الميثاق نت -
تحدثت مصادر دبلوماسية خليجية عن ما وصفته بـ "الصدمة " لدى الأجهزة الأمنية السعودية من المعلومات التي أعلنتها مصر عن محاولة لاغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي داخل الحرم المكي الشريف
وكان النائب العام المصري قد أصدر بيانا عن تحقيقات تجري حول محاولتي اغتيال تعرض لها الرئيس السيسي احداها في السعودية أثناء تأديته مناسك العمرة .
وقالت مصادر خليجية وسعودية لـ "بوابة القاهرة " ان التدفق المعلوماتي المصري في هذا الصدد به مبالغات شديدة لدرجة الحديث عن وقوع محاولة الاغتيال بالفعل وحدوث "دمار" لجزء من الحرم المكي ووقوع إصابات وهو شىء لم يحدث بالفعل .
وأوضحت المصادر انه اذا كانت هناك بالفعل تحقيقات فذلك وارد في ظل التهديدات التي تطال جميع الدول من الاٍرهاب ، مشيرة الى ان السعودية لم تطلع على كامل التحقيقات حتى الان .
في الإطار ذاته أعرب خبراء خليجيون عن صدمتهم من اعلان مصر من جانب واحد تفاصيل هذه العملية الخطيرة ، ورأوا انه كان يجب طبقا للأعراف السائدة اعلان مشترك أو متوازي من الجانبين لكن الإعلان من طرف واحد هنا ربما يشير الى أزمة بين الجانبين بشأن التحقيقات أو أن الجانب الآخر غير مقتنع بها .
وأوضحوا أن الإعلان المصري بهذه الطريقة وتعامل الاعلام المصري مع الحدث وإقحام أسم ولي العهد الأمير محمد بن نايف في محاولة الاغتيال سيكون له انعكاس سلبي على العلاقات المصرية السعودية المتأزمة أصلا لكون ذلك فيه تشكيك في الإجراءات الأمنية السعودية والوضع الأمني في الحرم المكي الذي تحرص المملكة على إظهاره بالشكل الجيد حتى لا تستغله دول مثل ايران في المطالبة بتدويل الحرمين الشريفين .
وقال هؤلاء ان الإعلان المصري كذلك يشير الى شراء المتهمين المواد المتفجرة من سوق يسمى "الكعكي" بمكة المكرمة وكأن المتفجرات تباع على قارعة الطريق بالمملكة التي تتعرض لارهاب منظم منذ فترة طويلة وتعمل بكل طاقاتها على تجفيف منابعه ومصادره، مشيرين الى تشكيك سعوديين في وجود سوق بهذا الاسم في مكة .
وتوقعوا ان تتكشف الكثير من المعلومات حول القضية خلال الأيام المقبلة خاصة أن البيان المصري لم يشر الى كيفية ضبط المتهمين وهل هم داخل السجون السعودية أم بمصر وأين سيحاكمون؟ .
وعلى الصعيد المصري قلل خبراء وسياسيون مصريون من تأثير كبير لتلك الخطوة على العلاقات المصرية
السعودية مستبعدين أن يكون الأمر متعلقًا بالمملكة السعودية أو من باب المراوغة؛ لأن الدولتين أمنهما القومي مرتبط ببعض.
وقال السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "توقيت إعلان النائب العام، نبيل صادق، عن مخطط ولاية سيناء لاغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي، هي محاولة لإثبات أن الرئيس لا يخشى أحدًا، وتأكيد على شجاعته لمواجهة كل المخاطر رغم صدمة البعض منها". واستبعد أن "يكون توقيت النشر الآن؛ بسبب الخلافات بين مصر والسعودية؛ لأن الأمر رهن التحقيق وتم الإعلان بعد تجلي الحقيقة كاملة".
وأوضح يسري، أن "محاولة الاغتيال إذا كانت حقيقية، فمن المفترض أن يتم محاكمة المتورطين فيها أمام المحاكم السعودية وليس أمام المحاكم المصرية". مع ذلك، بدا متشككًا تجاه محاولة الاغتيال المزعومة، قائلاً إنه "أثناء تأدية الرئيس مناسك العمرة، كان تأمين الحرم على أعلى مستوى، مما يؤكد أنه من الصعوبة حدوث أية محاولة للاغتيال".
