موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الشريف يعزي بوفاة الشيخ منصور المرجلة - نائب رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ صالح سيف العلوي - قيادات حزبية تهنىء رئيس المؤتمر بعيد الفطر المبارك - التكوينات الشبابية والطلابية تهنىء رئيس المؤتمر بعيد الفطر - دائرة المنظمات الجماهيرية تهنىء ابوراس بعيد الفطر - فروع المؤتمر في المحافظات والجامعات تهنئ أبو راس بعيد الفطر - عميد البرلمانيين اليمنيين يهنئ رئيس المؤتمر بمناسبة عيد الفطر - هيئات المؤتمر التنظيمية تهنئ ابو راس بعيد الفطر - الدكتور لبوزة يهنىء الشيخ المناضل ابو راس بعيد الفطر المبارك - الامين العام يهنىء رئيس المؤتمر بعيد الفطر ويشيد بحكمته القيادية -
حوارات
الميثاق نت -

الإثنين, 08-مارس-2021
حاورتها‮/‬نادية‮ ‬صالح -
تتسع مأساة اليمن يوماً بعد آخر مع استمرار نمو الاحتياجات الإنسانية وتقاعس المجتمع الدولي والمنظمات والوكالات الأممية عن القيام بدورها المفترض بذريعة عدم كفاية الأموال لتمويل المساعدات، واقتصار دورها في الأعوام الأخيرة، على إطلاق التحذيرات وإثارة مخاوف دول العالم من العواقب الإنسانية الخطيرة لتزايد نسبة الجوع وسوء التغذية في اليمن، لكنها في المقابل لا تقوم بأي دور حقيقي لتخفيف معاناة الشعب اليمني جراء استمرار الحرب والحصار، إذ تستغل المنظمات الدولية معاناة الشعب اليمني وتوظفها في سبيل حشد الأموال من المانحين‮ ‬الدوليين‮ ‬باسم‮ ‬اليمن،‮ ‬بينما‮ ‬لا‮ ‬يحصل‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬سوى‮ ‬على‮ ‬الفتات‮.‬
في الوقت ذاته تواجه المنظمات المدنية المحلية أزمة تمويل حادة في ظل تجاهل الأمم المتحدة لدورها وعدم إشراكها في التخطيط والتنفيذ لما تنفذه من عمليات إنسانية على مستوى اليمن كما هو المعمول به في بقية دول العالم.
«‮‬الميثاق»‮ ‬سلطت‮ ‬الضوء‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الموضوع‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬حوار‮ ‬أجرته‮ ‬مع‮ ‬رئيسة‮ ‬مؤسسة‮ ‬حيدرة‮ ‬للسلام‮ ‬والتنمية‮ ‬الإنسانية‮ ‬سهير‮ ‬المعيضي‮.. ‬فإلى‮ ‬نص‮ ‬الحوار‮:‬


