موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


حصيلة جرائم العدوان على اليمن خلال 10 سنوات - النواب يدين العدوان الصهيوني على الأراضي السورية - صنعاء.. قرار بنقل عدد من القضاة (الأسماء) - عبدالعزيز المقالح رائد الحداثة والتنوير.. ذاكرة عَـصِيَّة على النسيان - أكاديميون وإعلاميون لـ"الميثاق": المصالحة الوطنية.. الطريق لاستعادة السيادة - وسط انقسام حكومي.. المواطن يدفع فاتورة الموت! - تحذيرات: مليون نازح في غزة معرضون لخطر البرد - وزير الخارجية يؤكد دعم صنعاء تشكيل لجنة اقتصادية لصرف المرتبات - الرهوي و العيدروس يشاركان في تدشين المبادرة الوطنية لدعم المنتج اليمني - هجوم جوي يمني على أهداف إسرائيلية جنوبي فلسطين -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الثلاثاء, 14-ديسمبر-2021
محمود‮ ‬حسني‮ ‬رضوان -
فى 22 مارس 2018 أدلى الأمير محمد بن سلمان بحديث خطير لجريدة الواشنطن بوست الأمريكية ، كشف فيه المستور وفضح أكذوبة ماأسماه السلفيين "الصحوة الإسلامية"، واعترف بأن نشر السعودية للوهابية لم يكن خالصاً لوجهه الله ، وإنما كان استجابة لمطلب أمريكى وتوظيفاً للإسلام‮ ‬لخدمة‮ ‬المصالح‮ ‬الأمريكية‮ !!‬
وقال‮ ‬بن‮ ‬سلمان‮ ‬إن‮ ‬هذا‮ ‬كان‮ ‬نتيجة‮ ‬لصفقة‮ ‬سياسية‮ ‬أبرمتها‮ ‬أمريكا‮ ‬مع‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬السعودية‮ ‬ومصر‮ ‬وباكستان‮ ‬،‮ ‬وأن‮ ‬تسويق‮ ‬هذا‮ ‬الفكر‮ ‬الدينى‮ ‬المتشدد‮ ‬كان‮ ‬فقط‮ ‬لخدمة‮ ‬المعركة‮ ‬ضد‮ ‬الاتحاد‮ ‬السوفييتي‮ !!‬
كان هذا التصريح فضيحة بجلاجل .. وقد علقت الواشنطن بوست على هذه الفضيحة بالقول :-- "لقد تأكد الآن أن نشر الوهابية لم يكن سوى أداة من أدوات الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي ، وأن كل هذه المصاحف ، وتلك المساجد ، وأغطية الرؤوس والدقون والجلاليب القصيرة.. إلخ ، كل هذا لم يكن فى الحقيقة سوى مكياچ وأزياء تنكرية واكسسوارات للدور المطلوب تمثيله فى فيلم الحرب الباردة !! وأن الشعوب الإسلامية كانت ألعوبة ساذجة فى لعبة سياسية قذرة ليس لها علاقة بالإسلام !!
بدأت القصة فى 27 ديسمبر 1979م عندما أقر مجلس الأمن القومي الأمريكي خطة بعنوان "الجهاد في أفغانستان ضد الإلحاد" كتبها "زبغنيو بريجنسكى" مستشار الرئيس چيمى كارتر لشئون الأمن القومي .. وعلى الفور بدأ بريجنسكى جولة فى الشرق الأوسط لاقناع قادة الدول الإسلامية بخطته .. بدأ بريجنسكى جولته بزيارة سرية للقاهرة فى 3 يناير 1980 حيث قابل أنور السادات، ثم قابل الملك خالد فى جدة بالسعودية فى 4 يناير، ثم قابل الرئيس