موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


هل تحوَّلت بلادنا إلى سوق مفتوحة للمبيدات الفتاكة؟! - معدلات إصابة اليمنيين بالسرطان في ارتفاع مُخيف !! - تحوَّلت من ظاهرة إلى مهنة.. "التسوُّل" آفة اجتماعية خطيرة تُقلِقُ المجتمع - المساح يكتب عن حياته: من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "1-2" - فيما تضاربت الأنباء حول الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي .. صنعاء تنفي عودة المفاوضات - النواب يستمع إلى إيضاحات حكومية حول المبيدات الخطرة - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ محمد الضبياني - حصيلة شهداء قطاع غزة ترتفع إلى 34454 - الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الخميس, 21-يوليو-2022
استطلاع‮/ ‬عبدالرحمن‮ ‬الشيباني‮ ‬‬‬‬‬‬‬ -
أصبحت تكلفة العيش باهظة ونمط الحياة تغير ولم يعد الأمس كما حال اليوم الأمر الذي فرض على الناس أسلوب حياة جديدا ونمطا آخر من العيش وأصبح التكيف مع الاوضاع الجديدة لا بد منه من أجل قهر الظروف التي لم تكن خيارا ، لقد أصبحت هناك قضايا كثيرة تتركز الاهتمامات‮ ‬وتتمحور‮ ‬حولها‮ ‬،‮ ‬منها‮ ‬ماهو‮ ‬اقتصادي‮ ‬وسياسي‮ ‬واجتماعي‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ويبقى العامل الاقتصادي الهاجس الأكبر الذي لا مناص منه ، فالاوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها الشعب اليمني ظلت التحدي الابرز لهم على مدى سنوات الحرب والحصار والعدوان ، لقد احترف الكثير من اليمنيين مهنا شتى و لم تعد محصورة على أشخاص وفئات معينة كانت فى السابق من المحظورات على البعض ، ويرونها متواضعة لا تتناسب مع امكاناتهم واثبتت الأيام أنهم كانوا مخطئين فى نظرتهم تلك، اليوم أصبح المعلم والمهندس والأكاديمي والعسكري بل والصحفى أيضا ...الخ ، لديهم مشاريعهم الصغيرة منها ما هو اَني (وقتي) مثل المناسبات والأعياد‮ ‬وغيرها‮ ‬ومنها‮ ‬ماهو‮ ‬مستمر‮ ‬وممتد‮ ‬طوال‮ ‬السنة‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮ ‬قصة‮ ‬نجاح‮ ‬‬‬‬‬‬‬
كثيرين يرون أن المشاريع الحرة تُلهم الإحساس بروح الريادة والاستقلالية، فالمشروع الصغير الذي تفكر بإنشائه يصبح هنا خيارا فاعلا خصوصا فى الدول الاقل نموا وخطوة لفعل ما فيصبح الشغف الوقود الأساسي لدفعك للبدء، وإصرارك نحو تحقيق النجاح الذي يتطلب المعرفة والجهد الضروريين وترفع إحساس المسؤولية لديك علاوة على أن هذا الأمر يكسر الكثير من الحواجز ويتخطى الكوابح والرواسب الاجتماعية التى ظلت لعقود تنظر للمهن بازدراء ، هناك قصص كثيرة ومثيرة فى هذا المضمار ولعل قصة نجاح هارلند دافيد ساندرز العجوز المشهور ذي الشعر الأبيض الذي ترمز صورته إلى أشهر محلات الدجاج المقلي "كنتاكى" الذى حقق حلمه وثروته بعد بلوغه 65 عاما خير دليل ، وهو على أعتاب الـ 90 عاما قام ساندرز بقطع حوالى 250 ألف ميل لزيارة جميع فروع كنتاكى فى اكثر من 100 دولة حول العالم وتضم اكثر من 33 الف عامل ومن المفارقات‮ ‬ان‮ ‬تكون‮ ‬اليمن‮ ‬إحدى‮ ‬هذة‮ ‬الدول‮ ‬،‮ ‬والحقيقة‮ ‬ان‮ ‬هناك‮ ‬ملهمين‮ ‬كثرا‮ ‬بيننا‮ ‬فى‮ ‬بلادنا‮ ‬أصبحوا‮ ‬روادا‮ ‬بدأوا‮ ‬من‮ ‬مشاريع‮ ‬صغيرة‮ ‬جدا‮ ..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

