
|
|
|
استطلاع / عبدالرحمن الشيباني : - جاء تأسيس المؤتمر الشعبي العام فى العام 1982م استجابة شعبية ملحة وواقعية قضت بأهمية أن يكون هناك تحول فى التاريخ السياسي اليمني يستجيب لمعطيات واقع جديد، فرضته الظروف تم فيه حينها صياغة الميثاق الوطنى الذي انطلق منه المؤتمر للعمل السياسي والحزبي حاملا على عاتقه مسيرة العمل والإنجاز، بثوابت فكرية ووطنية خالصة تنتصر للوطن وتنحاز للمواطن، وظل هذا التنظيم الرائد مخلصا لها مستجيبا لكل شروط المرحلة..
واليوم فى ذكرى التأسيس الـ38 يعمل المؤتمر على تجاوز كل العثرات فما من حزب إلا وتعرض للكثير من الاهتزازات والكبوات ومر بانعطافات خطيرة أثناء عمله، لاشك أن العمل ألسياسي والحزبي لأي مكون سياسي وحزبي تتخلله الاخطاء، لكن عليه أن يتعلم من أخطائه لذلك كان استنهاض الروح المؤتمرية اليوم بخطوات التصحيح وجلد الذات بنقد موضوعي عقلاني والحضور بالقول إلى الفعل من خلال تطوير البناء المؤسسي الداخلي واعادة الهيكلة فى الامانة العامة والقيام ايضا بإصلاحات داخلية جذرية تجسد وعي القيادة وادراكها لمتطلبات المرحلة التى يمر بها المؤتمر والمزمع البدء فيها قريبا من قبل هرم السلطة والقيادة فى المؤتمر.. (الميثاق) ناقشت ذلك عن قرب واستمعت لمجمل الآراء عن اهمية هذه الهيكلة وأثرها على حاضر المؤتمر ومستقبله برؤية موضوعية..
ديمقراطية وأحزاب
الدكتور/ علي الخلاقى -أستاذ الادارة المشارك بجامعة حضرموت- يقول ان على الأحزاب أن لا تنظر للعمل الحزبي على أنه مهارات لا يجيدها إلا أشخاص معينون فهذا خطأ كبير لأنه يؤدى إلى اختيار قيادة معروفة سلفا ناهيك عن اتباع أسلوب واحد يتصف بالعزلة فيقول: إن النظرة إلى العمل السياسي والحزبي على انه قدرات لا يمتلكها إلا ثلة من الأفراد دون غيرهم خطأ فادح جعلت بعض الأحزاب السياسية تعيش أسلوبا وحيدا تدار به أمورها وعن طريق قيادة يتم اختيارها مسبقا، وعن وجود الديمقراطية وأهميتها فى عمل الأحزاب، منكرا عدم وجودها إلا بالحد المسموح فيقول: »هذا لا يعني أنني أنكر توافر ولو الحد الأدنى من الديمقراطية الداخلية في الأحزاب وبالذات بعد الوحدة التي أعلنت ذلك وبكل وضوح في دستورها
تطور فى القيادة
إن التعددية السياسية والفكرية أساس بناء الدولة فأعطيت الحرية في تأسيس الأحزاب كما اتصفت مرحلة الوحدة بالجرأة للأعضاء الحزبيين على الطرح للأفكار والمناقشة للقيادات الحزبية وتحميلهم المسؤولية في تردي أوضاع أحزابهم ولكنها لم ترتق بعد إلى المستوى الذي تكون فيه الديمقراطية الداخلية قادرة على إحداث تغييرات في البنية التقليدية لأحزابنا السياسية.. مضيفا: (ان عجز هذه الأحزاب عن التأقلم مع بيئتها وبنفس القدر الذي أحدثته المتغيرات في هذه البيئة يقود عاجلا أم آجلا إلى انهيار كل ما بناه أي حزب في ماضيه وسيكون الاضمحلال والفناء هو الثمن الذي عليه أن يدفعه لعدم قدرة القيادات الحزبية على التطور والابتكار والإبداع في العمل الحزبي).. ولعل ما يطرحه الدكتور الخلاقى يجب أن يدق ناقوس الخطر ويستدعى مضاعفة الجهود حتى لا يكون ذلك الدفع الذي يقول عنه الأخير واقعا والذي لا يريده أحد بالتأكيد وهي لعمري قراءة حصيفة يجب الأخذ بها .
