موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي - الرهوي يدشن امتحانات الثانوية العامة - 5 شهيدات في غارة لطيران المرتزقة المسير في تعز - صدور كتاب اكثر من (100) شخصية كتبوا عن الاعمال الكاملة للبروفيسور بن حبتور - الأمين العام يعزي الشيخ مبخوت البعيثي بوفاة شقيقه - منظمة دولية: لا مكان آمن في قطاع غزة - حماس ترد على بيان الدول الـ18 - صنعاء.. استمرار الحشود المليونية الداعمة لغزة - 34356 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
الإثنين, 03-نوفمبر-2014
الميثاق نت -  عبدالرحمن مراد -
< تتحدث الصحف وبعض المواقع الالكترونية عن وجود وفد من الجهاز الاستخباراتي السعودي باليمن، وتقول تلك الصحف والمواقع ان السعودية تمارس ضغوطاً على الرئيس السابق وتحاول أن تدفع به الى محاربة حركة أنصار الله وتعيد حلقة تحالفاته السابقة مع القبيلة والاخوان.. طبعاً مضامين الأخبار تحمل أمنيات قديمة / جديدة للاخوان ترى طرحها في هذه الآونة مفيداً في استعادة ما كان، وتبدو حركة الزمن تسير في اتجاه معاكس لهذه الأماني، فالسعودية لا نظنها من الغباء الى الدرجة التي يتمناها الاخوان، وهي في المقابل لا تسير في فلكهم.
من المسلّم به أن السياسة والعلاقات تقوم على مصالح مشتركة، وقدرة الساسة على التوفيق بين المصالح هي الخيار الأمثل في إدارة العلاقات بين بلدين جارين، ولا نظن أن نزعة التجانس الثقافي ستعمل على ضمان المصالح، ذلك أن موضوع التجانس من المستحيل تحقيقه في ظل اتجاه أيكولوجي غير متناغمٍ ولن يتناغم مع واقع وافد متضاد وليس تعبيراً عن عامل ثقافي تاريخي متجذر، القضية هنا قضية اجتماعية وثقافية ترتبط بأبعاد مختلفة كالبيئة الطبيعية، والبناء الديموجرافي والتنظيم والأنساق الاجتماعية، وقد دلّت تموجات الواقع اليمني على القدرة في تفكيك ما تهيأت له الظروف السياسية في النمو كما دل على هشاشة ذلك البناء رغم ما هيئ له في السنين الخوالي.
تستطيع المملكة أن ترتبط بمصالح ضاغطة على اليمن تتغاير تغايراً كلياً مع ما ألفناه خلال النصف الأخير من القرن الماضي ومن خلالها يصبح من يحكم في اليمن غير ذي أهمية، فمثلاً هي ترتبط مع أمريكا بمصالح اقتصادية وفق اتفاق وُقع بين السعودية وأمريكا في عقد الخمسينيات، قضى ذلك الاتفاق بتأمين خط الطاقة لأمريكا مقابل العمل الدولي والأمريكي على استقرار المملكة ومركزيتها في المنطقة، وظل ذلك الاتفاق يوفر حالة من الاستقرار للمملكة منذ ذلك اليوم الى يومنا المشهود، وإذا عملت المملكة على تحقيق ترابط اقتصادي مع اليمن يعمل على أسس تنموية ويوفر حياة كريمة للمواطن اليمني لا أظن الأنظمة والكيانات والأحزاب ستنال من أمن المملكة أو استقرارها، وهو الأمر الذي تتخوفه السعودية من اليمن، كما أنّ تنافسها الإقليمي على المركزية لن يكون قوياً وفاعلاً إذا لم يكن العنصر الاقتصادي حاضراً فيه، والعنصر الاقتصادي وفق طبيعته يتطلب وعياً ثقافياً يعيد ترتيب النسق الاجتماعي وفق قيم حضارية جديدة تتجاوز الماضي لتبدع هي واقعها.
