موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجيديع يعزي بوفاة الشيخ محمد الضبياني - حصيلة شهداء قطاع غزة ترتفع إلى 34454 - الزراعة تكشف حقيقة وجود دودة في المانجو - الوهباني يعزي بوفاة الشيخ عبدالرقيب المنيفي - الرهوي يدشن امتحانات الثانوية العامة - 5 شهيدات في غارة لطيران المرتزقة المسير في تعز - صدور كتاب اكثر من (100) شخصية كتبوا عن الاعمال الكاملة للبروفيسور بن حبتور - الأمين العام يعزي الشيخ مبخوت البعيثي بوفاة شقيقه - منظمة دولية: لا مكان آمن في قطاع غزة - حماس ترد على بيان الدول الـ18 -
مقالات
الإثنين, 19-مايو-2014
الميثاق نت -   محمد علي عناش -
نشأ أسامة بن لادن الابن السادس عشر لرجل أعمال سعودي ثري جداً، متأثراً بالشيخ عبدالمجيد الزنداني، والذي يُعتبر الأب الروحي لأسامة بن لادن، وعلى يديه تبلورت شخصيته الدينية وميوله الجهادية بدءاً من محاضرات الزنداني في السعودية والتي كان يداوم عليها بن لادن بشكل مستمر، وملازمته في افغانستان أثناء فترة الجهاد ضد الاحتلال السوفييتي، والأهم من ذلك اشتراكهما سوياً في تفويج المجاهدين العرب، واستقبالهم في بيوتات الدعوة ببيشاور، حيث يتم إعداد قاعدة بيانات تفصيلية عن كل مجاهد ومن ثم يتم ترحيلهم الى معسكرات التدريب في افغانستان، من هنا برزا كأهم شخصيتين قياديتين للمجاهدين العرب قائدهم الفلسطيني الشهيد عبدالله عزام والذي استشهد في ظروف غامضة ليتولى بعده اسامة بن لادن ومعه الشيخ الزنداني قيادة المجاهدين العرب وكل ما يتعلق بشؤونهم أثناء فترة الجهاد وبعدها.
كانت هذه هي المحطة الجهادية الأولى في مشوار أسامة بن لادن، هذا المشوار الذي لم يهدأ أو يتوقف، فما أن رحل المحتل السوفييتي من أفغانستان، وبدأ صراع الفصائل الاسلامية على السلطة حتى كانت حرب الخليج الثانية، وفيها وجد نفسه في مواجهة النظام السعودي الحليف الرئيسي لأمريكا في حربها على القوات العراقية، ليغادر السعودية الى افغانستان ليبدأ من معقله هناك محطته الثانية بإطلاق صرخته الاولى سنة 1992م رافضاً فيها فتوى بن باز التي أباحت الاستعانة بالقوات الأجنبية ضد القوات المسلمة المعتدية، وداعياً الجماعات الاسلامية للجهاد لتحرير الأماكن المقدسة بدون القوات الامريكية، وبالفعل استجابت لهذه الصرخة بعض التيارات السلفية ذات الطابع الجهادي والتحق الكثير من أعضائها بأسامة بن لادن في افغانستان، ولقد تزامنت هذه الدعوة مع الدعوة التي أطلقها بن لادن لتحرير المحافظات اليمنية الجنوبية من قبضة الحزب الاشتراكي الماركسي الكافر، فاستجاب لها بعض التنظيمات الجهادية، وبالذات تنظيم الجهاد الاسلامي وكذا الأفغان العرب الذين كانوا قد بدأوا ينشطون ويتحركون ويشكلون خلايا جهادية متطرفة في المحافظات الجنوبية بعد عودتهم من افغانستان مباشرة، من أمثال طارق الفضلي وأبو الحسن المحضار وغيرهما الكثير والذين ارتبطوا ارتباطاً مباشراً بالجنرال علي محسن الاحمر.
على إثر هذه الدعوات بدأت السعودية تشهد أعمال العنف والتفجيرات المتتالية في الرياض والخبر وغيرهما من المناطق وتفجير فندقي عدن واغتيال الكثير من القيادات الاشتراكية ومحاولة اغتيال علي صالح عباد مقبل الذي كان حينها محافظاً لمحافظة أبين.
