كلمة الميثاق -
عيد الاستقلال المجيد الـ30 من نوفمبر 1967م والذي صادف يوم أمس اكتمال عامه الـ47 كان تتويجاً لمسيرة نضالية خاضها شعبنا اليمني وفي طليعته حركته الوطنية في مواجهة أقوى وأعتى وأخبث إمبراطورية استعمارية عرفها التاريخ ولكن لم تلُح في آفاق الانتصار على المحتل البريطاني الا بعد ان شهد اليمن ومحيطه الإقليمي وفضاؤه الدولي متغيرات وتحولات كبرى أدت الى تنامي حركات التحرر الوطني ليس فقط من الهيمنة الأجنبية على رقاب الشعوب بل ومن كافة أشكال الطغيان والظلم والاستبداد ومظاهر التخلف التي كانت ترزح تحته امتنا العربية والإسلامية وشعوب العالم الثالث.
وفي هذا السياق فجَّر اليمنيون ثورتهم «26سبتمبر 1962و14 أكتوبر 1963م» الذين هبوا من الشمال والجنوب والشرق والغرب يخوضون كفاحاً ملحمياً، مقدمين التضحيات وقوافل الشهداء حتى تكلل نضالهم الطويل بنيل الاستقلال الناجز وترسيخ النظام الجمهوري، ومع ذلك لم ينجز الهدف الاسمى لثورتهم الا بعد عقدين ونيف من هذا الانتصار ليصنعه الزعيم علي عبدالله صالح ومعه كل المناضلين الشرفاء المخلصين من ابناء شعبنا اليمني في الـ22 من مايو الاغر 1990م.. مجسدين بذلك حلم أولئك الأبطال الأحرار الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية من اجل يمنٍ موحد وديمقراطي آمن ومستقر.
إن فرحتنا بيوم الـ30 من نوفمبر هو ابتهاج بالإرادة الوطنية الوحدوية الجامعة لليمنيين كافة، التي لا يمكن ان تتأثر بالصعوبات والتحديات مهما كان حجمها، إيماناً بأنها لن تنال من شعب عريق قهر المستحيل وشيد واحدة من أعظم الحضارات الإنسانية، ومثلما فجَّر ثورة سبتمبر وأكتوبر فإنه قادر على إسقاط كل المشاريع الصغيرة التي تسعى بعض القوى المريضة من خلالها إلى إعادة عجلة التاريخ الى الوراء والى زمن لن يعود..
وهكذا مثلما سقطت رهاناتها في الماضي ستسقط اليوم لان الثورة اليمنية المنتصرة بوجود النظام الجمهوري والاستقلال الوطني والوحدة حقائق خالدة وُجدت لتبقى، وان الدعوات الى الانفصال والتشرذم والتشظي سيتصدى لها شعبنا وسيفشل مرامي من يقف وراءها ممن أفقدتهم مصالحهم استيعاب ان تضحية اليمنيين الجسيمة من اجل الحرية والاستقلال والوحدة لن تذهب هدراً وهي محروسة بإرادة الأجيال الواعية المدركة ان صون كرامتها وعزتها وبناء حاضرها ومستقبلها لا يكون الا بالوفاء لدماء الشهداء التي روت تربة هذه الأرض الطيبة.. أما العمل باتجاه الانفصال والتجزئة فإنه خيانة لتضحيات شعبنا الذي سيسقط كل المشاريع الصغيرة..