راسل القرشي -
* وجدت الإدارة الأمريكية، ودول الاتحاد الأوروبي في الإرهاب غايتها للوصول إلى مآربها في مختلف مناطق العالم، واتخاذه ورقةً لاستهداف الدول التي تختلف معها، ومن ثم التدخل في شئونها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
الإدارة الأمريكية، ومعها الأنظمة الأوروبية هم وراء وجود الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيما القاعدة وداعش وجبهة النصرة، وغيرها من التنظيمات والجماعات التي تم إنشاؤها؛ لتنفيذ أجندتهم المكشوفة والمفضوحة في الكثير من الدول العربية والإسلامية.
اليوم تستخدم هذه الأنظمة الإمبريالية ورقةَ الإرهاب السياسي والاقتصادي والإعلامي، وكلَّ صور الإرهاب الممكنة ضد روسيا التي تُعد العدو الرئيسي لها ، ولتؤكد بذلك أنها ماخور لإنتاج الإرهاب والزيف والتضليل والغش والخداع.!
هذه الأنظمة التي تَّدعي أنها تحمي حقوق الإنسان، وتؤكد حمايةَ الحريات بكل صورها وأشكالها واحترامَ سيادة البلدان واستقلالها، تدحضها ممارساتها العدوانية والإرهابية التي ارتكبتها ضد الكثير من بلدان العالم خلال السنوات الماضية ، ولهذا تكشف اليوم عن توجهاتها الإرهابية الحقيقية بما تقوم به مع روسيا على خلفية التطورات الأخيرة في أوكرانيا.!
ذهبوا لاتخاذ عقوبات اقتصادية ضخمة ضد روسيا بعيداً عن "القانون الدولي" الذي يتخذونه أيقونة لتوجهاتهم .. وفرضوا عقوبات على الكثير من القيادات السياسية والعسكرية الروسية ولم يكتفوا بذلك ، بل حتى الإعلام الروسي تم حظره في دولها، وتم فرضُ عقوباتٍ على صحفيين ، وذهبوا يحرضون بقية دول العالم على اتخاذ المواقف نفسها ، ويعملون اليوم على تجنيد الكثير من العناصر النازية والإرهابية؛ لإرسالهم إلى أوكرانيا للقتال ضد روسيا ، وأيضاً ليتسللوا إلى المدن الروسية؛ لإثارة الفوضى والأعمال التخريبية فيها.!!
وآخر تلك التوجهات المعادية لروسيا ما صرح به المتحدث باسم الحكومة البريطانية الذي قال: "طرد روسيا من مجلس الأمن الدولي أحد الخيارات المطروحة".!!
هكذا دفعتهم روسيا اليوم للكشف عن وجوههم الإرهابية بكل وضوح .. دفعتهم لإزالة اقنعتهم وليؤكدوا أن النظام العالمي الذي يديرونه حالياً وصل إلى حالة انحطاط لا مثيل لها.
* إن ما يجري اليوم هو صراع وجودي بين نظامين عالميين .. نظام قديم مُنحط وعديم الأخلاق تديره الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ، ونظام جديد بدأ يتشكل وتقوده روسيا والصين ، وهذا هو السر وراء هذا الجنون في كل هذه المُمارسات الإرهابية المتمثلة بالعقوبات الواسعة وغير الطبيعية والبعيدة عن روح القانون الدولي، وكل الأعراف الدولية.
النظام العالمي الذي تقوده الإدارتان الأمريكية والأوروبية يقوم على خلق الأزمات، واشعال الصراعات والحروب واخضاع الآخرين الرافضين متوجهاتهم بالقوة، وبالتالي السيطرة على ثرواتهم المختلفة، وإن عجزوا عن تحقيق ذلك يلجأون إلى سلاح العقوبات الذي يُعد شكلاً من أشكال الإرهاب المتعدد ، عكس روسيا والصين اللتين تطالبان بتشكل نظام عالمي جديد مُتعدد الأقطاب تُحترم فيه حقوق البلدان وسيادتها وحقوق شعوبها وعدم التدخل في شئونها.
اليوم يتخوفون من هذا التوجه الروسي عكس مَن يقول إنهم حريصون على أوكرانيا .. فأوكرانيا بالنسبة لهم ساحة صراع لمُواجهة هذه الصحوة الروسية التي كشرت عن أنيابها بقوة في وجوههم بعد سُباتٍ دام ثلاثين عاماً ، لذلك لم ولن يهدأوا أو يتوقفوا عن اجراءاتهم الإرهابية ضد روسيا ، وسيصل الأمر بهم إلى التدخل العسكري لا محالة..، فالقضية بالنسبة لهم - وكما قلت سابقاً - قضية وجود وهيمنة على العالم.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن : هل هناك من يعتقد أنهم سيقبلون بانتصار روسيا في هذه المُواجهة؟! وفي الشق الآخر من السؤال هل ترضخ روسيا لتوجهاتهم، وتعلن تراجعها عن كل الخطوات التي اتخذتها، وعن كل المطالب التي تضعها لحماية أمنها القومي، وبالتالي دفعهم لإذلالها من جديد، كما حدث طيلة السنوات التي أعقبت تفكك الاتحاد السوفييتي ، وإحكام قبضتهم على عنقها حتى لا تقوم لها قائمة بعد ذلك.؟!!
* أخيراً أعود إلى الخيار الذي صرح به المتحدث باسم الحكومة البريطانية، والمتمثل بطرد روسيا من مجلس الأمن الدولي "!"، هذا الخيار في اعتقادي سيمثل الضربة القاضية في عُمر هذا النظام الأمريكي الأوروبي المُتآكل.. ستكون النهاية الحتمية لهذا المجلس اللاأمني ومنظمته الأممية التي اثبتت فشلها في التعاطي مع مُجمل الأحداث والصراعات التي يشهدها العالم ، كما اثبتت أنها أداةٌ من أدوات النظام الأمريكي الأوروبي الإمبريالي العفن ، وهو ما بدا واضحاً في الكلمة المتشنجة التي ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش - الإثنين - في أولى جلسات انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.!
ويقيناً هذا ما ستؤكده - ليست روسيا فحسب - بل ومعها الصين وكوريا الشمالية، والكثير من الدول التي صنفتها الإدارة الأمريكية وبريطانيا وحلفاؤهما بالمعادية لهم.
| 
الإرهاب الأمريكي الأوروبي
