محمد عبده سفيان -
< عام وأربعة أشهر مضت على بدء العدوان البربري الغاشم والحصار الجائر على وطننا وشعبنا اليمني من قبل آل سعود وحلفائهم من إمارات الخليج وأنظمة الشر العربي والعالمي واندلاع الحرب المجنونة التي تدور رحاها بين اليمنيين في عدد من المحافظات ومنها محافظة تعز التي عمد حزب الإصلاح وشركاؤه من الحزب الاشتراكي والتنظيم الوحدوي الناصري والجماعات السلفية المتطرفة والفار هادي إلى تحويلها من عاصمة ثقافية لليمن إلى ساحة مفتوحة لحرب ملعونة تهلك البشر والحجر وبؤرةً للجماعات الإرهابية والعناصر الإجرامية لاشعال نار الفتنة الطائفية والمذهبية والمناطقية في اليمن بدعم وتمويل من قبل آل سعود وإمارات الخليج مالياً وعسكرياً وإعلامياً تحت مسمى تحرير تعز من المجوس والروافض..
والمؤسف أن البعض من أبناء محافظة تعز الذين لا يرون أبعد من أنوفهم انطلت عليهم اللعبة فحملوا السلاح للقتال جنباً إلى جنب مع القوات الغازية التابعة لدول تحالف العدوان والمرتزقة الأجانب من شركتي «بلاك ووتر وداين جروب» الأمريكيتين والجماعات الإرهابية من أنصار الشريعة وتنظيمي داعش والقاعدة والجماعات السلفية المتطرفة وعصابات القتل والتقطع والنهب والسلب، والنتيجة الآلاف قتلوا وأصيبوا معظمهم من النساء والأطفال والآلاف شردوا من منازلهم وتدمير مئات المنازل والمحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة الخدمية والتعليمية والصحية والأمنية والعسكرية والأثرية والرياضية جراء الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية التابعة لتحالف العدوان السعودي والمواجهات المسلحة فأضحت مدينة تعز مدينة اشباح وأصبحت العديد من القرى في المديريات التي تدور فيها المواجهات المسلحة وتتعرض لقصف الطيران الحربي المعادي خالية من السكان..
عام وأربعة أشهر مضت والأرواح البريئة تزهق والدماء الزكية تسفك وجرائم السحل والذبح وتقطيع الأطراف ونبش القبور وحرق الجثث ونهب وحرق وهدم المنازل مستمرة في مدينة السلام وعاصمة الثقافة تعز وعدد من المديريات والتي كان آخرها ما حدث في قرى منطقة الصراري بمديرية صبر الموادم الثلاثاء الماضي من جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي على يد الميليشيات المسلحة من حزب الإصلاح والجماعات السلفية وتنظيم القاعدة التي اقتحمت المنطقة بعد حصارها لأكثر من أربعة أشهر باسم تحرير تعز؟!
آلاف المقاتلين تم حشدهم من أبناء محافظة تعز ومختلف المحافظات ومن تنظيمي القاعدة وداعش والجماعات السلفية المتطرفة والمرتزقة الأجانب والقوات العسكرية التابعة لدول تحالف العدوان وآلاف الدبابات والمدرعات والعربات والآليات العسكرية الحديثة والمتطورة وأطنان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر ومليارات الريالات التي تم ضخها من السعودية والإمارات وقطر لقيادات الميليشيات المسلحة الموالية للعدوان..
وحشدت السعودية والدول المتحالفة معها في العدوان مئات الطائرات الحربية والأباتشي والبوارج والسفن والزوارق الحربية من أجل ما أسموها «معركة تحرير تعز» وأكثر من عام وأربعة أشهر مضت وهم غير قادرين على تجاوز مناطق باب المندب وكرش وأطراف الوازعية وحيفان والمسراخ وصبر ومشرعة وحدنان والضباب والأحياء والحارات التي يسيطرون عليها في مدينة تعز، ورغم ذلك مايزالون مصرين على الاستمرار في إزهاق الأرواح وسفك الدماء والدمار والخراب رافضين كل المبادرات والوساطات لوقف نزيف الدم والتدمير وإحلال السلام في مدينة تعز وعموم المحافظة..
تُرى إلى أين ستقود تعز القيادات المغامرة والمتاجرة بأرواح الناس وممتلكاتهم وتلك الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة والإرهابية.. وأي مصير ينتظر تعز وأبناءها؟!