موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجيديع يعزي بوفاة الشيخ محمد الضبياني - حصيلة شهداء قطاع غزة ترتفع إلى 34454 - الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي - الرهوي يدشن امتحانات الثانوية العامة - 5 شهيدات في غارة لطيران المرتزقة المسير في تعز - صدور كتاب اكثر من (100) شخصية كتبوا عن الاعمال الكاملة للبروفيسور بن حبتور - الأمين العام يعزي الشيخ مبخوت البعيثي بوفاة شقيقه - منظمة دولية: لا مكان آمن في قطاع غزة - حماس ترد على بيان الدول الـ18 -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 24-فبراير-2016
زعفران علي المهنا -

كان هناك داخلي شعور بأني تمكنت من اداء رسالتي كزوجة وأم ومربية ومدربة وإعلامية صاحبة رسالة طوال الاربعة والعشرين عاماً الماضية.. خُيّل إليّ ان كل ماتبقى هو ان تقدم خبرتك على طبق من ذهب لكل من احتاج استشارة او خانه التفكير في إدارة الوقت او طرق التفاوض او وسائل الاتصال والتواصل.. لكنني الآن وفي هذه اللحظة اكتشفت أنني مازلت في اول الطريق فمازال امامي الكثير الكثير من العمل لإيصال الرسالة.
لذا أنا في قمة حزني أمام ماحدث لي اليوم فبعض الانباء والمواقف الحزينة ترسم على وجوهنا ابتسامة يصاحبها دهشة او صدمة لكنها....!! بالاخير ابتسامة بصمت وهدوء كثير..
بهذه الحالة دخلت على جارتي العزيزة والقريبة من قلبي أجر ابتسامتي كما أجر جسدي وارتميت على اقرب كرسي في تلك الغرفة كسرت حاجز الصمت سريعاً بالترحيب وسؤالها لي: ها كيف الاختبارات وكيف شفتِ الطالبات..؟
أخذت نفس عميق لأسابق به دموعي لكن دموعي سبقت نفسي وأنا احدثها أيعقل ان يحدث هذا؟! ولماذايحدث هذا...؟!
كبرنا وغادرنا أسوار المدرسة وخلفنا مقاعدنا الخشبية وقد نحتنا عليها آمالنا بأن نخرج ونقتل الثور الاسود فاكتشفنا أننا مازلنا جميعاً بأطفالنا الثور الابيض..
أيعقل ان الثور الابيض في كل مكان حتى على تلك المقاعد الخشبية التي غادرناها بوعد هو القضاء على الثور الاسود؟
ردت بدهشة وعيناها تستجمعان قواهما (آووووه ياعزيزتي هو إنت لسه شفتي حاجه فين كنت عايشة)
وسألتني بصوت خافت ماالذي اكتشفتيه في الامتحانات.. هل كان صعباً على البنات ...؟
كررتها لها بقولي البنات البنات والامتحانات والثورالابيض والثور الاسود والخوف والمجهول كل هذا كان في تلك العيون البريئة داخل اللجنة لذا قمت سريعاً بالغناء.. ضحكت جارتي وسألتني بتعجب وايمان منها بعدم امتلاكي لصوت جميل: غنيتي ...!!!
أجبتها: نعم ...غنيت لهن اغنية لم أتوقع انها محفوظة في مخيلتي ماوجدت نفسي إلا وانا اغنيها لهن... حتى يشعرن بالامان بالحنان .
فأرعبتني تلك اللمعة البريئة في أعينهن المليئة بالامل لدرجة اني احسست بأنهن اسهبن في الكتابة والاجابة وهن يرددن الاغنية ومضيت انا لذهولي كيف نقيس بأن الجهل انتهى بتلك الاسئلة وكيف نعتبر هذا هو مؤشر محو الامية؟
ردت جارتي وهي شاردة الفكر هذه هي وستظل الآلية للتنقل بين المراحل التعليمية للطلاب.
غصت الحروف بحلقي وانا ارد عليها: لنحملهم في المستقبل ذنباً ليس ذنبهم سوى انهم حفظوا قصة الثور الابيض.. اي تنقل ياجارتي العزيزة وهو محفوف بخوف وليس فهماً يشوبه الرعب وليس الامان كله مجهولاً، جميعهن ينتظرن معجزة تجعل الرقم المخصص للنجاح حليف كل واحدة منهن وليس الفهم .
حاولت ان تخفف من حدة النقاش بردها: طيب لما غنيتي حصل شيء تغير شيء؟
رددت آآآه ياوجعي
فردت: من هذا الوجع لم تملكي لهن وسيلة مساعدة سوى الغناء هيا أسمعيني ماذا غنيتي للبنات...!!!? ساعتها وقفت وقلت لها عليَّ ان أمضي، أصرت وأصرت وأصرت أن اسمعها الاغنية، مضيت مسرعة وانا ادندن بالاغنية وهي تتبعني ضاحكة وتدعو بأن يجعل الله لنا مخرجاً من هذا الوضع والتفت اليها عند الخروج لأختم لقاءنا فسبقتني بقولها: أنا يمني وأحب وطني، وأردفت بقولها ليلة آمنة بعيدة عن وجع الموت الذي يستهدفه العدوان البربري.. ولانامت أعين الجبناء.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)