الميثاق نت - نادية صالح : -
حققت المرأة اليمنية كثيراً من المكاسب إبان الثورة اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة، بعد أن فُتحت أمامها آفاق رحبة من العلم والتعليم والحرية، لتتمكن من إيجاد موقع متقدم لها في مختلف الأعمال المطلوبة في سوق العمل، وكذلك اثبات ذاتها في العمل الحكومي، فضلاً عن اقتحامها مجالات عدة كانت حكراً على الرجال، وبرغم ما تحقق للمرأة اليمنية من مكاسب، إلا أن نظرة المجتمع مازالت قاصرة تجاه بعض الوظائف والمهن وتعاني المرأة جراء هذه النظرة الكثير من المتاعب، وصولاً للحرمان من (التخصص او العمل) في بعض التخصصات والأعمال بسبب تلك النظرة الخاطئة، وما تواجهه من عقبات.
ويعد المجال الإعلامي والصحافي أحد تلك التخصصات والأعمال التي تحتاج لكفاح وإرادة صلبة من المرأة حتى تقتحم هذا المجال، وشخصية قوية تفرض وجودها من خلالها في ظل عقبات وعراقيل كثيرة، فمهنة المتاعب - أي الإعلام- لها معاناة وأحلام وتطلعات بالنسبة للمرأة العاملة في مجال الإذاعة والتلفزيون، وفي هذا الصدد تقول المذيعة لمياء الرصابي- مذيعة راديو الأولى- الصعوبات التي تواجه المرأة الإعلامية عدة، ومنها بالمقام الأول الصعوبات المادية والتي فرضها واقع ومتطلبات الحياة، وبسبب الاحتياج المادي تتعرض المذيعة والإعلامية اليمنية لاستغلال مالكي الوسائل الإعلامية من خلال استنزاف الكثير من جهدها ووقتها دون مقابل مادي يوازي هذا الجهد والتعب واستغلال حاجتها للعمل.
وأكدت لمياء الرصابي، أن من بين الصعوبات التي تواجه المذيعات والإعلاميات اليمنيات الصعوبات المعنوية، والمتمثلة في عدم تقدير الجهود المبذولة والانتقاص من آرائها ومقترحاتها لتطوير العمل وإهمال كل ما تقدمه من رؤى ومقترحات.
وبخصوص النظرة المجتمعية فقد نوَّهت مذيعة راديو الأولى، أن الصعوبة المجتمعية تتوزع بين الأهل والمجتمع على حدٍّ سواء، وقالت: عانت المرأة الإعلامية في السابق من نظرة المجتمع لها كإعلامية لأن الفكر السائد لدى المجتمع أن المرأة لا يحق لها العمل إلا في وظائف محدودة كالتدريس والتمريض ولكن هذه النظرة تلاشت نوعاً ما ولكنها لم تختفِ بشكل كامل.
واشارت الى ان الإعلامية اليمنية دائما تطمح للتجديد في عملها ونشاطها والابتعاد عن الروتين وتحاول دائما الابتكار وخلق كل جديد مما يساعدها على التطوير نحو الأفضل، وتدرك المرأة الإعلامية أهمية تطلعها للمستقبل بتفاؤل كبير وتحرص دائما على المضي قدما وتجاوز كل الصعوبات والمعوقات التي تواجهها.
من جانبها قالت المذيعة التلفزيونية سارة المقطري - قناة الساحات- إن المرأة اليمنية تواجه الكثير من التحديات في سبيل اثبات حضورها ومكانتها في المجتمع والتي لايختلف دورها عن دور الرجل في تطوير وبناءالمجتمع.
وأشارت، إلى التشويه الذي طال المرأة العاملة في المجال الإعلامي، وخصوصاً عندفي الشاشة، وإسقاط المجتمع لما قدمه الإعلام الغربي على الإعلام المحلي، وإصدار أحكام مسبقة تجاه العاملات في هذا المجال، وقالت: المرأة التي تعمل في المجال الاعلامي تواجه تحدياً اكبر انطلاقا من وجهة النظر الاجتماعية وعملها في هذا المجال الذي هو واحد من اهم المجالات تاثيراً، وحضور المرأة ضروري فيه ولكن نتيجة التشويه الذي قدمت فيه المرأة من قبل الغرب في الاعلام اصبحت وجهة النظر سلبية على من تعمل في الاعلام بشكل عام وفي الشاشة بشكل خاص لكن الاعلامية العربية واليمنية عملن على تعديل وتصويب تلك النظرة من خلال مايقدمنه من مضامين اخبارية او حتى في اطار برامج تعكس واقع المجتمع بل وساهمن في إحداث تغيير كبير لنظرة المجتمع وهذا نجاح يستحق الالتفات اليه.
المذيعة المقطري، أكدت أن القناعة هي الركيزة الأولى من ركائز العمل الإعلامي، سواءً من حيث القناعة بالمضمون المقدم أو من حيث القناعة الشخصية تجاه القيام بالعمل في هذا المجال، ويبقى الطموح والتفوق الدائم هو الخيار الأوحد أمام المذيعات..
