موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35173 - تعز: هيئة تنفذ نزولا ميدانيا للرقابة على المنشآت الصناعية - النواب يوجه الحكومة بتنفيذ حزمة جديدة من التوصيات - الطاهري رئيسا لشرطة (همترامك الامريكيه) - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35091 - 360 ألف نازح من رفح خلال أسبوع - توجيهات رئاسية بتقديم كافة التسهيلات للقطاع الخاص - مساءلة برلمانية وإجراءات قانونية ضد 4 وزراء - فريق من الصليب الأحمر الدولي يزور طاقم "جلاكسي" - أمريكا.. متظاهرون يُغلقون جسر مانهاتن للمطالبة بوقف الحرب على غزة -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الإثنين, 16-مارس-2020
استطلاع‮/‬عبدالرحمن‮ ‬الشيباني -
الآثار لأي بلد هي ذاكرته وحضارته وماضيه التي لا يمكن التفريط بها بأي حال من الاحوال علاوة على أنها كنوز لا تقدر بأي ثمن وهي ملك للإنسانية جمعاء، لذلك سعى العدوان منذ يومه الأول الى استهداف المتاحف والمواقع الأثرية والسياحية لليمن بهدف افراغ هذا البلد الضارب جذوره في التاريخ من عمقه الحضاري والانساني في محاولة بائسة لمحو حضارة وتاريخ اليمنيين، 5 سنوات والتحالف الاجرامي المسمى زوراً وبهتاناً بـ»العربي« يواصل استهدافه لمقومات هذا البلد ومقدراته بهدف ارجاعه للوراء وتعطيل سيره نحو متابعة فعله الحضاري والتنموي ايضاً‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬كان‮ ‬يوماً‮ ‬ما‮ ‬يمثل‮ ‬مركزاً‮ ‬اشعاعياً‮ ‬ومعرفياً‮ ‬ولم‮ ‬يكن‮ ‬لهؤلاء‮ ‬الذين‮ ‬يتطاولون‮ ‬عليه‮ ‬اليوم‮ ‬وطن‮ ‬وخارج‮ ‬الجغرافيا‮ ‬والتاريخ‮.‬
لقد عمد العدوان وخصوصاً من جانب السعودية والامارات الى افراغ اليمن من انتمائه الحضاري محاولين اشباع عقدة النقص التي تمكنهما من استهداف آثاره وتهريبها حيث كشفت »ICBU« اللجنة الدولية لمقاطعة الامارات عن تهريب أبوظبي نصف مليون قطعة أثرية من اليمن خلال سنوات الحرب وأن قيمة القطع قد تراوحت بين 5000 دولار و100 ألف دولار تعود الى حقبة ما قبل الاسلام عبر تهريب ممنهج تمارسه الامارات وادواتها واذرعها اليمنية للآثار اليمنية مما اعتبرته الحملة نكسة للحضارة البشرية والتاريخ الانساني وأشرفت الامارات بحسب تقارير دولية على تهريب الآثار اليمنية بشكل مباشر والمضحك المبكية ما أن وضعت الامارات يدها على آثار اليمن حتى بدأت بالترويج لتاريخ يمتذ لآلاف السنين وهو التاريخ الفعلي للمواقع الأثرية المنهوبة وفجأة وبدون مقدمات بدأت الحديث عن مبادرة »دبي قبل التاريخ« واستطاع المال الاماراتي‮ ‬أن‮ ‬يلجم‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الجهات‮ ‬المعنية‮ ‬بالتاريخ‮ ‬مثل‮ ‬المنظمة‮ ‬العربية‮ ‬للتربية‮ ‬والثقافة‮ ‬والعلوم‮ ‬والمجلس‮ ‬الدولي‮ ‬للمعالم‮ ‬والمواقع‮ »‬ICOMOS‮« ‬ومنظمة‮ ‬التراث‮ ‬العالمي‮ »‬OWHC‮« ‬والمجلس‮ ‬الدولي‮ ‬للمتاحف‮ »‬ICOM‮«.‬

حمل‮ ‬ثقيل
الاستاذ فهد السياني رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف قال لـ»الميثاق«: إن تبعات وآثار الحرب والعدوان على اليمن كان باهظاً وامتد الى كل شيء بما فيها التراب اليمني بشكل عام وما يحتويه من مواقع وقلاع ومعالم ومتاحف.. الخ ونحن في الهيئة نقوم بحمل ثقيل ولا يمكن تصوره لأنك تتعامل مع آثار.. ويضيف السياني: المسجل لدينا حتى الإن من استهداف قام به طيران التحالف بصورة أولية أكثر من 66 معلماً تم ضربه وبشكل مباشر وهناك 40 موقعاً تم تفجيره من قبل منظمات إرهابية الذين استغلوا ظروف الحرب للقيام بهذه الأعمال غير المسئولة وللأسف الشديد هناك عناصر من قبل ما يسمون أنفسهم بالجيش الوطني قاموا بعملية تخريب لبعض المواقع والأضرحة منها مسجد أحمد الفاز في تهامة وهذه الافعال زادت وتيرتها بشكل كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة.

