موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الطاهري رئيسا لشرطة (همترامك الامريكيه) - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35091 - 360 ألف نازح من رفح خلال أسبوع - توجيهات رئاسية بتقديم كافة التسهيلات للقطاع الخاص - مساءلة برلمانية وإجراءات قانونية ضد 4 وزراء - فريق من الصليب الأحمر الدولي يزور طاقم "جلاكسي" - أمريكا.. متظاهرون يُغلقون جسر مانهاتن للمطالبة بوقف الحرب على غزة - بدء فعاليات المهرجان الوطني الأول للمانجو اليمني - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى أكثر من 35 ألفاً - 4 شقيقات يغرقن في وادي الجنات -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 01-مارس-2016
محمد علي عناش -

جميل أن يكون للحب عيد يُحتفى به، وجميل أن يحتفل العالم بعيد الحب، وينزل الناس الى الشوارع ويطلقوا الألعاب النارية ويتبادلوا الزهور والورود، كما احتفلوا بعيد رأس السنة وبوداع آخر ساعة من عام مضى واستقبال أول ساعة من عام جديد يتمنون فيه النجاح والسعادة وأن يكون عامراً بالأفراح والحب، لأن الحب أسمى مشاعر الإنسان،
هو حالة نقاء وتطهر وحالة إنسانية محضة ليس لها حدود وحواجز، لا تستهلكها أبعاد الجغرافيا ولا تنتهي عند الاختلاف في العقيدة والمذهب والعرق والطبقة، الحب هو الهوية الحقيقية للإنسان الكوني، وهذا ليس ترفاً أو حالة مثالية، وإنما أمر حتمي كي يختفي الصراع ويتحقق الأمن والسلام وتُصان الحقوق وتُحترم..
لكن أين هذا الحب مما يحدث على هذه المعمورة من كوارث وحروب ضد الإنسانية وانتهاكات صارخة للقوانين والمواثيق الدولية وحق الإنسان في الحياة.. هذا العالم الذي يحتفل بعيد الحب، لماذا لا يترجم مشاعره الى مواقف وسلوك إنساني، ويتأسى على ما يحدث لليمن واليمنيين من جرائم يندى لها جبين الإنسانية، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً؟ لماذا يصمت على بغي وعدوان سافر، ويختفي حبه وتسقط مشاعره وأحاسيسه؟
ومن السخافات أن بعض دول تحالف العدوان احتفلت بعيد الحب وبعيد رأس السنة،
في نفس الوقت الذي كان فيه طياروها يقصفون المدن اليمنية ويرتكبون جرائم بشعة بحق الإنسان اليمني أرضاً وإنساناً، في قمة التناقض الروحي والأخلاقي والانشطار في الوعي والضمير، فاحتفال هؤلاء هو احتفاء بالجريمة وانتشاء بالدم اليمني الذي يراق بغياً وعدواناً، وبمعالمها التاريخية التي تدمر بحقد دفين وحقارة لا حدود لها، هم يؤكدون بذلك أنهم حالة بشرية مسخة، وأن أرواحهم شيطانية لا مكان للحب فيها، وعقولهم صَدِئة غير قابلة للارتقاء والتحضر، كما أن الصمت العالمي تجاه الجريمة الدولية في اليمن، هو صمت جبان ومشين، يؤكد أن العالم يعيش بلا أخلاق وضميره ميت ومثقوب، هذا ما تشير اليه وتؤكده مئات الأسر اليمنية التي أُبيدت بكاملها بصواريخ تم قذفها من عنان السماء، وعشرات الآلاف من القنابل العنقودية التي صُبت على رؤوس اليمنيين على مرأي ومسمع العالم، نعم من حق العالم أن يحتفل بعيد الحب ويبتهج بعيد رأس السنة وبطريقته الخاصة، المهم أن يكون الحب موجودا ومجسداً في ضمير وسلوك البشرية،
لكن ليس قدراً على اليمنيين أن لا يجدوا فسحة من الوقت كي يحتفلوا بعيد الحب، كون لحظاتهم صارت كلها أحزاناً ومآسي، وأن العدو الغاشم لم يتح لهم أن يفرحوا، فصالات أفراحهم ومخيمات أعراسهم استهدفها طيرانه بصواريخه الإجرامية.. وليس قدراً على اليمنيين أن يودعوا آخر ساعة من العام الماضي بغارات وصواريخ ومجزرة بشعة، ويستقبلوا أول ساعة من العام الجديد بغارات ومجزرة أبشع، لكنه العالم الذي صار بلا أخلاق، صار بورصة كبيرة لتجار السلاح ومافيا النفط وعصابات الإرهاب وكهنة السياسة والدين وتجار المواقف، والثمن باهظ هو هذا الذي يحدث في اليمن، كما يحدث في سوريا والعراق، ففي هذه البلدان يذبح الإنسان وتدمر حضارته، حضارة سومر وبابل وسبأ ،كي يولد داعش وتقام أسواق نخاسة، ومهما مرت السنوات سيبقى الأثر في هذه البلدان شاهداً على الجريمة ولحظة انحطاط العالم..
كنا نعتقد أن البشرية تمضي الى الأمام في سلوكها، وأنها تعيش حالة نضوج مستمر، وأن منجزات العصر وحضارته ليست فقط ثمرة تطور وارتقاء عقل الإنسان وتفكيره، وإنما أيضاً ثمرة ارتقاء الأخلاق والقيم، وثمرة مبادئ وقيم الأديان،
وثمرة من ثمار الثورات العالمية الكبرى، لكن العدوان السافر على اليمن من قبل تحالف دولي تقوده أبلد دولة في الوجود، دولة هي عدوة للحياة والتحضر والعلم والعقل، دولة مايزال علماؤها ينكرون أن الأرض كروية، دولة دستورها يحرم قيادة الفتاة للسيارة ويعتبر صوتها عورة، دولة تدرس أولادها في المدارس أن عصر السلف خير من عصر العلم والتكنولوجيا، وأن الديمقراطية والانتخابات والحزبية حرام وبدعة، دولة تعدم معارضيها بقطع رقابهم بحد السيف، كشف أن العالم مفلس وبلا أخلاق ،
وأن جريمة العدوان على اليمن أسقطت الأديان والثورات ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعرَّت العقل الكوني الذي لايزال هاجسه استعمارياً ونفعياً يتاجر بأرواح بني البشر مقابل تدفق النفط والمليارات الى خزينته..
وعلى الرغم من كل ذلك، الا أن اليمنيين يحتفلون بعيد الحب منذ أكثر من 335 يوماً، بطريقتهم الخاصة، بصمودهم وثباتهم، وانتصاراتهم اليومية في ميادين العزة والشرف، بحبهم لوطنهم وولههم بهذا الثراء الطاهر، لذا يستبسلون في الدفاع عن الكرامة والسيادة والتاريخ العريق، ويلقنون العالم درساً في الأخلاق والصمود والحب، ويزفون شهداءهم بالمواكب والزغاريد ويحتفظون بأحذيتهم لأن متاحف العالم ستطلبها يوماً ما.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)