د.على محمد الميري -رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بجامعة صنعاء.. يقول: ان المؤتمريين بعد احتفاليتهم بالذكرى الـ38 لتأسيس تنظيمهم الرائد شعروا انهم ما زالوا بخير ولايزال المؤتمر موجوداً فى الساحة وصورة كبيرة تبعث عن الأمل، وأظهرت المحاسن التى كانت موجودة واكثر مما كنا نتوقع، مضيفا: أن من راهن على أن المؤتمر قد تلاشي وانقسم وتشتت اصطدم بتلك اللوحة الرائعة التى شكلها المؤتمريون وأنه مازال حاضراً بين الجماهير وخصوصا البسطاء منهم وحتى الذين لم ينضموا للمؤتمر، وعن هيكلة الامانة العامة والاجراءات المزعم تنفيذها يقول د.الميرى فى هذا الشأن: إبان حكم المؤتمر كان لدينا جهاز كبير فى الامانة العامة واللجنة الدائمة مكون من موظفين يصل عددهم تقريبا إلى 1800 موظف وهذا عدد ضخم لم يعد المؤتمر بحاجة إليه الآن ولا بد من اعادة الهيكلة لتفعيل اللجنة العامة واختيار أشخاص من ذوي الخبرة وكذلك الشباب بحيث اننا لا نفقد خبرة البعض منهم بإدخال دماء جديدة من الشباب فهناك كوادر لا تسطيع التخلي عنهم، لكن الكثير منهم بالطبع استنفدوا كل ما عندهم ولم نعد بحاجة اليهم في هذه المرحلة؟ يجب النظر للشباب الآن كطاقة جديدة لتجديد دماء المؤتمر لأن الإدارة الفعلية للمؤتمر هي الامانة العامة وعندما تكون هناك دماء شابة طموحة تجعل من حركتها أكثر دىناميكية وفاعلية لأي حراك قد يحصل في المستقبل.
خندق واحد
لقد ورث الأمين العام تركه ثقيلة أعانه الله عليها، الأمر ليس ذنبه ويستطيع مع كل المؤتمريين اجتيازها، وانا واثق من ذلك فهو نشط ومثابر، نحن كفروع داخل الأمانة والمحافظة يجب اعطاؤنا نصيباً من تلك الكوادر الوظيفية التى كانت فى الامانة العامة بدلا من السعى وراء موظفين جدد ليعملوا فى فروع المؤتمر بجامعة صنعاء والامانة والمحافظات، وإذا كان هناك موظفون فى اللجنة الدائمة موظفون سيتم الاستغناء عنهم لماذا لا يتحولون للعمل في أماكن سكنهم بالمحافظات، هناك تضخم بشكل كبير جداً خصوصاً الأمناء المساعدين ولم نعرف الحقيقه كم عددهم).. ويستطرد قائلاً: كنا نعيش فى ظل سلطة الآن تغير الأمر ويجب أن نتكيف مع هذا الوضع الجديد نحن فى المعارضة لكن ايضاً شركاء فى نفس الوقت ولا نعلم حجم مساحة هذه الشراكة التى أتيحت لنا، يجب أن نكون متساوين فى نفس الحق الذي يمتلكه الشريك الآخر،نحن فى خندق واحد ضد العدوان الذي لا يستهدف حزباً أو جماعة بل الوطن كله لذلك المؤتمر يشعر بحجم المسئولية الملقاة على عاتقه، لقد كان المؤتمر وما زال مع الناس والوطن اليوم وغدا وفى المستقبل ايضاً وهذا مبدأ ثابت.. ويجب هنا ان نشير اننا فى المؤتمر لدينا مشكلة فى المؤتمريين انفسهم ومن داخله فاكبر أعدائه من الداخل .