خرق‮ ‬القانون
هناك من لديه قصور في الفهم فيما يخص التعامل مع الآثار ونقلها من مكان لآخر وترميمها وتجديد المتاحف والمواقع فهذه العملية تحتاج لوقت وجهد من أجل تأهيل هذه المواقع فإعادة مبنى تاريخي بنفس النمط والشكل واختيار المواد الأصلية لعملية الترميم ليس كما هو الحال في اعادة ترميم مبنى حديث تم هدمه ويراد ترميمه الأمر ليس بتلك السهولة التي يمكن تصورها حتى اعادة القطع الى مكان ما تتطلب وقتاً لتأهيل هذا المكان وكذلك كيفية التعامل معه هذه القطع ونقلها.. ويضيف السياني: هذه الدول التي شنت الحرب على بلادنا موقعة على الاتفاقيات الدولية التي تحرم استهداف المواقع التاريخية وبعض المنظمات قدمت تقارير من أن هناك استهدافاً لمواقع ومعالم من قبل الطيران لم تكن فيها ميليشيا ولا تخزن فيها أسلحة وجغرافيتها مكشوفة للجميع ومع ذلك تم ضربها كما حدث لسد مأرب الذي تم ضربه أكثر من مرة.

تسهيل‮ ‬التهريب
كثيراً ما تكشف وسائل إعلامية غربية عن عمليات النهب والسرقة للآثار اليمنية من قبل الإمارات والسعودية واقامة مزادات لها في أمريكا وأوروبا والامارات بل وعرضها في متحق اللوفر أبوظبي، وقال تحقيق نشره موقع »لايف ساينس« إنه بعد تحليل سجلات المزاد تبين أن القطع الأثرية التي تم بيعها شملت النقوش القديمة والتماثيل والمخطوطات من العصور الوسطى وأشار الموقع المختص بالعلوم والآثار الى أنه حصل على معلومات الشحن والتي توضح أنه منذ عام 2015م عند بداية العدوان على بلادنا كانت هناك زيادة كبيرة من شحنات القطع الأثرية والتحف المرسلة من السعودية الى أمريكا حيث أرسلت السعودية حوالي »5.940.786« من هذه المواد التي تم تهريبها وهذه القطع الأثرية تم نهبها وسرقتها من بلادنا وللأسف هناك بعض السماسرة المحليين الذين يسهلون سرقة آثار بلدهم ويتعاونون مع دول العدوان لتسهيل تهريبها وبيعها في الخارج‮ ‬بل‮ ‬وهناك‮ ‬قادة‮ ‬ومسئولون‮ ‬فيما‮ ‬يسمون‮ ‬انفسهم‮ ‬بـ‮»‬الشرعية‮« ‬متواطئون‮ ‬ويغضون‮ ‬الطرف‮ ‬عما‮ ‬يحصل‮ ‬لآثار‮ ‬بلدهم‮ ‬من‮ ‬استهداف‮ ‬ممنهج‮.‬

استهداف‮ ‬ممنهج
ومن خلال المخططات والرسوم البيانية التي قامت بها الهيئة العامة للآثار والمتاحف فيما يتعلق بالمواقع الأثرية التي دُمرت أو تضررت نتيجة المواجهات المسلحة والتي تم رفعها للمنظمات المعنية بالتراث ومنها اليونيسكو فقد أكدت تلك الرسوم أن 64٪ من المواقع المدمرة كانت نتيجة العدوان البربري بينما بلغت نسبة المواقع والمعالم الأثرية التي دمرت وتضررت بفعل التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالعدوان 25٪ أما المواقع التي تضررت نتيجة المواجهات المسلحة فقد بلغت 11٪ وهنا يتضح الفارق الكبير والذي يدل على أن العدوان يستهدف تراث اليمن بشكل ممنهج وبصورة مقصودة وهذا ما أشرنا اليه مسبقاً من أن هدف العدوان لا يقتصر على احتلاله وانتهاك سيادته والاستيلاء على موارده التي يمكن أن تستغل في اعادة نهوضه وتعافيه بل افراغ اليمن ايضاً من ذاكرته الوطنية والحضارية ومع كل يوم يمر تزداد حمى نشاط هذه الشبكات في المتاجرة والبيع للآثار اليمنية مستغلين حالة الاحتراب والاختلالات الأمنية لمواصلة هذا العمل الذي يستهدف اليمنيين جميعاً هذا في الوقت الذي حمل مسئول أطراف الصراع في اليمن سئولية ما يجري للآثار اليمنية من سرقة ونهب داعياً أطراف الصراع للوصول الى حل شامل وعادل لوقف المزيد من اسالة الدم محذراً من انهيار البلد بأكمله والذي سيساهم في استمرار عمل هذه الشبكات التي تتاجر بتاريخنا وتعمد طمسه والسطو عليه مشيراً الى أن هناك للأسف من لا يعرف القيمة الحضارية والانسانية لهذه القطع الأثريةهذا في الوقت الذي تعمل الكثير‮ ‬من‮ ‬الدول‮ ‬على‮ ‬استعادة‮ ‬قطعها‮ ‬الأثرية‮ ‬المهربة‮ ‬للخارج‮ ‬وتسن‮ ‬تشريعات‮ ‬صارمة‮ ‬لمن‮ ‬يتاجر‮ ‬بتراث‮ ‬بلده‮ ‬تصل‮ ‬الى‮ ‬حد‮ ‬الاعدام‮.‬

