موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجيديع يعزي بوفاة الشيخ محمد الضبياني - حصيلة شهداء قطاع غزة ترتفع إلى 34454 - الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي - الرهوي يدشن امتحانات الثانوية العامة - 5 شهيدات في غارة لطيران المرتزقة المسير في تعز - صدور كتاب اكثر من (100) شخصية كتبوا عن الاعمال الكاملة للبروفيسور بن حبتور - الأمين العام يعزي الشيخ مبخوت البعيثي بوفاة شقيقه - منظمة دولية: لا مكان آمن في قطاع غزة - حماس ترد على بيان الدول الـ18 -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 22-أغسطس-2017
عبدالجليل أحمد ناجي حيمد -
لقد استطاع الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمرالشعبي العام خلال مدة حكمة لليمن ـ وفي مراحل صعبة من تاريخه ـ ان يحتل مكانة رفيعة بين زعماء العالم العربي والإسلامي وفي قلوب أبناء شعبة لما تحلى به من سمات قيادية وكاريزما قل ان تجدها في زعيم آخر، فعلى الرغم من ان المراحل التي تولى فيها قيادة البلاد لم تكن مفروشة بالورود، ولكنها كانت مراحل صعبة ولا تكمن الصعوبة في مجال او قضايا محددة ولكنها صعوبات في كل شيء حولك،
فأنت كقائد تتحمل المسئولية وأنت تقف على أرضية رخوة منهكة، كلما لديها من مقومات البقاء فقط هو ما تملكه من تطلعات وطموحات وأحلام مشروعة ولدت من رحم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وألرابع عشرمن أكتوبر المجيدتين، اللتان حملتا في جعبتهيما منظومة متكاملة من الأهداف والقيم النبيلة حملها شعبنا طيلة 16 عاما منذ اندلاع شرارة الثورة في عام 1962م وظل يدافع عنها طيلة هذه السنوات من عمر مسيرة الثورة، وهي تمر في طريق شاق ملىء بالمنعطفات الخطرة والأزمات والحروب والانقلابات والصراعات والمؤامرات، حتى انها خلفت ندوبا كثيره وجراحات عميقة في وعي وضميرالانسان اليمني.. فكيف سيكون شعورك وأنت كقائد دفعتك الظروف لتحمل المسئولية - وانت تقف على ارضية زلقة رخوة ممزقة ضعيفة تفتقر لأبسط مقومات النهوض والانطلاق، وان كانت الثورة قد أنتجت كوادر وقيادات وطنية كثيرة يمكن الاعتماد عليها الا ان المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية ماتزال في طور التكوين وماهو متوفر يحتاج الى اعادة تأهيل وبناء، والحياة السياسية مشتتة متفرقة هشة تنخرها الصراعات الداخلية والتجاذبات الإقليمية والدولية، والوطن ممزق الى شطرين متناحرين شمالي وجنوبي وبينهما حدود ملتهبة، والتوتر كل يوم يزيد بين الشطرين حتى ان بعض المناطق الشطرية تحولت الى ثقب اسود يستنزف الدماء والأموال والإمكانيات ويقلق الأمن والاستقرار.
ولذلك أدرك فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح.. منذ وقت مبكر أنه لابد من الحوار الوطني الشامل والخروج بصيغة جامعة يمكن من خلالها تخطي المعوقات، والنهوض بالمجتمع اليمني على مختلف الأصعدة، فقد جاء في تصديره لكتاب وثائق الموتمر العام الاول للمؤتمرالشعبي العام مانصه (لقد كان في طليعة همومي - منذ الأيام الاولى لتحملي أمامنة المسئولية الجسيمة - وقيادة الشعب والثورة في السابع عشر من يوليو 1978م العثور على صيغة مثلى تحقق التفاعل الجاد مع مبادئه وقيمة، وأهداف ثورته، صيغة تعيد تحريك وجوده، وترسخ قواعد الديمقراطية والعدل الاجتماعي في صفوفه، توجهاً لبناء الدولة اليمنية الحديثة، المتلاحم أبناؤها، المتواصل حاضرهم الناهض بماضيهم العريق، بصوره تمكنهم من تحديد معالم المستقبل المشرق).
هذه كانت رؤية القيادة السياسية للنهوض بالمجتمع، وتعتبر رؤية موجزة ناضجة، تحمل في مضمونها دلالات وأبعاد عميقة، ومعاني كثيفة، حددت بدقة ان مقومات نجاح اي تجربة او نظرية عمل وطني مرهون بمراعاة خصوصيات المجتمع اليمني، عقيدته، وتاريخه العريق، وعاداته وتقاليده وقيمه، وأهداف ثورته الخالدة التي ناضل من اجلها وقدم تضحيات جسيمة، وكل هذه المعطيات التي تشكل في مجموعها ثقافة المجتمع اليمني وأصالته يجب ان لا تكون اداة للتقوقع في بوتقة من الجمود او وسيلة للانكفاء على الذات المنافي لروح العصر، لكنها ستكون بمثابة ارضية صلبة للوقوف عليها بثبات للانطلاق نحو بناء الدولة الحديثة دولة العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، ولقد كان من الصعب ان تتحقق هذه الرؤية في ظل واقع تسوده تجاذبات فكرية متنافرة تتقاسمها نخب محددة من أقصى اليمين الى أقصى اليسار، ومجتمع مشتت طحنته الصراعات، ولكن الرؤية الناضجة والواقعية، والروح الوطنية المخلصة، والتحرك خطوة خطوة بثبات قادر على تحقيق المعجزات وتجاوز كل العقبات، خصوصا ان القيادة السياسية لم تستورد قالب فكري جاهز او نظرية، ولم تنحاز لتيار سياسي دون اخر، ولم تنصب منابر للخصومات مع ذا او ذاك، لكنها اعتمدت على الثقة بالله سبحانه وتعالى وذهبت الى الشعب وجعلته المرجعية، وفتحت المجال واسعا للحوارالوطني المنظم والهادف، طبعا الحوار بدا في منتصف عام1980م بعد صدور القرارالجمهوري رقم (5) في 27-5-1980م بتشكيل لجنة الحوار وبما ان الرؤية كانت قد ترسخت في ذهن القيادة السياسية قبل ذلك وبالتحديد منذ تولى فخامة الأخ الرئيس قيادة البلاد، فان مرحلة ماقبل الحوار وهي سنة وتسعة أشهر كانت حافلة بأحداث جسام منها حرب 1979م، ولكنها أيضاً كانت بمثابة مرحلة تمهيد ومراجعة وبلورة للرؤية من خلال التشاور والتواصل بين القيادة السياسية والمجتمع بمختلف نخبه وشرائحة، كما جاء في كلمة فخامة الأخ الرئيس القائد (فالتقينا بالعلماء والمفكرين، والمشائخ والعسكريين، والمثقفين وغيرهم.. . وكانت جميع الآراء مشيرة الى أهمية وضرورة وجود ميثاق وطني يمثل نواة الوحدة الفكرية، ويتضمن الأفكار التي يلتقي حولها جميع أبناء الشعب اليمني).