‮ ‬وضع‮ ‬متغير‮ ‬‬‬‬‬‬‬
فى باب اليمن يقف جلال نسيم ممسكا بالبلونات ملوحا بها أمام المارة ، خصوصا الأطفال الذين غالبا ما تجذبهم شكل البالونات..نسيم (خريج إدارة أعمال) ترك وظيفته فى إحدى شركات الأدوية للبدء بمشروعه الخاص لان الأمر صعب جدا حد وصفه.. يقول نسيم لـ "الميثاق " ان راتبه لم يعد يكفيه فهو ملزم بإيجار سكن ومواصلات واكل وشرب من حال راتبه الذي لا يتجاوز الـ 100الف ريال، لذلك فكر فى مشروع صغير وهو "وجبات خفيفة لكنه اخفق بسبب تراكم الديون وأزمات الغاز التى قال انها ساهمت فى إفلاسه.. ويتابع نسيم قائلا " الحقيقة كانت تجربة جديدة بالنسبة لى لكن الأوضاع المتقلبة فى بلادنا لا تستطيع انت كمواطن التحكم بمجرياتها لكن لا يأس مع الحياة، وبدأت فى التفكير بمشروع آخر وهو بيع البالونات والحمد الله انا أسير في عملي هذا بصورة جيدة ، خصوصا أيام الاعياد حيث يكثر بشكل كبير الإقبال على شراء البالونات،‮ ‬وكذلك‮ ‬احتفالات‮ ‬التخرج‮ ‬فى‮ ‬الجامعات‮ ‬والمدارس‮ ‬،‮ ‬لكن‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالى‮ ‬موجود‮ ‬فى‮ ‬كل‮ ‬الأيام‮ ..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
عمل‮ ‬ودراسة‮ ‬‬‬‬‬
في الجانب الآخر يجلس باسم الحداد أمام طاولته الصغيرة تمتشق عليها قنينات قليلة من العطور....الحداد رأس ماله كما يقول 200 ريال سعود حوالى ( 29.500) ريال يمنى تقريبا) ارسل بها أحد اصدقائه إليه للبدء بمشروعه بعد عودته من الاغتراب نظرا للمضايقات التى يتعرض‮ ‬لها‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬السلطات‮ ‬السعودية‮ ‬بالرغم‮ ‬من‮ ‬انه‮ ‬كما‮ ‬يقول‮ ‬من‮ ‬مواليد‮ ‬السعودية‮.. ‬لا‮ ‬يجد‮ ‬باسم‮ ‬غضاضة‮ ‬فى‮ ‬جلوسه‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
فى ذلك المكان لان عليه التزامات منها ايجار الغرفة التى يسكن بها علاوة على انه قدم فى إحدى الجامعات التركية وتم قبوله وهو يستعد للسفر لكن الإمكانات تمنعه من ذلك حيث يقول " انا اتهيأ للسفر للدراسة لكن الإمكانات لا تسمح بذلك ، لا يجب أن نستسلم مهما كان الوضع هناك‮ ‬هدف‮ ‬اريد‮ ‬تحقيقه‮ ‬وبيع‮ ‬العطور‮ ‬كان‮ ‬فكرة‮ ‬نصحني‮ ‬بها‮ ‬أحد‮ ‬بائعى‮ ‬العطور‮ ‬كوننا‮ ‬مقبلين‮ ‬على‮ ‬عيد‮ ‬حيث‮ ‬بدأت‮ ‬ببيع‮ ‬العطور‮ ‬منذ‮ ‬ثلاثة‮ ‬اشهر‮ ‬واذا‮ ‬لم‮ ‬اتوفق‮ ‬هذه‮ ‬السنة‮ ‬سيكون‮ ‬إن‮ ‬شاء‮ ‬الله‮ ‬العام‮ ‬القادم‮ ..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
رأس‮ ‬المال‮ ‬‬‬‬‬
اما فارس الشجرى فاتجه لبيع الملابس لانه يحب هذه المهنة كثيرا، لكنه يشكو من قلة القدرة الشرائية للمواطن ويزجو أن تتغير الأوضاع للأحسن وتعود كما السابق، الشجرى قال لـ "للمحرر " إنه قبل سنتين تقريبا بدأ مشروعه بمبلغ لا يتجاوز 200الف ريال لكنه استطاع رفع رأس ماله إلى الضعف وكان يمكن أن يصل لأكثر من ذلك اذا ما استتبت الأوضاع المعيشية للناس حيث يقول " انقطاع الرواتب جراء الحرب أدى إلى تعطيل الكثير من الأعمال. والنشاط التجارى أصبح يعاني.. وتدهور العملة أيضا أدى إلى إحجام الناس عن الشراء فكل يوم نفاجأ بسعر وهذا‮ ‬يضر‮ ‬بحركة‮ ‬البيع‮ ‬والشراء‮ ‬،‮ ‬وكل‮ ‬ما‮ ‬استطيع‮ ‬جمعه‮ ‬ارسل‮ ‬به‮ ‬لأولادي‮ ‬في‮ ‬القرية‮ ‬ولايمكنني‮ ‬السفر‮ ‬إليهم‮ ‬فهذا‮ ‬يضاعف‮ ‬من‮ ‬الأعباء‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
الصحفى ماهر المتوكل يرى أن هذه المشاريع محل تقدير وبحاجة لصبر لتحسين الدخل معتبرا بـ " الحل المؤقت " ويعزو ذلك للمردود القليل منها نظرا للوضع الذي لا يشجع على نجاح هذه المشاريع بشكل أكبر لكنها خطوة جيدة لإثبات النفس..