من حق السعودية أن تبحث عن مصالحها، ومن حق اليمن أن تبحث عن مصالحها، وليس لطرف أن يلغي الآخر في مقابل بقائه وبقاء مصالحه، لأن مثل ذلك يهدد الوجود بالفناء، والوصول الى نقطة الفناء لن يكون الا فناءً مؤجلاً لأي طرف، وثمة متربص قد يجد مصالحه في صراع غير محمود العواقب.
ثمة معادلة يجب أن تحضر في ذهن كل الأطراف حتى نتمكن من الوصول الى نتائج منطقية، فالتفوق المادي والحضاري الذي تعيشه المملكة في الراهن الجديد هناك ما يعادله أو يفوقه عاشته اليمن في الماضي القديم وهو عنصر مهم في التفاعل الكيمائي الحضاري الجديد، وهنا تصبح لدينا ثنائية قابلة للتفاعل وقابلة للتكامل، وفي السياق ذاته قابلة للصراع.
لا نريد من الأشقاء أن يجتهدوا في النسج على منوال الماضي، لأن ذلك الماضي ترك في أذهان المجتمع اليمني صورة مشوهة وغير حقيقية وهي صورة قاتمة تعيش في اللاوعي الجمعي وقد تستيقظ في أية لحظة تاريخية فارقة، ويقظة تلك الصورة النمطية في وجدان المجتمع اليمني ستكون لها آثار مدمرة، ولذلك ندعو الأشقاء الى إعادة ترتيب نسقهم السياسي والثقافي مع اليمن وفق معايير المصالح المشتركة لأن ذلك من شأنه أن يعمل على تفكيك الصورة النمطية في الوجدان العام، كما أن التفاعل مع حقائق الواقع اليمني سيعمل على التخفيف من حدة تلك الصورة ويحد من مخاطرها.. وعليهم أن يدركوا أن تناولات الإعلام بمثل ذلك النزق لقضايا المجتمع اليمني تكرّس صورة هي في حاجة الى تجاوزها من أجل أن تبني على مداميكها صورة حضارية أكثر تناغماً مع حقائق المرحلة الجديدة في اليمن.

الملحق الثقافي السعودي باليمن:

ساءني جداً مالاكته وتلوكه بعض المواقع والصحف في حق الدكتور علي الصميلي الملحق الثقافي بسفارة المملكة بصنعاء.. الدكتور علي الصميلي عرفته أديباً ومؤرخاً وباحثاً يضع حداً فاصلاً بين عمله الرسمي كملحق ثقافي في سفارة المملكة بصنعاء وبين الأديب والمثقف والمؤرخ والباحث الذي يتفاعل مع المشهد الثقافي اليمني على أسس معرفية بحتة وبآصرة أدبية - على مذهب أبي تمام- ولا نرى في ذلك ما يعيب أو ينتقص من قيمة أحد، لكن يبدو أن الصورة النمطية للعلاقات اليمنية- السعودية تترك ظلالاً قاتماً على نفوس الكثير، ومن الغرائب أن تفاعلات الكثير من أرباب المشهد الثقافي اليمني مع السفارات لا تثير ذات الحساسية مع أحبتنا وأهلنا واخوتنا وجيراننا في المملكة.
ولذلك أقول للصديق العزيز الدكتور علي الصميلي نحن ضحايا سياسات خاطئة، وأي خدش تشعر به هو بمثابة طعنة رمح نجلاء في نفوسنا.. ستظل شامخاً في وجداننا بما لك من أثر محمود وبقيمتك العالية، وبأثرك المعرفي وأدبك الجمِّ.
ما بين شعبي اليمن والمملكة أواصر محبة لا يمكن للسياسة أن تترك أثراً فيها.. وعلينا أنْ نضع فواصل بين العلاقات الانسانية وبين السياسات وتقلباتها.. محبتنا وتقديرنا لك أيها الانسان النبيل الدكتور علي الصميلي، واعلم أنك أكبر مما يقال.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)