة‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م،‮ ‬وقبل‮ ‬الثورة‮ ‬كان‮ ‬الاتحاد‮ ‬السوفياتي‮ ‬قد‮ ‬بدأ‮ ‬في‮ ‬إنشاء‮ ‬ميناء‮ ‬الحديدة‮ ‬البحري‮.‬
اليمن من الدول القليلة التي اهلت كوادر عالية التأهيل من أطباء وصيادلة واطباء أسنان ومختبرات وايضاً من التخصصات الطبية المساعدة والفنية وهذه ثروة من الكوادر الصحية من مختلف مدارس العالم والتي نادراً ما تجتمع لممارسة مختلف المهن الطبية في دولة واحدة (وكذلك حالياً‮ ‬ممن‮ ‬درسوا‮ ‬في‮ ‬جامعات‮ ‬اليمن‮ ‬الحكومية‮ ‬والخاصة‮).... ‬
انهم‮ ‬جيل‮ ‬متميز‮ ‬من‮ ‬مدارس‮ ‬شرقية‮ ‬وغربية‮ ‬وعربية‮ ‬على‮ ‬الوجه‮ ‬التالي‮:‬
الاتحاد السوفييتي سابقاً وأيضاً من روسيا واوكرانيا حالياً - مصر - العراق - يوغسلافيا - رومانيا - تشيكوسلوفاكيا - ألمانيا الشرقية - ألمانيا الغربية - بولندا- المجر- السودان - السعودية - الهند - سوريا - بريطانيا - إيطاليا - أمريكا - كوبا - باكستان - الصين ‮- ‬فرنسا‮.‬
رشح‮ ‬السوفييت‮ ‬80‮ ‬طالباً‮ ‬ثم‮ ‬20‮ ‬ثم‮ ‬40‮ ‬للذهاب‮ ‬للاتحاد‮ ‬السوفييتي‮ ‬لتعلم‮ ‬اللغة‮ ‬الروسية‮ ‬حتى‮ ‬يعودوا‮ ‬لخدمة‮ ‬الميناء‮ ‬تكنيكياً‮ ‬وكمترجمين‮ ‬لتسيير‮ ‬خدمات‮ ‬الميناء‮.‬
وبدأ‮ ‬السوفيات‮ ‬بشق‮ ‬ورصف‮ ‬طريق‮ ‬الحديدة‮ ‬‭_ ‬تعز‮.‬
قبل‮ ‬الثورة‮ ‬أيضاً‮ ‬كانت‮ ‬جمهورية‮ ‬الصين‮ ‬الشعبية‮ ‬قد‮ ‬بدأت‮ ‬بشق‮ ‬ورصف‮ ‬طريق‮ ‬الحديدة‮ ‬صنعاء‮.‬
وقبل‮ ‬الثورة‮ ‬قامت‮ ‬الصين‮ ‬ببناء‮ ‬مصنع‮ ‬الغزل‮ ‬والنسيج‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬وانشاء‮ ‬معهد‮ ‬تقني‮ ‬ليؤهل‮ ‬مئات‮ ‬الطلبة‮ ‬في‮ ‬تخصصات‮ ‬كل‮ ‬ستة‮ ‬اشهر‮ ‬الى‮ ‬سنتين‮.‬
بعد الثورة قام الاتحاد السوفييتي بانشاء مستشفى تخصصي وضخم في صنعاء كهدية من الشعب السوفييتي للشعب اليمني وتم تأثيثه بالأجهزة والمعدات الطبية والادوية والمستلزمات الطبية طيلة فترة التشغيل وانتدب عشرات البروفيسورات والأطباء من مختلف التخصصات وكذلك مختلف الكوادر‮ ‬التمريضية‮ ‬والمساعدة‮ ‬والفنية‮ ‬وحتى‮ ‬كوادر‮ ‬الصيانة‮ ‬والتشغيل‮ ‬وكل‮ ‬ذلك‮ ‬كان‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬السوفييت‮ ‬بما‮ ‬فيهاالرواتب‮ ‬ومصاريف‮ ‬التشغيل‮.‬
