|
|
|
حاوره/فيصل الحزمي - قال نائب وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله الحامدي إن الإحصائيات الأولية تؤكد تعرض (66) مدرسة في صنعاء وحجة وإب للقصف المباشر من العدوان السعودي.
وتوقع أن يرتفع عدد المدارس المتضررة بشكل مخيف معظمها في محافظة صعدة.
موضحاً أنه من الصعب جداً في هذه المرحلة حصر الأضرار التي طالت المؤسسات التعليمية في ظل استمرار العدوان الغاشم وانقطاع التيار الكهربائي وأزمة المشتقات النفطية.
وأكد الحامدي في حوار مع صحيفة «الميثاق» أن وزارة التربية وجهت مكاتب التربية في المحافظات والمديريات بإجراء حصر أولي للأضرار، ونوه نائب وزير التربية الى استمرار تعليق الدراسة في جميع المحافظات المتضررة، وقال: إن الوزارة لديها خيارات عدة في حال ا ستمر العدوان.. التفاصيل في الحوار التالي:
♢ بداية كيف تقيمون الوضع التربوي في الجمهورية اليمنية في ظل العدوان على البلاد؟
- قبل الحديث عن الوضع التعليمي في اليمن اعتقد أن الاعتداء على منزل الزعيم علي عبدالله صالح الذي سلم السلطة طواعيةً حقناً لدماء اليمنيين وحفاظاً على كل ما أنجزته الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 اكتوبر وسلم السلطة قبل أن تنتهي فترة رئاسته.. والاعتداء عليه في الفترة التي تسبق الهدنة التي ذكرها وزير خارجية السعودية تعكس أن هذا العدوان لم يستطع أن يحقق أهدافه، ثم أن الاعتداء على شخصيات ورموز الوطن يعد انتهاكاً لكل المواثيق والأعراف الدولية، ونحن ندين بشدة استهداف منزل الزعيم الصالح لأنها سابقة خطيرة في الحروب.. وباعتقادي أن العدوان لا يريد الحوار ولا يريد بناء اليمن، واليوم حينما يستهدف هذا الرجل الوسطي ورمز اليمن وباني نهضته الحديثة الرجل الذي قدم العديد من المبادرات لحقن الدم اليمني.
أما التعليم هذه الأيام فمعلق في معظم محافظات الجمهورية نتيجة تعرضها للقصف على مدار الساعة، وبالتالي لا تسير الدراسة بشكل منتظم باستثناء بعض المحافظات والمديريات، وكذا الأرياف التي تسير فيها الحياه بالحد الأدنى، أما على مستوى المدن الرئيسية مثل صنعاء وتعز وعدن وصعدة ولحج وإب وأبين وشبوة ومأرب وحجة والحديدة والجوف.. الخ المدن التي يستهدفها العدوان الغاشم فالدراسة فيها متوقفة.
تعليق الدراسة
♢ قررت وزارة التربية والتعليم استمرار تعليق الدراسة في المحافظات والمديريات غير المستقرة.. هل من جديد بهذا الشأن؟
- طبعاً ربما 50% من أبنائنا الطلاب والطالبات في المناطق الآمنة بدأوا هذا الاسبوع عملية اختبارات النقل، وبالتالي سيكون هناك انهاء حوالى 50% من الطلاب عامهم الدراسي قبل تاريخ 20 مايو الجاري بالنسبة لاختبارات النقل، أما المدارس التي تقع تحت طائلة القصف فإن الدراسة معلقة ضماناً لسلامة الطلبة والطالبات، ومن الصعب جداً تحديد كم سيستمر هذا التعليق لأن القضية مرتبطة بعدوان، وطالما استمر العدوان سيستمر تعليق التعليم.
♢ يتردد عن توجه وزارة التربية والتعليم لاعتماد نتائج النصف الأول من العام الدراسي .. ما صحة ذلك؟
- هذه معلومات غير صحيحة على الاطلاق حتى إذا ما استمر القصف، فهناك معالجات أخرى، ولكل حادث حديث، وكما نحن حريصون على سلامة أبنائنا الطلبة نحن أيضاً حريصون على سلامة التعليم إذا كانت بعض المدارس لم تدرس من مقرر الفصل الثاني سوى 10%، فلابد أن يدركوا أن كل المقرر الدراسي للسنوات المتتالية مرتبطة بالتي قبلها ومن الصعب جداً أن تنقل الطالب من صف دراسي الى آخر وليس له أي خلفيات تعليمية حول مقرر السنة الماضية.
