أحمد ناصر الشريف -
❊ الشعب اليمني شعب واعٍ ويعرف مصلحته جيداً وفي نفس الوقت يعرف كيف يدافع عنها خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالخروج على الثوابت الوطنية والمساس بها.. وفي المقدمة الثورة والجمهورية والوحدة.. وما يحدث هذه الأيام من قبل أولئك الذين فقدوا مصالحهم ليس غريباً أو جديداً على شعبنا.. فقد عهدهم في الماضي يسيرون على نفس الطريق وهو طريق مليئ بالأشواك ولا نعتقد أبدا أنهم يستطيعون ان يبلغوا نهايته مهما فعلوا لأنهم يعلمون جيداً ان المكر السيئ لايحيق إلاَّ بأهله فضلاً عن أن شعبنا سيقف لهم بالمرصاد ويلقنهم درساً لن ينسوها أبداً.. خاصة بعد ان أصبحت أوراقهم التي يستخدمونها مكشوفة لكل الناس.
إذاً فما يقوم به هؤلاء من اعمال تسيئ إلى أنفسهم وإلى الوطن ومكاسبه ومنجزاته وذلك كعناصر موتورة وحاقدة لن يزيد أبناء شعبنا اليمني إلاَّ تماسكاً ووحدة ودفاعاً عن مصالحه الوطنية سيما أنه يعرف هذه القوى المرتبطة بذلك العهد المظلم المتمثل في حكم الأئمة والاستعمار.. ولأنهم قد افتقدوا القدرة على التعاطي مع الجديد المتحضر وروح العصر المتجدد وبعد ان ثبت عجزهم عن مواكبة ما يشهده العالم من متغيرات فقد فضَّلوا ان يبقوا عائشين كدمى طيّعة ومسيَّرة تحركها أصابع الأعداء كما تشاء.. هم لايستطيعون ان يقولوا »لا« كونهم أصبحوا مبطونين بما استلموه من ثمنٍ بخس مقابل لجوئهم إلى استخدام وسائل رخيصة وأساليب رديئة للدجل والتضليل وذرف دموع التماسيح التي ليس لها دموع في الأصل، والتباكي والنعيق بهدف استمالة البسطاء ودغدغة مشاعرهم وعواطفهم وصولاً إلى تحقيق مصالحهم الضيقة وطاعة أسيادهم.
وإن كنا نعتقد ان مثل هؤلاء الذين أصبحوا معروفين ومكشوفين لشعبنا لايشكلون خطراً على مصالح الوطن بقدر ما يهدفون إلى زرع الشك لدى من لايعرفونهم جيداً من الناس البسطاء.. لكن لأنهم لايستطيعون العيش إلاَّ في ظل الأزمات واستغلال الظروف غير المناسبة لنفث سمومهم وحقدهم الدفين وكذلك زرع العوائق والصعوبات في طريق المسيرة الوطنية مستغلين حرية الرأي والرأي الآخر، فقد آثروا الاستمرار في تنفيذ ما يمليه عليهم أسيادهم رغم يأسهم بأنهم في النهاية سيخرجون بأيدٍ خالية الوفاض ومكاسبهم المتحققة من وراء عملهم هذا لن تكون أكثر من فضح أنفسهم للشعب.
أما الجانب الآخر والأهم والذي يجب على شعبنا ان يتنبه له جيداً هو ان هناك طابوراً خامساً استطاع ان يتسلل بشكل أو بآخر إلى مواقع صنع القرار، وهم في الحقيقة كانوا من أشد الناس عداوةً للثورة والجمهورية والوحدة وحاربوها سنين طويلة.. وعندما يئسوا من تحقيق أي انتصارات للتأثير على إرادة شعبنا اليمني الحرة لجأوا إلى التظاهر بأنهم مع الثورة والجمهورية والوحدة.. وقد أحسن شعبنا الظن بهم حفاظاً على الوحدة الوطنية فرضي بمشاركتهم في الحكم وتسلم بعضهم مناصب حساسة.. لكن بدلاً من ان يعملوا من أجل خدمة مصلحة الوطن ويردوا الجميل للشعب صاروا ينخرونه من الداخل لأن الحنين إلى ماضيهم السيئ وارتباطهم بحكم الأئمة والاستعمار قد جعلهم يناصبون العداء للثورة والجمهورية والوحدة بطرق وأساليب شتى كاختلاق الأزمات مثلاً والوقوف حجر عثرة أمام أي حلول تقدمها الحكومة بالإضافة إلى حبك الدسائس وتنفيذ مخططات أعداء الوطن من خلالهم وهي تصرفات لاتخدم بالدرجة الأولى إلاَّ أعداء الوطن الذين يهدفون أولاً وأخيراً إلى الحؤول دون استجابة شعبنا لمتطلبات واحتياجات التطور القادرة على التعاطي مع روح العصر ومواكبة مجرياته، ولذلك فمحاربة هؤلاء يجب ان يكون لها الأولوية لإراحة شعبنا منهم.