أهدى شعب الصين لشعب اليمن مستشفي كبير وضخماً ومتكاملاً وحديثاً تم انشاؤه وبناؤة في تعز وضمنت حكومة الصين بتأثيثة بالأجهزة والمعدات الطبية وأيضاً التمويل المستمر للمستلزمات الطبية والادوية طيلة فترة التشغيل وأيضاً توفير الكادر الطبي عالي التأهيل والتمريضي المتخصص‮ ‬وفرق‮ ‬للصيانة‮ ‬ولم‮ ‬ينسوا‮ ‬حتى‮ ‬ان‮ ‬يأتوا‮ ‬بفرق‮ ‬النظافة‮ ‬وتشغيل‮ ‬المطابخ‮ ‬لكوادرهم‮ ‬وللمرضى‮ ‬في‮ ‬المستشفى‮..‬
ولاننسى‮ ‬المستشفى‮ ‬المجري‮ ‬وأصبح‮ ‬بعد‮ ‬ذلك‮ ‬المستشفى‮ ‬الكوبي‮ ‬التخصصي‮ ‬للعظام‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬ومقره‮ ‬المستشفى‮ ‬العسكري‮ ‬حالياً‮.‬
مستشفى الولادة ... النساء والتوليد او مستشفي السبعين في صنعاء..المرحلة الأولى منه كانت هدية من شعب الصين الشعبية للشعب اليمني ، وتم بناء بقية الطوابق من ميزانية الجمهورية وأيضاً اثث من قبل تجار يمنيين.
مستشفى‮ ‬الكويت‮ ‬هدية‮ ‬من‮ ‬دولة‮ ‬الكويت‮ ‬ليصبح‮ ‬المستشفى‮ ‬التعليمي‮ ‬لكلية‮ ‬الطب‮ ‬في‮ ‬جامعة‮ ‬صنعاء‮ ‬المقدم‮ ‬هدية‮ ‬من‮ ‬الكويت‮ ‬الشقيق
جمعيات‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬مختلفة‮ ‬ساعدت‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬إنشاء‮ ‬وإدارة‮ ‬وتمويل‮ ‬مراكز‮ ‬صحية‮ ‬ومستوصفات‮ ‬ومستشفيات‮ ‬في‮ ‬مناطق‮ ‬مختلفة‮ ‬مثل‮ "‬النقطة‮ ‬الرابعة‮" ‬والمستشفى‮ "‬السويدي‮ ‬للأطفال‮" ‬في‮ ‬تعز‮.‬
وقسم‮ ‬الصدر‮ ‬بجانب‮ ‬المستشفى‮ ‬الجمهوري‮ ‬حالياً‮ ‬في‮ ‬تعز‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬جمعيات‮ ‬فرنسية‮ ‬خيرية‮.‬
‮ ‬والمستشفى‮ ‬المعمداني‮ ‬في‮ ‬جبلة‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬جمعيات‮ ‬امريكية‮.‬
منذ بداية العام سيئ الذكر 2011م والتدهور في الخدمات الطبية والصحية والدوائية يزداد بتسارع للخلف ليؤثر حتى على مستوى التعليم الطبي الاساسي في المعاهد الصحية والكليات وحتى وصل للمستويات الاكاديمية العليا وفي كل التخصصات التي كانت متوافرة محلياً في المستشفيات‮ ‬التخصصية‮ ‬وكليات‮ ‬الجامعات‮ ‬القائمة‮ ‬حينها‮ ‬للأسف‮.‬
قرارات عشوائية تقريباً وفي الحقيقة كانت مدروسة ومقصودة لجمع مئات الملايين من الدولارات سنوياً لأن فرص الانفلات وغياب القوانين والقائمين عليها لن تتكرر إلا خلال ثلاثة الى 5 عقود في المستوى المنظور حسب تقدير البعض ممن لهم باع في قطاع التعليم وتقديم الخدمات الصحية لليمن ولتصل للمواطن الذي لن يحصل على أي منها إلا إذا كان ثرياً أو من الطبقة الوسطى شريطة ان يرهن او يبيع عقاره أو يستلف الرسوم المطلوبة وهو يعلم استحالة ان يوفي بما التزم به بالدفع في الموعد المحدد.