معظم الجماعات والتنظيمات الجهادية في هذه الفترة كانت تربطها بأسامة بن لادن العاطفة الروحية والدينية لا الولاء التنظيمي، حيث والكثير من العمليات الارهابية التي كانت تقوم بها بدون مرجعية بن لادن، حتى يناير عام 1998م والذي أعلن فيه بن لادن عن تأسيس «الجبهة العالمية للجهاد الاسلامي».. والتي أخذت مسمى «تنظيم القاعدة» وارتكزت على هدفين الأول: ضرب المصالح التابعة لأمريكا وحلفائها، والثاني اسقاط الأنظمة العربية العميلة والعلمانية في سبيل تحقيق قيام دولة الخلافة الاسلامية، كانت هذه الجبهة أو التنظيم ملتقى لجميع التيارات الاسلامية الجهادية ذات التوجه السني من «سلفية، دعوة، اخوان» والتي أمزجته في هذا الاطار التنظيمي الجهادي في سبيل تحقيق الهدفين المذكورين أعلاه.
ولقد اعتمد أسامة بن لادن كتاب «العمدة في إعداد العدة للجهاد في سبيل الله» تأليف سيد إمام عبدالعزيز الشريف، المنهج الفكري والتربوي لأعضاء التنظيم، وهو منهج سلفي متطرف محرض على العنف وممارسة الارهاب باسم الجهاد في سبيل إقامة دولة الخلافة الإسلامية، كما يتضمن الكثير من الأفكار المستلهمة من كتاب «معالم في الطريق» لسيد قطب فيما يتعلق ببدعة الديمقراطية، والحاكمية وكفر الحاكم العربي، والجاهلية المعاصرة التي يعيشها المجتمع العربي والاسلامي.
ومن خلال هذه المحطات والتراكمات التي تشكل فيها تنظيم القاعدة والروافد التنظيمية والفكرية التي ارتكز عليها يتضح بجلاء التداخلات والامتدادات الاخوانية في هذه المحطات، والدور الذي لعبته رموز وتيارات اخوانية في ولادة وتراكمات هذا التنظيم الارهابي في البلدان العربية عامة وفي اليمن خاصة بدءاً من الأب الروحي لأسامة بن لادن الشيخ عبدالمجيد الزنداني وأيمن الظواهري، مروراً بعبدالسلام الحيلة وهو ضابط اخواني في الجيش اليمني، تولى ملف الأفغان العرب الذين لجأوا الى اليمن بعد خروج الروس من أفغانستان خوفاً من المصير الذي كانوا سيلاقونه إن عادوا الى بلدانهم وكانوا أعداداً كبيرة ومن جميع البلدان العربية، ولأنه كان يمثل كنزاً معلوماتياً حول هذا الجانب، فقد تم استدراجه في منتصف التسعينيات الى القاهرة وهناك تم اختطافه، ومن تلك الفترة الى اليوم لم يُعرف مصيره، وليس مستغرباً أن يكون موقف الإصلاح من حينه باهتاً وضعيفاً في تناول قضيته والمطالبة بإطلاق سراحه، ثم الصمت النهائي عن قضية الرجل، إلا لأن الحيلة كان يمتلك في جعبته معلومات خطيرة عن الجيل الأول لتنظيم القاعدة وهو جيل الأفغان العرب، وعلاقة رموز وقيادات الاصلاح بهذا الجيل، ولم يكن من باب التكهن بعدها بسنوات، وبالتحديد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإدراج جامعة الايمان ضمن المؤسسات التعليمية الداعمة للارهاب، وتجميد أرصدتها، وإدراج الكثير من البنوك ومحلات بيع العسل التابعة للاخوان ضمن قوائم المنشآت الداعمة للارهاب، وإدراج اسم عبدالمجيد الزنداني وعلي محسن الأحمر كرموز دينية وعسكرية لها علاقة بتنظيم القاعدة والتنظيمات المتطرفة والارهابية الأخرى كالجماعات التكفيرية.
كنا في الحلقة السابقة من هذا الموضوع قد تطرقنا بشكل مقتضب إلى الامتدادات الاخوانية في تكوين التنظيم وعملياته الارهابية، مدللين ببعض الشواهد التي كشفتها مواجهات الجيش اليمني في محافظتي أبين وشبوة مع عناصر القاعدة في 2011م، لكن أين موقع القائد العسكري علي محسن الأحمر في هذا الملف وفي هذه التداخلات والامتدادات والمشوار الذي قطعه تنظيم القاعدة في تكوينه، وتكوينه أهم وأقوى فروعه وهو «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» ومركزه اليمن، وهو ناتج عن اندماج فرعي اليمن والسعودية، لذا لابد أن نفرز حيزاً لهذا الرجل الذي بقدر ما تحمل شخصيته الكثير من الغموض، بقدر ما يحفل تاريخه بالكثير من الشبهات بل والشفرات المحورية في مشوار القاعدة وانتعاشه في اليمن، ليس فقط كإخواني بل أيضاً كشخصية لها مشروعها الخاص وأهدافها الخاصة في السلطة.