يجب استعادة الكتب
♢ في اجتماع مجلس الوكلاء الأخير شدد اللقاء على ضرورة استعادة الكتب المدرسية من الطلاب للاستفادة منها والبعض اعتقد أنه توجه لدى الوزارة لاعتماد نتائج النصف الأول .. كيف تفسرون ذلك؟
- نحن أعطينا أولوية لطباعة منهج الصف الأول والثاني والثالث أساسي، بالإضافة الى تاسع وثالث ثانوي ثم أعطينا أولوية للعجز لذى كان بالعام المنصرم والسبب يعود للإمكانات المالية الواضحة في البلد والحصار الجائر المفروض على اليمن جواً وبحراً وبراً وعدم توافر الورق، وبالتالي نحن وجهنا هذه الدعوة مبكراً ضمن إحساس وطني وعلى كل المناطق التعليمية والمحافظات أن يستعيدوا الكتب من الطلاب حتى يستطيع أبناؤنا في العام القادم أن يدرسوا بهذه الكتب.
لا يكفي لتسيير عملية الامتحانات
♢ بالنسبة للاعتمادات المالية الخاصة بالامتحانات هل هي متوافرة ومحجوزة أم أنكم ستواجهون مشكلة في الحصول عليها؟
- حتى الآن هناك وعود بأنها ستصرف ولكن لم يصرف منها حتى الآن سوى جزء بسيط جداً لا يكفي لتسيير العملية الاختبارية والسبب طبعاً هو العدوان الذي جعل كل شيء معلق.
♢ هل لديكم إحصائية أولية بعدد المدارس والمؤسسات التعليمية التي تعرضت للقصف وما حجم الأضرار؟
- ما وصل الينا من بعض المحافظات والمديريات التي تعرضت للقصف سواء في أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء وعمران وحجة هو (66) مدرسة ولكن الكثير لم يصل حتى الآن بسبب الارتباط بالكهرباء والمواصلات وبإيقاف العملية التعليمية برمتها وما أبلغنا هو (66) مدرسة تعرضت للقصف ما بين تدمير كلي وجزئي.
♢ هل الإحصائية التي ذكرتها حول المدارس التي تعرضت للقصف من ضمنها مدارس محافظة صعدة؟
- لا.. هذه الإحصائية (66) مدرسة من محافظات محدودة جداً، وأتوقع أن يرتفع العدد بشكل كارثي وحتى الآن ليس لدينا إحصائيات متكاملة.. العدوان يقصف ويدمر ويقول إن اليمنيين «الحوثيين دمروا المدارس» وهذا كلام غير صحيح، نحن وجهنا مكاتب التربية أن يقوموا بحصر كافة المنشآت التي تأثرت او استهدفت أو دمرت من هذا العدوان ونحن على ثقة بأن المعتدي سيدفع تعويض ما دمره أضعافاً..
لدينا سيناريوهات كثيرة
♢ ماذا عن موعد امتحانات الثانوية العامة؟
- لا قرار حتى الآن.. اليوم نحن نعيش تحت عدوان.. وأي قرار يتخذ سيكون قراراً مرتجلاً.. لدينا سيناريوهات كثيرة إذا ما توقف العدوان قريباً أو بعد شهر أو حتى إذا ما استمر فلدينا خيارات عديدة ندرسها ومنها فكرة التعليم في الطوارئ، ولذلك لا نريد أن نصدر قرارات لمجرد أن أولياء الأمور يريدون أن يطمئنوا على مستقبل أبنائهم ليست لدينا مشكلة.. اليوم الدفاع عن الوطن والصمود والثبات هو أولوية قبل تحديد موعد الاختبارات أو الدراسة.. ومع ذلك لدينا سيناريوهات كثيرة تخدم مصلحة التعليم والطلاب.
