موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجلس النواب: قمة البحرين "مسرحية هزلية" - صنعاء.. توجيه رئاسي عاجل للحكومة - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ رشاد أبو أصبع - الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى -
مقالات
السبت, 05-يناير-2008
الميثاق نت -    د/ رؤوفة حسن -
حزنت جدا على الثلاثة لأني عرفتهم شخصيا ولأني أمتلك من الذكريات ما يجعل العيش والملح الذي تقاسمته مع كل منهم أمراً لا ينسى. وما يجمع الثلاثة في مقال واحد أيضا هو ظروف الموت المتقاربة زمنيا فيما بينهم. كأنما المواجع تأبى أن تأتي فرادى.

الشيخ.. محطات عمر تلتقي أو تتقاطع
كنت ما أزال في الإعدادية في السبعينيات، عندما التقيته في المرة الأولى في مصر، ضمن وفد يزيد عن المائة والثلاثين مشاركا من بينهم كنا خمس عشرة فتاة، بقينا في مصر لمدة أسبوع قبل أن نتوجه الى الجزائر لحضور مهرجان الشباب العرب الأول. وقام الوفد بإحياء حفل في مصر حضره الشيخ وتبادل معنا بعض الأحاديث التي جعلته قريبا من القلب ذا لمسة أبوية وحرص على البلاد وأهلها. ثم تقاطعت الطرق بيننا كثيرا لنلتقي في نقطة هنا ونختلف في نقطة هناك. وكان اللقاء الأكثر قربا الى تفكيره في عام 1990م بعد أسبوع واحد من الوحدة، حيث سجلت لقاء تلفزيونياً معه في بيته بعنوان (بطاقة شخصية) يهدف للتعريف بخمس عشرة شخصية شمالية وخمس عشرة شخصية جنوبية في إطار الاندماج الوحدوي في الأيام الأولى لدولة الوحدة. وحينها طرح لي خارج التسجيل عدم رضاه عن شروط الاشتراكيين بعدم اشراك ممثلي القبائل ضمن هيئات دولة الوحدة. واستغرب اهتمامي باللقاء معه وهو حينها لا يحتل أي منصب حكومي أو برلماني. ولذلك اللقاء تفاصيل مطولة سترد ذات يوم ضمن مذكراتي عند نشرها إن شاء الله. فالتقاطعات كثيرة في درب حياة في المجال العام لم يتوقف.
وكان لقائي الأخير به عند حضوره لاختتام فعاليات معرضي الأول لرداء الدولة ومكونات الهوية، حيث ألقى كلمة طيبة ناشد فيها الجميع المساهمة في هذا المشروع ودعمه وإثرائه، بعد أن مررنا معا على محتويات المعرض والتقطنا الصور جواره أمام نافذة العرض التي حوت مجموعة من ملابسه ومقتنياته، ورافقنا ابنه الصديق الشيخ صادق.
أردت أن أعزي بناته وزوجاته وأبناءه، فإذا العزاء في أماكن متعددة جعلتني اختار هذه الصفحة لبث التعزية إليهم لأن الأب الذي فقدوه كان أبا لكثير من اليمنيين وأنا معهم، فأعزي نفسي فيه، تغمده الله بواسع رحمته.

رجل المال والخير والمجتمع المدني
جمعتني برجل الأعمال الوالد محفوظ شماخ علاقة عمل طوعي دامت لفترة غير قصيرة. حيث اشتركنا معا في تأسيس جمعية الصداقة اليمنية الأمريكية التي نشأت عام 1992م في محاولة لكسر حدة المقاطعة التي كانت الدول الغربية قد اتخذتها ضد اليمن الموحد حديثا بسبب الموقف من قضية حرب الخليج. وكانت كثير من النقاشات تدفعنا لاتخاذ مواقف متشابهة من قضايا الوطن المختلفة حتى لو كان للآخرين موقف مغاير لنا. وما زاد في العمل المشترك بيننا هو مبادرته بإنشاء جمعية حضرموت الخيرية التي كانت تسهم في كثير من البرامج التنموية وأفعال الخير المختلفة، وتجمعنا معها بعض الأنشطة.
التقيته للمرة الأخيرة في المنتدى الاقتصادي الكبير الذي أقامته مؤسسة الاستثمار بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي وجلسنا قليلا نستعيد ذكريات بعض الذين تشاركنا معهم أنشطة مختلفة وغيبهم الموت عنا. لم أكن أتوقع أن هذا الحديث عن موت آخرين سيكون آخر حديث معه شخصيا. رحمه الله أبا روحيا وناشطا في مجال الحياة العامة لم يشغله عمله الخاص عن حياة أمته وناسه. أعزي نفسي فيه، تغمده الله بواسع رحمته.

المرأة التي هددت مؤسسة الرئاسة
عرفت بنازير بوتو شخصيا عندما شاركت في ملتقى الادباء والمثقفين المسلمين الذي انعقد في اسلام اباد بدعوة منها في فترة رئاستها للوزراء ذلك الحين. كانت الدعوة في الأساس موجهة للدكتور الكبير الأستاذ عبدالعزيز المقالح الذي كان رئيس جامعة صنعاء، ولم يكن يرغب في السفر فكلفني بالحضور نيابة عنه. وهناك التقيتها مواجهة، فقد ألقت خطابا ترحيبيا جميلا ثم انضم بعض الحاضرين وأنا منهم الى لقاء مصغر معها تناولنا فيه عيشا وملحا مشتركا. وكانت مجموعة من الناشطات في الحركة النسوية قد نظمن ذلك اللقاء وهن يعبرن عن غضبهن منها لأنها لم تكن كثيرة الدعم لقضايا النساء في باكستان حسب وجهة نظرهن.

بعدها تقاطعت اماكن اللقاء في محافل دولية مختلفة، جعلتني اهتم اكثر بدراسة ظروف حياتها، وتأمل حياة الرائدات في بلادنا وفي اماكن اخرى من العالم. ولما تم الاعلان عن عودتها، تملكني شعور بالاعتزاز بشجاعتها، كانت تعرف أن كل خطوة فيها لغم و فوهة قناص. لم يكن هناك أمل في تغيير المواقف، فسواء ألقت في خطاباتها دعوات للسلام أو أعلنت رفضها لمدارس السلاح فقد كان موكبها من لحظة وصولها الأولى مواجها بتفجيرات الدمار، وكان بقاؤها هو تهديد بسبب احتمال فوزها في انتخابات الرئاسة. رحمها الله نموذجا لمحاولات التغيير في دول اسلامية عبر أصوات الناخبين، ونموذجا لواقع الموت ممن لا يحتكمون الى الصناديق بل يواجهون من يختلفون معه بالرصاص والقتل. أعزي فيها نفسي وكل دعاة الديمقراطية، تغمدها الله بواسع رحمته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
[email protected]
*عن الثورة
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)