حاوره/رئيس التحرير -
أكد الشيخ حسين حازب -وزير التعليم العالي عضو اللجنة العامة- أنه ليس أمام سلطة الأمر الواقع في مأرب إلا التجاوب مع مبادرة »المصالحة الوطنية« وإلا فإن أبناء المحافظة سيحذون حذو الجوف في الوصول للاستقرار الحقيقي.
واعتبر حازب ايقاف الحرب في مأرب خطوة أولى لتحقيق السلام في ربوع الوطن، لافتاً الى أن حزب الاصلاح يحاول التحشيد للمعركة فكان رد القبائل »إن كنتم دولة فلديكم جيش«!!
وقال: إن الايام القادمة ستظهر حقيقة زيارة المبعوث الأممي غريفيث لمأرب وصنعاء أو تدفنها الأحداث في التراب.
وأضاف: بغريفيث أو بدونه فإن مأرب تحتاج للاستقرار وهذا يعني اعادة صرف الرواتب وتشغيل محطة الكهرباء الغازية..
إلى الحصيلة:
* كواحد من ابنا محافظة مأرب تتابع باهتمام كل تفاصيل الأحداث التي تشهدها.. نسألكم عن تقييمكم لهذا المشهد الذي تعيشه مأرب ؟
- شكراً لكم اخي يحيى ولكل من يعمل في صحيفة »الميثاق« الغراء فأنتم تبلون بلاء حسنا في لحظة الوطن يحتاج لابنائه..
وحول سؤالك عن تقييمنا للمشهد في محافظة مأرب أقول ما تشهده محافظة مأرب هو نتاج طبيعي للمعاناة التي يعانيها ابناء المحافظة وغيرهم منذ ستة أعوام من تسلط وخوف تمارسه قوى حزبية معروفة بدعوى انها الشرعية المزعومة وأنها الدولة وأنها النظام، والحقيقة غير ذلك فمعاناة الناس هناك كبيرة في كل الجوانب وان وجد من يعيش في راحة وبحبوحة فهم عناصر معروفة لحزب معين، والبقية يعيشون اوضاعاً غير مناسبة في حياتهم اليومية في الطرقات في المعاملات في الوظائف حتى من قاتلوا في صفوفهم في مواجهة الجيش واللجان الشعبية فقتلاهم يتم نسيانهم ونسيان حقوقهم وجرحاهم قصصهم مؤلمة في مأرب وفي الدول التي ذهبوا للعلاج فيها، والتنمية الشاملة معدومة..
رغم الأرقام الفلكية التي بأيدي تلك السلطة، فلا تجد شيئاً يشعرك ان هناك نظاماً وسلطة تخطط وتنفذ تنمية تستهدف عامة الناس وتخفف من معاناتهم، والطرق في كل الاتجاهات خير شاهد والمطار الذي كنا نحلم به ماهو الا ذلك الذي اضحك منتهى الرمحي وهي تستمع لمحمد العرب .!!
والجامعة حلم لم يتحقق رغم وجود ارض تم شراؤها بمبلغ وقدره.. والصرف الصحي في المحافظة قنبلة موقوتة، كل ذلك من الأمور اللازمة للناس لم يتم منها أي شيء يذكر وأموال التحالف والنفط والغاز والجمارك والضرائب بأيديهم لكنها تذهب في اتجاه اخر، ومع الانتصارات التي حققتها قيادتنا السياسية والعسكرية والجيش واللجان الشعبية في نهم والجوف بتلك الصورة في عملية (البنيان المرصوص)، وما صاحبها من مبادرة تقدم بها فريق المصالحة الوطنية، والتعاطي معها من قبل صنعاء وعدم التعاطي معها من تلك السلطة في مأرب كل ذلك جعل الناس وبنسبة كبيرة يعيدون التفكير في مواقفهم، ويتساءلون لماذا ؟وكيف ؟ وأين؟
وهو ما كان غير ممكن من قبل، وتتحول منتدياتهم وأقوالهم ومشاوراتهم إلى انه قد إن الأوان للتوقف عن نزيف الدماء وضرورة التعاطي مع هذه المبادرة وان محافظة مأرب يجب ان تتسع لما اتسعت له صنعاء، وان يجد الناس اثراً ملموساً لما تنتجه مأرب من الخيرات، وان تفتح الطريق بين صنعاء ومأرب وتعاد الكهربا الغازية بدل تلك التي أكلت الأخضر واليابس لشركة اجريكو.
لا سيما وقد اتضحت لكل ذي عقل وبصيرة أهداف دول التحالف ويئس الناس من هذا الكائن الافتراضي الذي سموه هادي والشرعية.! ذلك هو التقييم للمشهد اليوم في مأرب..