لم يحققوا أهدافهم
♢ لاشك أن العدوان أثر بشكل أو بآخر على نفسيات الطلبة وخاصة في المدارس التي طالها القصف.. ما الذي ستقوم به وزارة التربية والتعليم حيال هذا الأمر؟
- بالتأكيد اليوم طلبتنا وخاصة صغار السن سيحتاجون الى فترة من التأهيل لاعادة استيعابهم لحياتهم الطبيعية، لأن هذا العدوان ظالم جداً ولم يكن متوقعاً من دولة شقيقة وخاصة وأن فيها الحرمين الشريفين وفيها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين ويشار اليها بأنها تمثل الإسلام بصورته الروحية أن تقوم بهذا العدوان الذي لم ترتكبه حتى اسرائيل عندما قصفت غزة، فالجارة السعودية استهدفت حتى المقابر، وهذا يبين مدى الحقد الدفين الذي تكنه الجارة لليمن، والمعركة لا علاقة لها بما يرفعه المعتدي على بلادنا ولكن واضح جداً أن الغرب الذكي وأنا اسميه الذكي الذي يعتمد على اتخاذ قراراته ومواقفه على أبحاث ودراسات وجد أن هذه الدول لديها تكدس مالي كبير يصل الى أكثر من (3) ترليون دولار في بنوكهم وهي بحاجة أن تعمل تغييراً كبيراً في سياسات تلك البلدان، وأنا لا اعتقد أن الغرب يستهدف ضرب اليمن لكنه يحتاج الى استبدال الخارطة في الخليج والمملكة السعودية لكي يغير الأنظمة ويستولي على تلك الأموال بالكامل، وهذا هو الجزء الأساسي والاستراتيجي لأنه حينما تتغير الأنظمة يقوم الغرب بمصادرة جميع أموالها كما حصل في أكثر من دولة عربية والتاريخ يكرر نفسه، هذا هو الهدف الاستراتيجي البعيد من منظوري، أما الهدف الاستراتيجي القريب هو أن الركود العالمي الذي حصل بحاجة الى أن تحرك تلك الدول مصانعها وهي بحاجة الى أسواق لذلك ومن تلك الأسواق سوق السلاح، وحينما ترى الآن أن السعودية انتهى مخزونها من السلاح، والآن مطلوب أن تشتري من الولايات المتحدة الامريكية والدول التي تدعمها بما يساوي (150) مليار دولار أسلحة، وكذلك دولة قطر تشتري طائرات رافار الفرنسية بما يساوي ربما (50) مليار دولار، ضف الى ذلك ما تمنحه السعودية لتلك الدول مقابل الموافقة على قصف اليمن.. والغرب كما هو معروف عنه لا يهمه ما تشاهده اليوم من استخدام مفرط وغير مبرر في الاعتداء على اليمن وشعب بأكمله محاصر لا كهرباء ولا ماء ولا مشتقات نفطية، ولا مواد غذائية، واليوم هناك احتمال أن تتوقف الأفران عن إنتاج الخبز والمستشفيات عن تقديم خدماتها الطبية في معظم أراضي الجمهورية حضراً وريفاً.. وأخيراً يطل العسيري ويطلب من أبناء صعدة المغادرة.. يطلب من مليون نسمة أن يغادروا أرضهم لكي يحرقها وينهيها.. إن هذا إلاّ استبداد وجبروت واستعراض للقوة.. هذا العدوان سيترك شرخاً كبيراً بين الشعب اليمني والسعودية والشعب اليمني ينتظر أن يكون للشعب السعودي وشعوب المنطقة تدخل وموقف، لأن هذه جريمة حرب وجريمة إنسانية، واليوم رأيناهم يروجون لعملية جديدة أطلقوا عليها اسم «ثأر نجران».. غضبوا من ردة فعل القبائل اليمنية المجاورة للحدود السعودية عندما ثأرت لنفسها وردت بعد أربعين يوماً رداً معيناً.. هذا استفزهم ولم يتحركوا وهم أكثر من أربعين يوماً يقصفون اليمن ويقتلون الأطفال والنساء ويدمرون البنية التحتية للبلاد دون أن يحققوا أهدافهم التي أعلنوها في عاصفة الحزم أو إعادة الأمل أو ثأر نجران فلم تحقق شيئاً بل زادت الشعب اليمني صلابة ووحدة، والأكثر خطورة من العدوان هم المرتزقة الفارون الذين ذهبوا يتسولون في الرياض مقابل تأييدهم العدوان.
