موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مواطنون لـ"الميثاق": مَنْ يدعون للانفصال يمثلون أنفسهم وأسيادهم - تربويون لـ "الميثاق": الأختبارات تسير بشكل جيد وهناك توجُّس من بعض المواد - المانجو اليمني.. بين شائعات الإنترنت وتحديات الزراعة - إلى بنكي المركزي في عدن وصنعاء: تعالوا إلى كلمة سواء - المساح يكتب عن حياته من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "2-2" - شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض - تحذيرات أممية من "حمّام دم" في رفح -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 14-مايو-2018
عبدالحميد‮ ‬الغرباني‮ ‬ -
غارتان ضربت ليل »الأربعاء« العاشر من مايو منزل المواطن عبدالرحمن عبده علي الريسي في منطقة الأزرقين مدخل العاصمة صنعاء الشمالي وقد أسفرت عن استشهاده وزوجته وفاء علي الريسي وطفلتيه فرح »8 سنوات« وصمود »8 شهور« فيما استيقظ أربعة من أطفاله وأنقاض منزلهم تجثم على‮ ‬صدورهم‮ ‬وكتل‮ ‬الأسمنت‮ ‬تحاصر‮ ‬أجسامهم‮ ‬الصغيرة‮ ‬وهم‮ ‬الطفل‮ ‬أمجد‮ ‬ومحمد‮ ‬وأفنان‮ ‬وأكبرهم‮ ‬سيئون‮ »‬13سنة‮«..‬
كان الصبية الأربعة يستنجد بعضهم بعضا بين انقاض منزلهم في ظلمة حالكة قبيل أن يأتي المسعفون ولربما كانوا يسألون بعضهم بعضا لماذا لا يسمعون والدهم ووالدتهم وحتى بكاء صمود »بي بي المنزل« الذي تعودوا عليه لثمانية أشهر مضت.. كان ليطمئنهم ولو صراخ وجع أو حشرجة احتضار من وسط دمار هائل يسجنهم وبارود يجدونه في جفاف أفواههم وضيق أنفاسهم.. في لحظات ازدحمت على حواسهم هواجس الموت والخوف والوحشة تداعت كل قواهم للاحتشاد برمق أخير للتمسك بأمل وحيد.. بأن لا يتجدد عليهم قصف الطيران بعد الغارتين.. بأن صفير آذانهم من دوي الغارتين هو ما يحجب أصوات والديهم وشقيقتيهم.. بأن الجيران والمارين على الطريق آتون لا محالة.. قبيل أن تأتي كاميرا قناة المسيرة التي سجلت ضمن مشاهد المأساة تساؤل إحدى الطفلتين الناجيتين والحبيستين بين الأنقاض وهي تردد " والدي مات " ؟ "والدي مات " ؟ قبيل أن يرد عليها‮ ‬أخوها‮ " ‬ماشي‮ ‬ياختي‮ ‬ما‮ ‬احد‮ ‬مات‮"‬
وهو ما ردده المسعفون أيضا الذين تكفلوا بانتشال وإنقاذ الأطفال وبخطى حذرة تخاف تصدع أنقاض المنزل أو انطباقها بما يقلل من فرص نجاة النصف الآخر من الأسرة المتستهدفة بغارات للعدوان ضربت منطقة الازرقين في العاصمة صنعاء..
‮»‬نجا‮ ‬أمجد‮ ‬ومحمد‮ ‬وافنان‮ ‬وسيئون‮ ‬لكنهم‮ ‬لايستطيعون‮ ‬حراكا‮ ‬من‮ ‬بين‮ ‬اكوام‮ ‬المنزل‮ ‬المتراكم‮ ‬على‮ ‬أجسادهم‮ ‬النحيلة‮« ‬كانت‮ ‬هذه‮ ‬النتيجة‮ ‬معضلة‮ ‬بالنسبة‮ ‬لمنقذين‮ ‬يسابقون‮ ‬القاتل‮ ‬الطائر‮ ‬الذي‮ ‬مايزال‮ ‬يحلق‮ ‬في
المكان‮ ‬ككل‮ ‬مرة‮ ‬يبحث‮ ‬عن‮ ‬قتل‮ ‬المسعفين‮..‬
في المشاهد الحية تقدم أحد المسعفين وسأل الطفل أمجد إن كان يستطيع حراكا إلى اليمين او إلى الشمال.. فرد أمجد بصوت مكلوم ملؤه الشعور بخذلان العالم له " انا خاذل ولا استطيع "، في هذه اللحظات كانت شقيقته سيئون تنادي المسعفين أن ينقذوها وخاطبت احدهما وهي تصرخ بألم‮ ‬بالغ‮ »‬دبر‮ ‬نفسك‮ ‬بهذا‮ ‬الصفا‮« ‬إشارة‮ ‬إلى‮ ‬عمود‮ ‬المنزل‮ ‬الذي‮ ‬يحتجزها‮ ‬تحته‮ ‬وتضيف‮ ‬بحرقة‮ ‬وهلع‮ " ‬ابعد‮ ‬الصفا‮ ‬من‮ ‬فوقي،‮ ‬الله‮ ‬يحفظك‮" ‬وفي‮ ‬
هذه الأثناء شقيقها أمجد ينادي احد المسعفين " ادهف عني هذا الصفا وبيد نحيلة ومحاصرة و"خاذلة "وفق تعبير أمجد كان يحاول أن يزيح عن نفسه انقاض منزل دمره التحالف عليه وأسرته واختطف منه ماهو أغلى وأهم من المنزل ومن كل شيئ آخر..
