موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي - الرهوي يدشن امتحانات الثانوية العامة - 5 شهيدات في غارة لطيران المرتزقة المسير في تعز - صدور كتاب اكثر من (100) شخصية كتبوا عن الاعمال الكاملة للبروفيسور بن حبتور - الأمين العام يعزي الشيخ مبخوت البعيثي بوفاة شقيقه - منظمة دولية: لا مكان آمن في قطاع غزة - حماس ترد على بيان الدول الـ18 - صنعاء.. استمرار الحشود المليونية الداعمة لغزة - 34356 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
الجمعة, 11-مارس-2016
الميثاق نت -      أ٠د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور -
منذ الغزو الهمجي التي قامت به دول تحالف العدوان على اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية لم نشاهد في عدن والمحافظات الجنوبية سوى المزيد من المعاناة والأعمال الإرهابية المُرعبة وبقيت مدينة عدن مُنذ الإحتلال المباشر في يوليو 2015م مدينة يحكمها ويديرها ( الأشباح ) ، اذ لا يكاد ان يمر يوما الا بحدوث أكثر من جريمة بشعة لم تألفها عدن المسالمة ٠

سبق لي ان كتبت عدد من المقالات في هذا المضمار وسبق وان نبهت بحكم موقعي في قيادة السلطة المحلية بعدن آنذاك بان التكتيكات الخاطئة ستقود حتماً الى نتائج مُهلكة لمن سيقود عدن بعد انتهاء جولة الصراع العسكري بين الفرقاء السياسيين الذين إمتشقوا السلاح لحل خلافاتهم السياسية التي عجزوا كسياسيين في ان ينهوا الأزمة السياسية التي بدئت تعصف باليمن في مطلع فبراير العام 2011م في أحداث ما سُمي آنذاك بالربيع العبري او العربي سيان ، وما تلاه من تسويات عبر المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة التي حُددت بفترة عامين فحسب ، وما تلا ذلك من إجتهادات نرجسية في تفسير بنود المبادرة الخليجية لكي تخدم المُستفيدين من وجود الأزمة منذ بداياتها وأرادوها مقننة عبر بنودها التي نسي البعض ان الساحة اليمنية تَعج بالمتخاصمين الذين يستدعون الماضي بكل مآسيه لتوظيفه في لحظة المواجهة بين الفرقاء ، ولهذا ننصح بعدم تكرار خطاء لي عُنق الحقيقة مرة أخرى في وضع أية مقاربات لحل جذور الأزمة التي اوصلت اليمن الى ما هي عليه ، ووضع تصنيفات غير موفقة بتوظيف مفردات قد جرتنا مُنذ البداية الى مانحن عليه من تبعات ومآسي العدوان الخارجي الوحشي على اليمن ٠

ومن مُعطى المعايشة اليومية في عدن قبل إشتعال الفتنة الكبرى على مستوى اليمن تم تحشيد كل الطاقات بين فريقي الصراع في اليمن ، فكل طرف من طرفي المعادلة قد استدعى كل قواه السياسية والإجتماعية وحتى العسكرية والأمنية وبداء بالتحضير الجماهيري والدعائي للتعبير عن توجهه المستقبلي وكل فريق أصاب وأخطى في كل تكتيكاته لما قبل المنازلة العسكرية في أجزاء واسعة وعديدة من اليمن ، دعونا نقترب من مكوني الفريقين لتسهيل الإستنتاج المراد الوصول اليه من هذا التحليل ٠

الفريق الأول : –

يتكون من القوى السياسية الآتية : — أحزاب اللقاء المشترك وهم التجمع اليمني للإصلاح " الإخوان المسلمين " ، الحزب الناصري الوحدوي ، الحزب الإشتراكي اليمني ، وحزب الحق وأحد أحزاب البعث ، وهذا المشترك من الأحزاب استطاع ان يضم اليه أحزاب صغيرة نشأت بعد الأزمة مباشره على المستوى الوطني وكذا بضم عددٍ من فصائل عده من الحراك السلمي الجنوبي ذات النكهة الإشتراكية باعتبار ان معظم قيادات الحراك الجنوبي هم اما إشتراكيون لا زالوا منظمين تنظيمياً للحزب الإشتراكي او انهم قيادات سابقة بالحزب ٠