وفي ردها على سؤال حول نظرة المجتمع للمرأة الإعلامية أشارت مذيعة قناة الساحات - سارة المقطري- الى إن نظرة المجتمع اصبحت اكثر انفتاحاً وتقبلاً مماكانت عليه نتيجة الصورة المشرفة التي قدمتها المرأة الاعلامية عن نفسها والمجتمع والتي حدثت تغييراً ايجابياً.
واختتمت بالحديث حول تطلعات المستقبل للإعلامية اليمنية، قائلةً: تبقى تطلعات المستقبل ان نؤسس في بلادنا لعمل اعلامي قوي يحقق اهداف الوطن ويحقق فكرة ان الصحافة والاعلام هم السلطة الرابعة، وان تتشارك المرأة مع اخيها الرجل في تعزيز هذا المبدأ وتثبت وجودها بسكل دائم.
اما المذيعة غادة الدكاك - مذيعة في قناة اليمن اليوم فقالت: الصعوبات كثيرة وتختلف باختلاف قناعات العائلة والفرد والمجتمع، فالفكر الضيق حول مهنة الإعلام للمرأة عقبة وبيئة العمل قد تكون عقبة, احياناً طبيعة العمل الإعلامي عقبة, بعض العادات والتقاليد المختصة بالمرأة من أكبر الصعوبات.
وأضافت: بالنسبة لي لا أشعر بالرضى الكامل حول ماأقدم، فهو مقرون بمقدار الحرية الممنوحة ولسبب أو لآخر ينخفض سقف الحرية في مهنة الإعلام.
وتابعت غادة: اختلفت نظرة المجتمع الحالية عن السابق وربما تختلف في الأعوام القادمة فإقبال المرأة على مجال الإعلام بشكل كبير يدل على أن المجتمع بدأ بتغيير نظرته شبه السلبية عن هذا المجال أو بدأ يخفف تخوفه منه.
من جانبها المذيعة سيناء خالد - مذيعة راديو يمن تايمز، فقد عددت بعض الصعوبات التي تواجه المذيعة والإعلامية اليمنية، وأهمها عدم حصولها على المعلومة مقارنة بزميلها الصحفي، وكذلك عدم إفساح المجال لتولي منصب قيادي في المؤسسات الإعلامية، واستمرار حصر دور المرأة الإعلامية في اليمن في الصورة النمطية المتمثلة بالمبرامج الترفيهية، أو برامج الأسرة والجمال.
وعبرت، عن رضاها إلى حد ما حول تغير النظرة المجتمعية للإعلامية عما كانت عليه في السابق، حيث صارت قدوة بالنسبة للكثير من الجمهور المتابع.
ولفتت مذيعة راديو يمن تايمز، إلى سلبية النظرة عند العاملين في المجال الإعلامي، للمرأة الإعلامية خصوصاً أذا كانت ناجحة.. راجيةً أن تكون هنالك عدالة في المناصب القيادية في المؤسسات الإعلامية لتتغير الصورة النمطية عنها.
وقالت المذيعة بلقيس احمد - مذيعة في قناة اليمن اليوم: الصعوبات هي المجتمع أو الأسرة فبعضهم لايسمحون لبناتهم التقدم في العمل الإعلامي كونه بنظرهم عملاً جريئاً.
وايضا تواجه البعض من المذيعات صعوبات في المؤسسة التي تعمل فيها بسبب وظيفتها أو نوعية العمل الذي محصورة بنطاق معين فقط دون التوسع والذي قد يكون بسبب سياسة القناة او أسباب أخرى.
وايضا المجتمع الخارجي لا يحترم إعلامياً أو اعلامية كبقية الدول المتقدمة بالرغم من انهم سلطة رابعة.
واكدت بلقيس أن الإعلامية راضية بماتقدمه من نشاط إعلامي والا لما دخلت السلك الإعلامي منذ البداية واذا لم تكن راضية بالعمل الإعلامي أو بنوعية العمل في الجهة التي تعمل فيها بكل بساطة تقدم استقالتها.
واضافت: هذه الفترة هناك إعلاميات متمسكات بعملهن جرَّاء الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وهناك كثير من الاعلاميات واجهن صعوبات مع اسرهم فقط لدخول كلية الاعلام ومازال الأغلبية من الاسر تنظر للاعلاميات نظرة سيئة والقليل منهم من تغيرت مفاهيمهم وتقبلوا فكرة ان في السلك الإعلامي نساء.
اعتقد الجميع يتطلع لعمل اعلامي ناجح وحديث.. وإعادة مكانة الإعلامي بأنه سلطة رابعة في الدولة وايضا الحيادية في العمل دون الانحياز لطرف أو لحزب معين.
|
الإعلامية اليمنية.. بين الصعوبات التي تواجهها والإرادة والطموح الذي تتمسك به