وتابع: "الشرطة دائمًا تقوم بالقبض على مجموعة من المواطنين ثم تذيقهم ألوانًا كثيرة من التعذيب من أجل الاعتراف بأمور ليس لهم علاقة بها من أجل إغلاق القضية"، مضيفًا أن "هؤلاء المتهمين بهذه القضية ربما يكونون أبرياء ولا علاقة لهم بما حدث".
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن "الكشف عن مخطط الاغتيال الآن ليس له علاقة بزيارة رئيس وزراء إثيوبيا إلى المملكة العربية السعودية"، مرجحًا أن يكون سبب الزيارة من أجل الحصول على تمويلات
للانتهاء من بناء سد النهضة.
واستطرد: "ربما يكون سبب الزيارة أيضًا محاولة من الجانب الإثيوبي لإيجاد نقطة تلاقي بينهما للضغط على الرئيس عبدالفتاح السيسي".
في ذات السياق، قال النائب حسن عمر حسانين، أمين سر لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن : "السعودية تربطها علاقات قوى بمصر، وأن هذه التحقيقات لن تؤثر على علاقات البلدين، لوجود خطر حقيقي على الدولتين وخاصة أن محاولة الاغتيال الأولى كانت ستتم بالمملكة العربية السعودية وكان من ضمن المستهدفين أحد أعضاء الأسرة المالكة".
ولفت إلى أن "التحقيق أكد أن السيسي والأمير محمد نايف في صدر قائمة الاغتيال من الجماعات الإرهابية، فضلاً عن تعرض الحرم المكي لتفجيرات داخل الحرام، وهذا يثبت أن الدولتين في سياق واحد وهو تهديد أمنهما القومي".
واستبعد عضو بلجنة الدفاع والأمن القومي، أن يكون زيارة رئيس مجلس الوزارة إثيوبيا هايلي ماريام دسالني، إلى الرياض لها علاقة ببيان النائب العام أو إعلان اغتيال السيسي، مؤكدًا أن المملكة لن تمول سد النهضة؛ لأن أمن الخليج وخاصة السعودية وهو أمن مصر وأمن القاهرة هو أمن الرياض.
فيما رأى الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في الشئون الدولية بمركز للدراسات السياسية والاستراتيجية بـ
"الأهرام" أنه "من المستبعد أن يكون سبب نشر هذه المعلومات، الخلافات القائمة الآن بين مصر والسعودية".
وأكد أنه لا علاقة بين زيارة رئيس وزراء إثيوبيا للسعودية وبين الكشف عن هذا المخطط الآن، مشيرًا إلى أن هذه الزيارات من أجل توطيد العلاقة بين الجانبين السعودي والإثيوبي.
وأضاف أن السعودية تريد أن تكون لها الريادة في المنطقة، لذا تستقبل جميع المسئولين من جميع الدول.
وطبقا لبيان النانب العام كشفت تحقيقات النيابة العامة تفاصيل تعرض الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمحاولتي اغتيال خلال الفترة الماضية، لافتة إلى أن إحداهما كانت في السعودية والأخرى من ضباط شرطة مفصولين.
وذكرت التحقيقات تخطيط خليتين لاغتيال الرئيس السيسي، أثناء أدائه مناسك العمرة في مكة المكرمة، وكان أحد العاملين ببرج الساعة يدعى أحمد عبدالعال بيومي، فضلاً عن باسم حسين محمد حسين، ومحمود جابر محمود علي، عاملين بفندق "سويس أوتيل" ببرج الساعة بمكة المكرمة.
وأضاف البيان، أن المتهم أحمد بيومي، قائد الخلية الإرهابية بالسعودية، اعترف بتشغيله باقي المتهمين بناء على طلب سعيد عبدالحافظ أحمد عبدالحافظ، ورصد الرئيس السيسي المتهم باسم حسين محمد حسين، كما رصد مهبط طائرات الأسرة الحاكمة بالسعودية ببرج الساعة، واشتروا بعض المواد التي تدخل في تصنيع العبوات شديدة المتفجرات من سوق الكعكي بمكة المكرمة، وخزنوها بالطابق 34 بالفندق، معتقدين أن الرئيس السيسي سيقيم بالفندق في أثناء مناسك العمرة، بعد حجز الرئاسة في الفندق، وتركوا المواد المتفجرة حتى استهدافه في العام المقبل.
عن موقع بوابة القاهرة