د. محمد يحيى شنيف -
في مدينة الحديدة تحديداً، برزت فكرة تأسيس مؤتمر وطني جامع ، أيام الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي ، لكنها لم تكتمل بخطوات عملية، ربما قصر فترة رئاسة العزيز ابراهيم الحمدي وانشغاله بمشروع وطني فتح أمامه اكثر من جبهة ، أدت الى نهاية لم تكن قد بدأت ، اذا ماقيست بحياة شعب ودولة ..
لتمر سنوات سيئة شهدت المزيد من التآمرات الداخلية والخارجية ، وهي حالة يمنية منذ اعلان الثورة اليمنية ، لأسباب تحاول اجهاض الثورة ومقاومة تحقيق أهدافها ، وطبعاً مع ذلك لم تكن اسوأ من هذه الفترة التي يمر بها الشعب ، عدوان خارجي وحرب أهلية ، ومؤسسات لأكثر من سلطه..
وصلت الدولة للانهيار عام 1978م.. واليوم تكاد تصل الى دولة فاشلة..
القوى السياسية والاجتماعية كان رجالها وأحزابها وتنظيماتها السياسية تتآمر على بعضها تحت الطاولة ، وتسهم في فشل إقامة اي مشروع وطني ، وتزيد من فوضى المجتمع ..
وكحقيقة تاريخية في العام 1978م، حينما اختفت الشخصيات وتوارت القيادات سطع نجم الرئيس علي عبدالله صالح ، وأمسك بزمام السلطة ، وكان من ابرز إنجازاته الى جانب المجال التنموي اعلان تأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 اغسطس 1982م ، بعد ان أنهت لجنة إعداد وثيقة الميثاق الوطني التي تشكلت قبلها بعامين من شخصيات مستقلة وحزبية تمثل كافة اطراف العمل السياسي برئاسة الاستاذ / حسين المقدمي ..
في اول اجتماع تأسيسي للمؤتمر أعلنت وثيقة الميثاق الوطني وتم اقرارها عقب استفتاء شعبي شمل كل محافظات ومديريات الجمهورية العربية اليمنية آنذاك .. وفي اجتماع اليوم الثاني للمؤتمر التأسيسي تم إقرار الوثيقة السياسية ، التي اعترفت بالتعددية السياسية التي كانت محرمة دستورياً ..
بعدها انطلقت الخطوات العملية وتشكلت تكوينات المؤتمر، وظهرت على السطح كافة الاحزاب والقوى لتتحاور على طاولة واحدة باتجاه استكمال البناء التنموي ، تحت مظلة المؤتمر بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح ورجال الدولة الشرفاء ..
بعد اعلان الوحدة أعلنت الاحزاب عن نفسها ، وذهب كل الى حزبه او تنظيمه السياسي..
تتالت الاحداث وتغيرت الاحوال ، وتحول المؤتمر من تنظيم حاكم بالشراكة مع الاحزاب الاخرى ، الى معارض الى حليف ، وهكذا ..
استطاع الشيخ / صادق بن امين ابو راس ان يقود المؤتمر في خضم تحديات داخلية وخارجية مع عدد من القيادات بفضل الحاضنة الجماهيرية..
| 
فكرة تحوَّلت لواقع متميز 