اتوقع ارتفاعه بشكل كبير
♢ ذكرتم في تصريح سابق أن حوالى (2) مليون طفل في سن التعليم خارج المدرسة.. كيف تقرأون هذا الرقم الكبير وأبعاده مستقبلاً على أمن واستقرار اليمن؟
- ذلك الرقم كان قبل العدوان أما الآن تخيل كم سيرتفع.. اليوم أسر كثيرة فقدت من يعولها، وهناك أسر فقدت معظم أبنائها، الأرقام ستتضح بشكل كبير بعد انتهاء العدوان، وأنا أتوقع ارتفاع الرقم بشكل مخيف.. هذا الوضع الذي شرد الكثير من المواطنين من أعمالهم .. توقفت الأعمال، وعندما تجد بعض المنظمات تتحدث عن ثلاثة ملايين مواطن يمني فقدوا أعمالهم بسبب العدوان تصور كم أطفال لهذا العدد، ومن الطبيعي أن معظم هؤلاء سيكونون خارج المدرسة بسبب الظروف الاقتصادية وبسبب الفقر.. وهكذا نجد العدوان السعودي ينفذ أجندة أمريكية صهيونية، وهو مشروع غربي كبير جداً لصالح أمن اسرائيل.. هذه الدولة التي اغتصبت أرضاً مساحتها عشرة آلاف كيلو متر مربع من الأراضي العربية لا يمكن أن تعيش في أرض مساحتها (15) مليون كيلو متر مربع وبين شعب عربي واحد من اليمن الى المغرب من الخليج الى المحيط لا يمكن أن تعيش هذه الدولة الا إذا توافر لها الأمن.. الآن كل المخطط ومراكز الدراسة تقول: إن أمن اسرائيل سيتحقق عندما يتقاتل العرب تحت كل المسميات المذهبية والمناطقية والطائفية والعشائرية وتشكل بعد ذلك في هذه المساحة دويلات بحجم اسرائيل أو أقل بحيث تكون دويلات صغيرة، لا تشكل خطراً على أمن اسرائيل .. السعودية هي ضمن الدول العربية المستهدفة من التقسيم، وحرب اليمن ربما تؤدي الى تفكك السعودية الى دويلات حسب استراتيجية إسرائيل الكبرى.
لا يوجد أي مبرر للعدوان
♢ بالعودة الى الحديث عن مليوني طالب في سن التعليم خارج المدرسة وما يشكله هذا الرقم من خطر على أمن اليمن مستقبلاً ما هو الدور المعول على وزارة التربية والتعليم في استعادة ما يمكن منهم الى المدرسة؟
- ربما يتضاعف الرقم وهذا يشكل خطراً كبيراً.. سيدفع ثمنه ليس اليمن فقط بل المنطقة وربما العالم.. لاشك سيشكل خطراً على السعودية وما لديها من الامكانات المالية الكبيرة جداً كان بإمكانهم أن يدعموا اليمن بجزء بسيط يحقق الأمن والاستقرار له، وبطبيعة الحال فإن السعودية ليست ملكاً للسعوديين ولا اليمن ملك لليمنيين فقط. الأمة العربية تملك هذه الأرض كلها وبالتالي اليوم هذه الثروة عادت بالوبال على أبنائها ويستخدمها الغرب مقابل بيع الأسلحة ليدمر بعضنا البعض..أمامك ليبيا والعراق وسوريا واليمن جميعها تدمر بأيدي أبنائها العرب ومجهود حربي كبير تموله السعودية، واليوم تعتدي بكل بجاحة على شعب لم يعتدِ عليها وكان يكن لها كل الاحترام قبل العدوان بحكم الجوار..
