|
|
| |
|
استطلاع/عبدالرحمن الشيباني -
تواصل الامم المتحدة سلسلة إخفاقاتها إزاء العديد من القضايا الدولية بفعل هيمنة الدول الكبرى على قراراتها بحيث أصبحت بمثابة سوط مسلط تمسك به هذه الدول على رقاب الآخرين، الذين يعارضون سياسات وتجاوزات هذه الدول ويرفضون الدوران فى فلكها، والتى يتم استخدام هذه الهيئة الدولية فى تصفيه الحسابات وكان الاحرى بها ان تراعى فيه الامم المتحدة المعايير القانونية والاخلاقية إزاء العديد من القضايا الدولية المطروحة وان تكون مستقلة وبمعزل عن الآخرين وتأثيرهم الكبير على مجمل قراراتها، الأمر الذي افقد الامم المتحدة مصداقيتها وحياديتها، والاسس والمبادئ التى قامت من أجلها..
ويرى متابعون كثر فى هذا الشأن أنها لم تعد تمثل مرجعية دولية تهتم بإرساء القانون الدولى وترسيخ مفاهيم إنسانية سامية كالحرية والعدالة والمساواة التى طالما رفعتها وتشدقت بها دون أن تكون حاضرة على اجندتها، النفاق الاممى وازدواج المعايير والكيل بمكيالين سمة اقترن بأداء الامم المتحدة فى تعاملها مع القضايا الدولية وفى اليمن ظهرت بشكل جلى وهى سياسة طالما كانت محل انتقاد دولى ليس فى اليمن فقط وإنما فى أكثر من بلد كما أسلفنا، لذلك لم يكن غريباً أن يتم تصنيف " أنصار الله " ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال.. والذي جاء بضغوط امريكية وسعودية بهدف الضغط على صنعاء من أجل تقديم تنازلات بعد أن عجزت عن تحقيقه على الأرض خلال السنوات الست الماضية، وليتذكر القارئ كم كانت الامم المتحدة متجنية على الشعب اليمنى منحازة للجلاد سواء أكان فى عهد بان كي مون او خلفه غوتيريس.
تواطؤ أممى
يتذكر الجميع ما قام به الامين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون " فى العام 2016 الذي كان قد ندد بما اسماه بضغوط غير مبررة" مارستها الرياض لإرغام المنظمة على سحب التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن عن اللائحة السوداء للدول التي تنتهك "حقوق الاطفال".. مبيناً ان هذه الضغوط شملت تهديدات "بإلغاء تمويل عدة برامج للأمم المتحدة".. وفعلاً تم شطب التحالف من لائحتها السوداء التي يتم تحديثها سنوياً للبلدان والمنظمات المتهمة خصوصاً بالوقوف وراء قتل أطفال في النزاعات المسلحة وهذا دليل على التواطؤ الاممى ورضوخه للتهديدات السعودية بقطع تمويل برامج للامم المتحدة واعتراف من الامم المتحدة بذلك وبأنها مجرد أداة ليس إلا.
تراجع أم تشجيع
ولم يكن انطونيو غوتيريس اقل سوءاً من سلفه فقد ضاهي جرم سلفه فالجميع يتذكر حذفه للتحالف الذي تقوده السعودية من تقريره السنوي حول انتهاكات حقوق الأطفال ما دفع منظمات غير حكومية إلى التنديد واصفاً إياه بـ"مستوى جديد من العار".. وجاء في التقرير أنه "في اليمن سيحذف التحالف" من الملحق المرفق الذي يتضمن الدول والمجموعات التي تنتهك حقوق الأطفال "بأعمال قتل وتشويه، بعد تراجع كبير ومستمر (لهذه الجرائم) في الغارات الجوية حسب وصف التقرير وليمعن القارئ الكريم فى هذه الجملة (تراجع كبير ومستمر!!! ).. مضيفا أنه تم توقيع اتفاق إطار يهدف إلى تجنّبها، الأمر الذي استمر هذا التحالف فى شن المزيد من الغارات ولم يتجنب التحالف بعدها ما قاله التقرير ان هناك اتفاقاً موقعاً فى مراوغة واضحة ومكشوفه بل زاد تحالف العدوان وكثف من غاراته وراح ضحية ذلك العديد من الأبرياء بمن فيهم الأطفال وكأنه تشجيع على الاستمرار فى القتل وارتكاب المزيد من الجرائيم، وهذا ما حصل فعلاً لاحقاً ويحصل اليوم الأمر الذي يجعل من الامم المتحدة شريكا اساسيا فى قتل اليمنيين فلا غرابة ايظا ان يتم تجديد ولاية ثانية لـ" غوتيريس" فهو الرجل الذي يوفر الغطاء للقتل ويتستر عليه.