وفي اثناء التحضير للحرب وسعوا من تحالفاتهم العسكرية والأمنية لتشمل الحراك الجنوبي المسلح ومقاتلي الأحزاب السلفية ومقاتلي تنظيم القاعدة وداعش ، بالإضافة الى من تبقى من وحدات الجيش والأمن على محدوديتها العددية والتجهيزية لان المعسكرات قد نُهبت بأسلحتها الثقيلة والخفيفة من كل هذه القوى المتناقضة أصلاً ٠

الفريق الثاني : —

يتكون من أنصار الله ( الحوثيين ) بجناحيهم السياسي والعسكري بقيادة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي ، وحزب المؤتمر الشعبي العام ألذي يتزعمه الرئيس السابق / علي عبدالله صالح وحلفائه من الأحزاب الوطنية الأخرى ، يضاف اليهم قواهم الاجتماعية والقبلية ووحدات عسكرية كاملة وقادة وأفراد من مؤسسات الجيش والأمن الوطنيين الذي تعرضوا طيلة السنوات الماضية مابعد الأزمة السياسية الى إهانة الشرف العسكري اليمني المتكررة من قبل قيادات الاخوان المسلمين والرئيس التوافقي/ عبدربه منصور هادي من جراء سياسات التدمير المبرمج لتمزيق وهيكلة وتصفية المؤسسة العسكرية اليمنية الوطنية وقياداته العسكرية المُحترفة والمُؤهلة علمياً ٠

ومع بدء المعارك وقع طرفي النزاع العسكري والسياسي في خطأين قاتلين هما :

أولاً : — نزول مقاتلي أنصار الله واللجان الشعبية الى جانب وحدات الجيش والأمن الى مدينة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية ، ولكنهم إستدركوا في لحظة ما ذلك الخطأ وانسحبوا منها أو أُجبروا على الإندحار العسكري كما يَزعم خصومهم بالداخل والخارج ٠

ثانياً — ان إستدعاء قوات الدول الأجنبية بقيادة المملكة العربية السعودية للإعتداء على اليمن من قبل القيادة ( الرسمية )في اليمن ، بل والتنسيق المستمر مع تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين كان عملاً قاتلاً لهذا الفريق من الناحية الأخلاقية ، إذ لا زال هذا الفريق يقاتل بشكل موحد في جبهات المواجهة ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية في كلٍ من تعز ومأرب والجوف وميدي ، علماً بان هذا الفريق ينكر حدوث مثل هذا التنسيق المشترك الى ان جاء التقرير التلفزيوني من قناة ال BBC الذي بُث في 22فبراير 2016م وفضح ذلك التنسيق بينهم ٠ ومن خلال مشاهدة بانوراما الأحداث والحرب الدائرة رحاها في اليمن وهذا العدوان البربري غير المسبوق الذي ذهب ضحيته آلاف الشهداء والجرحى وتدمير البنية التحتية لليمن الفقير ، وفي ذات المشهد يُلاحظ المُراقب ، ذلك الصمود الإسطوري الذي يجترحه الشعب اليمني بجيشه ولجانه الشعبية المدافع ببسالة عن حياض الوطن وسيادته ووحدته ٠

فاليمن ودول الجوار لمجلس التعاون الخليجي لن ترى الأمن والسلام إلا بإتباع خارطة طريق واقعية مُفضية الى توطين الأمن والإستقرار في اليمن على النحو الآتي :