العدد سيتضاعف
♢ هل لديكم تواصل مع شركاء التعليم والمانحين والمنظمات الدولية المهتمة بالتعليم لوقف العدوان.. وما هو الدور المعول عليهم؟
- نعم لدينا تواصل مع كل شركاء التعليم سواء في البنك الدولي أو اليونيسف والشراكة العالمية، ونتواصل معهم عبر الاتصال الهاتفي وكان هناك ثلاثة لقاءات ستتم في عمان ودبي ضمن عملية للوقوف على ما أحدثه هذا العدوان، وفي حالة توقف العدوان اعتقد أن هذه المنظمات ستعود لمزاولة عملها في اليمن كي تسهم معنا في إعادة الترميم والتأهيل سواء للمباني أو تنفيذ برامج لتأهيل الطلاب وبرامج لإعادة الجزء الأكبر من المتسربين من التعليم بسبب الظروف الاقتصادية أو نتيجة تشردهم من منازلهم ومن مدنهم، ولاشك أن العدد سيتضاعف.
ليس هناك أرقام واضحة
♢ لوحظ مؤخراً وبشكل كبير تجنيد الأطفال دون سن (18) سنة ووفقاً لإحصائيات اليونيسيف فإن اليمن هي من أكثر الدول في الشرق الأوسط تجنيداً للأطفال.. برأيكم ما هو سبب ذلك وما هي مخاطره مستقبلاً؟
- كل عملية تمس الأطفال ومخالفة لحقوق الطفل طبعاً هي مدانة ونرفضها ولكن ليس لدينا معلومات حقيقية عن هذا الرقم على الاطلاق، ولا نريد أن نتعامل مع أرقام يتداولها الإعلام وهي غير رسمية مع ذلك يبقى الاعتداء على حق الطفل سواء أكان بالتجنيد أو العمل أو الزواج المبكر هي جميعها مخالفة لحقوق الطفل ويجب تصحيح هذا الوضع نأمل أن تكون هناك أرقام حقيقية وواضحة حتى نستطيع أن نتخذ على ضوئها قرارات.
يجب حماية حق الطفولة
♢ يتردد أن بعض المدارس الأهلية تقوم بتعبئة الطلاب تعبئة حزبية طائفية ومذهبية ومناطقية .. هل بلغكم هذا الأمر؟
- ليس لدينا أية معلومات في هذا الجانب ولم نتلقَ أي شكوى من هذا القبيل ونحن في وزارة التربية والتعليم نرفض اية تعبئة مذهبية أو حزبية لأن طلاب المدارس من الصف الأول الأساسي وحتى ثالث ثانوي بمعايير المنظمات الدولية ومعايير السن، فهم أطفال ولذلك يجب حماية حق الطفولة وتجنيب الطلاب من كل الممارسات الحزبية والمذهبية والطائفية إن أردنا أن نبني يمناً قوياً موحداً بعيداً عن كل شيء، وعندما يتجاوزون سن التعليم ويلتحقون بالجامعات من حق كل فرد أن ينتمي الى أية جهة مؤسسة حزبية أو مدنية لأنه حر في تصرفاته طالما أن هذا الانتماء يخدم اليمن ولا يضر بالوطن والمواطنين.
مقدرات الشعب دمرت
♢ ما مدى الرقابة على التعليم الاهلي والخاص والى أي مدى أثرت الأزمة الماليةالتي شهدها اليمن منذ عام 2011م على عمل التقييم والمتابعة؟
- الكارثة الكبرى التي مست ليس اليمن فقط بل المنطقة العربية هو تنفيذ المخطط الذي بدا في عام 2011م باسم الربيع العربي وهو بالأصح يفترض أن يطلق عليه الربيع الغربي لأنه لا علاقة له فينا فلو كان ربيعاً عربياً يفترض أن يكون مثمراً ومزهراً، لأن الربيع تبدأ فيه الحياة تتجدد وتهطل الأمطار ولكن ماذا خلف ذلك الربيع، وتلك المؤامرة في منطقتنا العربية؟.. ترك خريفاً وشتاءً قارساً دمر المنطقة والقيم العربية وجعل مستقبل هذه الأمة خطيراً جداً وربما يستمر تأثيره لسنوات وعقود طويلة من الزمن ففيه زرعت البغضاء والكراهية والمناطقية والمذهبية وهي كانت البداية وما وصلنا اليه اليوم هو امتداد لذلك المخطط الذي لم ينجح في اليمن ولم يستطع أن يحقق