< انعكست الحرب والعدوان بشكل مباشر على المواطنين وحولت 80٪ منهم لمحتاجين للمساعدات، هل لك أن تعرّفينا بمؤسسة حيدرة، وما الرؤية الاستراتيجية التي عملت بها، وما تم إنجازه على صعيد تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني؟
- في العام الثالث من العدوان والحصار اللذين تشهدهما اليمن وتحديداً في ابريل 2017م خرجت مؤسسة حيدرة من بوابة العمل الانساني لتضطلع بدور مهم في تلبية الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة لشريحة كبيرة من المجتمع اليمني الأكثر تضرراً جراء انعدام فرص العمل وتوقف الرواتب والمبالغ التي كانت تصرف عبر صندوق الضمان الاجتماعي وغيرها من التداعيات الخطيرة التي أفرزتها الحرب وترتب عليها أعباء معيشية وأزمة إنسانية كارثية أثقلت كاهل الفقراء والأسر المعدمة والنازحة ووصفتها المنظمات الدولية بأنها الأخطر على مستوى العالم دون أن تلتزم بمسؤولياتها وفقا للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في توفير الاحتياجات الكافية من الغذاء والدواء والمواد الأساسية والضرورية لإنقاذ ملايين اليمنيين من مخاطر الجوع والبطالة والأوبئة الفتاكة.
وفي خضم كل هذا عملت مؤسسة حيدرة ما أمكنها لتخفيف معاناة أكبر قدر من الأسر المعدمة والنازحة وذوي الاحتياجات الخاصة عبر حزمة من الأنشطة والمشاريع الإغاثية والإنسانية والمدرة للدخل وفقاً لإمكاناتها المتاحة بالتعاون مع شركائها الداعمين وقد حققت ولله الحمد الكثير‮ ‬من‮ ‬النجاح‮ ‬والأهداف‮ ‬التي‮ ‬سعت‮ ‬إلى‮ ‬تحقيقها‮.‬
أما بالنسبة للرؤية الاستراتيجية للمؤسسة فهي تقوم على التوسع في الأنشطة التنموية ومشاريع التمكين الاقتصادي للأسر المستهدفة من أجل تحويلها إلى فئات منتجة تعتمد على نفسها وقد حققت المؤسسة الكثير من قصص النجاح في هذا المضمار إذ دربت الكثير من النساء على الخياطة‮ ‬وإنتاج‮ ‬وصناعة‮ ‬المعجنات‮ ‬والأغذية‮ ‬المتنوعة‮ ‬عبر‮ ‬معامل‮ ‬متخصصة‮ ‬أنشأتها‮ ‬لهذا‮ ‬الغرض‮.‬

‮< ‬ما‮ ‬حجم‮ ‬أنشطة‮ ‬مؤسستكم؟‮ ‬وما‮ ‬أهم‮ ‬المشاريع‮ ‬الخيرية‮ ‬المطروحة‮ ‬على‮ ‬جدول‮ ‬أعمالكم‮ ‬والتي‮ ‬تضعونها‮ ‬على‮ ‬رأس‮ ‬أولوياتكم‮ ‬خلال‮ ‬العام‮ ‬الحالي؟
- لا شك أن حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمن يفوق قدرات الدولة والمنظمات مجتمعة، لكننا ساهمنا في تخفيف ما أمكن من معاناة آلاف الأسر منذ انطلاقة المؤسسة وفي ظروف لم تكن سهلة وبجهود تكاد تكون فردية، حيث بلغ إجمالي المشاريع التي نفذتها المؤسسة منذ نشأتها (45) مشروعاً، في عدد من المحافظات اليمنية شملت مختلف المجالات التنموية والإغاثية والاجتماعية والصحية والتعليمية والتدريب والتأهيل والتمكين الاقتصادي، والإصحاح البيئي استفادت منها أكثر من 25 ألف أسرة يمنية، ونتطلع لتنفيذ المزيد من الأنشطة والمشاريع لخدمة الفئات‮ ‬المستهدفة‮ ‬وتخفيف‮ ‬معاناتها‮ ‬وتوسيع‮ ‬دائرة‮ ‬المستفيدين‮ ‬من‮ ‬جهود‮ ‬المؤسسة‮.‬
وبالنظر لواقع الحال فإن الأنشطة والمشاريع التي نضعها على رأس أولوياتنا، المشاريع الإغاثية (المأكل والمشرب)، حيث تضع المؤسسة مكافحة المجاعة وسوء التغذية وحصول الأسر الأكثر تضرراً على المياه النقية الصالحة للاستخدام بالإضافة إلى جهود التمكين الاقتصادي للمرأة‮ ‬على‮ ‬رأس‮ ‬أولوياتها‮.‬
فيما يخص الشق الآخر من السؤال والمتعلق بخطة المؤسسة وأولوياتها خلال العام 2021م فأود القول بأن كادر المؤسسة وضع خطة الاستجابة السنوية وفقاً لمؤشرات ميدانية محددة لواقع الحال للفئات المستهدفة والاحتياجات الملحة وبما ينسجم مع سقف التمويل المؤمل الحصول عليه لتنفيذها‮.‬
وقد شملت خطة المؤسسة للعام 2021م أنشطة ومشاريع عدة في المجالات الإغاثية والاجتماعية والتنموية والتعليمية والتمكين الاقتصادي والإصحاح البيئي من المقرر أن تستفيد منها قرابة 7 آلاف أسرة يمنية، ولا شك أننا نضع في سلم أولوياتنا لهذا العام استمرار أنشطة المشاريع القائمة كالمخبز الخيري الذي تستفيد منه حالياً (503) أسر يومياً، وكذا مشروع سقيا الماء الذي يزود قرابة 1400 أسرة بالمياه النقية بصورة مستمرة، ونأمل استمرار هذين المشروعين وتعميم تجربتهما وتوسيع رقعة المستفيدين ليشملا أكبر عدد ممكن من الأسر المحتاجة، بالإضافة‮ ‬إلى‮ ‬المشاريع‮ ‬والأنشطة‮ ‬المشار‮ ‬إليها‮ ‬والتي‮ ‬تضمنتها‮ ‬الخطة‮ ‬السنوية‮ ‬والتي‮ ‬نأمل‮ ‬أن‮ ‬يتوافر‮ ‬الدعم‮ ‬اللازم‮ ‬لتنفيذها‮.‬

