كتب / عبدالرحمن الشيباني -
تمثل شجرة الفل بالنسبة لليمنيين وخاصة للنساء رمزاً للحب والجمال كما تعده الكثير من النساء عطراً طبيعيا يفوق برائحته الزكية الكثير من انواع العطور العالمية..
ويعد هذا العطر الطبيعي الذي تزرعه الكثير من المناطق اليمنية ويزدهر بيعه في كل أيام العام وخاصة أيام الصيف في المناسبات الفرائحية كالأعراس وحفلات التخرج من الجامعات واعياد الميلاد - يعد من أهم انواع الزينة للمرأة والرجل على حدٍ سواء..
إنه الفل اليمني رمز الحب والجمال .. والذي تغني به الكثير من الشعراء والمطربين اليمنيين ومن تلك الاغاني التي لا يمكن نسيانها اغنية فيصل علوي "يافل ياكاذي"..
هنا نتعرف على المعنى الكبير لهذا العطر الطبيعي وما يمثله بالنسبة للمرأة اليمنية .. وماذا يقول عنه من يبيعونه..
صابرين صلاح طالبة جامعيه _قسم لغة انجليزية تقول إن مخيلتها تكاد تكون مقرونة بشيء واحد وهو الفل الذي سيكون حاضراً اثنا ء تخرجها من الجامعة.. وتضيف صابرين.. الشيء الجميل مقترن بمثله فالفل يلخص لك تعابير كثيرة ويختصر قاموس من التعبيرات.
تعض صابرين علر شفتينا قبل أن تستدرك بالقول: انه شعور اكثر من رائع والله لا استطيع اصفه لك.. من منا لا يحبه ؟
حضور طاغٍ
هديل اليساري ..كلية الآداب. خدمة اجتماعية كانت أكثر تلقائية وعفوية.. معتبرة أن الفل يشكل تلطيفا لحالة نفسية عصبية قد تطرأ فهو يشعرك بالارتياح ويهيئ النفس لعمل جميل عندما يكون في البيت معلقا في الجدار حتى وانت تشاهده في اي مكان يجذبك إليه.
وتعتبر هديل الفل الحاضر الوحيد فهو الطاغي في كل مناسبة جميلة خصوصا الأعراس وحفلات التخرج فمنظره جميل حسب وصفها.
تواصل اليساري بالقول ..إنه على أي حال مقترن بالنجاح والحب وبكل شيء.. وتشاركها زميلتها ريم ابراهيم بقولها. .لقد شعرت بارتياح كبير ذات يوم وأمي تضعة على صدري في أحد المناسبات كان شعورا جارفا واحسست كم هي الأم عظيمة وحنونة فهي ينبوع حنان.. وهنا أقول إن الفل يعد أحد الأشياء التي لا يمكن أن تراه إلا وتشعر ازاءه بالارتياح
طلبات بالجملة
عبدالهادي عمر بائع فل يقول /الفل له طلب كبير من معظم الناس فهناك طلبات تأتينا بالجملة خصوصا في الأعراس والمناسبات وحفلات التخرج فى الجامعات والمدارس فهو يزدهر في فصل الصيف ويغيب في فصل الشتاء لذلك يرتفع ثمنه الفل يأتي من الحديدة ولحج والإقبال عليه يكون أكثر في الحديدة ولحج لأنه قريب من المستهلك بعكس بقية المدن فله طقوس خاصة ومرتبط بأبناء هذه المناطق بشكل كبير طبعا يكون سعره مرتفع أحيانا بفعل تكاليف النقل وحفظه بعد ذلك في ثلاجات صغيرة حتى لا يذبل.
ويضيف عبدالهادي بالقول قبل العدوان كان يصدر إلى الخارج وخصوصا دول الخليج لكن الآن توقف التصدير بفعل الحرب والعدوان وهناك الكثير من الشباب الذي يعمل بهذا العمل لاعالة أسرهم ..
أما على محمد بايع فل أيضا فيقول: ان موسم الفل يزدهر في الصيف أما في الشتاء فيقل لذلك يرتفع سعره ويعتبر الفل موردا اقتصاديا يساهم في رفد الاقتصاد الوطني بالعملة وفي تحريك الأيادي العاملة التي تعمل شريحه واسعه في هذا.
لقد تغنى الكثير من الشعراء والفنانين بالفل ولاقت هذه الأغاني رواجاً نظرا لما تحمله هذه الزهرة الجميلة من معانى في وجدان الناس وما يحرك ذلك الشعور الدافئ ليوقظ الذكريات علاوة على أن هذه الرائحة العطرة المحببة غير مركبة من أي مواد أو مستحضرات كيمائية أو غيرها من المواد التي تدخل في تركيب العطور.. الفل لا يحتاج لهذا العناء انه سر من أسرار الله في أرضه.
تربية جمالية
هذا البرعم الأبيض يسافر إلى كل الدنيا ناشرا اريجه وطيبة يدخل كل القلوب قبل الأبواب بدون استئذان وهل لطيب أن يستأذن في الدخول في حضرتك؟ مطلقا فالترحاب يكون كبيرا والحفاوة أكبر حيث يوضع في اشد الأماكن حساسية فيبقى مزدهرا متفردا بذاته معطيا الانسان بهاء وتألقاً.
إن التربية الجمالية (الجمال)هو أشبه بمكنونات وأحاسيس في داخل الإنسان قد تكون نائمة تحتاج فقط لايقاظ ووهج خفيف . يشعل دواخل الانسان قد تكون نائمة تحتاج فقط للأيقاظ. الفل إذا عمليه استفزازيه محببه لطاقات الإنسان الجمالية الكامنة فيه قد يكون أيضا ذلك برسم لوردة أو تزيين لكراسة إذا الجمال لغة عالمية الجميع يجيدها كل البشر .أن النفوس الصافية هي من تتقبل.
هذه النبتة البيضاء المقرونة بالحب والجمال التي تنزوي خجلا كلما ضغط عليها ولتعطيك عبقا ينداح من بين اصابعك من ذا الذي لا يحبك أيها الذهب الأبيض.
حكاية الفل
تشير الحكاية الشعبية إلى أن الفضل الأول لاستجلاب الفل إلى اليمن يعود إلى الأمير أحمد فضل القمندان، الذي أخذ فسيلة من الهند وزرعها في بستان الحسيني الشهير بمحافظة لحج، ومن هناك بدأت قصة عشق وتولع اليمنيين بهذه الزهرة حيث تمددت زراعتها ووصلت إلى مناطق أخرى، وخصوصاً المناطق التهامية في محافظة الحديدة ذات المياه الجوفية الوفيرة، والتي تقدر مساحات زراعته فيها بحوالي 16 هكتاراً موزعة على 1200 مزرعة وتعد التحيتا وزبيد وبيت الفقيه والعباسي من أكثر المناطق التهامية التي يهتم سكانها بزراعة الفل وتسويقه وتصديره لدول الجوار ما يجعله حرفة جيدة تدر مدخولاً لا بأس به للكثير من الأسر.. وتعتمد الكثير من الأسر اليمنية على عائدات الفل لتحسين أوضاعها المعيشية خصوصا في المناطق التي تزرع فيها هذه النبتة.
| 
الفل.. العبق الذي لا يزول 