حرف البوصلة
د خالد السبئي -عضو مجلس الشورى- قال "للميثاق" فى هذا الصدد: ان إدراج" أنصار الله" ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال، يؤكد على الفشل الذريع للعدوان السعودى الاماراتي بقيادة الدول الإمبريالية الغربية والصهيونية العالمية عبر هذه المنظمة المسيطرين لتحقيق مصالحها في اليمن على مرأى ومسمع من العالم، واصفاً قرار أنطونيو غوتيريش انه يأتي ضمن القرارات والممارسات الظالمة التي تعرض لها الشعب اليمني منذ بداية العدوان والحصار عليه.. وأردف قائلاً: "في ظل الأزمات المتلاحقة سواء أكانت على المستوى الاخلاقى والقيمى او السياسى التي تعصف بمنظمة للأمم المتحدة وإدارتها الحالية هو نتاج طبيعي لدورانها وتخبطها الذي نشهده اليوم جعل منها بهذه الغطرسة والسلوك العدواني اسوة بما تمارسه الدول المسيطرة عليها والتى من خلالها تمارس تصفية الحسابات ضد شعوب العالم، الأمر الذي جعلها تقوم بحرف بوصلة الأحداث وتصديرها لخارجها، ليس بغريب أن تقوم هذه المنظمة بتصنيف من يخالفها بتهمة الإرهاب وإلصاقه على شعوب ودول وأفراد كجزء من غطرستها وهيمنتها على العالم الخارجي بكل صلف ووقاحة تحت ذريعة الحرية والديمقراطية والسلام في الوقت الذي انكشف زيفها وتعرت حقيقتها أمام العالم كله ولعل ما نراه اليوم فى سوريا وفلسطين والعراق وليبيا خير دليل على هذا الزيف والقبح.
أطفال وأشلاء
في قاموس منظمة الأمم المتحدة ما يشجع على مناصرة المكلومين، بل إن المواقفَ التي تسجلها "سوداء" لا يشع منها "النور" على الإطلاق.. العدوان الأمريكي السعوديّ يدفعُ بقوة نحو تتويج أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في فترة رئاسية جديدة، وقد تحقّق له ما يريد، لكن ثمن ذلك كان "أشلاء أطفال اليمن"، والتغاضي عن أجسادهم المحترقة؛ بفعل غارات طيران العدوان الأمريكي السعوديّ التي لا تزال تحصد أرواح هؤلاء الأطفال إلى يومنا هذا يشن عدواناً شاملاً على اليمن الارض والانسان اليمني مستخدماً مختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً من قبل الدول الغربية التي تزوده بالأسلحة والمعدات العسكرية".. واستطرد د.خالد بالقول " لقد خلف هذا الأمر عشرات آلاف القتلى والمصابين بينهم اطفال وتدمير كبير طال البنى التحتية وكافة المطارات اليمنية وعلى رأسها مطار صنعاء، كما انه كان يقوم بقصف المنشآت الاقتصادية وفرض الحصار الاقتصادي معتقداً بذلك اخضاع الشعب اليمني، خاصة أن هذه الحرب تستهدف قوت المواطن فهناك 8٪ من سكان اليمن الذين يعانون ويلات الحرب العدوانية جوعاً وتشريداً في ظل صمت دولي واممي وتخاذل واضح من المنظمات الدولية الاخري مدفوع الثمن مسبقاً، إزاء ما يقوم به هذا العدوان من جرائم ضد الإنسانية، ان ما يقوم به تحالف الشيطان اليوم هو عمل ارهابي تكفيري مكتمل الأركان وفقا للقوانين والأنظمة الدولية والشرائع السماوية.. ووثقت ما تُسمى الأمم المتحدة الكثير من الجرائم التي ارتكبها العدوان الصهيوامريكي السعوديّ الاماراتي على بلادنا.
انتهاك للقوانين
" الإرهاب الحقيقي يتمثل باحتلال اراضي الغير وتشريد أهلها وقتل الأبرياء وحصار الشعوب ونهب الثروات والاعتداء على دول ذات سيادة وفرض الوصايا والهيمنة بالترهيب والترغيب والذي تمارسه الدول الإمبريالية الغربية والصهيونية المسيطرين عليها، لقيادتها للحرب العدوانيه لوجيستياً وسياسياً وعسكرياً لادواتها بتزويدهم بالأسلحة المحرمة دولياً المستخدمه التى ارتكبت خلالها ابشع الجرائم الجماعيه والفرديه ضد الانسان والحيوان وكل شيء على الارض بهذا العدوان على شعبنا اليمني".. واختتم حديثه قائلاً: "هذا انتهاك صارخ لكل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تحترم حقوق الدول المستقلة ذات السيادة واستكمال للمؤامرة التي تتعرض لها اليمن أرضاً وإنساناً من قبل قوى الاستعمار بقيادة الولايات المتحدة وادواتها في المنطقة لتنفيذ اجندتها ومخططها الاستعماري لنهب ثروات وخيرات الشعوب المستقلة".
