طه العامري -
❊ تقف أحزاب اللقاء المشترك أمام منظومة من الاستحقاقات الوطنية التي تضع كل أطراف اللقاء على روزنامة من التحديات يصعب تجاوزها إن لم تسرع هذه الفعاليات بإعادة النظر في خطابها وسلوكها وجملة مواقفها من كل القضايا الوطنية وما يعتمل على الخارطة من تداعيات سياسية تحظى بنصيب الأسد منها كونها تقف خلف كل الأزمات الوطنية وتبعاتها.. ويمثل رحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر حالة فراغ في مسار هذه المسميات لما كان يشكل بوجوده من عامل ردع يحول دون تفشي خطاب التهور غير المسئول الذي يأخذ به البعض في المشترك وكان الشيخ الأحمر يلجم بمواقفه الكثير من هؤلاء ليأتي رحيله حاملاً الكثير من المضاعفات السياسية بالنسبة للمشترك الذي قد يتهور الى ساحات الفعل القاصر دون أن يكون هناك ما يردعه أو يبلور مواقفه ويهدّئ من سعار السلوك غير القويم الذي تعودت عليه قيادات في المشترك واتخذته عنواناً للتعبير عن مواقفها السياسية.
فإذا ما فقد المشترك امكانية تحديد مرجعية سياسية فإنه في هذه الحالة يذهب الى دائرة الانفراط التي لا نتمناه له بقدر ما نتمنى لهذه المسميات الارتقاء برسالتها السياسية الى مستوى الحاجة والمصلحة الوطنيتين وما يمكنها من مواصلة مشوارها الوطني ولكن بعيداً عن هذا الخطاب المسعور الذي يمكن أن يكون القبول به سابقاً يندرج في سياق الدور والمكانة اللذين كان يلعبهما الشيخ عبدالله بن حسين في حياته وهذا قطعاً سيكون مختلفاً بعد رحيله، الأمر الذي يتطلب من أحزاب اللقاء المشترك مراعاة هذا الفارق الذي قد يبرز في قدرة الآخر على تحمل نزق خطاب سياسي ليس مسئولاً عن تبعاته في ظل منافسة ديمقراطية مفتوحة ليس فيها استثناء لطرف عن الآخر في نصوص القانون والدستور والتقاليد الديمقراطية المتعارف عليها بمعنى أن أحزاب المشترك مطالبة أن تصلح من خطابها وتعدل من مواقفها وأيضاً تغطي إنْ أمكنها ذلك حالة الفراغ التي تركها رحيل الشيخ، أي أن حاجة المشترك تضاعفت وتراكمت وعليه بالتالي أن يقف أمام ما أصبح عليه بجدية ومسئولية إنْ هو أراد الديمومة والتفاعل مع القضايا الوطنية، مع أن حدسي يجزم بأن مسار التهور ربما يزداد وهذا إنْ حدث كفيل بأن يعصف بمكون المشترك ويمزق نسيجه غير المتجانس أصلاً!!
في هذا السياق أيضاً وبمعزل عن ...... حسابات فإن ما قد يواجهه حزب التجمع اليمني للاصلاح ربما يمثل بحد ذاته نقطة تحول قد لا تسلم تبعاتها التجمع ولا تكفل تماسكه ناهيكم أن اعتبارات أخرى داخلة في هذه الأجندة الاستحقاقية وهي ما يتصل بالعلاقة الداخلية بين مكونات المشترك بعد رحيل الشيخ حيث العلاقة الاصلاحية-الاصلاحية ثم علاقة الاصلاح ببقية أطياف المشترك ثم هناك علاقة كل هؤلاء مع الشركاء الآخرين سواءً تعلق الأمر بالحزب الحاكم والنظام ومؤسساته وأجهزته أو تعلق الأمر ببقية الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.. وهذا يجعلنا نتحدث عن مصير المشترك ودوره ورسالته بقدر من القلق والترقب خوفاً عليه لا بدافع من شماتة لكن كل هذا القلق والخوف على مستقبل اللقاء المشترك بالامكان تجنبه إن عملت هذه الفعاليات وفق رؤى ومنطلقات وطنية خالصة وتجنبت الخطاب الكيدي والعدائي الشاذ وتعاملت مع قضايا الوطن وهموم المواطن وفق القيم الديمقراطية التي تغلب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية.