د. عبدالعزيز محمد الشعيبي -
في ظل الثورة التكنولوجية وسهولة التواصل والتقاء الافكار من مختلف التوجهات وحاجة الانسان الحقيقية الى الوعي والانتماء الفكري كانت تجربه المؤتمر الشعبي العام في بداية الثمانينات نقطة محورية لصون الفكر العربي والاسلامي من خلال رؤية وطنية تتجسد فيها كل المعاني النبيلة والسامية بروح تحوي كل المعاني القيمية لتحافظ على الهوية الذاتية والجمعية للإنسان اليمني وتحفظه من الضياع والتشتت.
وكان عمل المؤتمر الشعبي العام منذ اليوم الاول لتأسيسه وفق هذه الرؤية المستوعبة لكل المتغيرات دون تحيز او تجمد عند فكر بعينه انما وفق منهج رصين يحقق الانفتاح ويلتزم بالمثل العليا التي هي قيم المجتمع الدينية والأخلاقية وهي في الوقت نفسه قيم انسانية.
ولان الظروف والاحوال التي نشأ في ظلها المؤتمر الشعبي العام قد جعلته يعمل وفق آلية معينة هي طبيعة وجوده في السلطة كحزب حاكم ، إلا ان تغير الظروف والاحوال تقتضي العمل بآلية جديدة وفقا لمتطلبات هذا التغير .
بعد العام 2011 والذي غادر خلاله وما بعده العديد من الكوادر التي لم تكن تنتمي للمؤتمر الشعبي العام انتماء حقيقيا وانما كان المؤتمر بمثابة الجسر الذي يوصل الانتهازيين لكسب اكبر قدر ممكن من الثروة والهروب بها خارج البلد ثم بعد ذلك العدوان الغاشم الذي استهدف كل مقومات الوطن وفي مقدمة هذه المقومات المؤتمر الشعبي العام وعمل بكل امكاناته وطاقاته لمحاولة القضاء عليه الا ان الله سبحانه وتعالى كان حارساً وحامياً وبفضل رجالات المؤتمر الشعبي العام المخلصين وعلى رأسهم الشيخ صادق بن أمين أبو راس الذي تحمل كبر المسؤولية في ظل ظروف صعبة للغاية كان لها نعم البطل والقائد الشجاع تمكن بكل اقتدار تجنيب المؤتمر الشعبي كل السهام التي وجهت إليه وسار به في طريق آمن وثابت للحفاظ عليه أولاً ومن ثم لتأدية واجبه ومسؤولياته كحزب رائد وقائد في اصعب واحلك الظروف التي مر بها الوطن والمؤتمر و ربما لا يدرك الكثير المعاناة والصعوبات التي تعرض لها المؤتمر وهذه هي شخصية القائد الكبيرة التي تعمل بصمت بدون محاولة إرضاء طرف او اطراف انما غايته هي مصلحة المؤتمر الشعبي العام في اطار المصلحة الوطنية العليا وهذا العبء الكبير الملقى على عاتق القيادة ممثلة بالأخ الشيخ صادق بن امين أبوراس تحتم على الجميع العمل معه بروح وطنية وسياسية وحزبية في اطار الالتزام السياسي الذي يحمل ويوجب على الأعضاء التجاوب بكل مسؤولية وصدق العمل في كل ما من شانه تجاوز هذه الصعوبات والمعوقات وأولها القيام بالدراسات الأصيلة التي تقيم التجربة بكل موضوعية وعلمية لان المستقبل ينبئ بأن كثيراً من الوسائل والادوات التي كانت مستخدمة ومازالت مستخدمة حتى الآن سواء في اطار البلد بشكل عام او المؤتمر الشعبي العام بشكل خاص تحتم العمل بأسلوب مغاير تماماً لما هو سائد باعتبار ان كثيراً من هذه الوسائل لن تكون قادرة على تلبية المتطلبات والحاجات الكثيرة والملحة وبالتالي لا بد من قراءة الواقع في الاطار الدولي وكذلك في الاطار المحلي وتماشيا مع النهضة الكبيرة جداً في وسائل الاتصال والتواصل او وسائل التعليم والتثقيف المختلفة لابد من القيام بالبحث العلمي لوضع الرؤية المناسبة لمسيرة المؤتمر الشعبي العام في المستقبل.
ونحن على ثقة أولاً وأخيراً بأن الله الحق لن يضيع المؤتمر الذي يستند على أساس راسخ من الثوابت والمثل العليا وان قيادة المؤتمر الشعبي العام ممثلة بالشيخ المناضل الجسور صادق بن أمين أبو راس الذي تعرض لكثير من المحن والمضايقات والاستهداف خرج منها جميعاً بصبر قوي وشجاعة نادرة قاد فيها المؤتمر الشعبي العام في احلك الظروف وكذا القيادة الوطنية المخلصة في المؤتمر الشعبي العام قادرون بإذن الله تعالى على تخطي الصعاب والسير بالمؤتمر الى وجهته الحقة والابقاء عليه في طليعة الاحزاب السياسية انتماء ووطنية واخلاصاً وقرباً من كل الجماهير.
| 
ذكرى التأسيس ودور الرئيس
