درهم السامعي - مشكلتنا الإدارية في هذه البلاد أن الموظف الذكى المتفاني في عمله والذي يعد إضافة نوعية للعمل وللمهنة التي يشغلها لايحصل على حقه في التدرج الوظيفي ليصل الى المستويات المتوسطة أوالعليا في المناصب التي بكل ثقة سيكون إضافة نوعية للمسئولية وللمؤسسة التي سيعين فيها..!!
هذه المشكلة ليست وليدت اللحظة أو نتيجة فرضتها ظروف معينة بل هي سياسة قائمة منذ سنوات طويلة تعاقبت عليها أكثر من قيادة.. ولعل السواد الأعظم من الموظفين في كل مؤسسات الدولة يدركون هذه السياسية ودائماً ما نسمع في هذه المؤسسة أوتلك الحديث عن موظف متفانٍ في عمله ومخلص في أداء مهامه ومستبسل في خدمة مؤسسته ولكنه رغم مضي سنوات عديدة منذ أن التحق بالخدمة ولايزال هو ذلك الموظف الذي ( يشقي ) به كل مسئول يعين على مؤسسته..!!!!
وإذا طرحت سؤالاً عابراً على اي شخص: ياترى لماذا هذا الموظف المتفاني لايتم تعيينه في منصب رغم كفاءته وقدرته على خدمة وتطوير العمل في الادارة التي سيعين فيها؟!! وبكل تأكيد ان اجابة ذلك الشخص تكون كالتالي : المناصب تشتي لها واحد مفحوس واحمر عين ويعرف "مزناوة" المسئولية!!!!
وفي الحقيقة هذا هو الحاصل في التعيينات في مؤسسات الدولة..
فإذا لم يكن لك ظهر تستند عليه سواء فرد او قبيلة او حزب او وجاهة فلا يخطر على بالك ان تحصل على منصب يليق بكفاءتك ومهاراتك وخبراتك وسني خدمتك..!!! طبعاً يحصل في النادر ان يعين رجل مناسب في المكان المناسب.. واذا سألت الطارف من الناس عن السبب لقال لك مباشرة: صلاة الصبح ودعاء الوالدين..!!!!
دعوني أوضح لكم لماذا أكتب اليوم عن هذه المشكلة التي أصبحت سمة وظاهرة متجذرة في كل مؤسسات الدولة وكان أملنا أنها تتقلص يوما بعد يوم في ظل التغييرات التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات.. ولكننا نرى ويتأكد لنا يوما بعد آخر أن الجمعة الجمعة والخطبة الخطبة وكأنك يابوزيد ماغزيت!!
ولهذا أكتب ناصحا متألماً من الاهمال الذي يعيشه الاكفاء في المؤسسات وهم كُثر خصوصا وهم يرون غيرهم من اصحاب الظهور والسند "المفحوسين..وحمران العيون " يتقنفزون من منصب الى منصب!!
سأخلص هنا الى التركيز مثلاً على المؤسسة التي أعمل فيها منذ أكثر من ثلاثة عقود وهي مشروع النظافة هذه المؤسسة الحيوية والمهمة والتي يجب بل " فرض عين " أن يتم التركيز في التعيين فيها للمناصب على أصحاب الكفاءة والخبرة والتفاني في العمل،لان واقع العمل في المشروع يكشف الغث من السمين ولأن العمل في النظافة لايقبل الكلفتة أو السياسة المتبعة في بقية المؤسسات،التعيين وفقاً للثقل والمكانة والوجاهة والوساطة والرزح..!!!
الختام كلمة الحق تقال: من خلال عملي الطويل الى جانب الكثير من الزملاء المتفانين في اعمالهم ومهامهم وجدنا من يستحق من القيادة العليا سواء في امانة العاصمة او الحكومة الالتفات لهم ومنحهم المكان المناسب لما يتمتعون به من كفاءة وقدرات ستنقل العمل والمسئولية التي ستلقى على عواتقهم الى الأفضل.. وهم كُثُر ولانريد ذكرهم بالاسم لان سمعتهم تسبق ذكرهم وقد أثبت الواقع كفاءتهم ويشهد لهم كل من عمل معهم ربما بعضهم حالفه الحظ ليصل الى منصب مدير عام وكانوا عند مستوى المسئولية لما يمتلكون من صفات قيادية ومهنية ورؤى مهمة ونوعية في إطار تطوير العمل..
وهؤلاء لم يعد مكانهم التدوير بين الادارات العامة التي كان لهم فيها العديد من البصمات التطويرية للعمل..
أعتقد أن الخبرات التي راكمتها سنوات العمل عند بعضهم والاطلاع الدؤوب على كل جديد في علم الإدارة وغيرها من صفات القيادة الادارية التي يتمتعون بها تجعلنا نؤكد ان مثل هذه الكفاءات يجب ان تستغل في مناصب عليا لانها ستكون اضافة نوعية لأي مسئولية توكل اليها، وأكثر قدرة على تقديم خدمة أوسع لهذا القطاع الحيوي المهم..
والله من وراء القصد..!!
|