حسن عبدالوارث -
❊ عمود الكاتب الصحافي ماركة مسجلة له، وله تُحفظ- في معظم الأحيان- حقوقه كاملة، برغم أن هذه الحقوق- في الأساس- معنوية فقط.. ففي هذه البلاد ثمة إقتران شرْطي حميم وارتباط جدلي عظيم بين الاحتراف و»الحِراف«!! ولي مع العمود الصحافي قصة وأكثر.. وقد قدَّر الله لي أن ألتحم عضوياً بـ»نصف عمود« على مدار 22 عاماً، تنقَّلت به خلالها- كعصا المسافر أو كيس الدرويش- بين ثلاث صحف، بدءاً من »صوت العمال« في عدن، ثم »الثوري« و»الوحدة« في صنعاء.. وفي تاريخ الصحافة اليمنية- على الأقل- من النادر جداً أن يتجاوز عمر عمود صحافي عشرين عاماً.. وفي هذا المضمار يتجلى المثال في عمود »لحظة يازمن« لبوهيمي الصحافة اليمنية الزميل الكبير محمد المساح، صان الله صلعته!! وقد كتبتُ عدة أعمدة، استمرت ردحاً من الزمن، ثم ماتت بالسكتة القلمية، أبرزها: »شاقوص« في مجلة »نوافذ«.. ثم »مرايا« في صحيفة »26 سبتمبر«.. عدا عمود »بين السطور« في صحيفة »البيان« الإماراتية.. واليوم، لا أدري كيف استدرجني الزميل العزيز محمد أنعم لأكتب عموداً في »الميثاق« التي ترأس تحريرها مؤخراً.. وقد حار دليلي في عنوانه قبل موضوعه.. مثلما رحت أسائل نفسي الأمَّارة بالنشر: هل سيستمر هذا العمود إلى ما شاء الله، أو الناشر؟!.. أم أنني سأنعيه بعد حين قريب؟! ولأنني ضجرت من اختيار عنوان جديد، فقد جعلته بلا عنوان!! ثم لأنني عجزت عن إيجاد موضوع جديد، فقد رحت أتخبط خبط عشواء في ما حملته السطور السابقة!! والحق- وهذه حقيقة يعرفها أهل هذه الحرفة جيداً- أن الإقدام على كتابة عمود هو مغامرة غير محسوبة العواقب.. برغم أن الأوضاع قد انقلبت هذه الأيام رأساً على عقب.. فراح يكتب العمود النطيحة والمتردية وما أكل السبع.. حتى المتخرج حديثاً في كلية الإعلام تجده يهرع نحو كتابة العمود، قبل أن يكتب أول سطر في أول خبر له في حياته المهنية.. وأظنه يوماً قريباً ذلك الذي سنخرج فيه متسولين: عمود لله!! wareth26@hotmail.com