* عرف عن أبناء مأرب قدرتهم على التعامل بحكمة مع كل ما يواجهونه.. والسؤال ماذا تقول اليوم حكمتهم.. وهل قادرون على تجاوز الأجندة الحزبية الضيقة ويتركون مأرب ساحة صراع؟
- ما قلته في الإجابة على السؤال السابق دليل حكمة وتعقل ويستهدف ما أشار اليه سؤالك بتجنيب مأرب الصراع والرأي الغالب هناك لو عملت استطلاعاً اليوم لوجدت 70٪ أو اكثر يتكلمون عن ضرورة القبول بالمبادرة والشراكة في إدارة المحافظة والاستفادة من خيراتها للجميع، لان مأرب وخيرها وإدارتها وأموالها في يد طرف سياسي واحد والبقية مبعدين من كل التوجهات وان وجدت شخصاً أو أشخاصاً يقولون انهم من ذاك الحزب أو ذاك، فالحقيقة ان ذلك الشخص اداة طيعة مع ذلك الحزب المتحكم في كل شيء..
ومجرد الاعتراف ونقاش هذه الأمور حكمة وخطوة متقدمة في الاتجاه الصحيح ..
* حسب ما يتوافر من معلومات هناك من يؤكد وجود تباين كبير بين رجالات القبائل وبين منهم محسوبون على تجمع الاصلاح.. ما تأثير هذا التباين إنْ صح ؟
- بالتأكيد هناك تباين فالناس وكثير من رجالات القبائل قد وضعوا أنفسهم تحت تصرف الحزبيين منهم في الإصلاح لكنهم وبعد خمس سنوات من السكوت والصبر والمحاولات وصلوا إلى قناعة مطلقة ان الإصلاح لا يرى لاحد حقاً الا إذا كان منتظماً في الحزب وفقا للنظام الحزبي،فملوا الناس وتململوا، وتأثير ذلك واضح في التحشيد للمعركة الذي تغير بنسبة كبيرة وأيضا في النقاش الظاهر وليس الخفي وفي اعلان الكثير منهم بأنه لن يواجه الجيش واللجان الا إذا حصل اعتداء عليه أو على ممتلكاته وقالوا ان كنتم دولة فلديكم جيش.! هذا تحول كبير..
* تجنيب مأرب آفة الصراع والحرب والاقتتال يراه البعض غير ممكن لأنه سيتم على حساب كرامة ابناء مأرب.. ما تعليقكم؟
- من يقول هذا؟؟
أولاً كرامة أبناء مأرب ليست مستهدفة من احد، ولماذا أي حل لتجنيب مأرب الصراع سيكون على حساب كرامة ابناء مأرب؟ ومن يقول ذلك.؟
الصلح والتصالح وقبول الناس ببعضها هو الذي يحفظ الكرامات، والصراع والاقتتال هو الذي يهدد الكرامة في مأرب وغير مأرب، سؤالك هذا هو صدى لقول إعلام العدوان ومن يعمل معه ومن يريد مأرب تظل تحلب للعدوان ولفصيل معين من الناس في تركيا والقاهرة ودبي...إلى آخره.
الكثير من الناس يريدون دولة تبسط يدها على مأرب ولكن الدولة التي تتسع الجميع وتفرض العدالة في السلطة والثروة والحقوق للجميع، لان واقع الحال غير ذلك.. ذلك ما شعر به واكتوى به ابناء مأرب ومن وفد إلى مأرب منذ خمس سنوات.
* كنتم قبل هذه التطورات وباعتباركم واحداً من شخصيات المحافظة تقدمتم بمبادرة يتم على ضوئها فتح طريق صنعاء مأرب.. هل وجدت مبادرتكم هذه تفهماً من انصار الله وماذا عن صداها بالنسبة لأبناء مأرب ؟
- ما دعت له وسميته مبادرة .. نعم وجدت تفهمًا من القيادة السياسية والعسكرية وناقشتها مع وزير الداخلية وغيره من القيادات وابلغت اخي الشيخ جعبل طعيمان بذلك وكان مطلوب رد إيجابي من السلطة في مأرب لكنها خذلتني وخذلت الشيخ جعبل باعتبارنا من دعا لذلك اكثر من مرة، وطبعا الكثير أيدها من الطرف الآخر بطرق مختلفة لكن من بيدهم القرار هناك هم الذين لم يتجاوبوا رغم أني وجعبل طرحناها وعاد فرضة نهم والخط تحت أيدي قوات الطرف الآخر .. اليوم الوضع أفضل بكثير لإنفاذها وهي احد بنود مبادرة فريق المصالحة التي مازالت مطروحة على طاولة سلطان العرادة ورفاقه ..
* زيارة المبعوث الدولي لمأرب اعتبرها الجانب الآخر بمثابة تمكين انصار الله من المحافظة.. ما تعليقكم؟
- زيارة غريفيث لمأرب كلٌّ يفسرها على ما يريد ويسقط عليها مافي نفسة سلبًا وإيجابًا، وكل طرف يحاول جر عامة الناس والمتابعين إلى ما يطرحه، وهذه سياسة وفهلوة تصيب وتخطئ، لكن حقيقة ما خلف الزيارة إلى مأرب وصنعاء الخميس لدى غريفيث ومن تكلم معهم في مأرب وصنعاء من المسؤولين والشخصيات وانا احدهم والى هنا ويكفي، وقادم الأيام قد تظهر خلفية الزيارة أو تدفنها الأحداث في التراب.