مزادات‮ ‬للآثار
وبحسب الأديب الاستاذ هشام محمد الذي قال لـ»الميثاق«: إنه منذ بداية الحرب كانت المواقع الأثرية هدفاً مباشراً للطيران وطالت العديد من المواقع الأثرية المهمة كما حدث مع متحف ذمار وفي الجوف ومأرب ورداع بالاضافة الى تفجير عدد من المواقع والمباني من قبل التكفيريين كما حدث في المخا والخوخة.. وكشف الاستاذ محمد للصحيفة أن هناك مزادات عالمية تعرض بعض القطع النادرة جداً كان قد تمت دراستها من قبل وهذا ما أكدناه سابقاً بأن هناك من يسهل ويتغاضى عن تهريب قطع أثرية لا تقدر بثمن حيث يقول محمد: أصبحت آثار معبد أوام وهو أحد ايقونات التاريخ الحضاري الانساني عرضة للنهب، وأهميته تتعدى الجغرافيا السياسية لليمن فقد تم سرقة نقش من معبد أوام لا يقدر بثمن وعُرض في مزاد بسعر »54.998« يورو ويعود تاريخ هذا النقش الى عهد الملك سبأ ذو ريدان الملك لحيعه يرخم وفيه يتحدث القائد السبئي عن تكليفه من قبل الملك لحيعة يرخم لمحاربة الأحباش بوادي سهام »الباحث معمر الشرجبي قال إن النقش موثق ومنشور في مدونة DASI وقد تم نزعه من الجدار أو بالأصح سرقته من معبد أوام ومن ثم تهريبه للخارج في الفترة ما بين201-2016م.
إن اقتلاع هذا النقش من معبد أوام الذي يتمتع بوجود حراسة عليه ووصوله الى مؤسسة عالمية تتاجر بالآثار وعرضه على موقعها الالكتروني هو مؤشر شبه مؤكد على أن تنامي التهريب وصل الى الآثار التي هي مؤمَّنة ومن أيدي المؤسسات المختصة وأن التهريب لم يعد مقتصراً على نبش اللصوص العشوائي للمواقع الأثرية ونهبها خفية بل إن القائمين على حمايتها لعبوا دوراً في تهريبها وساهم ذلك في غياب الدولة ومؤسساتها وغياب العقول الرادعة في قانون الآثار الهزيل وهنا بحسب ما يقوله الأخير: يتوجب أن يطرح هذا الموضوع الخطير على طاولة حكومة ما تُسمى‮ »‬الشرعية‮« ‬ممثلة‮ ‬بوزارة‮ ‬الثقافة‮ ‬والسلطة‮ ‬المحلية‮ ‬في‮ ‬محافظة‮ ‬مأرب‮ ‬كما‮ ‬نطرح‮ ‬نداء‮ ‬ايضاً‮ ‬لمنظمة‮ ‬اليونيسكو‮ ‬والمنظمات‮ ‬العالمية‮.‬
واختتم الاستاذ هشام حديثه بقوله: إن هذه المؤسسات تتحكم فيها البيروقراطية المهترئة التي جعلتها لا تستجيب لحالة الطوارئ من مهام مثل حماية الآثار فقد جعلت كل ما بحوزتها لقمة سائغة للصوص ومهربي الآثار والذين يتسلل بعضهم من خلال بعثات التنقيب ليؤدوا ما يقومون به‮ ‬من‮ ‬عمل‮ ‬مشين‮.‬

توثيق‮ ‬مهم
في الكتاب المعنون بـ»عاصفة على التاريخ« يوثق الاستاذ محمد علي ثامر كل المواقع والمعالم والمدن التاريخية والمساجد والأضرحة والمزادات التي تم استهدافها من قبل العدوان من خلال الصور والأماكن قبل استهدافها وبعد استهدافها حيث يقول إن هذا أخذ منه وقتاً طويلاً وجهداً‮ ‬ليخرج‮ ‬بهذا‮ ‬المستوى‮ ‬العالي‮ ‬من‮ ‬التوثيق‮ ‬لكي‮ ‬يعرف‮ ‬العالم‮ ‬حقيقة‮ ‬الاجرام‮ ‬الذي‮ ‬يشن‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬أرضاً‮ ‬وشعباً‮ ‬وحضارةً‮ ‬وبشكل‮ ‬مقصود‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬ايضاً‮ ‬تدمير‮ ‬المكتبات‮ ‬وكل‮ ‬شيء‮ ‬يتصل‮ ‬بالثقافة‮ ‬والمعرفة‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)