أهدافه في هذه الأرض فأوكلت المهمة للجارة السعودية لتقوم نيابة عن الربيع العربي.. لأنه ليس هناك مبرر لهذا العدوان وحكاية أنك تعيد الشرعية فهذا أمر لا يخص السعودية هو شأن داخلي ويفترض أن يبقى عبدربه منصور هادي في اليمن ونختلف ونتفق ونتحاور وسوف نصل في النهاية الى حل يرضي الجميع، وقد كان هناك حوار يتم بين مختلف الأطراف.. وكيف أعطت السعودية لنفسها الحق بأن تدمر شعباً بأكمله لتعيد شخصاً الى منصبه.. اليوم مقومات هذا لشعب تدمر وربما يحتاج إعادتها الى أكثر من مائة مليار دولار.. ضف الى ذلك الآثار النفسية، والناس الذين فقدوا أبناءهم وأهليهم هذه لا تعوضها أموال العالم، وبالتالي الصعوبات قائمة على كافة الاتجاهات ليس في التعليم فقط بل والاقتصاد وربما يزداد الوضع بعد العدوان صعوبة، لكننا نتوكل على الله وسنعمل من أجل أن تعود اليمن أفضل مما كانت عليه سواء في الجانب السياسي أو الديمقراطي أو التنموي أو التعليمي والمهم أن تنتهي هذه النعرات التي تزرع بمسميات مختلفة تارة جنوب وشمال، وشافعي وزيدي، وسني وشيعي، فكلنا أبناء وطن واحد.
ولم يكن قبل هذا العدوان أي إشكال من هذا النوع.. كان الناس يتحاورون وعلى وشك الوصول الى حل يرضي الجميع، ولاشك أن اليمنيين عقلاء ولن يقبلوا بالمتآمرين على الوطن وكما فشل مشروع الربيع الغربي في اليمن ولم يتمكنوا من حكم اليمن ثلاث سنوات، وأنا على يقين أن الآخرين لن يتمكنوا بهذا العدوان من تحقيق أهدافهم، والدليل على ذلك بدا واضحاً من الآن ما سُمي بأهداف عاصفة الحزم التي حددت أهدافها وانتهت العاصفة ولم تحقق أي هدف من الأهداف التي حددتها مسبقاً لم تتمكن من إعادة الشرعية ولا من استعادة أسلحة الدولة أو اجبار الحوثي على الانسحاب من المدن التي سيطر عليها، لذلك أطلقوا على عمليتهم الثانية اسم إعادة الأمل، واليمن ليس لها علاقة بهذا الأمل هو إعادة الأمل بالنسبة لهم الأمل الذي فقدوه في عاصفة الحزم، واليوم معهم اسم ثالث هو عملية ثأر نجران وهي جميعها مسميات تعكس فشلهم.. كان بإمكان السعودية بدل أن تخسر خمسمائة مليار دولار في حربها على اليمن كان بإمكانها أن تمد اليمن بخمسين مليار دولار تعمل منها نهضة كبيرة جداً غير عادية.
تغليب مصلحة الوطن
♢ في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها بلادنا .. ما هي رسالة وزارة التربية لكلٍ من الأحزاب والتنظيمات السياسية.. الكادر التربوي.. أولياء الأمور.. الطلاب؟
- أولاً رسالة الى قادة الأحزاب السياسية، وأقصد أولئك العملاء الذين باعوا وطنهم وذهبوا يباركون للمعتدي عدوانه ليحصلوا على قليل من المال مقابل سفك دماء أبنائهم وتدمير وطنهم.. أقول لهم: يجب عليهم أن يراجعوا برامجهم السياسية، وعليهم أن يعرفوا أن التاريخ لن يرحمهم، وأشرف لهم أن لا يعودوا الى هذه الأرض.
والرسالة التي توجهها الى الكادر التربوي والى الشعب اليمني بشكل عام يجب أن يستمروا في صبرهم وصمودهم.. نحن لسنا مع أو ضد أحد..أقول للتربويين وأولياء الأمور: إن الحرب كانت ظالمة على الجميع وعلينا أن نصبر ونتحلى بروح التسامح وأن يكون الوطن هو هم الجميع، كما علينا جميعاً أن نغلب مصلحة الوطن على كل المصالح.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|