استطلاع / عبدالرحمن الشيباني : - الوحدة اليمنية حدث تاريخي ووطني بكل ما تحمله الكلمة جاءت في ظرف صعب وشكلت علامة فارقة في مسيرة النضال الوطني نحو تحقيق الغايات الأسمى التي تمثل الوحدة اليمنية إحدى هذه الغايات السامية وكحتمية وطنية وتاريخية والتي تمثل نواة للوحدة العربية المنشودة وعنوان رئيسي لمشروع وبرنامج وطني نهضوي يشتد الى هذا الإنجاز الذي يواجه الكثير من التحديات والمشكلات من خلال بعض الاصوات النشاز والقليلة التي تنادي بفك الارتباط والعودة الى التشطير والتظي وهي أصوات نابعة من مصالح ضيقة وآنية لمشاريع صغيرة لا تلقي أي اجماع أو قبول لتبقى تغرد خارج السرب.. 28 عاماً منذ إعادة اللحمة اليمنية في العام 1990م يتذكرها اليمنيون بكل فخر وعزة والتي تجاوزت بأهميتها وأبعادها إطارها التاريخي والجغرافي المحلي نحو أبعاد قومية.. إنها ردة فعل لحالة اخفاق عربي في مشروعهم الوحدوي وعلامة مضيئة في تاريخهم حول الوحدةاليمنية ومشاريع التفكك التي تطرح هنا وهناك، خصوصاً ونحن هذه الأيام نحتفي بذكراها استطلعت »الميثاق« آراء المواطنين ومن مختلف الاتجاهات والشرائح وخرجت للقارئ الكريم بهذه الحصيلة:
الشيخ يحيى حيدر السياغي يقول في هذا الصدد: أحب في البداية أن أهنئ صحيفة »الميثاق« بعودة صدورها من جديد وأن تواصل مهمتها الصحفية في تعزيز الروح الوطنية وتسليط الضوء على الحراك المؤتمري والتحديات التي تواجهه.. أما بالنسبة للوحدة اليمنية فهي إنجاز عظيم لا يمكن لأحد التشكيك فيه أو النيل منه وهي عصارة نضال يمني سواءً أكان في الشمال أو الجنوب وحلم انتظره الجميع حتى تحقق.. ويواصل السياغي حديثه بالقول: لا يمكن لأحد اليوم أن يتحدث باسم الوحدة ويعتبرها ملكية خاصة به ويدعو للانفصال وتحت مسميات سخيفة لا يقبلها العقل والمنطق وهي مرفوضة في الجنوب قبل الشمال، وما هذه الأصوات إلا مدفوعة الأجر ومنساقة في مشاريع صغيرة يتزعمها العدوان على بلادنا بهدف تقسيمه وتفتيته..
ودعا السياغي في نهاية حديثه الى أن يتوحد اليمنيون في مواجهة ما أسماها الهجمة الشرسة والعدوان الغاشم على مقدرات الشعب اليمني ورصف الصفوف والاحتشاد في جبهات الشرف والرجولة للذود عن الوطن.
قوة للأمة
أما الأستاذ التربوي عبده الظرفي فقد اعتبر أن الوحدة اليمنية مصانة ومحفورة في وجدان اليمنيين ولا يمكن لأي قوة في الأرض أن تعود باليمن الى ما قبل الـ22 من مايو 1990م.. وقال الظرفي مواصلاً حديثه: الوحدة اليمنية طاقة هائلة من الاعتزاز الزهو لا يمن أن تفرغ من صدورنا وليست مجرد حدث سياسي عادي ينتهي بمجرد زوال اسبابه، وهناك من لا يريد أن يفهم معنى وحدة مصير شعب قدم تضحيات وخاض تحديات شتَّى ومازال حتى اللحظة يخوضها من أجل اثبات وجوده وقوته على الصمود في مواجهة الأخطار
انتصار يمني
»الوحدة اليمنية الخالدة مكسب تاريخي« بهذه العبارة استهل الأستاذ الشاعر طلال نعمان حديثه وقال: انها مفخرة لكل اليمنيين والعرب قاطبة ومصدر إلهام للشعوب الأخرى، لقد حملت الوحدة اليمنية المباركة فوق طاقاتها واستغلت من قبل بعض القوى الانتهازية والتي تسعى اليوم لإجهاض هذا المشروع الوطني ولكن هيهات فوعي الشعب اليمني وقدرته على التصدي أكبر من أي وقت مضى.. واختتم نعمان حديثه بالقول: منذ اليوم الأول لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية حيكت الكثير من المؤامرات خصوصاً من دول الجوار التي عملت خلال السنوات الماضية على اعاقة توحيد اليمن وحاكت الكثير من الدسائس إلا أن اليمنيين انتصروا في النهاية وسينتصرون لاحقاً.
