كتب/ راسل عمر القرشي : - شكل اعلان الوحدة بين شطري اليمن سابقا في 22 مايو 1990م وقيام الجمهورية اليمنية صدمة حقيقية لبعض الأنظمة العربية والغربية..؛ ورغم ترحيب تلك الأنظمة بتحقيق هذا الحلم اليماني إلا انها ظلت تتآمر وتغذي الخلافات الناشبة حتى وصل الأمر الى ازمة العام 1993م عقب الإنتخابات البرلمانية والتي قادت إلى إعلان الأمين العام للحزب الإشتراكي للاعتكاف في عدن ومن ثم اعلانه للانفصال في العام 1994م ونشوب حرب بين الحكومة اليمنية ودعاة الانفصال انتهت بانتصار الحكومة والحفاظ على الوحدة وهروب قيادات الانفصال خارج البلد وخاصة إلى بعض دول الخليج التي انحازت معظمها - باستثناء قطر - إلى جانب الحزب الاشتراكي وقدموا له دعماً مادياً وإعلامياً وسياسياً تأييدا لاعلانه وعودة الوطن إلى ما قبل 1990م..
تجلت المؤامرة على الوحدة اليمنية في تلك الأثناء بوضوح من قبل معظم الأنظمة الخليجية والتي قدمت الدعم الشامل والكامل لدعاة الإنفصال وبدا اكثر وضوحا في الخطاب الإعلامي الذي تبنته وسائل إعلام تلك الأنظمة وتحريضها المتواصل باتجاه تفتيت اليمن وتبني وجهة نظر الإنفصاليين..!!
ورغم اختلافنا في المؤتمر الشعبي العام مع النظام القطري إلا أن قطر وشهادة للتاريخ كانت الدولة الخليجية الوحيدة التي رفضت دعوات الانفصال وظل موقفها واضحا ومعلنا منها وداعما للوحدة اليمنية ورافضا لكل اشكال وصور التآمر المعلنة والمؤيدة لعودة اليمن إلى ما قبل 1990م..
كان موقفا عروبيا مشهودا كشفت قطر من خلاله عن الروح الوحدوية التي تسكن قيادة نظامها وتوجهاتها العروبية نحو لملمة الشتات العربي والنهوض الحضاري الشامل باليمن أرضا وإنسانا وكنواة وإسهام نموذجي واعد للوحدة العربية الشاملة..
مثلت الوحدة اليمنية الحدث الأبرز والكبير في تلك الأثناء بكل المقاييس وعلى كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية..، وجاءت في الزمن الصعب الذي تعيشه بلداننا العربية وبادرة وحدوية بناءة على الساحة العربية ستسهم في دعم التضامن والترابط العربي بما يكفل الخير لكافة شعوب امتنا العربية المجيدة..
ولانها كانت تمثل هذه الحقيقة بالفعل ذهبت بعض الانظمة العربية الرافضة للوحدة العربية ولهذه الوحدة التي تمثل من وجهة نظرهم خطورة عليهم باتجاه تغذية الخلافات القائمة والتوجه نحو تقويض الوحدة وإعادة اليمن الى سابق عهدها لتبقى اليمن مشتتة ضعيفة ولا تشكل رقما في المنطقة العربية عموما..!!
بعد الانتصار على دعاة الانفصال تظاهرت تلك الأنظمة من خلال مواقفها أنها مع اليمن الواحد إلا إنها استمرت في تآمرها على الوحدة بشكل غير مباشر حتى وصلت اليمن إلى ما نحن عليه اليوم ؛ وتعرت وفضحت معها حقيقة تلك الأنظمة ومساعيها التفتيتية ليس في اليمن فحسب وانما في المنطقة العربية عموما..!!
هكذا كان موقفهم من الوحدة اليمنية.. وانعكست تلك المواقف بوضوح في سنوات لاحقة منذ العام 1994م وحتى عامنا هذا 2018م وليس عنَّا ببعيد ما شهدته اليمن في العام 2011م وتداعياتها التي قادت لشن هذا العدوان التدميري الإجرامي الشامل بقيادة الأنظمة الخليجية نفسها التي دعمت الانفصال..!!
وبمثل تلك المواقف تجلى الحب والخير والسلام الخليجي لليمنيين..!
نعم ياسادة.. إنه الخير الخليجي لليمن واليمنيين الذي نراه منذ اكثر من ثلاث سنوات يتساقط من السماء حمماً تحرق أجساد اليمنيين وتسفك دماءهم في كل مدينة وقرية وتدمر مقدراتهم ومكتسباتهم الوطنية.. وتحول منازلهم إلى ركام ..
إنه السلام في أبهى معانيه يتجلى بوضوح مع هدير الطائرات ودوي انفجارات الصواريخ التي يرسلها من يحملون لليمن واليمنيين المحبة والخير والسلام..
لقد دعم النظام السعودي ومعه بعض الأنظمة الخليجية كل أعمال الفوضى والتخريب التي شهدتها اليمن، كما كانوا وراء إثارة الفتن المذهبية والطائفية في أكثر من مرحلة..، وهم من عملوا على تصدير الإرهابيين من القاعدة وغيرها إلى اليمن، بهدف خلخلة الأمن والاستقرار من جهة واستخدام هذه الجماعات كورقة ضغط على الحكومات اليمنية المتتابعة.. ولا ننسى هنا دورهم الرئيسي في دعم الانفصاليين في العام 1994م..!
ليس في مصلحة النظام السعودي أن يرى اليمن بلداً مستقراً آمناً فطيلة السنوات الماضية كان هذا النظام يعمل كل ما بوسعه للتدخل في الشؤون اليمنية والتأثير على قراراتنا وتوجهاتنا أياً كانت مستغلاً الظروف الاقتصادية التي هي جزء أيضاً من صنيعته!..
ويقيناً من يصدر لك الموت لا يهبك الحياة
|