* عندما يطالب غريفيث بوقف اطلاق النار ووفقا للحيثيات التي عبر عنها في كلمته في مأرب.. هل قدم من وجهة نظركم رؤية ثاقبة وتشخيصاً دقيقاً لحاجة المحافظة الماسة للاستقرار.. بالمقابل اعتبر أنصار الله ان خطوة غريفيث تجزيئ للحل.. ما تعليقكم؟
- بدون غريفيث الأجنبي خذها بالبلدي.. مأرب تحتاج للاستقرار لان في استقرارها استقراراً وفوائد لليمن كله، فاستقرارها يعني ان تصرف المرتبات وتعود الطاقة لمآرب وغيرها وتنتهي المعاناة التي يعيشها الناس في مأرب تحت سلطة حزبية وفردية ومشاركة الجميع في ادارتها وسلطتها وفق القانون ومنطق الأشياء يعني استقرارها الاستقرار الشامل والحقيقي وليس الاستقرار الإعلامي والوهمي، فهي ليست مستقرة الآن.
لكنها في اشد مراحل القلق والحيرة، وتحتاج للاستقرار عبر المبادرة المعلنة وغير المعلنة والتفاهم وهو ما نسعى اليه جميعاً، وفي المقدمة مشائخ مأرب والبيضاء والجوف الصامتون والجالسون في منازلهم ولم يهتم بهم احد منذ خمس سنوات لا من مأرب ولا من صنعاء- لكن إذا لم تتجاوب سلطة مأرب- (سلطة الواقع)- فأبناء محافظة مأرب ربما سيحذو حذو ابناء الجوف وبعض القبائل للوصول للاستقرار الحقيقي ولا بد ان محافظة مأرب تتسع لأهلها أولاً ولكل القوى الفاعلة في صنعاء ومآرب، وتشريد الكثير من أهلها لا يجوز ان يستمر اكثر مما قد مضى، لازم تصبح محافظة للجميع وخيرها للجميع.
وادعو كل آبائي واخواني من ابناء المحافظة ومشائخها وعقالها ان يعملوا على عودة المياه إلى مجاريها ويكفي جراحاً وآلاماً ودماءً، وان يلتقوا ويفرضوا حلولاً على صنعاء ومآرب وسيتعامل معها من يريد الخير والسلام وسيرفضها من له مصلحة في استمرار الصراع وعندها سيتضح لهم من الطرف المخطئ.. وحل بلدي أفضل من مستورد ومعلب وما حك لي مثل ظفري..
* مراقبون عديدون يعتبرون ايقاف الحرب عن مأرب يمثل خطوة سيكون لها مابعدها من ترسيخ الامن على مستوى العديد من مناطق اليمن؟
- نعم بالتأكيد وسيكون الخطوة الأولى للسلام في ربوع الوطن بين ابنائه فالقتال الذي يجري في اجزاء من مأرب لم يكن له داعي ولا مبرر على الإطلاق ..
ففي 2015 -وهذا ليس سرًا - كانت القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية قد اتفقت على تجنيب مأرب أي قتال لتكون منطقة آمنة للجميع لأجل مواردها وطرقها ولتكون مأوى لمن يريد من المحافظات الأخرى ويتعايش فيها انصار الله من ابناء المحافظة مع بقية القوى الأخرى بما فيها حتى القاعدة من ابناء مأرب يظلون ويغادر مأرب من هو غير ابنائها في القاعدة ويتعايش الجميع ويعود الجيش واللجان الشعبية من حيث قد وصلوا إلى مسافات يتفق عليها الجميع، اتفق الجميع على ذلك وذهب مشروع الاتفاق إلى الإصلاح في مأرب مع شخصيات سياسية وقبلية وعسكرية وأعضاء برلمان وطرحوه على قيادة الإصلاح وطلبوا مهلة يومين للرد والى اليوم واليومين لم تكتمل!
واكيد مكتبة وأرشيف وملفات اللواء الركن المرحوم احمد سيف اليافعي قائد المنطقة العسكرية آنذاك يحوي ذلك الاتفاق، يعني الاقتتال في مأرب كان كارثة استهلكت ابناء المحافظة والجيش والأمن واللجان والآن ها نحن نعود ومعنا غريفيث إلى ذلك المشروع الذي خلاصته ان يعود ابناؤها المهجرون قسرا إلى ارضهم ومنازلهم وان تظل مأرب للجميع وان يعود خيرها وطرقها للجميع وهو الأمر الذي ان تم سيفرض السلام على الجميع لكن ان تظل مأرب بهذا الوضع لم يعد مناسباً ولا عادلاً ولا منطقياً.
أرجو من الله ان يهدي الجميع ويهدينا إلى ان نصنع السلام في مأرب والشراكة وان تتوقف ماكينة القتل للشباب من هنا وهناك على سبب تعبئة ليست صحيحة فلا مأرب دواعش ولا صنعاء روافض .. والسلام..
| 
الشيخ حسين حازب لـ"الميثاق": حان الوقت لإيقاف نزيف الدماء 
