موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34789 - مواطنون لـ"الميثاق": مَنْ يدعون للانفصال يمثلون أنفسهم وأسيادهم - تربويون لـ "الميثاق": الأختبارات تسير بشكل جيد وهناك توجُّس من بعض المواد - المانجو اليمني.. بين شائعات الإنترنت وتحديات الزراعة - إلى بنكي المركزي في عدن وصنعاء: تعالوا إلى كلمة سواء - المساح يكتب عن حياته من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "2-2" - شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 02-مايو-2018
حذيفة‮ ‬اليماني -
ما‮ ‬زال‮ ‬آثار‮ ‬سوطه‮ ‬تقسم‮ ‬ظهرها‮ ‬وكأنه‮ ‬خريطة‮ ‬عسكرية‮ ‬على‮ ‬طاولة‮ ‬خشبية،‮ ‬كان‮ ‬أحمق‮ ‬وأبله‮ ‬أن‮ ‬يحاول‮ ‬إخراج‮ ‬الجن‮ ‬من‮ ‬جسدها‮ ‬بعصا‮ ‬وهراوة‮ ‬غليظة‮.. ‬
تباً له من مشعوذ أو شيخ قاتل، وصل جسدها المعطر بالشباب والجمال هامدا لا يتحرك إلى المستشفى التي صادف أن كنت فيها تلك اللحظة مؤدياً عملي في تسويق لأنظمة المراقبة، رأيتها مباشرة في رواق المستشفى وهي محمولة على كتف أحد أقاربها وذراعاها يتماوجان كغصن غض، تركني‮ ‬الطبيب‮ ‬الذي‮ ‬كنت‮ ‬أتحدث‮ ‬معه‮ ‬وتحرك‮ ‬مسرعاً‮ ‬يصيح‮ : ‬أدخلوها‮ ‬غرفة‮ ‬الطوارئ‮..‬
شدني‮ ‬فضولي‮ ‬كثيراً‮ ‬عن‮ ‬سبب‮ ‬موت‮ ‬هذا‮ ‬الجسد‮ ‬الجميل،‮ ‬انتظرت‮ ‬في‮ ‬الرواق‮ ‬للطبيب‮ ‬وعندما‮ ‬خرج‮ ‬من‮ ‬الغرفة‮ ‬بعد‮ ‬دقائق‮ ‬معدودة‮ ‬رأيت‮ ‬على‮ ‬ملامحه‮ ‬بعض‮ ‬علامات‮ ‬الغضب‮ ‬والحيرة‮ ‬والحزن‮..‬
سألته‮ : ‬ما‮ ‬بها‮ ‬يا‮ ‬دكتور‮ ‬؟
شيءٌ‮ ‬محزن‮ ‬يا‮ ‬حذيفة،‮ ‬لقد‮ ‬أحضروها‮ ‬ميتة‮ ‬بالفعل،‮ ‬لكن‮ ‬موتها‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬موتاً‮ ‬طبيعاً‮ ‬كما‮ ‬أعتقد‮ ‬لأنني‮ ‬رأيت‮ ‬حول‮ ‬عنقها‮ ‬آثاراً‮ ‬لحبل،‮ ‬وبعض‮ ‬الكدمات‮..‬
وحين‮ ‬سألت‮ ‬أهلها‮ ‬عن‮ ‬ذلك،‮ ‬قالوا‮ : ‬بأنها‮ ‬كان‮ ‬جسدها‮ ‬يتلبسه‮ (‬جني‮) ‬وتعاني‮ ‬من‮ ‬نوبات‮ ‬صرع‮ ‬وصراخ،‮ ‬لذلك‮ ‬تركوها‮ ‬عند‮ ‬شيخِِ‮ ‬يعمل‮ ‬على‮ ‬علاجها‮...‬
تباً‮ ‬له‮ ‬اللعين‮ ‬ربما‮ ‬قتلها‮..‬

ربع‮ ‬ساعة‮ ‬ودقائق‮ ‬ووصل‮ ‬البحث‮ ‬الجنائي‮ ‬إلى‮ ‬المستشفى‮..‬
كيف‮ ‬أغسل‮ ‬الجهل‮ ‬الذي‮ ‬يقطن‮ ‬في‮ ‬رؤوس‮ ‬أبناء‮ ‬شعبي‮ ‬كجرب‮ ‬خبيث‮ !!‬
لا‮ ‬يذهب‮ ‬بالحلاقة‮ ‬ولا‮ ‬بالغسل‮ ‬سبع‮ ‬مراتِِ‮ ‬وإحداهن‮ ‬بالتراب‮ ‬ولا‮ ‬بالغسل‮ ‬مجدداً‮ ‬ببول‮ ‬الإبل‮ ‬والماء‮ ‬الساخن‮..‬
قلبي منفطرٌ على تلك الفتاة التي ذهب شبابها وعمرها بين يدي سفاح يتلذذ بسماع أنات الألم ولفظ الروح، ذهبت ولن تعود مرة أخرى لتمشط شعرها الطويل الذي يماثل الليل لوناً، ولن تلبس الفستان الذي كثيراً ما رسمته على دفترها وقامت بوضع الألوان عليه، ولن تقابل صديقاتها‮ ‬سلوى‮ ‬وخولة‮ ‬وخديجة‮ ‬مرة‮ ‬أخرى‮..‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)