موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الطاهري رئيسا لشرطة (همترامك الامريكيه) - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35091 - 360 ألف نازح من رفح خلال أسبوع - توجيهات رئاسية بتقديم كافة التسهيلات للقطاع الخاص - مساءلة برلمانية وإجراءات قانونية ضد 4 وزراء - فريق من الصليب الأحمر الدولي يزور طاقم "جلاكسي" - أمريكا.. متظاهرون يُغلقون جسر مانهاتن للمطالبة بوقف الحرب على غزة - بدء فعاليات المهرجان الوطني الأول للمانجو اليمني - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى أكثر من 35 ألفاً - 4 شقيقات يغرقن في وادي الجنات -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 07-أغسطس-2017
أ.د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور ٭ -
يُقاسُ نجاحُ أيَّة فكرةٍ سياسية تنظيمية نهضوية لأيَّة فئة اجتماعية شعبية في أي مكان من بقاع الأرض بمدى اقترابها من ذلك الوسط الشعبي الملتف حولها، والذي يتطلع إلى تحقيق آماله وأحلامه في الانعتاق الكلي من أوضاعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. والجماهير في الغالب تتطلع إلى رمزية الفكرة التي تسلط حزمة ضوء على واقعها القائم، والانطلاق نحو فضاءات رحبة تحقق لها ذاتها انطلاقاً من تاريخها وواقعها والتطلُّع نحو صنع مجدٍ وحياةٍ كريمةٍ للمستقبل.
فالجماهير عادةً ما تنظر في بداية الأمر لجاذبية الفكرة السياسية والثقافية بشكلٍ عفوي؛ بل إنها ترنو إلى بريقها بإعجاب وانبهار، ولكنها لا تنتظر طويلاً مستسلمةً لذلك البريق الصادر من حاملي مشاعل الفكر المُسوِّقين لها لغةً وتعبيراً وخطاباً.. فهذه الجماهير لديها مقدرة فائقة على التمييز بين الفكر الحصيف الذي يقود إلى تحقيق المنجزات، وبين لغة الديماغوجيا التي تستهلك الشعارات ليس إلَّا وتقود الجماهير إلى المزيد من الكوارث.
من هنا انطلق المؤسس علي عبدالله صالح ونخبة من السياسيين والمثقفين الكبار في بداية ثمانينيات القرن العشرين لتجسيد فكرة إنشاء وتأسيس حزب سياسي يمني وطني الهوى وحامل للهوية اليمنية الجامعة، ولا يقوم على ظاهرة الاستنساخ والنقل الميكانيكي لإنشاء الأحزاب التي راجت بضاعتها في ذلك الزمان، من قومية، أو يسارية متطرفة، أو دينية إسلاموية، أو أيٍّ من تلك الأحزاب العقائدية الجامدة، أكانت يساريةً أو يمينيةً بكل فروعها ومشتقاتها.
يتذكَّر القارئ -وهنا الإبداع بكل تجليِّاته- أنه تم تأسيس حزب أشبه بجبهةٍ وطنيةٍ تستظل القوى السياسية بظلها الواحد، ولكنها تتعايش مع فكرة التعددية الثقافية، والطبقية، والجهوية، دون الوقوع في شرك وشباك (العقدة أو العقيدة التنظيمية) التي كانت سبباً مهماً في تمزق وتشظّي الأحزاب اليمنية برُمَّتِها.
الكتلة الصلبة في ثقافة اليمنيين تنبع من هويتها الاجتماعية القبلية، والتي تم الحفاظ عليها لقرون من الزمان، لكنها تتماهى بحذر وثقة مع الاجتياح الجديد لمعطيات الحداثة والعولمة وتقارب الثقافات؛ وهنا مكمن التَّضاد.. لكن، ومن خلال قراءة متأنية لجهد الرعيل الأول من صُنَّاع فكر كتاب الميثاق الوطني، نجد أنهم جمعوا جمعاً مبدعاً وحصيفاً بين الثقافة المحافظة للكتلة الاجتماعية الأوسع والتقاليد المتوارثة والهوية العميقة المتأصِّلة للإسلام المتسامح، وبين الانفتاح الحذر على الجديد (المُعَولَم) الذي يخدم التنمية والنماء والتطور، وبذلك صعد ونشأ هذا الحزب.