‮< ‬التكامل‮ ‬والشراكة‮ ‬عنصر‮ ‬مهم‮ ‬تفتقر‮ ‬اليه‮ ‬منظومة‮ ‬العمل‮ ‬المدني‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬برأيك‮ ‬لماذا‮ ‬تميل‮ ‬غالبية‮ ‬المنظمات‮ ‬إلى‮ ‬العمل‮ ‬بشكل‮ ‬انفرادي؟
- لم يعد خافياً أن العمل الإغاثي والإنساني في اليمن تأثر كثيراً بظروف العدوان والحصار ما أدى إلى انحسار أو تقلص دور المنظمات المدنية المحلية بشكل واضح في السنوات الأخيرة نتيجة توقف الأنشطة الاقتصادية والتجارية الممولة لأنشطة ومشاريع الكثير من المنظمات المدنية المحلية ولم يتبقى سوى النزر اليسير من المنظمات المعتمدة على الدعم الذاتي ومن بينها مؤسسة حيدرة التي يعود الفضل في استمرارها لرجل الأعمال اليمني المعروف في ولاية ميشيغان الأمريكية سعيد حيدرة والذي يتابع مجريات الأحداث في بلاده أولا بأول ويحاول جمع ما أمكن من أموال لتمويل المشاريع والأنشطة الإنسانية والتنموية التي تنفذها مؤسسة حيدرة ، بالإضافة إلى الدور الإنساني النبيل للأستاذه القديرة إيمان حيدرة التي نجحت خلال الأشهر القليلة الماضية في إنشاء "المؤسسة الإنسانية المتحدة" رسمياً بعد جهود مضنية في الولايات المتحدة‮ ‬الأمريكية‮ ‬والتي‮ ‬وضعت‮ ‬ضمن‮ ‬أولوياتها‮ ‬مساندة‮ ‬ودعم‮ ‬استمرار‮ ‬أنشطة‮ ‬ومشاريع‮ ‬مؤسسة‮ ‬حيدرة‮ ‬الإغاثية‮ ‬والتنموية‮ ‬لتخفيف‮ ‬ما‮ ‬أمكن‮ ‬من‮ ‬معاناة‮ ‬الأسر‮ ‬الفقيرة‮ ‬والمعدمة‮. ‬
وفيما يخص موضوع انعدام الشراكة في أنشطة المنظمات العاملة في اليمن فأساس ذلك يعود إلى انعدام الشفافية، فيما تنفذه الوكالات والمنظمات الدولية من أنشطة بالتعاون مع جهات بعينها في اليمن، ودون إشراك المنظمات المحلية المؤهلة للقيام بدور كبير في هذا المجال، والتي‮ ‬تعد‮ ‬مؤسسة‮ ‬حيدرة‮ ‬احداها‮ ‬بالنظر‮ ‬إلى‮ ‬ما‮ ‬تمتلكه‮ ‬من‮ ‬خبرة‮ ‬وامكانات‮ ‬تؤهلها‮ ‬للاضطلاع‮ ‬بدور‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬الإغاثة‮ ‬وتوزيع‮ ‬المساعدات‮ ‬الإنسانية‮ ‬التي‮ ‬تقوم‮ ‬بها‮ ‬المنظمات‮ ‬الدولية‮.‬

