موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة - وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى - الوحدة اليمنية خيار شعب ومصير وطن - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ عبدالكريم الرصاص - الأونروا: 600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 05-ديسمبر-2016
عبدالرحمن مراد -
تحدث هادي عشية الاحتفال بذكرى الجلاء الـ«30 من نوفمبر» فكان خطابه نشازاً في بيئة سياسية واجتماعية وعسكرية متناقضة مع المناسبة، وقد ترك ذلك المناخ أثراً على خطاب هادي، وحصره في زاوية أخلاقية بالغة التعقيد، بعد أن عمدت الإمارات العربية التي تفرض سيطرتها على عدن وحضرموت الى الاحتفال بيوم الشهيد في عدن وخرج شباب الموضة وعلى أكتافهم أعلام الإمارات وهم يحتفون في الشوارع برسم وجوه الذين أكلتهم نيران الحرب من الجنود الإماراتيين في اليمن، في حين قيل إنهم اعتقلوا الذي خرجوا في حضرموت للاحتفال بعيد الجلاء، ولم يسع أتباع هادي من أولئك الذين اعتادوا على الهوان، وتطبعت أخلاقهم عليه، إلاّ القول إن هادي بعث في خطابه إشارات واضحة تلوّح بالانفصال ثم أتبع ذلك بالتصرف في سلاح اللواء 37 مدرع بحضرموت، وهو الأمر الذي دلَّ على حالة التأرجح والانتحار التي يقدم عليها الفار هادي، ويبدو أن الرجل قد وصل الى مرحلة خطيرة من الهوس والجنون وهو نفسه من وضع نفسه فيها.
ولذلك تناقلت بعض وسائل الاعلام قوله للمبعوث الأممي أنه يرفض أي تسوية لا تبقيه رئيساً لليمن، وقيل إن المبعوث الأممي قال له: مجلس الأمن يؤكد على شرعيتك وأنا هنا لأقول لك إن الأمم المتحدة لا تعترف بأي تسوية ما لم تكن أنت طرفاً فيها.. ويبدو من أسلوب التخاطب أن ولد الشيخ يدرك الحالة النفسية التي يمرُّ بها الفار، ولذلك جاء خطابه متوافقاً مع تلك الحالة ومتماهياً معها، كما أن البيان الصادر من مكتب هادي بشأن حكومة الانقاذ كان متناقضاً ومضطرباً وقلقاً كحال الذي تصيبه الصدمة بفقدان القدرة على التوازن وقد تزداد تلك الحالة إذا صحَّت الانباء التي تقول إن هادي وصل الإمارات وكان في استقباله وزير البيئة الإماراتي.
وقيل إن أولاد زايد رفضوا مقابلته بعد أن مكث ساعة وهو في الانتظار فشعر بالهوان والخذلان، ثم ذهب الى الرياض، وثمة أنباء تتحدث عن دعم إماراتي لاستقلال حضرموت كدولة مستقلة ذات سيادة، ويبدو أن هادي أراد الاشتغال على مساحة الفجوة التي تفصل بين السعودية والإمارات في حربهما على اليمن، فقطعت عليه الإمارات خيط الأمل، ولذلك ليس مستبعداً أن يذهب الى خيارات الانتحار والتصعيد في جبهات القتال، والإقدام على شرعنة الجماعات المسلحة والتي تصنف في قوائم الإرهاب واضفاء الصبغة الرسمية على وجودها من خلال حزمة من القرارات التي يظن أنه من خلالها سيربك المشهد السياسي اليمني والاقليمي، قد يذهب هادي الى تلك الخيارات ليس كرؤية استراتيجية أو اجراء تكتيكي بل كتعبير عن أزمة اخلاقية وأزمة وجودية يعيشها في نفسه وتلك الأزمة تحاول أن تحدث قدراً من التوازن مع واقعها من خلال التعويض بالانتقام منه.
وكل المؤشرات التي تصلنا من خلال نشاط هادي وتحركاته تدل على ضبابية في الرؤية وفقدان للثقة بمن حوله، وشعور مضاعف بالهزائم، فقد كان تصوره الذهني أنه سيعود الى صنعاء على جناح طائرة وسيكون حاكماً مطلقاً في قدرته وسلطته للانتقام من الزعيم ومن الحركة الحوثية، ولم يكن يدور في خلده أن هذه الحرب التي يخوضها هي حرب بالوكالة ودوره فيها لا يتجاوز دور الكومبارس أو قطعة الشطرنج التي تتحرك على جغرافيا وفق إرادة اللاعب الحقيقي لا وفق إرادته، لذلك فالانتصار فيها لن يكون سهل المنال طالما واللاعب الحقيقي لا يريد الوصول الى القلعة أو الاقتراب منها، وحين أراد اللعب في مساحة الفجوة بين مصالح الإمارات والسعودية تضاعف عنده الشعور بالهزيمة فكان تشبثه بالسلطة وبالبقاء فيها هو الخيار الأخير الذي لن يجد له سنداً سوى تصريحات جوفاء من هنا أو هناك لا قيمة موضوعية لها، لأنها ترتبط بالمال السعودي الذي سيكون عاجزاً عن الاستمرار في شرائها.
لقد كان إعلان حكومة الانقاذ الوطني بمثابة الرصاصة الأخيرة في قلب هادي الذي يعاني من شلل الأمانة وفقدان الضمير، ذلك أن حكومة الإنقاذ هي الملاذ الحقيقي لليمن بعد أن فشلت كل مساعي السلام وبعد أن انهار اتفاق مسقط، وهي تستمد شرعيتها من القانون الدولي وإن كابر في عدم الاعتراف بها إلاّ أن القانون ينص على تشكيل حكومة إنقاذ وطني في البلدان التي تعاني من الاضطرابات والحروب كما أن شرعيتها الوطنية مستمدة من أطرها الدستورية ومن التأييد الجماهيري، وهو الأمر الذي تفتقده حكومة هادي.
هادي في رمقه الأخير يعيش جدل الهزائم النفسية والعسكرية والسياسية، وقد لا يتورع عن القيام بكارثة وطنية.. فانتبهوا.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)