ابن النيل -
❊ منذ كان الحديث عن مؤتمر أنابوليس، سواءً قبل أو أثناء أو بعد انعقاده، وقادة كيان العدو يتعمدون إحراج من أرادوا إقناعنا بجدوى ما قد يترتب على مشاركتهم في مثل هذا المؤتمر- كنقطة تحول جاد ومسئول في مسار مفاوضاتهم العقيمة مع مغتصبي حقوق أهلنا في الوطن المحتل- من نتائج إيجابية من شأنها أن تشكل عنواناً رئيساً لمقدمات وضع نهاية توافقية حاسمة للصراع العربي الصهيوني، ومن ثم.. إحلال السلام والوئام في هذه المنطقة المهمة من العالم..
غير أنه ومنذ ذلك الحين.. لم يلح في الأفق ما يمنح ادعاءاتهم المشار إليها أي قدر من المصداقية لدى الملايين من أبناء أمتنا، ذلك أنهم يتحدثون عن مجرد وهمٍ ليس إلاَّ، وقد استمرأوا حماقة الترويج له استخفافاً بعقولنا، منذ كانت مهانة التسليم بالعجز خياراً استراتيجياً لجميعهم، وليس أدل على ذلك مما تعرض له أشقاء لنا في قطاع غزة المحاصر خلال الأسابيع القليلة الماضية ومايزالون، بفعل ما ترتكبه قوات الاحتلال على مدار الساعة من مجازر دموية بشعة لا تستثني أحداً من بني قومنا هناك، رجلاً كان أم امرأة، طفلاً كان أم شيخاً.
وعلى الجانب الآخر.. نجد ما اصطلح على تسميتها بالسلطة الوطنية الفلسطينية وقد وقفت عاجزة.. عن مجرد التلويح بتجميد مفاوضاتها مع قادة الكيان العنصري المصطنع، حتى ولو كان ذلك بهدف الاستهلاك الإعلامي، حفاظاً على ما تبقَّى لدى أركانها من ماء الوجه، فليس هناك دليل واحد على حسن نوايا الجانب الصهيوني باتجاه هذا الذي يسمونه سلاماً، اللهم إلا إذا كانوا قد استحدثوا من وراء ظهورنا ما يمكن تسميته بالسلام الدموي على سبيل المثال.
وأذكر هنا.. ما سبق وأن قاله الزعيم الفلسطيني الراحل »ياسر عرفات« ذات يوم من أيام المقاومة والصمود.. من أن دمنا ليس نفطاً ولا ماء، إنما هو ملح الأرض في زمن السلم وبارودها في زمن الحرب، فهل بات الدم العربي في فلسطين التي نحب.. مستباحاً إلى هذا الحد الذي بتنا نلامسه بأم أعيننا يومياً ودون انقطاع؟!، هذا هو السؤال.. وإلى حديثٍ آخر.