د.صادق المهدي -
❊ من يظن أن الأمور في الدول والثقافة العربية تنجح بدون تدخُّل ما يسمى بـ »عقال ومشائخ الدين والقبيلة«.. وهكذا حتى تصل الى الرئيس كشخصية مرجعية ثقافياً واجتماعياً - كما هو مطبوع في الوجدان العربي- فإنه واهم أو مكابر أو مخادع لنفسه قبل غيره ومتجاهل للسلوك اليومي واللحظي للفرد والمجتمع على السواء.. الذين دائماً ودوماً يتمركزون حول شخصية مرجعية من نوع ما.. اجتماعية، أسرية، دينية، أو حتى حزبية وتنظيمية بالرغم من أننا نتمنى جميعاً أن تخف وطأة العقلية الأبوية والتقاليد السيئة التي ترافقها كونها تؤثر سلباً على سرعة تقدم المجتمع وتمثل الديمقراطية على مستوى الفرد والبنية الاجتماعية بشكل عام. لكن ومع ذلك يظل الفرد والمجتمع العربي بما فيه اليمن مجتمعاً أبوي الطابع والثقافة. واذا كان لابد من الديمقراطية والتنمية رغم صعوبة التخلص من التقاليد الأبوية.. فلماذا لا يتم ذلك وفق اطار سياسي وتنظيمي قريب من سلوك وعقلية المواطن والمجتمع وتركيبته النفسية والذهنية فكلما كان النظام قريباً من طبيعة النفس والذهن والمجتمع.. كلما كانت الفعالية أكبر والطاقة المستخدمة أوفر والنجاح أضمن بما يفيد الوطن والمواطن والتسريع في حل المشاكل والهموم المتزايدة على مستوى المحليات بمسئولية ومشاركة ذاتية حيث تعطي مبادرة الرئيس المواطن فرصة الحكم المحلي المتكامل لتنمية ذاته ومنطقته وحل مشاكله وهمومه في »أقرب سلطة محلية«، هو من يقوم بتحديدها وتعيينها بالانتخابات ويعزلها بالانتخابات ليكون مشاركاً في صناعة الحدث والتنمية والسياسة وبالتالي يكون مسئولاً أمام نفسه بعيداً عن تواكله وعشوائيته.. وعلى هذا الأساس يمكن للديمقراطية أن تعزز من الأسفل الى الأعلى، من القاعدة للقمة، بينما النظام الرأسي الكامل يلعب دور الحارس على السيادة والوطن والمرجع والقاضي العادل بين المحليات.