صالح مهدي -
ليس هناك ما هو أسوأ من مغالطة الذات ومخادعة النفس والتبرير للجرائم البشعة وامتهان كرامة الإنسان وخاصة من قبل قيادات تسمى "عسكرية" وتخوض حربا تدعي من خلالها أنها تحارب وتقاتل من أجل استعادة "شرعية تافهة وحقيرة " وغير معترف بها من قبل الشعب..!!
ليس من أخلاق القيادات العسكرية واليمنيين عموما ارتكاب المجازر البشعة وسحل الأسرى والتنكيل بهم ودفنهم أحياء.. كون للحروب والمعارك قوانين واخلاق تعلو على أي شيء.. كما أن للأسرى اعتبارات لا يعرفها سوى المقاتلين الشرفاء الذين يرفضون قتل الأسير أو تعذيبه والتنكيل به..
إقدام مجموعة مرتزقة من أبناء الصبيحة المقاتلين في صفوف العدوان السعودي الإماراتي في المخا على دفن الجندي الشهيد البطل عبدالقوي عبده حسين الجبري حيا _وقبله ذبح أربعة أسرى في موزع وبطريقة بشعة وتصوير تلك الأعمال الإجرامية وبثها للتباهي والفخر بتلك الأفعال النكراء - يكشف بشاعة أولئك القتلة مصاصي الدماء ويعري توجهات قيادات العدوان وتفاهة ما يسمونها بشرعية الفار هادي الحقيرة..!!
هدف واضح وموجه من قيادات العدوان أنفسهم الذين لم نسمعهم أو نر أحدهم يرفض ويدين ويستنكر مثل تلك الأعمال القذرة المرافقة لجرائم الإبادة التي يرتكبونها بحق المدنيين منذ بداية عدوانهم وفي أكثر من منطقة ومكان..
يريدون بهذه الجرائم الشنيعة تحويل اليمن إلى بقعة سوداء يسود فيها القتل وتعم فيها الثأرات التي لا تهدأ أو تنام ويتحول اليمنيون إلى وحوش يقتل بعضهم بعضا وبأبشع الصور وأقذرها..؛ ويتفرغ العدوان بقياداته وجيوشه لتمرير اجندتهم الاحتلالية وتنفيذ مشاريعهم الاستيلائية في المناطق التي تمكنوا من احتلالها كما يفعلون الآن في جزر يمنية عدة وفي مقدمتها سقطرى وميون..؛ والعبث بمقدرات وثروات الشعب اليمني..
إن هذا السقوط الذي وصل إليه أولئك الهمج المنتمون لأبناء الصبيحة ونخص منهم المرتزقة المقاتلين في صفوف العدوان الذين يرتكبون هذه الجرائم البشعة تنفيذاً لرغبات قادة الاحتلال سيولد ثارا لا يمكن أن يهدأ بين ذوي البطل الشهيد الجبري من أبناء محافظة ذمار وأبناء الصبيحة الذين قاموا بدفن الشهيد "الجبري" حيا وبتلك الأساليب البشعة دون خجل أو وجل"..!! " وهو ماتبحث عنه وتريده قيادات العدوان والاحتلال.. !!
هل يدرك أبناء الصبيحة المغزى والهدف الحقيقي من إقدام مجموعة من المنتمين اليهم على ارتكاب تلك الأفعال الإجرامية البشعة بحق الأسير المحرم قتله في شريعتنا الإسلامية وفي القوانين والاعراف الدولية..، ويدركون ما ستخلفه من اضرار ومخاطر على الوطن والحياة المجتمعية بشكل عام !؟..
هل يريدون أن يتم القصاص للشهيد الجبري بفطع عنق محمود الصبيحي أو فيصل رجب وكل الأسرى لدى الجيش اليمني واللجان؟!..
ليس من اخلاق المحاربين الشرفاء ارتكاب مثل تلك الجرائم البشعة والافعال الحقيرة والدنيئة؛ ويدرك الجيش اليمني المسنود باللجان ان مثل هذه الممارسات اللاإنسانية المجرمة لا يقدم عليها سوى العناصر الإرهابية الذين لا دين لهم ولا مبادئ ولا قيم ولا فضيلة..
الجيش اليمني ومعه اللجان الشعبية والمتطوعون من أبناء القبائل من مختلف محافظات اليمن يقاتلون بأخلاق وشرف ويعون جيدا مفاهيم وقوانين الحروب ؛ ولو لم يتسلحوا بها لكان لهم ان تعاملوا بالمثل ومنذ وقت مبكر مع مختلف الجرائم والممارسات التي ارتكبها المرتزقة في أكثر من منطقة بحق الأسرى من جهة, والقتلى الذين تم التنكيل بجثثهم وسحلهم من جهة اخرى..
جريمة مرتزقة الصبيحة بحق الشهيد الجبري بالمخا والأسرى الاربعة الذين تم ذبحهم في موزع وغيرها من الممارسات الإجرامية واللااخلاقية التي مارسوها بحق المدنيين من أبناء المخا وموزع والوازعية والمناطق الساحلية الاخرى التي وصلوا إليها لن تسقط أو يتم تناسيها وستتم ملاحقة منفذيها ومرتكبيها وتطبيق العدالة الإلهية بحقهم لا محالة..
لا شرف ولا فضيلة لأولئك القتلة الإرهابيين الأكثر قبحا وبشاعة ودناءة وانحطاطا من كل عصابات القتل والإجرام في العالم..
.. العزة لليمن.. والخلود للشهداء.. والخزي والعار للعدوان وأذنابه ومرتزقته..