‮< ‬ما‮ ‬تقييمك‮ ‬لعمل‮ ‬المنظمات‮ ‬الدولية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.. ‬وهل‮ ‬أصبحت‮ ‬معاناة‮ ‬ومأساة‮ ‬شعبنا‮ ‬مصدر‮ ‬دخل‮ ‬لها‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬العمل‮ ‬الانساني؟
- صحيح.. والدليل على ذلك ما حصلت الأمم المتحدة من أموال دولية خلال السنوات الأربع الأخيرة تجاوزت 15 مليار دولار تحت مسمى تمويل خطط الاستجابة الإنسانية في اليمن وهي مبالغ ضخمة كان بالإمكان أن تفي بالغرض وتقضي على الأزمة الإنسانية القائمة لو تم إدارتها بطرق صحيحة من قبل الجهات المعنية والمنظمات المحلية بدلاً من ضياعها في أروقة الوكالات والمنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة والتي تخصص غالبية تلك المبالغ لتغطية رواتب ومستحقات موظفيها والعاملين والمتعاونين معها وغيرها من النفقات التشغيلية لمكاتبها الإقليمية وجميعها بالعملة الصعبة بينما لا يحصل الشعب اليمني سوى على الفتات المتبقي من تلك المبالغ ما يعني أن المنظمات الدولية باتت تتخذ من معاناة اليمنيين وسيلة للتكسب وجمع أموال المانحين قبل أن تقوم بتصريفها لمصالحها الخاصة.
فمفهوم الاستجابة الإنسانية لا يقتصر على ما تقدمه المنظمات الدولية من مساعدات محدودة بل تشمل جهود الإنعاش الاقتصادي، بحيث تتوسع الجهود الإنسانية الطارئة وتساعد على إرساء الأسس اللازمة لإعادة تأهيل الخدمات الأساسية المقدمة على المدى القريب، الأمر الذي سيساعد‮ ‬أيضا‮ ‬على‮ ‬تحقيق‮ ‬الاستقرار‮ ‬على‮ ‬المدى‮ ‬الطويل‮ ‬وتجنب‮ ‬رسوخ‮ ‬تقليد‮ ‬الاعتماد‮ ‬على‮ ‬المساعدات‮ ‬الخارجية‮ ‬لليمن‮.‬
ولذلك فإن الأموال التي حصلت الأمم المتحدة عليها باسم الجياع في اليمن كانت كفيلة بأن تنقل آليات عمل الخدمات الإنسانية من وظيفة المعيل إلى وضعية أفضل من خلال خلق فرص معيشية مستديمة للمعتدين على المساعدات.

‮< ‬ما‮ ‬أبرز‮ ‬التحديات‮ ‬والصعاب‮ ‬التي‮ ‬تواجه‮ ‬العمل‮ ‬الإنساني‮ ‬في‮ ‬اليمن؟
- تكمن المأساة الإنسانية في تجاهل المجتمع الدولي والمنظمات والوكالات الأممية لحاجة اليمن الماسة لزيادة تغطية وكفاءة التدخلات الإنسانية للتصدي للأزمة المتفاقمة مع استمرار سنوات العدوان وعدم قيام الجهات الدولية الفاعلة بمسألة التنسيق مع الجهات الرسمية ومنظمات‮ ‬المجتمع‮ ‬المدني‮ ‬واشراكها‮ ‬في‮ ‬تنفيذ‮ ‬مهام‮ ‬الاستجابة‮ ‬وإيصال‮ ‬المساعدات‮ ‬إلى‮ ‬أشد‮ ‬السكان‮ ‬فقراً،‮ ‬ولا‮ ‬سيما‮ ‬النازحين‮ ‬داخلياً‮ ‬وغيرهم‮ ‬من‮ ‬الفئات‮ ‬الأكثر‮ ‬تضرراً‮ ‬من‮ ‬تردي‮ ‬الأوضاع‮ ‬المعيشية‮ ‬والصحية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
في‮ ‬حين‮ ‬لم‮ ‬تلتزم‮ ‬دول‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬وعلى‮ ‬رأسها‮ ‬السعودية‮ ‬بتحمل‮ ‬تبعات‮ ‬حربها‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬وما‮ ‬سببته‮ ‬من‮ ‬تعطيل‮ ‬كامل‮ ‬للتنمية‮ ‬وانهيار‮ ‬شامل‮ ‬للوضع‮ ‬الاقتصادي‮ ‬والانساني‮ ‬في‮ ‬واحد‮ ‬من‮ ‬أشد‮ ‬بلدان‮ ‬العالم‮ ‬فقراً‮.‬