وقاحه أممية
بدوره أشار الإعلامى المعروف/ احمد المكش إلى أن المال السعودي أفسد كل شيء وقتل المبادئ والقيم واشترى الضمائر وما نراه من موقف مخز للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية ومنظمات الطفولة فى اليمن خير دليل واكد ان قرارات هذه المنظومة الدولية تباع فى اسواق النخاسة ولمن يدفع أكثر جملة وتجزئة وأضاف: "إن ما يحدث في اليمن من قصف ممنهج وقتل مباشر لأطفالنا من قبل الطيران السعوي الإماراتي لدليل وافٍ وكافٍ على وقاحة من يتحدث عن حقوق الطفولة ويبرئ آل سعود من انتهاكات الطفولة.. واصفاً غريفيت بانه مجرد سمسار وأداة بيد السعودية وأخواتها، ولقد كشف هذا الرجل عن قبحه في إحاطته الأخيرة.. واختتم المكش حديثه قائلاً: "كان الأحرى بهؤلاء الحمقى الأمميين والحقوقيين إدراج السعودية في القائمة السوداء الأولى في انتهاك حقوق الطفولة في اليمن وغيرها ضمن منتهكي الطفولة إن كان هناك عدالة وقليل من الضمير العالمي، وأوكد أن ذلك لن يحدث.
دور مرسوم
"القرار الأممي لا يعدو كونه قراراً أمريكياً صرفاً.. "بهذه العبارة استهل الإعلامى/فايز الحميدى حديثه وقال متسائلاً "منذ متى كانت الأمم المتحدة تصدر حرفاً واحداً دون تلقي الأوامر من البيت الأبيض؟، وواصل مجيبا " هذا العصر أصبح أمريكيا بإمتياز، فأميركا هي من تخطط وتوجه وتنفذ وتصدر القرارات التي تضمن مصلحتها قبل كل شيء، القرار الأمريكي أصبح يتدخل حتى في مكونات حليب الأطفال الذي يصدر لأطفال العالم العربي.. وأضاف: "كل الجرائم الأمريكية بحق أطفال اليمن لم تقدم لها الأمم المتحدة سوى دموع زائفة ذرفتها ليز غراندي على استحياء خشية سيدها الأمريكي، والأمم المتحدة هي المترجم الحقيقي للقرار الأمريكي، وقد أصبح ذلك واضحا من تزامن جولات المبعوث الأممي جنبا إلى جنب مع المبعوث الأمريكي في المنطقة.
وانهى حديثه بالقول: ان" غوتيريس " لايستطيع أن يقدم أو يؤخر في القرارات أو البيانات الأمريكية التي تسلم له من أروقة البيت الأبيض، وأنه بمثابة السكرتير الأممي للإدارة الأمريكية، وهو يؤدي دوره كما هو مرسوم له بكفاءة وإتقان وهذا بات جلياً لكل شعوب العالم.
ازدواجية المعايير
الكاتب محمد صالح حاتم قال: ان ما اعلنه غوتيريش أمين عام الامم المتحدة من اعلان ادراج انصار الله على قائمة منتهكي الاطفال يعتبر قراراً امريكياً صهيونياً سعودياً اماراتياً مدفوع الثمن، واشار الى أن الهدف منه ممارسة الضغوطات على انصارالله والمجلس السياسي وحكومة الانقاذ للرضوخ لاهدافهم وتنفيذ مخططاتهم.. وأضاف: "بعد فشل دول تحالف العدوان في تحقيق اهدافها عسكريا ً، وعدم قدرتهم على انهاء الحرب والعدوان بالطريقة التي يريدونها، لجأوا الى مايسمونها مبادرات السلام الامريكية والسعودية المقايضة بفتح مطار صنعاء ورفع الحصار ودخول المشتقات النفطية مقابل وقف استهداف الاراضي السعودية من قبل الطيران المسير والصواريخ اليمنية، وكذا وقف الحرب وفق الشروط التي يريدونها، ولجأت الى ممارسة فرض عقوبات على شخصيات يمنية وكذا إدراج انصار الله على قائمة منتهكي الاطفال.
وهذا يعتبر ازدواجية في المعايير الاممية التي برَّأت الجلاد ودانت الضحية، الكيل بمكيالين، بدلاً من أن يفرض عقوبات على من يقتل آلاف الأطفال اليمنيين طوال ستة اعوام وجرح عشرات الالاف، والشواهد كثيرة ومنها اطفال ضحيان واشراق المعافاء، وامل حسين وبثينة، وغيرهم، وليس هذا فحسب فهناك ملايين من اطفال اليمن حرموا من ابسط مقومات الحياة واصيبوا بسوء التغذية.. واختتم قائلاً: "الحرب والعدوان والحصار الذي يفرضه التحالف الامريكي على الشعب اليمني، وكل هذا يعد انتهاكا لمواثيق الامم المتحدة وكل المعاهدات الدولية التي نصت على حماية الطفولة"، فما يتعرض له اطفال اليمن من قتل وتجويع وتشريد وانتهاك للحقوق يعد وصمة عار في جبين الامم المتحدة والانسانية والمجتمع الدولي، بل أن الامم المتحدة شريك في قتل اطفال اليمن.
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|
|
سياسيون وصحفيون لـ«الميثاق»:
