موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي - الرهوي يدشن امتحانات الثانوية العامة - 5 شهيدات في غارة لطيران المرتزقة المسير في تعز - صدور كتاب اكثر من (100) شخصية كتبوا عن الاعمال الكاملة للبروفيسور بن حبتور - الأمين العام يعزي الشيخ مبخوت البعيثي بوفاة شقيقه - منظمة دولية: لا مكان آمن في قطاع غزة - حماس ترد على بيان الدول الـ18 - صنعاء.. استمرار الحشود المليونية الداعمة لغزة - 34356 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
الثلاثاء, 01-يوليو-2014
الميثاق نت -  بقلم/ عبده محمد الجندي -
< الذين تشغلهم قضايا الدنيا وما تنطوي عليه من الأطماع حول المكاسب المادية والمعنوية حتى ولو كانت بأساليب ووسائل غير مشروعة لاشك بأن الدنيا دينهم وديدنهم، وقد يكونون غافلين عن قول الرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «إن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة»، ومعنى ذلك أن الدنيا فانية وأن الباقيات الصالحات.. إن المكاسب فيها ينبغي أن تخضع للعمل ولكن بأساليب ووسائل مشروعة وخالية من الظلم ومن الخداع ومن الدجل ومن المكايدة ومن الاستغلال والكذب بكافة أشكاله وأنواعه لأن في الدنيا الفانية الكثير من المغريات المحركة للأطماع بكافة أشكالها وأنواعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والشهوية.. الخ.. ذات الصلة بغلبة الشر على الخير والظلم على العدل والباطل على الحق والزنا على العفة والكفر على الإيمان والإفطار على الصيام والاستبداد على الديمقراطية والملكية الخاصة والاحتكار على المساواة والفرص المتكافئة وعلى الشراكة والعدالة الاجتماعية الى غير ذلك من المكاسب الدنيوية الفانية التي تجعل الملكية الخاصة في حالة طغيان دائم على الملكية المختلطة والملكية العامة وتجعل الذاتي بديلاً للموضوعي.
أعود فأقول: إن شهر رمضان الكريم من الاشهر المباركة التي تجعل المسلم يتقرب الى خالقه الأعظم بسلسلة من العبادات التي لا تنحصر في الصلاة والصيام والزكاة والعمرة وقراءة القرآن الكريم، بل تتجاوز ذلك الى الإكثار من الحسنات والصدقات على الفقراء والمعدمين من الأيتام والعجزة والمرضى والمحتاجين والعاطلين عن العمل من الذين تسحقهم البطالة ويمزقهم الفقر وتذلهم الحاجة بعد ثلاثة أعوام من الأزمة المركبة التي دخلت الى كل بيت وأكلت الأخضر واليابس بصورة جعلت الحالة المعيشية لا تطاق عند الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب اليمني الصابر والصامد.
أقول ذلك وأذكر فيه ذوي الغنى والميسورين أن رضا الله يحتم عليهم التسابق على إنفاق جزء مما لديهم من الأموال والثروات في إعادة البسمة الى هؤلاء البؤساء والمحتاجين الذين لا يمتلكون ما يمكنهم من توفير الضروريات المعيشية في هذا الشهر الكريم شهر العبادات والصدقات والحسنات التي يحتاجونها في ذلك اليوم في عالم البقاء والخلود الأبدي.
وعلى وجه الخصوص أولئك السجناء الذين أجبرتهم العسرة على تجاوز الفترات القانونية في محابسهم مؤكدين بذلك أن أجمل ما في هذه الدنيا الفانية لا يساوي جناح بعوضة عند الله، وإن إطعام جائع وكساء عارٍ وإنقاذ محتاج وإطلاق سجين معسر من أرقى العبادات التي تضاعف الحسنات في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ورصيد روحي مثقل بأعمال البر والإحسان والحسنات والصدقات وتسديد الحقوق المحكومة بها على المعسرين.
أما السياسيون المتورطون بسلسلة من الصراعات والحروب والنزاعات الدامية والمدمرة للوحدة وللأمن والاستقرار وللتنمية الاقتصادية والاجتماعية فإن واجبهم يحتم عليهم استشعار مسؤولياتهم الوطنية والايمانية تجاه شعبهم الذي يتنافسون على ثقته الغالية، فهم في هذا الشهر الكريم مطالبون أن يعلنوا المصالحة الوطنية بعقول واعية وقلوب مؤمنة ونفوس عامرة بفضيلة الصدق لأن الصراع على السلطة أصبح كابوساً لا نجد له بين أبناء الشعب سوى ما نسمع اليه من ذوي الأنين وآهات الحزن والرعب والارهاب التي كدرت صفو الحياة الآمنة والمستقرة، ناهيك عما أحدثته الصراعات والحروب الطائفية والمذهبية من تأثير على الوحدة الوطنية بصورة يتضرر منها الجميع ولا يستفيد منها سوى أعداء الشعب، لذلك آن الآوان لرفع شعار المصالحة الوطنية على قاعدة الثقة بإرادة الشعب والاستعداد للاحتكام للديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة بشرعية انتخابية ينتج عنها أغلبية تحكم وأقلية تعارض.
الأولى تحكم بعقلية من سيعارض في الغد فلا تستخدم القمع والسلاح بوجه المعارضة فتعمل على مصادرة النقد البناء وتكميم الأفواه للحيلولة دون تمكين المعارضة من الوصول الى الحكم.
والثانية تعارض ولكن بعقلية من سيحكم في الغد فلا تلجأ الى المطالبة بالمعجزات من باب الرغبة بالتعجيز وإشاعة المزيد من الفوضى كمرتع خصب للفساد والافساد.
أقول ذلك وأقصد به ان المصالحة الوطنية على أساس الديمقراطية هي المدخل الصائب والصادق لتحقيق التقدم والأمن والسلم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية، لأن الصراع على السلطة يصبح محكوماً بالانتخابات المعبرة عن إرادة الهيئة الشعبية الناخبة صاحبة القول الفصل في منح الثقة وحجب الثقة بدلاً من الاتفاقات التي تقوم على التقاسم واخضاع السلطة للمحاصصة بين بعض الأحزاب على حساب البعض الآخر، لأن التقاسم والمحاصصة عملية شمولية لا تتفق مع الديمقراطية السائدة في العالم، ولا ترضي إرادة الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب المنتصرة للوحدة الوطنية والمحققة للأمن والاستقرار والتنمية، بعد أن أكدت التجربة والممارسة العملية ان استبدال الانتخابات بنوع من الاتفاقات الثنائية للخروج من الأزمة السياسية لا يلبي ما تتطلع اليه الهيئة الشعبية الناخبة من حياة ديمقراطية سليمة بل تمثل عملية شمولية تمكن لبعض الاحزاب من احتكار السلطة بشرعية حزبية لا تتفق مع الشرعية الدستورية المستندة الى منظومة دستورية وقانونية استفتي عليها من الشعب، لأن هذا النوع من الحكومات التقاسمية لا تخضع للرقابة الشعبية المتمثلة بالمجالس المنتخبة وتضع بالاعتبار إرضاء الأحزاب والتنظيمات السياسية الحاكمة مهما كانت عواقبه وخيمة ومؤلمة للشعب في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية، لأن هذا النوع من الحكومات التي تستقوي بما لديها من الأحزاب التي أوصلتها الى الحكم وتدير ظهرها لأبناء الشعب الذين لم يكن لهم يد في توصيل هذه الحكومات الى المواقع القيادية التي تتربع فيها.
لذلك فإن الشعب اليمني لا يستطيع أن ينجز منظومته الدستورية والقانونية وفقاً لما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني الذي نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة الا من خلال المصالحة الوطنية المعبرة عن قناعة القيادات الحزبية والسياسية الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتلك القوى التي وقعت على مخرجات الحوار الوطني غير المشاركة في حكومة الوفاق وفي التوقيع على المبادرة الخليجية.
إن إنجاز الدستور سوف يمثل لحظة ديمقراطية فاصلة والاستفتاء عليه من الشعب نهاية للمرحلة الانتقالية وبداية للديمقراطية المعبرة عن إرادة الشعب، ولاشك أن مطلب المصالحة الوطنية من المطالب الملحة التي يستدل منها على الاقتناع بالديمقراطية وبالشرعية الانتخابية، وبدون ذلك ستبقى الأحزاب غير الحاكمة في حالة صراع وحروب مع منهم في الحكم، وستبقى الأحزاب الحاكمة في حالة صراع وحروب سياسية وإعلامية مع بعضها البعض تنظر للربح والخسارة من زاوية ما بعد المرحلة الانتقالية، وليس من داخل الدوامة الضيقة للمرحلة الانتقالية التي تعتبر السلطة في نطاق ما لديها من الاقطاعيات المقصية.
أعود فأقول إن شهر رمضان هو شهر عبادات وحسنات يؤكد فيها المسلمون ان الدنيا فانية وأن الآخرة هي الباقية والخالدة بجوار الخالق سبحانه وتعالى وأن التماس رضا الله لا يتم من خلال ما لديهم من المكتسبات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية بقدر ما يحتم عليهم الاحتكام لشرف ونبل الوسائل والأساليب المجسدة لنبل وشرف الغايات العظيمة.. ذات الصلة بالمثل والمبادئ المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف دين الحياة والحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة والتجرد من الأهواء والنزعات الأنانية المدمرة للمثل والقيم الروحية والإيمانية.
إن الذين يملكون من الثروة ما يمكنهم من إعانة الفقراء والبؤساء والمحتاجين يضيفون الى صيامهم وصلاتهم وعباداتهم الكثير من الحسنات وما يترتب عليها من الأجر والثواب، وكذلك الذين هم في موقع يمكنهم من امتلاك قدر من السلطة والنفوذ، هؤلاء مطالبون أن يتقربوا الى الشعب من خلال استخدام ما لديهم من السلطة والنفوذ لمصلحة شعوبهم ولما يحقق التخفيف من معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية والامنية أي يعيدوا للخائفين ما هم بحاجة اليه من الأمن ويوفر للمحتاجين ما هم بحاجة اليه من الغذاء والكساء، وغير ذلك من الخدمات المتمثلة بالكهرباء والمياه والنفط والديزل والغاز والمواصلات، لأن الشعوب تمتلك الحق في استخدام ما تكفله لهم الدساتير والقوانين من الحقوق والحريات التي يمكنها من المطالبة بالحد الأدنى من الضروريات لأن السلطة مسؤولية والمسؤولية أمانة، والأمانة تحتم على المؤمن أن يقدم الضروريات على الكماليات والأمن على الخوف والاستقرار على الارهاب والحرب، والحياة على الموت.. والكفاية على الحاجة.
قد لا يكون ما ينطبق على الممسكين بالسلطة من مسؤولية تجاه شعوبهم أكثر إلزاماً والتزاماً من أولئك الاغنياء والأثرياء من رجال المال والأعمال الذين لا يحتكمون الا لضمائرهم وما يترتب عليه من أخلاقيات إيمانية وإنسانية تحتم عليهم التقرب الى الله بالإكثار من الحسنات والصدقات والتخفيف من معاناة المحتاجين طمعاً بما يترتب عليها من الفوائد والعائدات الأخروية التي يتخذونها من دنياهم لآخرتهم، لكن أولئك الذين تحتم عليهم مواقعهم ومسؤولياتهم الدستورية والقانونية ان يوفروا لشعوبهم قدراً معقولاً ومقبولاً من الضروريات المادية والأمنية والخدمية وإلا واجهوا ردود أفعال صاخبة وغاضبة من البؤساء والمحتاجين.
وفي الحالتين معاً فإن هناك مسؤولية قانونية وأدبية وأخلاقية تحتم على من لديهم فائض عن حاجتهم أن يتقربوا به الى خالقهم في هذا الشهر الكريم الذي تتفتح فيه أبواب السماء لنجوى إرادة القدر في منح المراتب والمواقع الرفيعة لمن يحسنون أداء المسؤوليات الموكلة اليهم وفي إعطاء ذوي الحاجة قدراً مما لديهم من فائض الأموال لأن الدنيا فانية ودار عبور الى ملكات الديمومة والخلود الأبدي بجوار خالقهم الأعظم.
الصيام والصلاة عملية مفروضة على المسلمين بأوامر إلهية تعد بالجنة وتوعد بالنار، ولكن التقرب الى الله من خلال الاقتراب من البؤساء والمحتاجين لا تقل أهمية عن العبادات المفروضة بأوامر إلهية مقدسة يستدل منها على الإيمان والطهارة المجردة من أنانية الخصاصة والمصلحة الذاتية الفانية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)