جيل الوحدة
الشاب المبدع والمثقف طه العزعزي هو من جيل الوحدة الذي يقول إنه جاء الى الدنيا بعد تحقيقها مباشرة وهو يشعر بالفخر إزاء ذلك وأن الحديث عنها هو الحديث عن الكل الذي لا يتجزأ فهي مطلب الكل من أجل الكل »الجميع« وليس مطلب البعض من غير الكل.. وأضاف: إن الوحدة اليمنية التي سالت في طريقها دماء الأجداد والاحفاد لا يمكن أن يتهاون أحد ما بها.. نحن اليوم نحتفل بذكرى عزيزة على قلوبنا وأن صنعاء وعدن عينان في وجه واحد وليس صنعاء الشمال وعدن الجنوب.. بل هما الوطن الواحد مدينتان سكنتا الأرض الأم الواسعة ولا يشوه جلالها إلا الاقتتال والتجزئة هذه الأيام كما هو معروف أن هناك من يعمل على تجزئة هذا الوطن الذي لم يعرف التجزئة في النفوس والقلوب وهي استراتيجية اتبعتها الدوائر الغربية في تجزئة المجزأ وتفتيت المفتت وانظروا الى اتفاقية سايكس بيكو وتداعياتها.. واختتم العزعزي حديثه بالقول: صنعاء كالجسد والروح لا ينفصلان.
جسد واحد
الأستاذ أُسيد حميد من أنباء المحافظات الجنوبية يقول في هذا الصدد: كان اليمنيون ومنذ الأزل دولة واحدة، ولم يعرف التاريخ أن هناك شمالاً أو جنوباً إلا بمجيئ الاستعمار البريطاني والذي خلق الكثير من الحواجز ليس فقط على مستوى الجغرافية بل ايضاً على المستوى الثقافي والفكري والسياسي وخلق أدوات له تعمل لصالحه تماماً كما يحصل اليوم.. لكن إرادة الشعب اليمني من كلا الشطرين كانت أقوى.. لقد كان ابناء الجنوب حينها متعطشين وتواقين للوحدة اليمنية ويعتبرونها جسداً مقضوماً من جسد واحد يجب اعادته ليكتمل شكل الجسم ولتعمل كل وظائفه، صحيح أن هناك أصوات وهي قليلة نادت بالانفصال وهو واقع تحت شعور احباط غذتها عوامل عدة من بينها أدوات خارجية من مصلحتها تقسيم اليمن لكن هذه الأصوات تنبهت للمؤامرة وهي أكبر ما يمكن تصورها.. لعل الوحدة اليمنية اليوم ونحن نحتفل بذكرى تحقيقها أكدت على صدق ما قلناه بأن الوحدة والوطن اليوم مستهدف ولعل الأحداث الجارية اليوم خير دليل على ذلك.. واختتم أُسيد حديثه بالقول: اعتقد أن المشاريع الجانبية البعيدة عن المشروع الوطني الجامع لن يكتب لها النجاح وهي الى زوال.
الزعيم الخالد
يقول العقيد صالح الماوري مؤكداً على ملكية الشعب اليمني لوحدته وهي بحسب وصفه القادر على الحفاظ عليها ولا يمكن لأي قوة في الأرض أن تعيد الزمن للوراء ويواصل الماوري حديثه بالقول: الزعيم الخالد هو موحد اليمن وبطلها بلا منازع ولا أحد ينكر هذه الحقيقة إلا جاحد، الوحدة اليمنية تحققت في عهد هذا الرجل ولذلك ارتبطت باسمه مع شريكه في إعادة هذه اللحمة علي سالم البيض وهذه للأمانة والتاريخ وهي ايضاً محصنة في وعي الناس ووجدانهم الوحدة اكبر من أن تختزل في أشخاص أو أحزاب أو جماعة لتأتي أصوات نشاز اليوم لنقول لعدم جدوى الوحدة هذا هراء.. علينا أن نعمل من أجل اقامة نظام دولة النظام والقانون والمساواة وأن نجعل من ذكرى إعادة تحقيق الوحدة المباركة فرصة لشخذ الهمم والتطلع نحو المستقبل فوطننا كبير ويتسع للجميع.
وقال مواصلاً: الزعيم صالح أحد الأبطال الذي سيكتب التاريخ عنه والذي كان له شرف التوقيع على إعادة اللحمة اليمنية في 22 مايو عام 1990م وهي مناسبة عظيمة ارتبطت بذاكرة الناس وستظل هذه المناسبة مقترنة به لأنه كان أحد ابطالها.
|