أحيل العشرات من الأطباء والصيادلة واطباء الاسنان من حملة الدرجات العلمية العليا في مختلف التخصصات والتي كانت تعتمد عليهم كليات الجامعات الحكومية والخاصة، احيلوا للتقاعد بفعل فاعل وقام مسئولون بمضايقة الكثيرين الذين اضطروا للهجرة خارج اليمن بصفة دائمة او حسب‮ ‬عقود‮ ‬لعدة‮ ‬سنوات‮ ‬حتى‮ ‬يكتب‮ ‬الله‮ ‬الفرج‮ ‬للبلد‮ ‬من‮ ‬عنده‮.‬
فتحت جامعات خاصة في مبانٍ لاتصلح ألا كشقق سكنية والغريب انها تقبل الطلاب للدراسة في كليات ادبية وعلمية تتعدى الـ62 تخصصاً وفي السنوات الأخيرة سمح لها بالموافقة على استحداث كليات الطب البشري والصيدلة العامة والصيدلة السريرية وطب الأسنان بتخصصات عليا لتسبق كليات‮ ‬طب‮ ‬أسنان‮ ‬أسست‮ ‬منذ‮ ‬قرن‮ ‬في‮ ‬اغلب‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬على‮ ‬سبيل‮ ‬المثال‮.‬
كانت السعة الاستيعابية لقبول تدريس الطب في بعض الجامعات المعترف بها لاتتعدى 50 طالباً رسمياً و200 طالب موازي ولكن الجهات الرسمية المختصة والدخيلة على القرار النهائي المصيري في تحديد القدرة الاستيعابية قد رفعت اعداد المقبولين سنوياً إلى أكثر من الف طالب سنوياً‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬كلية‮ ‬من‮ ‬الكليات‮ ‬المذكورة‮ ‬سواء‮ ‬في‮ ‬الجامعات‮ ‬المسماة‮ ‬حكومية‮ ‬وأيضاً‮ ‬الاستثمارية‮ ‬التجارية‮ ‬الخاصة
بداية‮ ‬الخروج‮ ‬عن‮ ‬هدف‮ ‬من‮ ‬أهم‮ ‬أهداف‮ ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م‮ ‬ألا‭ ‬وهو‮ ‬مجانية‮ ‬التعليم‮ ‬والصحة‮ ‬لكل‮ ‬مواطن‮ ‬من‮ ‬مواطني‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮.‬
وبابتداع‮ ‬خصخصة‮ ‬الدور‮ ‬الرابع‮ ‬في‮ ‬هيئة‮ ‬مستشفى‮ ‬الثورة‮ ‬العام‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬وتلك‮ ‬البداية‮ ‬في‮ ‬السماح‮ ‬بالاستثمار‮ ‬للقطاع‮ ‬الخاص‮ ‬بمجال‮ ‬الصحة‮ ‬تقود‮ ‬لخصخصة‮ ‬شاملة‮ ‬للخدمات‮ ‬الطبية‮ ‬العلاجية‮ ‬والوقائية‮.‬
هل الدولة والحكومات المتعاقبة في اليمن الجمهوري كانت ومازالت تعتقد أنها تقدم الخدمات الطبية والصحية والدوائية عموما في اليمن حسب اهداف ودستور 26 سبتمبر، أو انها تتبع النظريات الاشتراكية او التوجهات الرأسمالية وجميعها تتفق على ان الإنسان هو من يجب ان تقدم له‮ ‬الرعاية‮ ‬الطبية‮ ‬والصحية‮ ‬في‮ ‬الأول‮ ‬والأخير‮.‬