رقابة داخلية
يجب أن تكون هناك مكاشفة ومصارحة، كل يوم يظهر واحد يعتبر نفسه مؤتمرياً له الحق في الحديث باسمه وكأنه ملك خاص به ولا يدري أن لدينا اطر ولوائح تنظيمية ويجب هنا تفعيل الدور الرقابي التنظيمي ويجب أن تتوقف هذه التصريحات التى تأتى من البعض الذين يسمون أنفسهم قياديين مؤتمريين.. كل يوم يطلع من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم قادة للحديث عن المؤتمر ويطلقون التصريحات وهى تضر بالمؤتمر أكثر ما تنفعه، يجب ان يتوقف هذا الأمر فورا هناك تكتلات وتشكيلات تظهر بشكل عجيب تسير فى هذا المنحى كمؤتمر شعب الجنوب ومؤتمر حجة..الخ، المؤتمر يمثل أبناء المجتمع اليمنى بكل مكوناته وأنشطته كانت وما زالت معروفة للجميع وفى وضح النهار فالمؤتمر لا ينطلق من أيديولوجية ولا يتبنى أياً منها والتى عادةً ما تنشط فى السر والظلام المؤتمر يعمل فى رابعة النهار وأمام الجميع لذلك لا يخاف أحداً إلا الله<
خطوة مهمة
الاستاذ / شوقى شاهر الاعلامى والناشط السياسى المعروف يرى أن اعادة الهيكلة خطوة تصحيحية مهمة وضرورية طال انتظارها والبدء بهذا الإجراء سيمثل لحظة فارقة في حياة المؤتمر ويضيف: نحن لن نقول بأنها جاءت متأخرة بل جاءت في وقتها المناسب وتفرضها استحقاقات تنظيمية ووطنية تقوي وتعزز من دوره في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها المؤتمر والوطن وهي خطوة تستشرف دوره المستقبلي كحزب يجسد مبادئه وقيمه التي قام على اساسها وبما يؤدي الى تلبية طموحات وتطلعات منتسبي هذا التنظيم الجماهيري وانصاره وبما يستجيب لما يؤمله شعبنا خلال المرحلة القادمة منه ليبقى تنظيماً رائداً.. والرائد لايكذب قومه.. لايجب على المؤتمر ان تبقى مفاصله ومكوناته التنظيمية كبركة آسنة ولايجب ان يترهل اكثر من اللازم.. يجب ان يستعيد حيويته ووفق منظور جديد بحيث لايكون حزب سلطة فقط فيُنعت بكونه مظلة للفساد وملجأ للفاسدين.. بل يجب ان يتجسد دوره في كونه المرجع الرئيسى لكافة التوجهات الوطنية السياسية والاقتصادية والتنموية وهذا ليس بالمستحيل وذلك كونه تنظيماً يتمتع بفكر متجدد وغير جامد.. انا اعتبرها خطوة بل هي ثورة تنظيمية يجب ان نؤازرها ونشد على ايدي المؤتمريين للدفع بالتنظيم نحو مرحلة اكثر اشراقاً وإخلاصاً للوطن والمواطن.
آليه للعمل
ولعله من نافلة القول التذكير بأن أي خطوة يتم اتخاذها في هذا الجانب يجب ان يسبقها الدراسة والتمحيص لكافة الخيارات والاختيارات حتى لانعود للقول بأن لكل جوادٍ كبوة فنبرر للأخطاء ونتستر على الفاسدين الذين أساءوا للتنظيم وارهقوا البلد.. ومن ضمن الاولويات التي نراها خلال المرحلة القادمة هو ايجاد آلية عمل نضمن من خلالها ان تكون الرؤى والتوجهات التي يجب ان يخضع لها المؤتمر وقيادته نابعة ومجسدة ومعبرة عن جماهيره وصاعدة نحو الأطر العليا لا أن تفرض فرضاً من الاعلى الى المستويات الادنى وهو الامر الذي سوف يتسبب فى عودة دوران العجلة الى الخلف مرةً أُخرى.
الاستاذ سعيد صالح الحمزي_ ناشط سياسي يقول: إن الراهن والمتغيرات التي طرأت على مستوى البلاد ككل والمؤتمر بشكل خاص يفرض عليه مسايرته ومواءمة نظامه الداخلي ولوائحه بما ينسجم وواقعه الراهن، بعيداً عن الشطح وبما لا يتعارض مع واجباته ومسئولياته الوطنية والجماهيرية باعتبار الاخيرة من الثوابت التي تاسس المؤتمر عليها وناضل من اجلها منذ تأسيسه في 24 أغسطس1982م..
تفعيل البرامج
لذلك فإن مشروع اعادة الهيكلة لدوائر المؤتمر المتخصصة وبعض المسميات، والذي قدمه المناضل الشيخ صادق بن امين ابو راس رئيس المؤتمر، يعد خطوة مهمة على صعيد تطبيع الاوضاع داخل الحزب، واعادة نشاط الدوائر المتخصصة الملبية للحاجة الملحة اليوم ومايحتاج اليه المؤتمر في الوقت الحالي بعيدا عن الشطط والشطح..
ونعتقد ان هذا المشروع سيعمل على تفعيل خطط وبرامج المؤتمر وتجاوز الاختلالات في هيكليته والمتمثلة في التضخم الرأسي الموجود في الدوائر ومعالجة التداخل في الاختصاصات وبشكل يعزز وينسجم مع حجم تطلعاته وايضا حجم جماهيريته وشعبيته الواسعة على مستوى الوطن..
ولذا نجد ان تصحيح وتصويب وضع المؤتمر وخطط دوائره سينعكس ايجابا على تفعيل نشاطه وتواجده على مستوى القاعدة والمركز، وسيعظم من تدخلاته على مستوى تصويب سياسات الدولة، واداء دوره بشكل امثل في تطوير الحياة السياسية والحزبية في البلاد سيما بعد تحوله من حزب سلطة الى حزب معارضة.
|

|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|