الحوارالوطني :
صدرالقرارالجمهوري رقم (5) لسنة 80م بتاريخ 27- 5 - 1980م بتشكيل لجنة الحوارالوطني، وقد مثل قوام اللجنة خارطة لكل التوجهات السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية، وتعد مرحلة الحوار الوطني مرحلة من اخصب المراحل في تاريخ اليمن، لان الحوار حرك المياه الراكدة، وأعاد تشكيل ورسم المشهد السياسي من جديد، فحوله من مشهد قاتم متنافر محبط الى مشهد تتمازج فيه ألوان الطيف مشكلة لوحة مشرقة بالأمل، حيث جرت عملية نقاش واسعة ومكثفة داخل لجنة الحوار الوطني من تاريخ : 27-5- 80م وحتى: تاريخ: 4-10-1981م تم فيها مناقشة وطرح الأفكار الأولية للميثاق الوطني واستيعاب كافة الآراء والمقترحات وإعادة صياغة مشروع الميثاق من قبل لجنة الحوار الوطني ورفعها الى القيادة السياسية، والتي كانت حريصة على ان يكون الشعب هو المرجعية فتم طرح المشروع للاستفتاء الشعبي في جميع المناطق، كما طرح للنقاش في الأوساط العلمية والأكاديمية وعقدت الندوات والنقاشات في الجامعة والكليات والمعاهد العليا والمنظمات وشمل الاستفتاء واستقصاء الآراء حتى الجاليات والبعثات والمغتربين في الخارج بصورة علمية دقيقة ومنظمة وقامت لجنة الحوار الوطني بجهد مظني سواء على صعيد العمل داخل اللجنة او من خلال العمل الجماهيري حيث شكلت لجان فرعية ولجان مساعدة لجمع الآراء من خلال استمارات استفتاء أعدت بعناية فائقة وطبع نسخ كبيرة جدا من مشروع الميثاق واستمارة الاستفتاء وتوزيعها خلال نفس المرحلة ومن ثم جمعها وغربلتها والقيام بتبويب وحصر الآراء وإعادة استيعابها ضمن وثيقة الميثاق الوطني، حتى تم إنجاز الصيغة النهائية للمشروع والتصويت عليها بالإجماع من قبل أعضاء لجنة الحوار الوطني في : 4-10-1981م ومن ثم إقراره فيما بعد بصيغته النهائية في اجتماع المؤتمر الشعبي العام الاول للمؤتمر الذي انعقد خلال الفترة من :24-29اغسطس 1982م ولقد حملت مرحلة الحوار الوطني مدلولات وأبعاد عميقة باعتبارها احد اهم المراحل لتحقيق رؤية القيادة السياسية التي أشرنا اليها سابقا ويمكن ان نشير الى أهم مدولات هذه المرحلة من خلال الآتي :
- بعثت الأمل في نفوس المجتمع اليمني بمختلف شرائحه، وأعطت انطباع إيجابي لدى النخب السياسية وعامة الشعب ان القيادة السباسية بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح ليست مستبده ولامحتكره للقرار، وليست منحازة لتوجه فكري او تيار معين بقدر ماهي مستعدة للتعاطي مع الجميع والحوار والشراكة مع كل القوى بروح وطنية مسئولة بعيدا عن التعصب الأعمى، من اجل تحقيق المصلحة الوطنية.
- خلق نوع من الاطمئنان لدى أولئك الذين كانوا يعتقدون ان علي عبدالله صالح القادم من مؤسسة الجيش سيكون بعيدا كل البعد عن الدولة المدنية وانه ربما يستخدم أدوات قمعية لحكم البلد.
- ان مرحلة الحوار الوطني خلقت ظروف ملائمة للتلاحم بين القيادة السياسية والشعب، واعادة الثقة لدى الجميع بإمكانية وجود قنوات مستقبلية كثيرة للتفاهم حول مختلف القضايا الوطنية ودون اي إقصاء.
- أحدث الحوار الوطني الشامل، والتوافق على وثيقة الميثاق الوطني تقارب فكري وسياسي وثقافي تاريخي بين مختلف التوجهات والأفكار والشرائح الاجتماعية، وأصبح من الممكن ان يجتمع اليميني، واليساري، الليبرالي، والمثقف، والعالم، والمستقل، والمهني، على مائدة عمل واحدة بروح يسودها التعايش والتفاهم..

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)