جمهرنا‮ ‬في‮ ‬عام‮ ‬62م‮ ‬وأعلناها‮ ‬جمهورية،‮ ‬ولم‮ ‬تجمهر‮ ‬معانا‮ ‬الملاريا‮ ‬والبلهارسيا‮ ‬ولا‮ ‬الأمراض‮ ‬المستوطنة‮ ‬عموماً،‮ ‬بل‮ ‬ظلت‮ ‬ملكية‮ ‬تحمل‮ ‬بصمات‮ ‬ماضٍ‮ ‬عتيق‮ ‬ومؤلم‮ ‬ومميت‮ ‬للكثير‮ ‬من‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮.‬
الملاريا والبلهارسيا والسل الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والامراض الجلدية المختلفة وأمراض الكبد والكلى والحميات المختلفة المصدر والأسباب، وكذلك الاوبئة التي أصبح الكثير منها مستوطناً لايبارح أرض اليمن يتناوب على انتشارها مرض بعد آخر دون انقطاع واغلبها يخلف مآسي من طريحي الفراش لسنوات طويلة ومن موتى بالمئات في كل مرة تنتشر تلك الامراض والأوبئة في منطقة ما أو تعم كل أراضي الجمهورية دون استثناء.. أمراض كانت ومازالت ولن تنتهي طالما ان التوجه السياسي العام لم يعتبر صحة المواطن اليمني من أولوياته.!
الصحة كانت مؤسسة من المؤسسات "المتأرجحة" والخاضعة أيضاً للتغيراتً والتقلبات التي صاحبت الثورة والانقلابات السياسية التي تبعتها ولم تكن الخدمات الصحية من الأولويات التي لم تصدر بها قرارات سياسية واضحة بالمسئولية الكاملة للدولة على الصحة الوقائية والعلاجية والدوائية‮ ‬للشعب‮ ‬اليمني‮ ‬دون‮ ‬استثناء‮.‬
وللانصاف‮ ‬ان‮ ‬الدولة‮ ‬ظلت‮ ‬مسؤولة‮ ‬جزئياً‮ ‬على‮ ‬قطاع‮ ‬الصحة‮ ‬حتى‮ ‬نهاية‮ ‬ثمانينيات‮ ‬القرن‮ ‬الماضي‮.‬
هل‮ ‬كان‮ ‬هو‮ »‬اليوم‮ ‬الأسود‮« ‬بتجربة‮ ‬خصخصة‮ ‬الطابق‮ ‬الرابع‮ ‬في‮ ‬مستشفى‮ ‬الثورة‮ ‬العام‮ ‬بصنعاء‮.‬
وباختصار نتذكر للأسف حين بدأت بعض العقول المريضة لدى بعض المسئولين في خصخصة الخدمات الطبية ،بدءاً باختراع نظرية »الطابق الرابع« في هيئة مستشفى الثورة العام في صنعاء.. وأصبح المريض بعد مجانية تقديم الخدمات الطبية منذ قيام الثورة يدفع عشرات الآلاف وقد تصل لمئات الآلاف لقاء خدمة طبية لاتفرق كثيراً عن تلك التي كانت تقدم في الطابق الثالث او الثاني. ولكن احلام المسئولين القائمين على المستشفى اقنعوا القيادة السياسية حينها بأن الخدمات ستكون مميزة وتساوي تلك التي تقدمها بقية الدول لشعوبها، وأيضاً سيقلل مسئولو الدولة‮ ‬والتجار‮ ‬والمشائخ‮ ‬من‮ ‬السفر‮ ‬للخارج‮ ‬بالبديل‮ ‬ألا‭ ‬وهو‮ ‬العلاج‮ ‬بالطابق‮ ‬الرابع‮ "‬الاسود‮".‬

‮❊ ‬نقيب‮ ‬الصيادلة
رئيس‮ ‬اتحاد‮ ‬نقابات‮ ‬المهن‮ ‬الطبية‮ ‬اليمنية‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)