‮< ‬باعتبارك‮ ‬ناشطة‮ ‬وأديبة‮ ‬ما‮ ‬الدور‮ ‬المناط‮ ‬بالمثقفين‮ ‬في‮ ‬خلق‮ ‬ثقافة‮ ‬التعايش‮ ‬والسلام،‮ ‬وهل‮ ‬يقومون‮ ‬بدورهم‮ ‬فعلاً؟
‮- ‬للأسف‮ ‬الشديد‮ ‬أحدث‮ ‬العدوان‮ ‬نوعاً‮ ‬من‮ ‬الخلل‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬الوسط‮ ‬الإعلامي‮ ‬والثقافي‮ ‬وتسبب‮ ‬في‮ ‬تشتت‮ ‬آراء‮ ‬الإعلاميين‮ ‬والمثقفين‮ ‬والناشطين‮ ‬وانحياز‮ ‬غالبيتهم‮ ‬لمصالح‮ ‬الأطراف‮ ‬المتصارعة‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬معاناة‮ ‬المواطنين‮.‬
ففي ظل العدوان الذي تشهده اليمن حالياً شاهدنا الكثير من المحسوبين على الوسط الثقافي قد تمردوا على الموقف المبدئي للمثقف وهو رفض العدوان، وتحولوا إلى أداة من أدواته من خلال التحريض عليها، أو القيام بدور التوجيه المعنوي لصالح أحد أطرافه، بل وصل الحد بالكثير منهم إلى التسابق لنصرة السياسيين التحريض على الحرب والخراب، إلا أن الساحة اليمنية لم تخل من الاصوات الحرة المطالبة بإيقاف العدوان والحصار واطلاع الرأي العام حول ما يحدث في اليمن من مآسٍ وأوجاع لانهاية لها وخصوصاً ممن رفضوا المتغيرات الخارجية وآثروا البقاء داخل‮ ‬اليمن‮ ‬ومشاركة‮ ‬مجتمعهم‮ ‬آلامه‮ ‬ومعاناته‮ ‬جراء‮ ‬العدوان‮.‬