علي محسن الأحمر
من المفيد أن نبدأ حديثنا عن الرجل بتصريح حديث لعضو الكونجرس الأمريكي «اليجا كامننغ» الذي قال: «ليس هناك حكومة في العالم تعين نواباً لها من العائدين من أفغانستان إلا في اليمن».. في إشارة الى أحد مساعدي رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة، وبالطبع هو من المحسوبين على اللواء علي محسن الأحمر وهو من أوصله الى هذا المنصب.
ما من شك حول ارتباط وعلاقة علي محسن بالتنظيمات الدينية المتطرفة والجهادية منذ عقود، غير أن هذه العلاقة تنطلق من مشروعه الخاص، وتكيفها شخصيته الطامحة في السلطة والنهمة للمال والجاه بشكل جنوني، والتي بدأ مشوارها منذ أن كانت أقصى أمنياته أن يكون مرافقاً لدى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، من هذا الجانب يجب أن نقرأ مشروع علي محسن الخاص الذي ليس له علاقة بالدولة المدنية ولا بالدولة الدينية ولا بالخلافة الاسلامية، لذا لم يكن قط رجل دولة، فهو الى سنوات قليلة ماضية حدث أن بسط على مساحة شاسعة في مذبح وأقام عليها سوق مذبح الحالي الذي يدر عليه مئات الملايين سنوياً، ظل يبحث عن مصادر وأدوات القوة التي تجعل منه الرجل الأول في اليمن ومصدر القرار في السلطة، فإلى جانب مركزه المالي الضخم الذي بناه بمختلف الطرق التي أقل ما توصف بأنها غير مشروعة، بنى له شبكة إعلامية خاصة به وطابوراً طويلاً من الإعلاميين التابعين له الذين يشتغلون كفرقة موسيقية يقودها المايسترو علي محسن تعزف مقطوعة العدم من ألحانه وإبداعاته، بالإضافة الى نسج شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية المتناقضة من الأكاديميين والمثقفين والمشائخ وقطاع الطرق وأنصار الشريعة، ويتداخل فيها الماركسي والقومي والاقطاعي والارهابي والتكفيري والحداثي، الجميع يتساوون في هذه الحضرة، لكن ليس تحت راية مشروع وطني وإنما تحت راية المشروع الخاص لعلي محسن الأحمر.
من هنا كان المتطرفون والارهابيون أداة من أدواته ومن أهم مرتكزات امبراطورية القوة التي أسسها منذ ثلاثة عقود، فقد كان الحضن الدافئ للأفغان العرب اليمنيين الذين عادوا من افغانستان، حيث استقبلهم بالترحاب واستوعب الآلاف منها في معسكرات الجيش التي تحت يده، وعن طريق صهره المجاهد الشيخ طارق الفضلي المقرب من الشيخ اسامة بن لادن أثناء فترة جهاده في افغانستان، توطدت علاقة علي محسن بالمتطرفين والجهاديين منذ العام 1992م في محافظة أبين، التي كانت بؤرة انطلاقهم وتحركهم، والمكان الذي حطت وفقست فيه بيضة التنظيم الارهابي «القاعدة» وتناسلت جيلاً بعد جيل في جميع المحافظات الشرقية والجنوبية، وعن طريق علي محسن تمكن طارق الفضلي من تجنيد واستيعاب معظم هؤلاء الجهاديين في المؤسسة العسكرية، واقتطاع مساحة أرض كبيرة لهم في مديرية مودية، في مكان استراتيجي تحيط به الجبال من أكثر من جهة، استخدمها هؤلاء الجهاديون كمأوى وكمكان للتدريب، وعن طريقه تمكن الفضلي من إطلاق سراح الكثير من الجهاديين المسجونين في قضايا ارهابية ليعود مرة أخرى الى ارتكاب الكثير من الحوادث الارهابية.
علاقة اللواء علي محسن الأحمر بالمتطرفين والارهابيين ودعمه لهم تعدى الشأن المحلي الى تصدير الارهابيين الى الخارج.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)