الميثاق نت: -
مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تناور وتمارس هوايتها في الضحك على الذقون من خلال ما تسميه البحث عن حل للأزمة اليمنية ووقف الحرب العدوانية التي يشنها تحالف عدوانها بقيادة النظامين السعودي والإماراتي.
الإدارة الأمريكية الحالية ومنذ سبعة اشهر تقريباً وهي تحث الأطراف اليمنية على وقف الحرب والعودة لطاولة الحوار دون أن تقوم بإقناع حلفائها وشركائها بإيقاف عدوانهم على اليمن ورفع حصارهم ،ودون ان تتخذ أيه اجراءات ملموسة يمكن الاتكاء أو الاستناد عليها على طريق ايقاف كل اشكال الصراع وانهاء العدوان وتحقيق السلام المرجو.
منتصف الأسبوع الماضي عاد المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينج إلى السعودية للقاء قيادات من حكومتي السعودية وما تسمى الشرعية ومواصلة مشاوراته كما قالت وزارة الخارجية الأمريكية "لوقف القتال وتمكين اليمنيين من تشكيل مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً لبلدهم".
منذ أن تم تعيين المبعوث الأمريكي ليندركينج مطلع فبراير الماضي وهو يقوم بزيارة الرياض وعدد من البلدان للبحث عن حل شامل للأزمة في اليمن وطيلة الأشهر الخمسة الماضية منذ تعيينه لم يلمس اليمنيون أية اجراءات جادة تقود لوقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء كل اشكال وصور المواجهات المسلحة والعودة لطاولة الحوار..
كل ما لمسه اليمنيون من المبعوث الأمريكي والخارجية الأمريكية اتهامات متواصلة لحكومة صنعاء بعدم جديتها في انهاء الأعمال القتالية والعودة لطاولة الحوار .. يقولون ذلك بوضوح وكأنهم يريدون من صنعاء إعلان استسلامها والرضوخ لآرائهم ومبادراتهم دون مناقشة الاطروحات والمبادرات التي تضعها صنعاء بجدية ومسئولية وبما يقود إلى تحقيق سلام حقيقي.
خطاب الإدارة الأمريكي وحلفائهم عن السلام ليس سوى عبارات جوفاء مللنا من سماعها ، كون سلامهم المزعوم لا يتوافق مطلقاً مع أفعالهم العدوانية التي لم تتوقف..
يريدون وقفاً للأعمال العسكرية من طرف واحد وتحديداً في مأرب وفقاً لشروطهم ، ويريدون سلاماً وفقاً لمخططاتهم وأجندتهم التي يسعون لتحقيقها في اليمن وغيرها من البلدان التي اجتاحوها واشعلوا نيران الحروب بين ابنائها.!
ووفقاً لكل ما قلناه سابقاً صدق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عندما قال إنه لا يمكن إنهاء الحرب في اليمن بكبسة زر ، صدق في قوله هذا كون إنهاء الحرب العدوانية تحتاج أولاً إلى خطوات ملموسة ومنها ايقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء أي شكل من أشكال التواجد الخارجي في اليمن.
كان الوزير الأمريكي صادقاً فيما قاله ، ورغم أن العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي دشن بكبسة زر من واشنطن إلا أن إنهاءه يحتاج إلى اقوال صادقة مقرونة بأفعال مسئولة تستجيب لطبيعة المرحلة بعد مرور أكثر من ست سنوات من عمر العدوان الإجرامي.
ومن هنا ينبغي على الإدارة الأمريكية- إن كانت توجهاتها حقيقية وصادقة وتهدف إلى إنهاء العدوان وكل صور الحرب القائمة- أن تكون محايدة كما تدعي في النظر للقضايا بصفتها باحثة عن حلول ومعالجات وان تأخذ كل الآراء المطروحة من قبل كل الأطراف على محمل الجد وتعمل على تقريب وجهات النظر بما يقود إلى إيقاف الحرب العدوانية ورفع الحصار والبدء بجلسات حوارية جادة تقود لوضع الحلول المأمولة.
على الإدارة الأمريكية أن تكون جادة في تحركاتها وأن تعكس حسن نيتها في توجهاتها القائمة للوصول إلى إنهاء الحرب في اليمن ، وليس الذهاب للإعلان عن تبني المبادرة السعودية وتأكيد وقوفها معها واتخاذها مساراً لتحركاتها ومباحثاتها.!!
ويقيناً إن أي مفاوضات أو مشاورات لا يمكن أن تتم في ظل بقاء العدوان والحصار ، والأمريكيون يدركون ذلك جيداً ويعون أيضاً أن أي دعوات للتفاوض لن تتم إلا إن كانت هناك توجهات جدية من قبل قيادة العدوان لإيقاف عدوانهم ورفع حصارهم الجائر وعدم ربط الملف السياسي والعسكري بالملف الإنساني.
وإن كانوا حقاً يريدون الوصول الى سلام حقيقي في اليمن فلابد أن يكون إنهاء العدوان ورفع الحصار- الذي يمثل عامل أمن واستقرار ليس لليمن فحسب وإنما للمنطقة بشكل عام- منطلقاً حقيقياً لهذا السلام.
| 
اليمن.. والسلام الأمريكي ! 