ضياء الحق فى إسلام أباد بباكستان فى 5 يناير .. ويقول محمد حسنين هيكل فى كتابه "الحروب غير المقدسة" ص31 إن بريجنسكى دعا هذه الدول للقيام بدور قيادي فى الحرب ضد الاتحاد السوفييتي "الملحد" الذى غزا دولة إسلامية ، وكان بريجنسكى يحمل معه خطة تفصيلية حدد فيها بدقة دور كل دولة فى تلك الحرب ، فهناك مثلا ًمن يقوم بالتمويل المالى ، وهناك من يقوم بالتعبئة وتدريب المقاتلين‮ ... ‬إلخ‮ .. ‬والعجيب‮ ‬أن‮ ‬اليهودى‮ ‬بريجنسكى‮ ‬كان‮ ‬يتحدث‮ ‬وكأنه‮ ‬أحد‮ ‬صحابة‮ ‬رسول‮ ‬الله‮ ‬الغيورين‮ ‬على‮ ‬الإسلام‮ !! .. ‬ونجح‮ ‬بريجنسكى‮ ‬فى‮ ‬إقناع‮ ‬الزعماء‮ ‬العرب‮ ‬بالموافقة‮ ‬على‮ ‬مشروعه‮ ‬والتحمس‮ ‬له‮ ‬دون‮ ‬قيد‮ ‬أو‮ ‬شرط‮ !! ‬
وفى‮ ‬القاهرة‮ ‬قدم‮ ‬بريجنسكى‮ ‬للسادات‮ ‬7‮ ‬أسباب‮ ‬لاقناعه‮ ‬بالموافقة‮ ‬على‮ ‬خطته‮.. ‬
ويقول محمد حسنين هيكل إن لقاء السادات مع بريجنسكى استمر 3 ساعات ونصف، ركز بريجنسكى خلالها على أن كلاً من الأزهر والإخوان المسلمين سيكون لهما دور كبير في الحرب ضد السوفييت.. وشرح بريجنسكى أن أهمية دور الأزهر ترجع لكونه المرجعية المقبولة من المسلمين ، بالإضافة إلى أن كبار قيادات الجهاد في أفغانستان هم من خريجي كليات الأزهر وتربطهم به علاقات وثيقة (مثال ذلك برهان الدين ربانى ، وعبد رسول سياف).. وأضاف بريجنسكى: أن دور الإخوان المسلمين ربما يكون أكثر أهمية من دور الأزهر ، خصوصاً أن لهم فروعاً تابعة لهم في معظم الدول الإسلامية، بالإضافة إلى أن أكبر القيادات فى أفغانستان ينتمون إلى جماعة الإخوان (مثل القيادى الشهير عبدالله عزام).. وشدد بريجنسكى على ضرورة التنسيق بين الأزهر والإخوان ، وطلب من السادات أن يقوم بمهمة توحيد الجهود المشتركة لهما ، وفسر بريجنسكى ذلك باعتبار‮ ‬أن‮ ‬السادات‮ ‬يملك‮ ‬سلطاناً‮ ‬على‮ ‬الأزهر‮ ‬،‮ ‬ولأنه‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬أخرى‮ ‬تربطه‮ ‬علاقات‮ ‬طيبة‮ ‬بقيادات‮ ‬الإخوان‮.. ‬
وبالفعل قام هذا الثالوث (السادات والأزهر والإخوان) بالدور المرسوم له كما حدده بريجنسكى تماماً .. وبدأ تنفيذ المخطط بتصريح للسادات قال فيه :-- "إن العالم لاينبغى أن يكتفى بإصدار بيانات الإدانة للإتحاد السوفييتي ، ولكن لابد من اتخاذ إجراءات عملية".. وفي 30-12-1979م نشرت الأهرام فتوى مفتى الجمهورية الشيخ جاد الحق على جاد الحق بدعوة مسلمي العالم لمساندة الثوار الأفغان .. (بعد سنتين فقط أصدر رئيس الجمهورية قراراً بتعيين الشيخ جاد الحق شيخاً للأزهر)..