أدَّى القائد الفرد في التاريخ الإنساني دوراً محورياً في تطور المشاريع السياسية والثقافية والتنموية، وفي حالاتٍ عدة استطاع ذلك القائد أيَّاً كان أن يغيِّر مجرى التاريخ بالنسبة لأمته وشعبه وفكرته.. وهنا في اليمن، وعلى مستوى بناء الدولة اليمنية الحديثة وتأسيس البناء التنظيمي لحزب المؤتمر الشعبي العام، كان الزعيم صالح قد ملأ الساحة باقتدار وبراعة.
كانت الأوضاع ومعطياتها اليمنية معروفةً وموثقةً لدى من يفهم، وموثقةً في كتب الإحصاء، في بدء عهده بالحكم والتأسيس؛ وهي تشير إلى كون الدولة حينئذٍ منهارةً تتصارع عليها قوى قبلية وحزبية متناحرة وتُدار بتدخلات خارجية مُعلنة. وكانت علاقاتها الإقليمية والدولية معقدةً جداً، أي أنها معدومة الإرادة الوطنية، واستطاع بحنكته المعروفة إخراج الجمهورية العربية اليمنية حينها من عنق الزجاجة وشرع بالتهيئة التي نقلت اليمن إلى مصاف البلدان الديمقراطية الناشئة، مع حضور تنموي لافت لا تخطئه العين المُبصرة.
في مثل لحظات الفرح المؤتمري هذه، بعيدهِ السنوي في شهرنا هذا، علينا أن نتذكر الهامات والقامات الكبيرة التي صنعت منجز بناء هذا الحزب العملاق.. وفي مثل هذه المناسبات فإن كل من يحرص على ديناميكية التواصل مع المستقبل للحزب عليه أن يؤصِّله دائماً بالمؤسسين الأوائل، حتى مع من اختلفنا معهم في الجوانب التنظيمية، فهو تاريخ مجيد يجب الحفاظ عليه وتدوينه للأجيال.
قدر المؤتمر الشعبي العام هو التصدِّي الدائم للمهام الوطنية الكبيرة؛ ولقد تَصَدَّى ويتصدى لتلك المهام الجليلة في مراحلَ متعددةٍ من التاريخ اليمني المعاصر.. وها هو اليوم يشارك جماهير الشعب وقيادات وقواعد وجماهير أنصار الله في مقاومة العدوان والاحتلال.. ومع مرور الوقت تتعاظم عليه المسؤولية في الجبهات الآتية:
أولاً: الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية.
ثانياً: عليه مسؤولية المشاركة الواسعة في رفد الجبهات بأية إمكانات تجهيزية مع الصماصيم من الرجال البواسل.
ثالثاً: عليه رسم استراتيجية عملية وواضحة لتحرير المحافظات اليمنية الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي، وتطهيرها من دنس الجماعات العميلة والمرتزقة وتنظيمي القاعدة وداعش.
إن حزب المؤتمر الشعبي العام وزعيمه المؤسس علي عبدالله صالح يمتلكان رصيداً شعبياً وأخلاقياً واسعاً من الإنجازات السياسية والثقافية والتنموية في مسيرته الكفاحية الممتدة منذ التأسيس، مروراً بإنجازه الكبير وهو تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، والدفاع عنها وتثبيتها، وليس آخر وقوفه اليوم هو وحلفائه مدافعاً ومقاوماً صُلباً عن اليمن العظيم ضد العدوان البربري السعودي الإماراتي، بشراكة وطنية أخلاقية مع حركة أنصار الله وحلفائهم بقيادة القائد السيد الحبيب/ عبدالملك بدر الدين الحوثي.
التحالف الاستراتيجي بين المؤتمر والأنصار تحالف رئيس وبالغ الأهمية على نحوٍ استثنائي، ويجب تطويره إلى شراكة أوسع في كل المجالات وفي التهيئة بالذات لما بعد انتهاء العدوان؛ والله أعلم منا جميعاً.
«وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ»

٭ رئيـس مجلـس الـوزراء
صنعاء في أغسطس 2017م
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)