‮< ‬ما‮ ‬موقع‮ ‬المرأة‮ ‬مما‮ ‬يحدث‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬أزمات‮ ‬معيشية‮ ‬وإنسانية‮ ‬وهل‮ ‬هناك‮ ‬أي‮ ‬دور‮ ‬للمنظمات‮ ‬الدولية‮ ‬أو‮ ‬المحلية‮ ‬لتخفيف‮ ‬معاناتها‮ ‬جراء‮ ‬ظروف‮ ‬العدوان‮ ‬والحصار؟
‮- ‬النساء‮ ‬والأطفال‮ ‬هما‮ ‬الشريحتان‮ ‬الأكثر‮ ‬تضرراً‮ ‬من‮ ‬الحرب‮ ‬والحصار‮ ‬الذي‮ ‬يتعرض‮ ‬له‮ ‬اليمن‮ ‬باعتبارهما‮ ‬الحلقة‮ ‬الأضعف‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬والتي‮ ‬اكتوت‮ ‬بنيران‮ ‬الحرمان‮ ‬من‮ ‬الحقوق‮ ‬الآدمية‮ ‬البسيطة‮.‬
ففي‮ ‬بلد‮ ‬مثل‮ ‬اليمن‮ ‬تفتقر‮ ‬المرأة‮ ‬منذ‮ ‬زمن‮ ‬طويل‮ ‬للكثير‮ ‬من‮ ‬الحقوق،‮ ‬فما‮ ‬بالك‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬العدوان‮ ‬وويلاته‮ ‬وما‮ ‬أفضى‮ ‬إليه‮ ‬من‮ ‬تدهور‮ ‬كبير‮ ‬لأوضاع‮ ‬النساء‮.‬
تعرضت الكثير من النساء اليمنيات للقتل والعنف والترهيب جراء القصف المباشر على الأحياء السكنية وأصيب الآلاف منهن بجروح خطيرة جراء ذلك، كما أجبرت النساء على مواجهة التحديات الناتجة عن العدوان والحصار وفي مقدمها انعدام الغذاء والدواء ومصادر العيش، ما دفع الكثير‮ ‬منهن‮ ‬لترك‮ ‬اعمالهن‮ ‬المفترضة‮ ‬في‮ ‬المنازل‮ ‬والانخراط‮ ‬في‮ ‬أعمال‮ ‬شاقة‮ ‬لا‮ ‬تتناسب‮ ‬مع‮ ‬طبيعة‮ ‬المرأة،‮ ‬لكن‮ ‬الحاجة‮ ‬تدفعهن‮ ‬للقيام‮ ‬بها‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬توفير‮ ‬القوت‮ ‬الضروري‮ ‬لأبنائها‮ ‬خصوصا‮ ‬ممن‮ ‬فقدن‮ ‬أزواجهن‮.‬
ولهذا فإن معاناة النساء في اليمن لا تقتصر على ظروف النزوح ومشاعر الخوف من عمليات القصف، بل تزداد قساوة في ظل انقطاع الخدمات العامة، واغلاق الكثير من المرافق الصحية واختفاء الكثير من الخدمات الصحية التي كانت تقدم للمرأة في فترات ما قبل العدوان.
وبحسب تقارير المنظمات الدولية فإن أكثر من مليون يمنية من الحوامل والمرضعات يعانين من نقص في الغذاء، نظراً لعدم حصولهن على ما يكفي من الأكل وكذا افتقارهن للرعاية الصحية، خصوصا منذ أعلنت الأمم المتحدة تقليص برامجها الإنسانية في اليمن بذريعة نقص التمويلات الدولية‮ ‬لعملياتها‮ ‬الإنسانية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
كما لا ننسى الإشارة هنا إلى أن توسع أنشطة المنظمات الوطنية يزيد من فرص عمل المرأة وأدوارها القيادية التي تعد مؤسسة حيدرة واحدا من النماذج الحية على تجربة المرأة الرائدة في تخفيف معاناة المجتمع اليمني بما تقوم به كوادرها النسائية المؤهلة من إدارة المشاريع والأنشطة‮ ‬الإنسانية‮ ‬التي‮ ‬تنفذها‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
شراقات في العمل الخيري
رياض يحيى

شعب يمتلك إرادته لا يُقهر
توفيق عثمان الشرعبي

أهمية تشجيع أعمال الخير في رمضان
عبد السلام الدباء

فلسطين حرة أبية
أ. فاطمة الخطري*

فلسطين.. ستعود الأرض وتنتصر القضية
راسل القرشي

حرب الريال.. حرب البطون ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

فضفضات رمضانية
أوس الارياني

المتغيرات تتجه نحو معركة شاملة
أحمد الزبيري

تسع سنوات من الصمود والتقدم في مواجهة التحديات
أحمد سلطان السامعي

أقولها، وأنا بذلك زعيم..
الشيخ/ عبدالمنان السنبلي

العزيز الذي لم ولن يموت في ذاكرة الشعب
عبدالحكيم أحمد الحكيمي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)