أولاً : اتخاذ قرار شُجاع بإيقاف العدوان وانهاء حالة الحصار غير الإنساني المفروض على اليمن ، والإفراج عن الأسرى من كلا الطرفين ، وللعلم انه وبعد قرابة العام من عدوان بربري وحشي لم تُحقق دول التحالف شيء يذكر مما أعلنته من أهداف عسكرية وسياسية منذ الأسبوع الاول والى الشهر الثاني عشر ، وتذكير المنظمة الدولية النائمة ( الأمم المتحدة ) بمسؤلياتها الاخلاقية تجاه المجازر التي يتعرض لها المواطنين العزل من اليمنيين ٠

ثانياً : الدخول في حوار سياسي مباشر وجاد بين الخصوم والفرقاء السياسيين اليمنيين ، والتركيز على قضية الشراكة السياسية الوطنية لإدارة شؤون الحكم والدولة وتضمين الحل السياسي القادم القضية الجنوبية باعتبارها محور هام في الأزمة اليمنية برمتها ٠

ثالثاً : يشمل الحوار غير المباشر بين اليمن والسعودية والتفكير الجدي بين طرفين يتشاركان في الجغرافيا والتاريخ ، وكون مناطق حدود التماس الآن تشهد قتالاً ضارياً بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وبين الجيش السعودي ومن جلبتهم من مجاميع مسلحة بمالها الغزير كي يدافعوا عن حدودها ٠

رابعاً : التفكير بشكل جدي في إلتزام أخلاقي لإعادة إعمار مادمرته الحرب من قبل المُعتدين ٠

خامساً : إحدى أهم ما تفضي اليه نتائج أي حوار سياسي هي المصالحة الوطنية الشاملة بإستثناء القوى الإرهابية التي لا تحمل أي مشروعاً سياسياً لليمن القادم ، مع وضع ضمانات ملزمة وحقيقية بعدم تكرار المأساة التي تعرض لها اليمنيين في هذه الحرب البشعة ٠

وما يتصل بمدينة عدن والمحافظات الجنوبية التي اصبحت في مُعظمها تحت سيطرة الجماعات المسلحة والجماعات الإرهابية وتُدار بالفوضى غير الخلاقة وتُقَاد هذه المناطق للمجهول ، وللتذكير فحسب للقارىء اللبيب ، حينما يتم التهديد العسكري المباشر للمواقع ( الرمزية السيادية ) للدولة كالمقر المؤقت للحكومة في فندق القصر بحي إنماء بضاحية المنصورة بعدن او المقرات الرئاسية بجبل معاشيق بضاحية كريتر عدن او التهديد المستمر للمسؤلين بالمحافظة المكلفين بأمن المواطن في المدينة ، ماذا نتوقع منهم بعد ذلك ؟ ٠

إن مَن لم يستطع حماية مقراته ومواقعه ( السيادية ) لن يستطيع مُطلقاً تأمين الحماية للمواطنين ، ومن ينتظر منهم شيء آخر فكأنما ينتظر المرء من السرابِ ماءٍ٠

عدن واليمن لن يفيدها أية حلول ترقيعية ولا صناعة أوهام النصر او الإحتماء لفريق محدد بظلال القوة الخارجية ، لا على الإطلاق فعلينا ان نثوب الى رُشدنا ٠

ان الأزمة الحالية في اليمن ليست أزمة أمنية ولا دينية ولا مذهبية بل هي أزمة سياسية بامتياز وان أي خروج عن هذه القاعدة ما هو إلا مضيعة للوقت وإهدار لأرواح ودماء اليمنيين من كلا الطرفين ، ومزيداً من إذكاء روح الكراهية بين اليمنيين من جهة ومحيطهم العربي في الجزيرة العربية من جهة أُخرى ، وإستمرار الحرب يجعل شراراتها ولهيبها تقترب من عواصم عربية كالرياض وابو ظبي والدوحة وهذا سيناريو محتمل حدوثه وتحبذه الدوائر الإستخبارية في الدول التي بشرتنا ذات يوم بالفوضى الخلاقة ولمصلحة الكيان الصهيوني ٠

وفوق كل ذي علمٍ عليم

رئيس جامعة عدن – محافظ مدينة عدن السابق

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)