وأما بالنسبة لجماعة الإخوان فقد كانوا عند حسن ظن بريجنسكى بهم وأدوا دوراً فاق ماكان مطلوباً منهم !!.. ففى الجامعات المصرية أشعل طلبة الإخوان حماس الطلاب وأقاموا المؤتمرات والندوات ، ونظموا حملات لجمع التبرعات بالمال والدم .. ومن ناحية أخرى وبتكليف من مرشد الجماعة حامد أبو النصر ، مكث القيادى الإخوانى د.كمال الهلباوي مدة 6 سنوات متنقلاً بين أفغانستان وباكستان لمتابعة تنفيذ أوامر وتعليمات الجماعة .. وبالإضافة لذلك قامت لجنة الإغاثة التابعة لنقابة الأطباء المصرية بقيادة د.عبدالمنعم أبو الفتوح بتسفير كثير من الأطباء‮ ‬لأفغانستان‮ ‬،‮ ‬وأيضا‮ ‬جمعت‮ ‬مبالغ‮ ‬ضخمة‮ ‬للمساهمة‮ ‬فى‮ ‬تدريب‮ ‬المقاتلين‮ ‬وتزويدهم‮ ‬بالسلاح‮ ‬والأدوية‮ ‬والسلع‮ ‬الغذائية‮ ..‬
وفى كتاب "النوم مع الشيطان" لضابط المخابرات الأمريكية »CIA« روبرت باير" يذكر المؤلف أن الإخوان كانوا المورد الأكبر للمقاتلين فى أفغانستان، وكشف الكاتب بالتفصيل كيف استخدمت أمريكا الإخوان المسلمين للقيام بالأعمال القذرة فى دول عدة وخاصة في أفغانستان !!
وكتب‮ ‬محمد‮ ‬حسنين‮ ‬هيكل‮ ‬فى‮ ‬مجلة‮ "‬وجهات‮ ‬نظر‮" ‬عدد‮ ‬فبراير‮ ‬2000م‮ ‬أن‮ ‬مصر‮ ‬والسعودية‮ ‬قامتا‮ ‬بنقل‮ ‬35‮ ‬ألف‮ ‬مقاتل‮ ‬من‮ ‬43‮ ‬دولة‮ ‬إلى‮ ‬أفغانستان‮ .. ‬
وفى كتاب "العلاقات الخفية بين أمريكا والدول العربية" للكاتب "چون روبرت" يقول المؤلف إنه صدر فى السعودية أكثر من 300 فتوى من رجال دين رسميين (عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين) وشيوخ مستقلين وأكاديميين ودعاة ووعاظ ، اتفقت كلها على فرضية الجهاد بالمال والنفس فى‮ ‬أفغانستان‮ !!‬
وختاماً فرغم كل ماكشفه الأمير محمد بن سلمان عن حقيقة الوهابية ، لكن المؤسف فإن مظاهر الوهابية مازالت حتى اليوم تتفشى كالطاعون فى مجتمعاتنا ، وكأن الشعوب الإسلامية لاتتعلم من تجاربها ، وأنها قابلة لأن تُلدغ من نفس الجحر مائة مرة دون أن تتعلم !!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
ماذا بعد؟
علي ناصر محمد

قالوا فينا ما ليس فينا ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

كرماء الحياة .. لا كرماء الموت .. !!
عبدالسلام الدباء *

ملاك الرحمة ومصارع الثيران
د. محمد علي بركات

"الكافي" للأستاذ مطهر تقي
يحيى العراسي

إلى مربع النور
عبدالناصر أحمد المنتصر

في ظل التصعيد الأمريكي.. ترامب يهدد الشرق الأوسط
عبدالله صالح الحاج

البيئة الحاضنة
بثينة شعبان*

معركة الجهاد المقدس والنصر الموعود
طاهر الجنيد

تهديدات ترامب والفرصة السانحة للمقاومة.. كيف ذلك؟
محمد جرادات*

وداعاً أمير القلوب
راسل عمر القرشي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)