في هذا الوقت انتشل المسعفون اول طفلة »افنان« وصيحات الفرح والشكر لله ترتفع ويواصل المسعفون مهمة المواجهة مع انقاض المنزل أملا بأن تنتهي تداعيات وأضرار الغارات على الأب والأم وطفلتيهما »صمود وأفراح«، العين على الطفل محمد اصغر الاطفال المحاصرين بانقاض الغارة، كان محمد يشغل لسانه ويديه بتسبيح الله وفجأة تتداخل أصوات الأخوة الثلاثة يرجون المسعفين سرعة الإغاثة ومع مرور الوقت وببصيص من ضوء اتاريك _حذر أن يعاود الطائر القاتل قصف المقصوف _ينجح المسعفون في انتشال محمد وحين وصلوا به إلى سيارة الإسعاف باشرهم محمد وهو يكاد يتحطم من الألم " أين امي " ؟ كان السؤال صادما بالنسبة للمسعفين، لكنهم قالوا له إنها موجودة وعليه أن لا يقلق وتعود الكاميرا من سيارة الإسعاف إلى شقيقه أمجد وهو حبيس الأنقاض والمسعفون يبحثون الوسيلة المثلى التي يخرج معها دون اثار إضافية على جسده، وقطعوا وقتا اخر حتى انتشلوه وكان كما قال لهم " خاذل " وفي حالة يلين لها الصخر ألما، لم استطع أن امسك دموعي عند هذا المشهد الذي سيشاهده العالم المنافق ثم لا يرف له جفن بل يقبض جزء كبير من زعماء ورؤساؤه ثمن الصمت وتوفير الغطاء لكل المجازر الوحشية التي تضرب اليمن على‮ ‬مدار‮ ‬الساعة‮.. ‬
بين الانقاض وتحتها ظلت سيئون كانت تتألم بشدة وتصرخ.. تبحث عن الماء.. وتؤكد لهم أنها لم تصب بجرح وتسأل أين والدها »يووووه يا اباه واين انت« ثم تعود وتؤكد للمسعفين »انا ميت عطش«»مابش بيني جرح« وهم يؤكدون لها أنهم سيفعلون فيما هم يمنعونه عنها احترازا فيما لو كانت تعاني نزيفا داخليا، ثم تنادي سيئون وترجوهم على الأقل أن " يعطوها ماء لبل فمها فقط«.. وهي حالة تشبه إلى حد ما طلب أحد أخوتها الى المسعفين أن يبلوا الأحجار الكبيرة التي تحتجزه، كانت سيئون بين كل خطوة وأخرى للمسعفين تذكرهم »رجلها او يدها« وأن ينتبهوا حين يزيحون الانقاض، ثم تكرر عليهم بإلحاح.. طلب الماء. " ادي لي ماء ادي لي ماء ".. ويواصل المسعفون جهودهم حتى تكللت بانتشال الطفلة الثالثة وهي تحمد الله ومضى الوقت وأشرقت الشمس وماتزال »صمود 8 شهور« تحت الأنقاض..
وقريبا منها شقيقتها أفراح والمسبحة بين يديها، ربما أخذتها ليلا من والدها، ربما من والدتها.. المهم لقد كانت تسبح الله تعالى، وفي فعلها الذي تعودت عليه من أسرتها دعوة للشعب اليمني إلى مواصلة صبره الاستراتيجي ازاء سياسة العدوان التي تتعمد تركيعه لقوى الشر والتوحش، أما شقيقتها »صمود« فقد كان اسمها نابع من أهم أولوية للشعب اليمني في هذه المرحلة من النزال لأجل الكرامة والحياة الكريمة وهي »الصمود الاستراتيجي« هذا المواطن الذي كان يقاتل في سبيل أسرته كان يعرف أن قوات واشنطن والرياض تنظر إلى حياة اليمنيين على أنها هامشية‮ ‬تماما‮ ‬وغير
مهمة وأن هذين النظامين يستخدمان المجزرة كسلاح وانهما خاضا ويخوضان معركة زعزعة المعنويات قبل المعركة العسكرية نفسها ومن هنا سمى اخر هبات الله له بصمود التي استشهدت ومات كل العالم... ولقد تركت لليمن باسمها وصية مفادها ضرورة الصمود وضرورة دعم مقومات الصمود..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)