مشروع‮ ‬بيتي‮ ‬‬‬‬‬
لا شك أن هذه المشاريع الصغيرة محل اهتمام واشادة وتدل على الاستعداد لخوض مغامرة، وهي ايضا محاولة للخروج من حالة العوز والفاقة التي تعاني منها أغلب الأسر اليمنية مما يدفع البعض للبحث عن الحلول ،ولا يقتصر هذا الأمر على الرجال فقط بل والنساء أيضا اللاتي لهن مشاريعهن الخاصة مثل النقش والكوافير وإعداد الحلويات والكيك ، خصوصا في أيام الأعياد.. " نسمة " من النساء اللاتي حملن على عاتقهن تحمل المسؤولية في وقت مبكر من خلال صنع الحلويات وتوزيعها على بعض المحلات ، خصوصا في أيام الأعياد.. تقول نسمة للمحرر ان هناك طلبات لأنواع من الكيك التي تقوم بإعدادها خصوصا فى ايام المناسبات والأفراح ويتم التواصل معها عبر "السوشميديا "التى سهلت الكثير من عملها .."نسمة" تنجز عملها فى البيت وتستعين فى بعض الاحيان بزميلات لها اذا كانت الطلبات كثيرة..
‮ ‬شجاعة‮ ‬وعزيمة‮ ‬‬‬‬‬‬‬
صحيح ان المعاناة التي يتجرعها الشعب اليمني كانت قاسية، لكنها لم تنل من عزيمته ولم تثنه عن مواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية وبات يبتكر الحلول و المعالجات للخروج من حالة التيه والظرف الاقتصادى الواقع عليه، الذي تم حشره فى زاوية ضيقة ، استطاع امتصاص أعباءها وإن كان الثمن غاليا وصعبا بعض الشيء ، اليمن اليوم لم تعد وحدها فى وجه العاصفة جراء تداعيات الحرب والحصار منذ ثمان أعوام ، التي غذتها دول العدوان وسعرتها فهي تشرب الآن من نفس الكأس الذي تجرعه اليمنيون ، الأمر الذي جعل بلادنا تقترب من حافة المجاعة، انها لمفارقة كبرى وعجيبة حقا فالانهيار الاقتصادي والمستوى المعيشي بتلك الدول بدأ يكتوى بنيرانه مواطنوها الذين باتوا يشعرون بتداعيات الأزمة الاقتصادية جراء الحرب الروسية الأوكرانية وانقطاع امتداد الطاقة، العالم يمر بمرحلة مخاض حقيقية ستكون تداعيات هذه‮ ‬الأزمة‮ ‬العالمية‮ ‬مدوية‮ ‬فالحرب‮ ‬التي‮ ‬يتم‮ ‬تغذيتها‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬غلاة‮ ‬الرأسماليين‮ ‬فى‮ ‬بلدان‮ ‬كثيرة‮ ‬سترتد‮ ‬حتما‮ ‬على‮ ‬صانعيها‮ ‬وسيكتوي‮ ‬بها‮ ‬الجميع‮ ‬مالم‮ ‬تكن‮ ‬هناك‮ ‬تحركات‮ ‬لوقف‮ ‬هذا‮ ‬الخطر‮ ‬الذي‮ ‬سيداهم‮ ‬الجميع‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*

"الكوتشينا".. على الطريقة الإيرانية..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

أبوراس.. موقف مشرّف مع القضية الفلسطينية
سعيد مسعود عوض الجريري*

" غَزَّة ".. كاشفة
أحمد الزبيري

حتى لا يصبح بلد الحكمة منسياً وفاشلاً.. “دعوة للحوار والسلام”
عبدالله الصعفاني

حب الوطن أغلى من المال
عبد السلام الدباء

ماذا تفعل البحرية الهندية في البحر الأحمر؟
منذر سليمان

دولة العدل والمساواة
علي القحوم

عنتر أبو "الجَلَن" !!
عبدالرحمن بجاش

اليمن على مدار السرطان!!
علي أحمد مثنى

إمبراطورية المصادفة والإدمان الإمبريالي
مازن النجار*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)